الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان لبوب أفاكيان حول الوضع الدقيق راهنا و الحاجة الملحّة إلى الإطاحة بنظام ترامب/ بانس الفاشيّ و التصويت في هذه الانتخابات و الحاجة الأساسيّة إلى ثورة

شادي الشماوي

2020 / 8 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بوب أفاكيان ، 1 أوت 2020 ؛ جريدة " الثورة " عدد 659 ، 3 أوت 2020
https://revcom.us/a/659/bob-avakian_statement-on-the-immediate-critical-situation-en.html

1- ينطوى الوضع اليوم حقّا على تحدّيات غير مسبوقة و بالغة الأهمّية ، بتبعات عميقة ليس على الشعب في هذه البلاد و حسب و إنّما على الإنسانيّة قاطبة . قل ثلاث سنوات ، تحدّثت عن هذا الواقع - و قد بات حتّى أبرز و أخطر في وقتنا مذّاك :
إنّنا نواجه – و نحن محكومون من طرف – نظام فاشيّ : يهاجم بلا هوادة الحقوق و الحرّيات المدنيّة و يشجّع صراحة التزمّت الديني و اللامساواة ؛ و يتصرّف بإزدراء قاسي أو بخبث مغلّف بدم بارد تجاه الذين يعتبرهم أدنى مرتبة و إستنزاف أو تلويث للبلد ؛ وهو يسعى بقوّة إلى حرمان الملايين من الرعاية الصحّية المطلوبة ؛ و يحطّ بعنف من مكانة النساء و يعتبرهنّ أشياء للنهب و مربّيات أطفال دون حقّ في الإجهاض أو في التحكّم في ولادات ، و تابعات للأزواج و للرجال بصرة عامة ؛ و يتحدّى علم تغيّر المناخ و يهاجم علم التطوّر و ينبذ المنهج العلمي في كلّيته ؛ و يلوّح هذا النظام مهدّدا بذخيرة من أسلحة الدمار الشامل و مهدّدا بحرب نوويّة ؛ و يشدّد إرهاب الدولة ضد المسلمين و المهاجرين و سكّان أحياء داخل المدن ؛ و يطلق العنان و يشجّع و يدعم قطّاع الطرق العنيفين الذين يبثّون بسمّ " أمريكا أوّلا " ، و تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و سمّ معاداة المتحوّلين جنسيّا – نظام يشجّع كلّ هذا و يصرّح بنواياه للقيام بما هو أسوأ حتّى.
و يوجد على رأس هذا النظام " مجنون متنمّر " و إصبعه على زرّ نوويّ. إنّه نظام ، دون مبالغة ، يهدّد ليس فحسب جماهير الإنسانيّة التي تعرف بعدُ عذابا أليما جدّا و إنّما يهدّد الإنسانيّة ذاتها في وجودها ، من خلال تحرّكاته القويّة لتعميق نهب البيئة و تباهيه بأسلحة الدمار الشامل التي لا مثيل لها و تصريحه الساطع بنيّته إستخدام هذه الأسلحة بما فيها ذخيرته النوويّة الضخمة .
و قد أكّدت كذلك على أنّ هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى أنشأ عبر " سيره العادي " هذه الفاشيّة ، و أنّ لا تغيير جوهري للأفضل يمكن أن يحصل في ظلّ هذا النظام ، و بدلا من ذلك تجب الإطاحة بهذا النظام و تعويضه بنظام مختلف جذريّا العنيفة التي تولّدها – و جميعها مبنيّة في أسس هذا النظام و سيره الجاري و متطلّباته .
الآن بالذات ، بالنسبة لكلّ شخص معنيّ بوضع نهاية للظلم و الإضطهاد و بمسألة إن كان سيكون هناك مستقبل للإنسانيّة يستحقّ العيش – أم إن كان سيكون لها مستقبل أصلا – ترحيل نظام ترامب / بانس الفاشيّ من السلطة مسألة راهنة و إستعجاليّة و ضرورة تاريخيّة حقّا .
و بالنسبة إلى الذين يفهمون الحاجة إلى ثورة ، إلى الإطاحة بهذا النظام كحلّ جوهريّ لتواصل فظائع هذا النظام التي يتسبّب فيها لجماهير الإنسانيّة ( سواء كان هذا النظام تحت حكم دكتاتوريّة فاشيّة سافرة أم دكتاتوريّة مقنّعة " ديمقراطيّة " للطبق الرأسماليّة الحاكمة )، النضال الحالي لترحيل نظام ترامب / بانس من السلطة يجب أن نقاربه ليس ك " تلهية " عن ( أو " تعويض ل " ) بناء حركة من أجل الثورة المطلوبة بل على وجه الضبط كجزء – كجزء حيويّ و مستلزم إستعجالي – للعمل العام للبناء من أجل هذه الثورة .
و يظلّ هدفنا الأساسي و نجمتنا القائدة : الثورة لا شيء أقلّ من ذلك !
في كلّ ما نقوم به و من ذلك كلّ النضالات التي نساهم فيها و التي هي في حدّ ذاتها أقلّ من الثورة ، مقاربتنا الصريحة هي و يجب أن تكون جعل كلّ هذا يخدم ذلك الهدف الأساسي للثورة و تحرير الإنسانيّة قاطبة .
++++++
عاديّا ، نحاجج ، نحن الشيوعيّون الثوريّون ، بأنّه لا ينبغي للناس أن يصوّتوا في الانتخابات البرجوازيّة التي تخدم تعزيز النظام القائم الرأسمالي – الإمبريالي و تغذّى الأوهام الشعبيّة بأنّ الإستغلال و الإضطهاد و الظلم يمكن بصفة ما " التخلّص منها بإصلاحات " دون التخلّص من النظام الذى يفرز هذه الفظائع في المصاف الأوّل . لكن هل أنّ هذا هو الموقف الصحيح الذى ينبغي إتّخاذه بخصوص هذه الانتخابات الخاصة ؟
للإجابة على هذا ، نحتاج إلى النظر إلى الصورة بأكملها .
2- بعدُ ، لما يناهز الأربع سنوات التي كان فيها هذا النظام في السلطة ، أُجبرنا على معاينة و تحمّل الفظاعات المقترفة بعدُ و الخطر الكبير الذى يمثّله نظام ترامب / بانس . فقد أقام ترامب حملته الإنتخابيّة لسنة 2016 على ما يعادل البرنامج الفاشيّ الصريح و ضمنه تفوّق البيض و التفوّق الذكوري الساطعين و العنصريّة المناهضة للأجانب الموجّهة ضد المهاجرين و خاصة أولئك القادمين من المكسيك و بلدان أخرى يعتبرها ترامب " ثقوب قرف " ، و كذلك الدعوات السافرة للتعذيب و الأعمال الوحشيّة على يد الشرطة و مساندى ترامب " المديّين ". و لمّا بلغ السلطة ، مضى ترامب قدما في تطبيق برنامجه، دائسا أيّة " ضوابط مؤسّساتيّة " تقف حاجزا في طريقه ، حتّى إزاء إقالة الرئيس – قام بذلك بتبجّح و قوّة عاليين حينما صوّت أتباعه الفاشيّين في الحزب الجمهوري لتبرئته إباّن جلسة مجلس الشيوخ.
بصفة أساسيّة ، كلّ ما قدّمناه في وصف هذا النظام في بداية هذا البيان يساوى ما أنجزه ترامب وحوله و بإنتقام . و قد صار هذا أسطع حتّى و أكثر عدوانيّة مع إقتراب الانتخابات المبرمجة لنوفمبر القادم . و تصوّروا ما سيفعله ترامب إذا ما توفّرت له " فترة نيابيّة " ثانية عبر إعادة إنتخابه في نوفمبر القادم .
إنّ جائحة كوفيد-19 و ردّ ترامب و بانس عليها وفّر أيضا مثالا واضحا على الطبيعة المعادية للعلم لهذا النظام و إستخفافه الكلّي بعذابات الجماهير الشعبيّة ، لا سيما تلك الكثر إحتقارا من قبل النظام و الأكثر عرضة للجائحة و أكثر المصابين بالوباء من ضمنها .
لكن ، على فظاعة كلّ ما جرى ، ليس الأمر مجرّد سياسات فظيعة و إنّما هو شكل حكم مختلف نوعيّا ، قائم على القمع و التجاوزات الوحشيّة لما يعتبر أكثر الحقوق أساسيّة .
و قد رأينا ترامب يدوس بجلاء المبادئ الدستوريّة فيبعث فيالق جنود العاصفة من وكالات حكوميّة فدراليّة متنوّعة لتحتلّ مدنا و تُجرّم المعارضة و تقمع المحتجّين فى برتلاند و غيرها من المدن ، و لتوطيد سيطرة الإهاب ضد الجماهير الشعبيّة ى أحياء داخل المدن في شيكاغو و ى أماكن أخرى .
لقد رأينا إستعراضات ترامب الفجّة لشوفينيّة " أمريكا أوّلا " و منها نداءاته المتكرّرة بعقاب شديد للذين، حسب وجهة نظره، قد أخفقوا في إبراز الحماس الوطني المناسب ، أو الذين تجرّأوا على رفع نقد أو الإحتجاج ضد بعض الإضطهاد الأسطع الذى إقترفه فارضو هذا النظام ، و بوجه خاص تعنيف و قتل السود الجاريين و كذلك تعنيف و قتل ذوى البشرة السمراء و السكّان الأصليّين لأمريكا على يد الشرطة . لقد شاهدنا تشجيعه المستمرّ لتفوّق البيض الوحشي الذى تقترفه الشرطة و يقترفه " أناس الفصل الثاني " و آخرون " طيّبون جدّا ".
و كلّ هذا يذكّرنا بصعود هتلر و النازيين في ألمانيا إلى سدّة السلطة و حكمهم خلال ثلاثينات و أربعينات القرن العشرين . و ثملما أقام هتلر حركته الفاشيّة ، تقع تعبأة قطّاع الطرق لتعنيف و ترهيب الناس الذين لم يُظهروا الدعم لهتلر و للنازيّين – يهاجمونهم في الشوارع و في غيرها من الأماكن العامة . و حالما تكون الدولة الفاشيّة النازيّة قد عزّزت سلطتها ، يتمّ عقاب أيّة معارضة عقابا شديدا و تسحق سحقا . و كلّ من لم يتبنّوا و لم يعلنوا الإيديولوجيا النازيّة الرسميّة يجرى إستهدافهم. و قد جرى طرد أعدا كبيرة من الناس من المؤسّسات العامة – كلّ الذين ، و خاصة منهم اليهود و غيرهم أيضا ، الذين إعتبروا " غرباء" عن " العنصر الآري النقيّ " و عائقا أمام الهداف الهائلة للنازيّين . و قد كان الشيوعيّون أوّل الضحايا لكن سرعان ما شمل الأمر السكّان اليهود و الرومانيين و المثليين الجنسيّين و آخرين غصّت بهم معسكرات الإعتقال ، ممّن كان النازيّون يعدّونهم تلويثا للأمّة الألمانيّة . و سرعان ما أدّى هذا إلى الإبادة الجماعيّة لملايين اليهود في ألمانيا و إلى غزو النازيين و إحتلالهم لبلدان أخرى .
و كلّ هذا لم يحدث جميعه مرّة واحدة أو بين ليلة و ضحاها و إنّما حدث خلال فترة زمنيّة قصيرة ( عقد أو زهاء العقد ) و بنسق متصاعد السرعة . و حكم القانون لم يقع التخلّى عنه في كلّته بشكل صريخ و رسميّا بل صار " القانون " و " حكم القانون " هو ذات ما كان هتلر و النازيّون يقولون إنّه القانون و حكم القانون . و معظم ما فعله هتلر و النازيّون أثناء سيطرة إرهابهم و إبادتهم الجماعيّة كان " منسجما مع القانون " – القانون الذى قلّصوه إلى لا شيء أكثر من أهدافهم و وسائلهم البربريّة ، يُفرض بالجريمة عبر مؤسّسات قد أُفرغت من أيّ معنى أو هدف آخر عدا ما يتماشى و يخدم الأجندا النازيّة ، و قلّصوه إلى لا شيء أكر من وسائل في خدمة الفظائع النازيّة .
في مجمل ما يقوم به ترامب راهنا ، بما في ذلك دعواته الصريحة إلى الإطاحة بقرارات المحكمة العليا و قرارات قضائيّة سابقة ( مثلا ، سعيه لجعل الإجهاض لاقانونيّا و إنزال العقاب بمن يحرق العلم )، إلى جانب تجاوزاته المتكرّرة للقانون و السيرورات الضروريّة للقانون و تأكيده على أنّه هو القانون – يمكننا رؤية الظلّ المخيّم لدكتاتوريّة فاشيّة سافرة حتّى أكثر ، معتمدة على العنف و الإرهاب ، باسم النظام الرأسمالي المفترس و كمحاولة قصوى للتعاطى مع الإنقسام الاجتماعي العميق و الأزمات الحادة (ف كلّ من البلاد و في المجال العالمي ). و مع تحرّكات " سكرتيرة التعليم " لدى ترامب ، بتسى دفوس – وهي نفسها مسيحيّة فايّة هدفها النهائيّ هو تعويض التعليم العام العلماني بمعاهد تقوم على العقيدة الأصوليّة المسيحيّ’ – يمكننا رؤية الخطوط العريضة لنسخة نظام ترامب / بانس من " الإيديولوجية الرسميّة " ( المسيحيّة الفاشيّة ).يمكن أن نقرّ بالظلّ المخيّم لوضع حيث ليس أطفال المدارس فقط بل كلّ شخص في المجتمع ، سيُطلب منه إعلان الولاء لأمريكا الفاشيّة المسيحيّة البيضاء .
و يحاجج بيان لمنظّمة " لنرفض الفاشيّة " (RefuseFascism.org ) ببلاغة و بقوّة :
" ترسم حاليّا خطوط جليّة بتبعات كارثيّة على الإنسانيّة قاطبة .إذا خسرنا حقّ الإحتجاج – عبر الوسائل القانونيّة او اللاقانونيّة - سيطلق العنان لكافة الوحوش . ليست الفاشيّة مجرّد أسوأ تأرجح للبندول .إنّها تغيير نوعيّ في كيفيّة حكم المجتمع – يتمّ تجريم المعارضة شيئا فشيئا . و يتمّ سبك الحقيقة بصفة متكرّرة . و مجموعة عقب مموعة يقع شيطنتها و غستهدافها طوال الطريق المؤدّية على الأهوال الحقيقيّة . و يحدث كلّ هذا لأكثر من ثلاث سنوات الآن ، بعدُ بمعسكرات إعتقال على الحدود ، و بتبرأة ترامب في محاكمة إقالة الرئيس ، و إصدار أوامر من السلطة التنفيذيّة لحماية معالم تاريخيّة في حين يقع تجريم حقوق الفصل الوّل من الدستور بسجنفعليّ لفترة زمنيّة ، و بعد العديد يرغبون في السباحة في أوهام الرفاه ن أوهام أن هذا لا يحدث حقّا. هذه فاشيّة . إنّها أمر واقع و وقت إيقافنا ينفذ ".
لفترة طويلة جدّا ، أولئك الذين منّا بمن فيهم الأصوات المتباينة التي تمثّلها " لنرفض الفاشيّة " ، الذين كانوا يُشيرون إلى الخطر الحقيقي جدّا الداهم راهنا – و إمكانيّة خطر أكبر حتّى – و المتمثّل في نظام ترامب / بانس في معظم الأحيان كانوا يواجهون بإستبعاد متعجرف من قبل الذين لم يستطيعوا أو لن يستطيعوا رؤية الواقع و مسار هذا النظام ؛ و الذين إستبعدوا الخطر بتجاهل أو بالإستهانة بعديد الأشياء الرهيبة التي قد إقترفها بعدُ هذا النظام ؛ و الذين كانوا يشيرون بعد ذلك إلى كلّ ما لم يقترفه بعدُ هذا النظام على أنّه مفترض " دليل " على أنّه لن يفعل تلك الأشياء . و الآن ، في هذه الساعة المتأخّرة و الحيويّة ، أن تُعامل الطبيعة الفاشيّة لهذا النظام و أوجه " " مبالغات مثيرة للمخاوف " – فهذا تجاهل ليس للدروس الحيويّة من التاريخ ، بل كذلك للواقع الخطير منتهى الخطورة للوضع الراهن ، بما في ذلك دلالة واقع أنّ ترامب – موفيا بوعده للمسيحيّين الفاشيين – قد ملأ المحاكم وصولا تماما إلى المحكمة العليا ، بفيالق من المسيحيين الفاشيّين و قضاة آخرين من اليمين المتطرّف ، الذين سيتحرّكون ل " الشرعنة القانونيّة " لكلّ البرنامج الفظيع لنظام ترامب / بانس الفاشيّ .
لئن تمكّن هذا النظام من مزيد تعزيز سلطته و أحدث مزيد القفزات في تكريس أهدافه الشنيعة ، فإنّ نتيجة هذا ستكون تراجعا مدمّرا لأيّة محاولة لمقاومة الظلم و اضطهاد ،و ستؤدّى على الأرجح إلى درجة كبيرة إلى قمع وحشيّ و حتّى إلى تدمير المدافعن عن الحقوق الديمقراطيّة و مقترحى أيّة إصلاحات تقدّميّة ذات مغزى ، و كذلك أيّة قوى منظّمة تقاتل من أجل تغيير ثوريّ جوهريّ .
و بالمعنى الأكثر أساسيّة ، الحاجة الملحّة لتعبئة الجماهير الشعبيّة حول مطلب فرض ترحيل هذا النظام الفاشيّ ليست في نزاع مع التحرّكات الجماهيريّة ضد تفوقّ البيض الممأسس و ضد إرهاب الشرطة ، أو تحرّكات جماهيريّة أخرى ضد فظائع هذا النظام ، لكنّها في وحدة أساسيّة مع وهي حيويّة لكافة هذه النضالات ، و كلّ هذا يمكن و يجب أن يُفهم و يُبنى بطريقة التعزيز المتبادل بقوّة .
3- إنّ مجرّد التعويل على التصويت لطرد هذا النظام سيؤدّى تقريبا بالتأكيد إلى نتائج سيّئة جدّا ، و حتّى كارثيّة . و هذا صحيح بوجه خاص نظرا لكون هذا النظام يقوم بعدُ بما يقوله ترامب ، في علاقة بالإنتخابات .
عبر هجمات بلا أساس تماما على التصويت عبر الرسائل الألكترونيّة و الإعداد لبثّ الخوف و صدّ السود و اللاتينو عن ممارسة حقّهم في التصويت ، تجرى بعدُ تحرّكات نظام ترامب / بانس و مسانديه لإلغاء أصوات الذين يرجّح أنّهم سيصوّتون ضد ترامب . و مثلما فعل ذلك في 2016 و الآن جعل ترامب فكرة " تأجيل " الانتخابات " تطفح على السطح ".
و نظرا لما قام به ترامب و ما صرّح به بصفاقة ، مهما كان مرعبا ، فإنّه كذلك من الواقعي جدّا رؤية أنّ هذا النظام ينشر فيالق جنود العاصفة ذات الولاء لهذا النظام ، في مدن عبر كامل هذه البلاد – متحرّكا بخبث لقمع أيّة تعبير للمقاومة أو الإعتراض – مع إقتراب الانتخابات و المواصلة إلى ما بعد ذلك.
إنّ الوباء الحالي أو الأوامر التنفيذيّة لقمع " فوضى مدنيّة " ( أي الإحتجاجات )في عديد الأماكن في هذه البلاد ، يمكن كذلك أن تُستغلّ كذرائع ل " تأخير " الانتخابات ، ربّما إلى ما لا نهية له ز
و بالتأكيد ليس شيئا لا يمكن التفكير فيه أن ترامب سيتحرّك لخلق " حالة طوارئ عامة " – مثلا ، بتنفيذ أعمال حربيّة ضد إيران أو ربّما ضد الصين – لجل مزيد مأسسة حتّى ظروف قمعيّة أقصى ، و بحتّى أعداد أكبر من فيالق جنود العاصفة شبه العسكريّة المحتلّة للمدن ، لأجل سواء منع ( أو " تأجيل " إلى ما لا نهاية له ) للإنتخابات أو التحكّم في التصويت و نتائج الانتخابات إن جرى عقدها .
و من الأهمّية الحيويّة بمكان مواصلة بناء المقاومة ، الآن بالذات و بطريقة متصاعدة القوّة ، ضد أيّة و كلّ التحرّكات القمعيّة لترامب بما فيها حركة جماهيريّة معارضة لمحاولات النظام لمحو التصويت ، و عبر التعبأة الجماهيريّة ندعم و ندافع من يستهدفهم مثل هذا القمع .
بوعي تام بما يمثّله هذا النظام الفاشيّ ،و ما عنيه أنّ لا يبحث ترامب عن محو أصوات الذين سيصوّتون ضدّه فحسب بل كذلك عن الإعداد لإستخدام القوّة و القمع العنيف للبقاء في الموقع الذى يحتلّة إذا لم يقع إعلانه الفائز في الانتخابات ، من الأهمّية الحيويّة و الإستعجاليّة أن نشيّد الآن حقّا تعبأة جمايهريّة حقّا و مستمرّة موحّدة حول مطلب ضرورة تحيل هذا النظام الآن ! و بتوجّه الإستعداد لمواصلة هذا حتّى بعد الانتخابات ، إذا تطلّب الوضع ذلك .
منذ الأيّام الأولى لنظام ترامب / بانس ، ما إنفكّت منظّمة " لنرفض الفاشيّة " تفضح فاشيّة هذا النظام و تنادى بتعبأة جماهيريّة لترحيل هذا النظام وهو شيء بات الآن تماما أكثر إلحاحيّة و ضرورة . كان سيكون جيّدا جدّا – و كان سيحدث فارقا حقيقيّا – إن كان كلّ الذين يكرهون هذا النظام لكنّهم أخفقوا أو رفضوا الإقرار بالطبيعة الفاشيّة الفعليّة و الخطر الكبير الذى يمثّلأه بالنسبة للإنسانيّة ككلّ ، إن كانوا إستجابوا قبلا و تبنّ,ا عمليّا نداء " لنرفض الفاشيّة " . و الآن ، في نهاية المطاف، هناك إعتراف متنامي و نقاش متنامي حول الطبيعة " الطغيانيّة " لهذا النظام وحتّى إستخدام مصطلح " الفاشيّة " لوصفه . ( و مثلما أشرت إلى ذلك ، من جانب الكثيرين ، هذه حال " آه ، الآن يقولون " هذه فاشيّة كما لو أنّ الحال أصبح كذلك ببساطة الآن . لكن ، بفهم للتحدّيات العميقة المعنيّة ، من المهمّ الإعتراف بذلك الآن ، أفضل من عدم الإعتراف به أبدا ). الوقت يغدو متأخّرا – لكن لا يزال بعدُ غير متأخّر جدّا لتحقيق هذه التعبأة الجماهيريّة في الواقع . و التعويل على و حصر التحرّكات في " الضوابط " و " القنوات الرسميّة " لهذا النظام بما في ذلك الانتخابات القادمة ، لا يمكن أن يحلّ هذا المشكل العميق و الإستعجالي ، لا سيما عند التعاطى مع نظام فاشيّ و أتباعه المتزمّتين المصمّمين على دوس " الضوابط " و تمزيقها تمزيقا .
4- في هذه اللحظة الحيويّة ، كلّ وسيلة تحرّك غير عنيف مناسب يجب أن يُستخدم للإطاحة بهذا النظام من السلطة . و إذا بالرغم من الإحتجاج الجماهيري المطالب بترحيل نظام ترامب / بانس ، يظلّ هذا النظام في السلطة حين يحين وقت التصويت ، عندئذ – دون التعويل جوهريّا على هذا – مستعملين كافة الوسائل المناسبة للعمل على ترحيل هذا النظام يجب أن تشمل التصويت ضد ترامب ( مفترضين تنظيم فعلي للإنتخابات ) . و لنكن واضحين ، هذا لا يعنى " تصويتا إحتجاجيا" لمرشّح لا يملك فرصة الفوز لكن عمليّا التصويت لصالح مرشّح الحزب الديمقراطي ، بيدن ، لأجل التصويت فعليّا ضد ترامب .
و هذا ليس لأنّ بيدن ( و الحزب الديمقراطي بصورة عامة ) قد تحوّلا فجأة إلى شيء آخر مختلفا عمّا كانا عليه : ممثّلون و أدوات لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الإستغلالي و الإضطهادي و الإجرامي تماما . تظلّ السيرورة الإنتخابيّة كما نعتناها نحن الشيوعيّون الثوريّون ( BEB ) هراء إنتخابي برجوازي. و تظلّ الحال أنّه لا تغيير جوهري للأفضل يمكن أن يأتي من خلال هذه السيرورة الإنتخابيّة و هذا التصويت ، عامة و فوق كلّ شيء ، في ظلّ هذا النظام ، يخدم تعزيز هذا النظام لا سيما إذا كان التصويت يُعتبر وسيلة – و يكون الأمر كذلك أكثر إن كان يُعتبر الوسيلة (الوحيدة ) – لإحداث تغيير له دلالته .
لكنّ هذه الانتخابات مختلفة .
من الصحيح أنّه مع كلّ انتخابات ، يقدّم الديمقراطيّون اللعبة الخدعة الأساسيّة ذاتها – يبتزّون الناس الذين يكرهون الظلم و الإضطهاد ليصوّتوا لهم على أنّهم " الأقلّ سوءا " – مؤكّدين في الواقع " قد لا توافقون على كلّ شيء نقوله و قد تكون لديكم معنا إختلافات جدّية و نقد جدّي بشأن كلّ ما نحن بصدده – لكنهل تريدونهن هم أن يكونوا في السلطة ؟! " ( تفوّق البيض السافر و التفوّق الذكوري و ناهبو البيئة المنكرين لتغيّر المناخ و الحزب الجمهوريّ الرجعيّ تماما ). و قد قام الحزب الديمقراطي بهذا المرّة تلو المرّة بينما يمثّل هو نفسه و يبحث عن رئاسة هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى لديه تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و النهب البيئي و الحروب من أجل الإمبراطوريّة مبنيّين داخله ، و في الوقت نفسه ، مثلما يحدث الديمقراطيّون ضجيجا حوله و يتّخذون بعض الخطوات لتطبيقها ، إصلاحات صغرى ( وفى نهاية المطاف لا معنى لها ) لمعالجة مفترضة لهذه الفظائع . و قد ساهم كلّ هذاعمليّا في تطوّر الأشياء بإتّجاه وضع فظيع نواجهه اليوم. لقد تسبّب في شلل سياسي لعديد الذين يبحثون عن وضع نهاية لمثل هذه الفظائع ، مقلّصا إيّاهم إلى معوّلين سلبيّين على الحزب الديمقراطي و دوره في السيرورة الإنتخابيّة ، بينما يصبّ الزيت على نار الفئات الإجتاعيّة الفاشيّة المتشدّدين التي تؤكّد على عدم التخفيف مطلقا من هذه الفظائع – لا تنازل للنضال ضد هذا – و بالفعل تطالب بالتعزيز العنيف لهذا الإضطهاد و هذه الفظائع ، بالمعانى الأقصى.
لكن مجدّدا ، هذه الإنتخابات مختلفة – بطريقة مختلفة حيويّا . المسألة ليست إن كان بيدن و الديمقراطيّون يمثّلون شيئا " جيّدا " أو إذا كان الديمقراطيّون بالمعنى الجوهري ، " أفضل " من الجمهوريّين . كلا هذان الحزبان حزبان سياسيّان تابعان للطبقة الحاكمة و لا أحد من مرشّحيهم يمثّل أي شيء " جيّد " بالمعنى الأكثر أساسيّة و جوهريّة . ليس بيدن " أفضل" من ترامب بأيّة طريقة لها معنى – بإستثناء أنّه ليس ترامب و ليس جزءا من التحرّك لتعزيز و توطيد حكم فاشيّ بكلّ ما يعنيه ذلك.
إنّ مقاربة هذه الانتخابات من وجهة نظر أي مرشّح هو " الأفضل " تعنى الإخفاق في فهم التحدّيات العميقة و التبعات الممكنة الحقيقيّة لما يشمله ذلك. و الواقع هو أنّه لا يمكن أن يأتي شيء " جيّد " من هذه الانتخابات إلاّ – شيئا واحدا - : إلحاق هزيمة حيويّة بترامب و بكامل النظام الفاشيّ . و القيام بهذا سيخلق ظروفا أفضل بكثير لمواصلة خوض النضال ضد كلّ شيء يمثّله نظام ترامب/ بانس و كلّ إضطهاد و ظلم هذا النظام ، و سيكون هديّة كبرى لشعوب العالم .
و مرّة أخرى ، في هذه الظروف الخاصة جدّا و الخارقة للعادة ، لو ظلّ نظام ترامب / بانس في السلطة زمن الانتخابات ، رغم التعبأة الجماهيريّة المطالبة بترحيله ، عندئذ النضال ضد هذا النظام الفاشيّ سيحتاج إلى تضمّن التصويت ضد ترامب بالتصويت لبيدن ، بينما نواصل بناء تعبئة جماهيريّة مستمرّة ضدّ هذا النظام و كلّ ما يمثّله و يركّزه و الإستعداد للمضيّ قدما في هذه التعبأة الجماهيريّة إن خسر ترامب الانتخابات لكنّه رفض مغادرة الرئاسة .
5- عد الإقرار بهذا ، مع ذلك ، غاية في الأهمّية هو التشديد مجدّدا بأقوى المعانى على أنّه للأسباب التي تحدّثنا عنها هنا ، التعويل على التصويت – دون هذا الحشدالجماهيري – سيؤدّى على الأرجح إلى كارثة .
هناك إمكانيّة أن يكسب ترامب فعلا الانتخابات – رغم أنّه إن كسب أو خسر ، ستشمل هذه الانتخابات وسائل تحرّكات غير مسبوقة لمحو أصوات الذين يعارضونه و لإستخدام وسائل غير قانونيّة أخرى لتمكينه من البقاء في السلطة . و حتّى أكثر أساسيّة ، بهم واضح للطبيعة الفاشيّة لهذا النظام ، و كامل تداعيات ذلك ، هذا النظام لا شرعي ، بغضّ النظر عن الوسائل التي أتى بها إلى السلطة و تحرّكاته للبقاء في السلطة و تعزيزها . أتى هتلر و النازيّ,ن إلى السلطة في ألمانيا في ثلاثينات القرن العشرين عبر " القنوات الرسميّة " ل " النظام الديمقراطي " هناك – بما في ذلك الانتخابات – لكن لم يكن هناك مطلقا أيّ شيء " شرعيّ" في ما يتعلّق بحكمهم و كافة الفظائع التي لا توصف التي أدّى إليها . و المبدأ الأساسي عينه ينسحب على نظام ترامب / بانس . بطبيعته و مضمونه ذاتهما ، لا وجود لشيء فاشيّ" شرعي ".
مهما حدث بشأن هذه الانتخابات – و حتّى إن فاز بيدن و نجح في المسك العملي بالرئاسة – لن توجد " عودة إلى الحياة العاديّة " . قبل كلّ شيء ، لن يسمح الفاشيّون – أولئك الذين يظلّون في مواقع قويّة جدّا ، و " القاعدة " الفاشيّة في المجتمع الواسع – بذلك. و على كلّ حال ، لا أحد يجب أن يرغب في ذلك. ف" الحياة العادية " لهذا النظام كانت على الدوام تشتمل على إضطهاد وحشيّ للسود و آخرين من ذوى البشرة الملوّنة و إرهاب منهجي و عنف و قتل لفرض هذا الإضطهاد. لقد كانت على الدوام تشتمل على ميز عنصري خبيث وتعصّب ديني و عنف ضد المهاجرين و النساء و المتحوّلين جنسيّا و كلّ الآخرين الذين يُنظر إليهم على أنّهم من صنف أدنى و " غرباء " . و قد كانت على الدوام تشتمل على الحروب غير العادلة من أجل الإمبراطوريّة و الجرائم المستمرّة ضد الإنسانيّة . و الآن يهدّد هذا النظام الإنسانيّة في وجودها ذاته .من خلال التدمير المتصاعد للبيئة و التهديد الحاضر أبدا بحرب نوويّة .
و الصراع المتعدّد الأوجه لترحيل نظام ترامب / بانس الفاشيّ يجب أن يُدرك ليس كتعويض و بل كجزء و جزء حيويّ – من التحرّك لتجاوز كلّ ما تمثّله و تجسّده " الحياة العادية " لهذا النظام .
6- في الختام ، بقطع النظر عن ما يجدّ بشأن هذه الانتخابات ، يظلّ صحيحا و صحيحا بعمق – و من الأهمّية الحيويّة الإعتراف و التحرّك على أساس فهم – أنّه لا يمكن أن يجدّ تغيير جوهري للأفضل فى ظلّ هذا النظام .حتّى و هناك حاجة إستعجاليّة لبناء التعبئة الجماهيريّة المستمرّة حول المطلب الوحيد ليرحل ترامب / بانس الآن ! ، كلّ الذين توصّلوا إلى رؤية أنّ تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و عديد الفظائع و الجرائم الأخرى ضد الإنسانيّة المرتكبة في ظلّ هذا النظام هي في الواقع مبنيّة في أسس هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، ينبغي أن يعملوا معا بشكل دائم ، لبناء حركة مستمرّة التنامي و لتعزيز القوى المنتظمة من أجل ثورة فعليّة للإطاحة بهذا النظام .
خلاصة القول : إعتبارا للتحدّيات الهائلة حقّا المعنيّة ، ليس بمعنى أي موضوع خاص ، مهما كان هاما ، و ليس بمعنى هذه البلاد لا غير بل كذلك بالنسبة إلى الجماهير الثوريّة عبر العالم و بالنسبة إلى مستقبل الإنسانيّة ، هناك حاجة ماسة لمقاربة الأمور و العمل بالتمرّس الضروريّ لمعالجة التناقضات المعقّدة و الصعبة التي يشملها كلّ هذا – إمتلاك رؤية شاملة و نبذ الفئويّة التافهة و الدغمائيّة الهشّة ، و عدم السقوط في " إمّا أو إمّا " الباعثة على الشلل : إمّا أن نقاتل ضد تفوّق البيض و إرهاب الشرطة أو نقاتل من أجل الإطاحة بنظام ترامب / بانس الفاشيّ ؛ إمّا أن نصوّت في هذه الانتخابات أو نشيّد نضالا جماهيريّا ضد الإضطهاد الشنيع و ضد هذا النظام الفاشيّ ؛ إمّا أن نعارض هذا النظام بكلّ الوسائل المناسبة و إمّا نعمل من أجل الثورة . فى هذا الوضع الخارق للعادة و المعقّد للغاية – و من وجهة نظر التقدّم بالنضال بإتّجاه هدف الإلغاء النهائي لكافة الإستغلال و الإضطهاد ، في كلّ مكان – و ثمّة حاجة إستعجاليّة للقيام بكلّ هذا، و القيام بهذا بفهم للعلاقة الصحيحة و الضروريّة بين شتّى أجزاء هذه المقاربة الشاملة : وضع التأكيد الأساسي و التعويل الأساسي على التعبأة الجماهيريّة ، مع إدراك أنّ التصويت في هذا الوضع الخارق للعادة ضروري و هام إلاّ أنّه ليس الشيء الأساسي الذى ينبغي التعويل عليه ؛ و بالمعنى الجوهري ، جعل كلّ هذا يساهم في إيجاد ظروف مواتية أكثر و بناء القوى المنظّمة ليس لمقاومة جرائم هذا النظام فحسب بل فى نهاية المطاف لإنجاز الثورة المطلوبة بُغية وضع نهاية لهذا النظام الإجرامي بوحشيّة و لهيمنته على العالم ، بأيّ شكل .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم