الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تترجم وزارة الداخلية العراقية ما حدث للطفل حامد؟

وقار هاشم
ناشطة مدنية

(Waqar Hashem)

2020 / 8 / 6
المجتمع المدني


تعج وسائل التواصل الاجتماعي في العراق منذ أيام بصور، مقاطع فديو وتعليقات عن اعتداء منتسبي ما يُسمى بجهاز حماية القانون على طفل عراقي، إضافة الى غضب عارم يجتاح العراق بسبب هذا التسريب الذي يظهر فيه تعرض هذا الطفل الى أبشع صور الإهانة وخرق حقوق الطفل والانسان من قبل مجموعة يٌقال انها تنتمي الى عصابة شكلها عادل عبد المهدي (لحفظ القانون). ان اسم هذه العصابة بحد ذاته مثير للسخرية والضحك. فأي قانون أراد عبد المهدي الحفاظ عليه واوامر قتل واختطاف وتغييب المتظاهرين السلميين صدرت من مكتبه؟
واستكمالا للجريمة طلعت علينا وزارة الداخلية في العراق ببيان او توضيح لهذه الجريمة، يوم أمس الثلاثاء، الرابع من آب 2020 تقول فيه: "ان الاعتداء على الحدث تصرف فردي، فيما شددت على علاقتها الوطيدة بالمواطنين." اما المتحدث باسم الوزارة خالد المحنا فقد قال من ضمن ما قال: " ان هناك علاقة وطيدة تربط منتسبي الشرطة مع المواطنين، قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل، لذلك لا يمكن لمثل هذه التصرفات الفردية ان تزعزعها".1
وهنا اريد ان أقول: ان هذا الكلام ليس له علاقة بواقع علاقة جهاز الشرطة وكل الأجهزة القمعية في العراق مع المواطن العراقي مطلقا، وانما تجري تربية منتسبي هذه الأجهزة على كيفية إهانة، احتقار، اذلال وتعذيب المواطن الذي يقع تحت سيطرتهم. ولعل اهم وسيلة من وسائل التعذيب التي تستخدم مع النساء هي الاغتصاب وطبعا استخدام الكلمات الفاحشة، اما للرجال فهي باستقدام النساء من عائلة الرجل والتهديد باغتصابها او تعريتها امامه.... وذلك بهدف الحصول على ما يريدون من هذه الضحية. هذه هي القاعدة المعمول بها من قبل أجهزة القمع في العراق. وأتمنى ان يكلف الناطق باسم وزارة الداخلية في العراق نفسه لقراءة بعض المؤلفات الخاصة بهذا الموضوع وهي كثيرة، ليتأكد بنفسه ولا يجافي الحقيقة.
اما ما تمت ممارسته مع هذا الطفل الضحية فأقل ما يقال عنها انها جريمة تتنافى مع لائحة حقوق الطفل ولائحة حقوق الانسان. ما عدا ذلك فإنها ممارسة تثير الاشمئزاز والغثيان. اعترف بأنني لم أستطع مشاهدة أكثر من عدة ثوان من مقطع الفيديو لأنني صُدمت من هذا الكم والنوع من الكلام السوقي الذي استخدمه هؤلاء الذين من المفترض انهم يحمون القانون. كيف يمكن لرجل له على اقل تقدير أمّ ان يسمح لنفسه بالتفوه بمثل تلك الكلمات؟ انه أمر يثير الاستهجان حقا. من زاوية أخرى استغرب جدا ان تقوم القنوات الفضائية بعرض الفلم وتكرار عرضه بالصورة والصوت. أليس من المفترض الحفاظ على هوية المجني عليه خاصة في جريمة كهذه؟ ألا يعتقد من روّج لمقطع الفيديو ان هذه الصور ستبقى تلاحق الضحية بقية حياته وتذكّره بمأساته هذه وتبقى تتسبب له في الأذى النفسي؟ أن الأجهزة القمعية التي سربت المقطع كان هدفها اثارة الرعب في صفوف المواطنين وشباب ثورة تشرين بالدرجة الأولى، وكان من الاجدر ان لا يُستعرض هذا الفيديو بهذه الطريقة التي جرت. مرة أخرى أقول ان هذا لا يتناسب مطلقا مع مبادئ لوائح حقوق الطفل ولا حقوق الانسان.
وبعد ان تمّ التعرف على الجُناة واحالتهم الى محاكم قوى الامن الداخلي، حسب تصريح الناطق باسم الوزارة، هل سيتعرف الشعب العراقي عليهم والاهم هل سنعرف بماذا حُكم عليهم؟ ام ان الامر كله سيمر كزوبعة في فنجان وينتهي الامر بعد أيام خاصة وان رئيس الوزراء استقبل هذا الطفل وتكفل بتعليمه؟ ولا أدرى هل مصطفى الكاظمي رئيس وزراء في الحكومة العراقية ام انه جمعية خيرية يتكفل بتعليم حامد اليوم وامس وعد زوجة الشهيد هشام الهاشمي: " اولادك مسؤولين مني" ونسي ان أولاد الشهيد ليسوا بحاجة لمسؤولية احد فلديهم امهم وبقية عائلتهم. ان أولاد الشهيد بحاجة الى معرفة قتلة والدهم وتقديمهم للعدالة.
أتمنى على السيد مصطفى الكاظمي ان يكون شجاعا، مقداما وعنيدا في تنفيذ سيل وعوده التي يقطعها يوميا على الشعب العراقي ويمتنع عن ممارسة الاستعراضات التي لا يحبها الشعب لأنها تذكرّه باستعراضات صدام حسين، كما انها غير مفيدة له شخصيا وتستهلك وقته الذي من المفترض ان يستخدمه في تنفيذ مهام حكومته المؤقتة.
انا امرأة واطالب المسؤولين عندما يحاكموا هؤلاء الجُناة، ان يحاكموهم أيضا على اهانتهم لواحد من النساء العراقيات، أُم هذا الطفل، فإنها تعرضت للأذى النفسي مثله تماما.

واضح اننا سوف نرى ونعيش المزيد من الجرائم والمآسي طالما لا توجد هناك قوانين تحمي الانسان وتصون كرامته في العراق، فقد وضع هؤلاء الذين اغتصبوا الوطن في غفلة من الزمن، وضعوا كل القوانين على الرفوف وصاروا يحكمون بما يحلو لهم ولمصالحهم.

وواضح أيضا أن لا خلاص لوطننا من هذه الكارثة التي حلّت به منذ سبعة عشر عاما الاّ باستمرار ثورة تشرين، ثورة شابات وشباب العراق الواعدة.

1- رووداو ديجيتال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ