الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النص بين التهويل والتهميش، ودور الناقد
سعد الساعدي
2020 / 8 / 8الادب والفن
لنؤسس مثابة انطلاق أولاً لتحديد مفهوم أكثر اتساعاً لمحور الحديث عن النتاج الأدبي بين التهويل والتهميش بتساؤلات بسيطة محددة:
كيف تنشأ الرغبة بذلك، ولماذا، وهل هي مجرد فرض، أم حقيقة واقعة؟
من هنا ينبثق اتجاهان في الغالب يسعيان للتهويل، أو التهميش. واحد منهما ليس للكاتب أي دور فيه لأنه يخضع لمطرقة وسندان النقد؛ إنْ كان الناقد يسعى بموضوعية لكشف حقائق النص، وتجلياته الظاهرية، وبواطنه الداخلية خلال تحليل مضمونه أو مضامينه المتناثرة بين ثنايا النص فإنه يكون قد ادّى رسالته كناقد تجديدي يسعى لإضافة ابداع جديد عبر تحليل النص، وهذا لا يُخشى منه مطلقاً، وتضمنته نظريتنا النقدية الجديدة "التحليل والارتقاء مدرسة النقد التجديدية" لعله يأتي تفصيلها أكثر بمناسبة أخرى.
أمّا الاتجاه الثاني هو المعاكس للاتجاه الأول المتمسك بكل شيء اسمه قديم بائس لا يطمح بجديد، ولا يسعى للتجديد، وهو من يهوّل أو يهمش حسب الحالة المزاجية، ودرجة القرب والبعد من الكاتب بغض النظر عن نوعية وجودة النص، وأكثر من قتل الابداع والمبدعين هم أصحاب هذا التوجّه.
مع كل ذلك ليس للقارئ دور مهم إلاّ اذا عرفنا من هو هذا القارئ؛ هل القارئ العام متوسط أو غزير الثقافة، أم القارئ النخبوي؟ هنا أيضا سنصطدم بمجموعة من نوعية النخبة؛ فمنهم المهتم والمتابع للأدب بشكل عملي موضوعي علمي ينطق بالحق دائماً، ومنهم المراقب فقط ولا يعنيه إلاّ ما يبحث عنه، ومنهم المتعالي المغرور الذي لا يقبل بكتابة الملائكة لو أذن لهم الله تعالى بذلك على سبيل الفرض لا الواقع. وهؤلاء أما يعظّمون كتابات من يستهوون، أو يمزقونها شرَّ تمزيق، يضاف لذلك بعض المحسوبين على كاتب النص كقرّاء، وفي حقيقتهم ليسوا غير أدوات اعلانية، أو دعائية تحاول استمالة أكثر عدد ممكن اليهم والى النص الذي كُتب، أو بالأخرى الى الكاتب صديقهم، وهذا هو التهويل الذي يتمناه بعض الكتاب، وبالعكس سيكون النص محبوباً لديه وليس مملاً لو حُذفت قائمة أولئك مع بقية الكتّاب.
واذا عكسنا الحالة بفرض عدم وجود شيء من كل ما ذكرناه، فليس من المعقول وجود حرج أو ريبة ممكنة من قتل بقية نصوص الكاتب بسبب ذلك النص المحبوب المطلوب جماهيراً قراءته مثلاً، كما في قصائد بعض الشعراء التي تبقى هي العلامة الفارقة للشاعر ينتشر عبرها، ومن ثمَّ تبقى دليلَ مستقبلِ أشعاره وليس العكس، وكذلك للقاص والروائي والناقد، وكاتب المقالات وهكذا.
ولكي نربط أطراف الموضوع ببعضه ضمن دلالة محورية بعيداً عن السفسطة النقدية التي تواجه الكاتب، أي كاتبِ نصٍّ كان، سواء كان مبتدئاً موهوباً يجب احتضانه والارتقاء به طالما هو مع مجموعة انتاجية مبدعة ضمن مسيرة البشرية الثقافية، أو هو من المخضرمين المبدعين الذين ليس لهم أي دور في تسويق نتاجاتهم الابداعية طالما لا يوجد ناقد منصف، أو مؤسسة راعية للإبداع، وبذا فإن حماية نتاجه (الكاتب) من التهميش أو الارتقاء به؛ ليس له اليد الطولى فيه، اللهم إلاّ في حالة الهجومات الشرسة المقصودة عليه وعلى كتاباته اذا انبرى ودافع عنها هنا وهناك، وبعضهم لا يسعفه الحظ، ولاحتى الظروف جميعها، فيبقى مقصيّاً مهمشاً، وأول أسباب ذلك هو الناقد غير المنصف.
من ذلك تجدر الاشارة لشيء في غاية الأهمية، وهو الدور الخطير الذي يلعبه الناقد في موت النص، أو إحيائه وصاحبه، والذي لابدَّ منه، مع ما في كلماتي من قسوة ربما، أقول:
يجب أن نتصف جميعاً كقراء ونقاد بالتحلي برساليّة منهجية تكاد تصل للعصمة من الخطأ اذا وقع بين أيدينا نصٌّ ما لكاتب وإن كنّا نختلف معه بكل شيء، كونه مجيد مبدع، وأن لا نبخسه حقّه طالما اتّضح لنا جهده بكل اخلاص، واعتقد ليس من الصعوبة ذلك اذا خلعنا جلباب الانانية والنرجسية ونظرنا بروحية الأب المحب أبناءه، وهذا ما يجب أن يكون عليه الناقد التجديدي بعيداً عن نوعية الاسماء والاجناس، والمناطقية وغيرها من معكرات صفو النتاج الثقافي الانساني عموماً أسوة ببقية بني البشر، ولانبقى مقلّدين لقشورهم فقط بلا معرفة ماهيّة أسلوبيتهم الكاشفة نقداً وكتابة، تحليلاً ودعماً لتطور الفكر والمعرفة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية
.. -مساء العربية- يفتح صندوق أسرار النجم سعيد العويران.. وقصة ح
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية