الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعري الطفولة الآثم

سعد العبيدي

2020 / 8 / 8
حقوق الانسان


بغض النظر عن الوقت الذي حدث لإلقاء القبض على طفل مراهق من مفرزة لقوات حفظ القانون والتهمة الموجهة الية، فان تعريته وتصويره واغتصاب طفولته بالفاض مشينه ومس كرامة والدته، حادثة تعبر عن سلوك تعنيف شاذ، يتنافى والقيم الإنسانية والأخلاق. وبغض النظر عن الفعل الذي ارتكبه طفل مجني عليه، سرقة لدراجة كما ورد في بيان وزارة الداخلية أو لمشاركة في التظاهر، فإن التعنيف المادي واللفظي الذي رافق عملية القاء القبض والتحقيق، كاناً خرقاً فاضحاً للقوانين النافذة. وبغض النظر عن أن هذا التعنيف الذي جرى قد ارتكب بقصد التنفيس الانفعالي لمشاعر العدوان المكبوتة في نفوس البعض من المنتسبين، أو جاء عرضياً لمتع شباب ولهوهم الشاذ، فإنه خرق لسلطة الأمن الممنوحة والقوانين. وبغض النظر عن هذا وذاك، وبعيداً عن المساس بالمهنية، التي لا تجيز أحياناً نقاش السلوك الشاذ لقلة من المنتسبين في جهاز أمني أكبر، يمكن القول أن ما جرى لهذا الطفل مس بالطفولة، في عالم يسعى لأن تكون أي الطفولة سليمة كي يبنى مجتمعاً سليماً، وهو خدش للحياء الاجتماعي، إذ أن التعري بهذا القدر والتلفظ بألفاظ قذرة جميعها تخدش بل تجرح الحياء، في مجتمع يحاول أن يبقى سليماً للحفاظ على تقاليده وعاداته كي يعيد بناء نفسه مجتمعاً صالحاً للعيش. وهو أيضاً استهداف لمعنى الامومة، وقدسيتها والتي بدون وجودها سليمة لا يمكن أن تبنى المجتمعات بناءً صحيحاً من النواحي النفسية والاجتماعية. وهو كذلك استهتار بالمهنية، وتطاول على القانون، وسعي لتشويه سمعة الجهات الأمنية الوطنية، ونظام الحكم والعملية السياسية، لو جاز في حالتها التفتيش عن الدوافع والأسباب من وجهة النظر النفسية، لأمكن القول أن سلوك المفرزة سلوكاً مضطرباً، بعيداً عن السواء، وان المعنيين أي أصحابه غير صالحين للتعامل مع الجمهور المتظاهر أو غير المتظاهر، وإن سلوكهم المضطرب هذا قد تكوّن نتيجة طفولة على الأغلب غير سليمة، وبيئة عائلية كذلك غير سليمة، وهي حادثة وان كانت من وجهة نظر البعض عابرة، سينساها المجتمع حال مواجهته حوادث أخرى شبيهة بها أو مختلفة عنها، لكنها وبالعودة الى الجانب النفسي تعد كارثة اجتماعية لا يجب أن تمر مروراً عابراً كغيرها، بل ولابد أن تبادر الحكومة بضوئها للإيعاز الى المختصين لدراسة أسبابها، ولابد لها أن تعيد النظر بالمناهج الدراسية لسني الابتدائية، وتسن ضوابط الفحص النفسي الالزامي لجميع المتقدمين الى شغل مناصب أمنية وعسكرية، ولابد وأن تهيكل القوة التي ينتمي لها مثل هؤلاء المنحرفين، وتعيد النظر بكثرة وتعدد القوات المعنية بأمن المتظاهرين والحفاظ على أرواحهم والنظام، لأن تعددها حال ويحول دون السيطرة عليها ويسهم في دس أطرافاً ثالثة بين صفوفها، قادرة على تحريك البعض من المنتسبين المنحرفين، في مسعاً لتشويه توجهات المتظاهرين السلمية وهدم النظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟