الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا توقفت كلاب حراسة العسكر عن النباح بتهمة التطبيع في مصر؟

أمين المهدي سليم

2020 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تمرغت جمهورية عصابات يوليو العسكرية وجيشها الجبان الفاسد اللص الخائن ظهرا لبطن في أنواع من كل لون من الخيانات العظمى لصالح عصابة اليمين الفاشي الاستيطاني التوسعي في إسرائيل، وأكثر أجنحة اليمين اليهودي العالمي عنصرية، فضلا عن التقلب ظهرا لبطن في ألوان العلم الإسرائيلي وفي مناسبات يعتقد أنها كانت وطنية، لماذا صمت كلب حراسة مسعور أجرب مثل مصطفى بكري الذى برر خيانة تيران وصنافير بكتاب، وأين من نبحوا باتهام التطبيع والاغتيال المدني ضد كل شيء يتحرك طوال 35 سنة، لماذا صمت حقا أمثال يوسف العقيد وجابر عصفور وكمال أحمد وحمدين صباحي ومعصوم مرزوق وهيثم الحريري وضياء رشوان ودكاكين اليسار والناصريين وغيرهم بالآلاف من المثقفين الرسميين وكلاب الحراسة والغواصات والمخبرين، حتى اصيبوا بعصاب جماعي مخابراتي وفوبيا إسرائيل والأجانب؟
يبين ديكلان ويليش مراسل النيويورك تايمز في الشرق الأوسط في 15 أغسطس 2017 وفي تحقيق مثير عن مصرع الباحث الإيطالي جوليو ريجيني بعد تعذيب بربري على أيدي أجهزة الأمن في القاهرة، أن ريجيني تعامل مع 22 شخصية مصرية تقريبا اتضح أنهم جميعا على صلة بأجهزة الأمن بما فيهم شريكه في السكن وهو محامي، وزميلته الباحثة المصرية في كمبردج، وربما تكون هذه الباحثة هى من كتب أول تقرير لفت أجهزة الأمن اليه كهدف وضحية. إلى هذه الدرجة سحق الحكم العسكري إنسانية وكرامة وكبرياء هذه النخب وحولها إلى نفايات وجثث بشرية مازالت تتنفس وتتحرك.
ثمة جانب نرجسي كوميدي في موضوع التطبيع، وهو أن هذه القطعان ذباب الأجهزة ممن لايساوون إلا وزنهم من التفاهة أو من القش اعتقدوا طويلا وبفخر أجوف هزلي أن لهم قيمة حتى أن إسرائيل يهمها خطب ودهم، بينما كان اليمين الفاشي يتهم اليسار وأنصار السلام في إسرائيل بالخيانة، ويكتب نتنياهو في كتابه "مكان بين الأمم" :"ماحاجة إسرائيل للسلام أو للتطبيع مع العرب إذا كانت قد أسست قوتها خلال الحروب".
اليوم أتخذ النفاق العسكري لإسرائيل ولليهود هيئة جغرافية أيضا ببناء القرية السياحية "مارينا دلتا" على الساحل الشمالي على هيئة الشمعدان السباعي اليهودي المقدس "المينوراه".
باديء ذي بدء لابد أن أوضح أنه ليس عندي تحفظ ولا حساسية من أي نوع لكل الرموز المقدسة في كل أديان العالم، بل على العكس أعتقد أن حرية تداولها هى من قبيل الثروة الثقافية لأي مجتمع حر يحترم نفسه، وعلى سبيل المثال كانت الإسكندرية من مراكز عبادة الإلهة المصرية القديمة إيزيس، ثم كانت أكبر مدينة يهودية في العالم، ثم كانت أكبر البطركيات المسيحية الخمسة التى تشمل بجانبها أورشليم وأنطاكيا والقسطنطينية وروما، وبعد ذلك احتضنت مقام الامام الشاطبي والمتصوفة العظماء الأباصيري وياقوت العرش والمرسي أبو العباس وكان هذا كله من بين أسباب أن الإسكندرية كانت من أجمل مدن العالم.
موضوعنا هنا هو عن جمهورية عسكرية فاشية خائنة تأسست بواسطة جواسيس ولصوص، قامت بترحيل فشلها المتزايد إلى توتر إقليمي حربي هزمت فيه بالكامل وعلى نحو محتم لصالح إسرائيل بعد أن خربت الداخل المصري ونهشت كل موارده وبددت كل المجهود الاجتماعي للمصريين، وعندما حاول البعض فهم مايجري من مصادر أخرى أو الدخول في حوار مع القوى المعنية بحل الصراع في إسرائيل بحثا عن السلام والتعايش ووقف تيار الهزائم والخسائر والضياع، فجرت الأجهزة المخابراتية والمباحثية تهمة التطبيع ضد المدنيين فقط، وبواسطة قطعان كلاب الحراسة المسعورة من المثقفين الرسميين ومن العمائم المأجورة، لحصار العقل المدني وابعاده عن ادراك الخيانة البنيوية في تأسيس ومسار هذه الجمهورية الإنقلابية، واخفاء حقيقة أن أغلب قادتها هم جواسيس وعلى رأسهم المؤسس جاسوس الفالوجا جمال عبد الناصر.
بعد وفاة مبارك نشرت الصحفية الإسرائيلية في يديعوت أحرونوت أسمادار بيري مجموعة حوارات "غير رسمية" مع حسني مبارك، لم تكن للنشر "الفوري"، ويقول مبارك عن سبب رفضه للعلاقات وتبادل الزيارات بين المصريين وبين الإسرائيليين : "إسرائيل نظامها ديموقراطي ومعظم سكانها مثقفون بينما شباب مصر جائعون ويكابدون مشاكل كثيرة ويتعرضون لدعوات للانضمام للإرهاب وهناك فوارق طبقية بين الجانبين ونحن نضطر لتسيير نظام ديكتاتوري"، كشف السافل العسكري الجاهل اللص ببساطة عن مخاوف جمهورية الخونة واللصوص العسكرية تجاه العلاقات بين المدنيين المصريين والإسرائيليين، وهو الخوف من أن تقوي هذه العلاقات المجتمع المدني المصري وتزيد من وعيه بالحقائق وبحقوقه. هل وجدت أبدا إهانة ووقاحة وانحطاط ضد شعب وضد نخبته أكثر من ذلك؟ ولكنه يكشف أيضا عن درجة انحطاط وسفالة ووضاعة وخيانة كلاب حراسة العسكر المسعورة الجرباء من المثقفين الرسميين والنخب السياسية والفنية والأدبية والأكاديمية والنقابية والإعلامية والمهنية والإدارية التى صنعتها الأجهزة الأمنية.
بعد أن أكملت هذه العصابات دورها في اخراج مصر من التاريخ ومن الانتماء للجماعة البشرية، تستمر الآن في خدمة مشروع إسرائيل الكبرى علنا وبوقاحة على حساب التراب الوطني والموارد الوطنية، ضمن خطة مايسمى حديثا "صفقة القرن"، وهى الإخراج الجديد على يد نتنياهو للخطط القديمة، بينما تحول الجيش إلى جهاز قمع ورديف أمني، وتحولت بقايا الدولة بدورها إلى أدوات قمع في مقابل امتيازات مخبولة من لحم ودم الشعب.
لابد هنا من التنويه أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تتضمن بندا ينص على :"حق كل طرف في إنشاء مركز أكاديمي للبحوث والدراسات المشتركة في عاصمة الطرف الآخر"، وبالطبع لأن إسرائيل هى الطرف الوحيد الذى يريد أن يدرس ويعرف ويفهم، أنشأت مركزها في سنة 1982، وحصلت على الأقل على 14 ألف بحث ودراسة في جوانب الحياة والتاريخ المصري من يومها وحتى الآن، بينما رفض جيش الخيانة والمافيا المصري إنشاء مركز في تل أبيب لأنه سيحتاج إلى مدنيين.
بعد سفور الخيانة وتفويض الجيش لجاسوس مجهز سلفا ومتفق عليه من بين عشرات تم تدريبهم بتنسيق دقيق بين قيادة الجيش وبين الموساد وباشراف طويل المدى من حسني مبارك، خرس نباح الكلاب وصمت الجميع بعد أن أتموا مهمتهم، وكأن لاشيء يحدث الآن، والأغرب أن أعلى هذه الكلاب نباحا شاركت في تمكين هذا الجاسوس ووضعه على طريق السلطة ثم تفويضه ودعمه.
ضافة أخيرة، أعتقد أن كل ماينتج عن التحالف بين جمهورية الخيانة واللصوصية والقمع الوحشي االعسكرية وبين اليمين الصهيوني التوسعي الفاشي من أجل تحقيق حلمه الإمبراطوري الصهيوني، واسباغ الحماية بالتالي على الجيش المصري البربري اللص الخائن الرث، هو طرح من السلام الحقيقي الذى يعني خدمة السلام العالمي والإقليمي، والتعايش والتعاون والتنمية المشتركة والحدود المدنية المفتوحة بين الشعوب. #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب