الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاديب والكاتب الاستاذ فاروق مصطفى باشا عميد أدباء التركمان في سوريا وفارسها

مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)

2020 / 8 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عائلة مصطفى باشا عائلة تركمانية عريقة شهيرة (المشهورة في سوريا عامة وفي حلب وريفها خاصة إضافة إلى كونها عائلة علمية أدبية خرج منها الأعيان والأعلام خدموا المجتمع الحلبي عامة والتركماني خاصة،وكان لهم بصمة في التاريخ التركماني السوري القديم والحديث على كافة الاصعدة.
في هذا المقال نكتب لكم عن أحد ابرز أعلام هذه العائلة الفاضلة،انه الاديب والكاتب والمربي الاجيال الاستاذ فاروق مصطفى باشا عميد أدباء التركمان في سوريا وفارسها.
( وكان شيخاً لعشائر لتركمان حلب وريفها بعد عمه الراحل حاج نعسان اغا ووالده زكي مصطفى بيك)

طبعا لا يمكننا في هذه العجالة أن نجمع بحر العلم والادب في قطرة، والروض في زهرة ؟
فقد كان الاديب والقاص والمربي الاجيال الاستاذ فاروق مصطفى باشا رمز من رموز الادب في مدينة حلب وأبرز أعلامها ، كان رجلاً ولا كل الرجال، ورائداً تركمانيا في الادب ولا كل الرواد ، أعطى فكان طائياً في عطائه، منح كل حياته للادب والكتابة والترجمه القصص وكتب التاريخ التركي والتركماني ، حتى أصبح منارة في الأدب، لغةً وشعراً وبلاغةً، بياناً ونحواً وصرفاً، كما كان فقيهاً في الادب والترجمه، كان مصدر كل نافع ومفيد، وكل طريف وممتع وجديد، وربما لو عرف على نطاقٍ واسع لكان أعلم علماء ادب العرب والتركمان في عصره.
فلا يمكن أن تجد من هو أطلق منه ، لساناً وأحلى بياناً، إنه موسوعة ادبية كان يمشي على الأرض، إذ احتاج أن يتكلم في موضوع لغوي أو قضية فقهية، لم يكن عليه إلاّ أن يفتح فمه ويحرك لسانه، ويدلي برأيه، فإذا المعاني العميقة تنساب من ذهنه، والألفاظ الساحرة تتدفق على شفتيه، والأسماع ملقاة عليه، والأنظار متوجه إليه، والقلوب مربوطة بحركات يديه،
كان الأديب الأستاذ المرحوم فاروق مصطفى باشا من الجيل الذي تنوعت ثقافته، كانَ مُتَمَكِّناً من العربية، عالِماً بعلومِها وآدابها. وكان ضَليعاً في ترجمة الكتب الادبية العالمية وخاصة التركية ،درس الحقوق والأدب في كلية الحقوق والآداب في جامعة استانبول ، فاجتمَعَ له في وقتٍ واحد المعرفة بالقانون واللغة والأدب، وكان يعرف اللغة التركية والانكليزية والفرنسية مِمّا مَكَّنَهُ مِنَ الاطلاع على المراجع القانونية الأجنبية المعتبرة، واقتباسِ ما رآهُ مناسِباً من الأساليب الحديثة في البحوث الادبية والقانونية.
لقد درّسَ الأستاذ فاروق مصطفى باشا رَحِمَهُ الله- في أكثر من جامعة في أكثر من دولة، وشاركَ في أكثر من مجمع ادبي وفكري على الصعيد الوطني والدولي . وكان مشارك فعالا في الحياةِالادبية المحلية في نوادي حلب الثقافية وكذلك في الكثير من المدن السوريّة وعلى الصعيد الدولي في تركيا والجزائر ولبنان . الى جانب نشاطاته الادبية كان معارضا سياسيا شرسا لنظام الحكم البعثي في سوريا منذ بداية السبيعنيات حيث كان احد مؤسسي حزب الاتحاد الاشتراكي الناصري المعارض حينها ،حيث حاربَ الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في سوريا في كل امسياته وخطاباته السياسية طوال حياته ونشاطه السياسي، وبسبب افكاره المعارضه تم استدعائه والتحقيق معه كثيرا من قبل السلطات الامنية، ولكنه لم ييأس وتابع نضاله الوطني المعارض الى اخر يوم في حياته، ولكن في الفترة الاخيرة من حياته بعد عام 2009 لم تفارقه مرضه حيث اجري له عدة عمليات ابعده عن الحياة الادبية والسياسية.
استاذ فاروق مصطفى باشا قبل مرضه وفِي ذروة عطائه هَمَ في النشاطات الادبية والأعمال العلمية والاجتماعية والسياسية، وكان يتمتع في الوطن بنصيب وافر من التقدير والاحترام، كان قوي الخطابة والبلاغة حيث كان يرتجل الخطابة، فهو فارس المنابر السياسة والامسيات الادبية ، يمتطي صهواتها ويقارع فرسانها في ميادين البيان والثقافة والخطابة، ويشهد كل من كان يحضر جلسات الادب والثقافة في النوادي الثقافية الحلبية.
وعندما عمل مدرساً في مطلع حياته، كان معلماً فاضلاً له أخلاق أعطر من زنبق البساتين وأطهر من ثلوج الجبال، كان غايته إرشاد طلابه إلى مواقع الفصاحة والصواب، وصرف ألسنهم وأقلامهم عن الغلط والركاكة، كان يلقنهم العربية، فإذا هو يخرِّج لهم الألفاظ تخريج محدثي الأحاديث، حتى يميزوا الصحيح من الدخيل والفصيح من الشاذ.
أما صفاته الإنسانية الخاصة، فقد كان متواضعا حيياً، يمشي الهوينا بتؤدة ورفق ، يغض الطرف والصوت، لكنه كان حاضر النكتة، يمتلك جاذبية ولباقة في الحديث لا نظير لها، كما كان حسن المعشر، رضي الخلق، يتصف بالاستقامة الشديدة، ولا تستطيع مغريات الدنيا أن تحوله عن طريقه واهدافه ومبدئه ، سار على منهاج قويم بقلب من ذهب،..إلى أن مضى بعد أن ملأ القلوب بالعاطفة والمودة وغرس فيها دوحة الحب التي من ثمارها الوفاء ،..رحل وما في مدينة حلب من هو أجدر منه، أو أجل أو أليق على حمل لقب (الأستاذ) ، بكل ما يحمله أو يجسده هذا اللقب من مكانة وتميز ورفعة.
لقد رحل الاديب والمربي الكبير فاروق مصطفى باشا ، لكنه بقي حياً في القلوب والضمائر في حلب عامة ولدى المجتمع التركمان السوري خاصة ، ما بقيت الدنيا ، حياً باسمه وعلمه وإيمانه وخلقه، ولا زال الجميع في بلده سوريا وفِي مدينته الحبيبة حلب وفي ريفها الشمالي وفي قريته بلوى ميرخان (سلوى) ، يتذكرونه، لما كان يتحلى به من فضائل وشمائل، اللهم اغفر له واعف عنه وأدخله جنتك وارحمه برحمتك ، اللهم آمين.
رحلَ عنا....
الاديب والكاتب والأستاذ المُربَي المُبدعُ المرحومُ فاروق زكي مصطفى باشا " أبوزكوان ". كان لرحيلهِ وَقع أليمًا لعائلته وعلى أصدقائهِ وَمعارفهِ وأقربائِهِ وَذويهِ, وَخسارة كبيرة للمجتمع السوري عامة والتركماني السوري خاصة ولكلَ المُثقفين ومُحِبَي الأدبِ والشَعر

طبعا مهما حاولنا,الكتابة عن أستاذنا ومُعلمنا المرحوم مُرَبَي الأجيال وصانع الرجال تبقى الكلماتُ عاجزَة عن التعبير والبلاغة قاصرة مُخفِقة في إعطائهِ حقه وما يستحِقهُ من مكانة إجتماعيَة كرئيس لعشائر التركمان ومنزلتة الأدبيَة والإبداعيَة والفكرية...

ونقولها و يا للأسفِ إنَ شبحَ الموتِ دائمًا يتركُ الأشرارَ ويختارُ في مُجتمعنا خيرة المجتمع وأوفى الأوفياء وأشرفَ الشَرفاء, الذينَ يتركونَ بموتِهِم فراغًا وتصَدَعًا كبيرًا في البنيان والنسيج الإجتماعي لأجل دورهِم الرَائدِ والإيجابي والبناء الذي كانوا يُمارسونهُ.
الاستاذ والاديب التركماني السوري فاروق زكي مصطفى باشا في سطور؛

ـ من مواليد مدينة حلب 1945
ـ من عشيرة البكمشلي آل الحاج علي ،قرىته سلوى( بلوى ميرخان سابقا ) الواقعة في أقصى شمال الوطن السوري التََابعة لمنطقة جرابلس بحلب
مستشار الهئية العامة للكتاب في وزارة الثقافة.
ـ عضو اتَحاد الكتَاب العرب
ـ تنقَل في طفولته وصباه في كثير من مناطق ومحافظات القطر مع والده بحكم وظيفة وعمل والده زكي مصطفى بيك
ـ نال الشَهادة الثانويَة العامة عام 1963 من ثانويَة جول جمَال باللاذقيَة
سافر إلى تركيا لدراسة الطب ، لكن بسبب الظروف المادية حينها لم يكمله ، عندها تحول لدراسة اللَغة التركيَة في مدرسة اللَغات الأجنبيَة بكليَة الآداب بجامعة استانبول, محسَناً بذلك ومهذَباً لغته التُركيَة التي يتقنها أصلاً بحكم انه من الاصول التركمانية ومختصرا فترة دراسته الخارجية.
ـ ثم درس كلَيَة الحقوق بجامعة حلب ثم جامعة دمشق
ـ ذهب إلى الجزائر مع البعثة التَعليميَة السَوريَة "معلَماً من خارج مِلاك التَربية" وأمضى فيها عاماً دراسياً واحداً "الجزائر العاصمة" 1967 ـ 1968
ـ عمل معلَماً في قرية طاشلي هيوك وفي حلب بينأعوام 68 ـ 69, 69 ـ 70, 70ـ 1971
ـ عُيَن في جامعة حلب في 31/3/1971 أمضى فيها ما يزيد على سبعة وعشرين عاماً متنقَلاً في مناصب إدارية مختلفة. منها: مدير مكتب المتابعة الخاص برئاسة جامعة حلب. .
ـ عين مدير الإداري للعيادات الخارجية في كلية طب الاسنان جامعة حلب. .
ـ مدير شؤون الطلاب بكلية طب الأسنان.
ـ متزوَج وأب لخمسة أولاد.
ـ يتقن اللَغة التركيَة, ويجيد اللَغة الإنكليزيَة, ويلمَ بالفرنسيَة وبالألمانيَة..
ـ شارك في كثير من الأمسيات الأدبيَة التي أقامها اتَحاد الكتاب العرب الذي هو عضو فيه في مناطق ومحافظات القطر, كما شارك في أمسيات أدبيَة في النَادي العربي للتَمثيل والآداب والفنون بحلب, وفي أمسيات أدبيَة في النَادي العربي الفلسطيني بحلب وفِي البلدان العربية وفِي تركيا.
ـ نُشِرَت قِصصه المترجمة في مجلَتَي الكفاح العربي والشَراع اللبنانيَتين, وفي مجلَة البيان الكويتيَة, وفي مجلات الأسبوع الأدبي والموقف الأدبي والآداب الأجنبيَة, الصَادرة عن اتحاد الكتَاب العرب.
ـ عمل في الكتابة والترجمة عن اللغة التركيَة منذ عام 1978


طبعت وصدرت لـه الأعمال التالية:
ـ "القميص النَاري: رواية للكاتبة التَركيَة خالدة أديب, دار العَلَم بدمشق عام 1991
ـ "كيف ينقلب الكرسي؟" مجموعة قصص قصيرة للكاتب التَركي السَاخر عزيز نسن, دار الينابيع بدمشق عام 1992
ـ "أي حزب سيفوز؟" مجموعة قصص قصيرة للكاتب التَركي السَاخر عزيز نسن, دار المرساة باللاذقية عام 1997
ـ "صراع العميان" مجموعة قصص قصيرة للكاتب التَركي السَاخر عزيز نسن, دار عبد المنعم ناشرون بحلب عام 1999
ـ "ثلاث مسرحيَات أراجوزيَة" مسرحيَة للكاتب التَركي السَاخر عزيز نسن, وزارة الثقافة بدمشق عام .2000
ـ "الهارب" رواية للكاتب التَركي أورهان كمال.
ـ "رجل اليوم" مسرحيَة للكاتب التَركي خلدون طائر.
ـ "إسكان العشائر في عهد الإمبراطوريَة العثمانيَة" للبروفسور الدكتور جنكيزا ورهونلو.
ـ "الأعمال المسرحيَة الكاملة" المجلَد الأوَل للكاتب التَركي السَاخر عزيز نسن.
ـ "الأعمال المسرحيَة الكاملة" المجلَد الثَاني عزيز نسن.
ـ "مختارات من أشعار ناظم حكمت.
ـ "الأوغوز (التركمان)" تاريخهم, تشكيلاتهم القَبَليَة, ملاحمهم للبروفسور الدكتور فاروق سومر قيد الطباعة. .
ـ "غريب" رواية. يعقوب قدري.
ـ "العمود الأوسط" رواية, يشاركمال..
ـ "حبيبتي استانبول" مجموعة قصص قصيرة. نديم كَورسَل..
ـ مقالات في جريدة الجماهير حلب..
ـ نقد رواية الهارب ـ جريدة تشرين..
ـ نقد رواية الغريب ـ جريدة تشرين..
. كتاب ده ده قورقوت من الحكايات الشعبية التركمانية القديمة .

اللهم اغفر له واعف عنه وأدخله جنتك وارحمه برحمتك ، اللهم آمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا