الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب المجهولة

طاهر مسلم البكاء

2020 / 8 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعيش البشرية اليوم بداية حروب كارثية مجهولة المصدر ، وهي مخيفة بحق لكل البشر ،ويتخفى مرتكبوها اليوم بغطاء التقدم التكنلوجي ولكنها واضحة الأهداف في المحاكاة العقلية،ومتابعة سير الأحداث الدولية ،وإن ْ انعدم الدليل المادي المباشر :
- فجائحة كورونا والتي هي وليدة حرب عالمية بين الدول الكبيرة على صدارة العالم ،ولكنها شملت جميع البشرية .
- و تفجير مرفأ بيروت الذي لانزال نعيش صدمته ، هو تفجير عن بعد وبسلاح حديث من الصعب رصده بالوسائل التقليدية ،وقد تكشف الأيام القادمة الكثير بشأنه ،وقد استغل المهاجم خطأ اللبنانيين في تكديس هذه المادة الخطرة لزمن طويل ،ولكنها لن تنفجر لوحدها .
- والكثير من الحوادث المتفرقة التي سجلت ضد مجهول ،كضرب مخازن سلاح للحشد الشعبي في العراق ولأكثر من مرة ،واستهداف قوات عراقية على الحدود العراقية السورية ،وحوادث التفجيرات والحرائق المتكررة في ايران وغيرها .
وضع فوضوي لاتعرف نهايته :
هل ان مثل هذا الوضع فيه فائدة ما ،ام انه كله اضرار ؟،أكيد ان من يمتلك هذه الأمكانات ليقوم بالهجوم هو من الدول المتقدمة الكبرى ،أو تلك الدول المدعومة من الدول الكبرى وجل تسليحها منها ، إذ ان من مصلحتها هذه الهجمات كونها :
- تؤذي الخصم بما يحقق مصالح واهداف المهاجم بسلاسة .
- لايترك هذا الهجوم اي ذريعة للضحية للرد المقابل ، كونه كما قلنا لايترك أي أثر مادي أو دليل واضح على الخصم سوى الحدس واستقراء الأحداث والتقاطعات الدولية .
- توفر قوة ردع جديدة مخيفة ،لأدامة السيطرة واستمرارالتجبر الظالم للدول الكبيرة على ثروات وقرار الدول الصغيرة والضعيفة ،وبدون كلفة تذكر كون المهاجم لايخوض حروب تقليدية كما في السابق .
- يمكن ان تخلق مشاكل لاحصر لها للضحية ،كونها ستضرب اخماسا ً بأسداس في محاولة تفسير ماحدث في الهجوم ،وستتعرض للّوم والتقريع في أمور قد تكون مألوفة سابقا ً ،كماحصل في لبنان ،فأطنان نترات الأمونيوم المخزنة منذ سنوات لم تكن قد أثارت أي مشاكل من قبل حتى تم استهدافها !
البشرية لاتسير في الأتجاه الصحيح:
نستغرب اليوم مايحصل على امتداد الساحة الدولية من صراعات وحروب دموية يطول زمنها وتغذيها جهات دولية تتشدق بحقوق الأنسان ومبادئ العدالة ،طمعا ً بالمال ،او السيطرة على مناطق مميزة ،او انهاك العدو وتفريغ الحقد الدفين الذي إتصف به الكثير من البشر ،فمثلا ً الصراع العربي الصهيوني نشأ بمباركة دول كبرى واستمرت تغذيته ليكون بؤرة ملتهبة دائمة ،استفادت هي منه بالتوارث ، وتمزيق اليمن واستمرار قتل اهلها مع نقص فادح في الغذاء والدواء لملايين اليمنيين مستمر أيضا ً، وهكذا في العراق وليبيا وسوريا ولبنان وأيران وفنزويلا وغيرها كلها تمثل بؤر قتل ودمار بالسلاح الحديث أو بالحصارات الوحشية والدسائس والفتن ،مع ان في الأرض مايكفي من خيرات لأن تعيش البشرية بسلام ،ودولها متعاونة متصالحة ،تنشد التعاون البناء لتحقيق اهدافها المقبولة .
من المقلق حقا ً هو التقاطعات بين الدول الكبرى وصراعها من اجل اعتلاء صدارة العالم ، فأمريكا متصدرة وترفض المغادرة وهي تمتلك ترسانة ضخمة من السلاح الفتاك ،وتمتلك رصيد الدولار في العالم ،اذ انها تصنع من الورق مال خالص حتى ولو كان بدون رصيد،وهي تفعل ذلك رغم علم جميع دول العالم بالأمر ، وهي تقف بمواجهة كل جهة دولية تثير موضوع الرصيد الفارغ للدولار ،او تقترح عملة أخرى بديلة للدولار ،وقد قامت بأسقاط زعامات ودمرت دول قائمة ،لأن زعمائها حاولوا استبدال الدولار بعملات أخرى ،فالقذافي دمر كل أسلحته لأرضاء أمريكا والغرب عنه ،ولكن جريمته التي لاتغتفر هي محاولته أستبدال الدولار بدينارذهبي أفريقي ،وغيره آخرون أهلكتهم أمريكا ودمرت دولهم ،واليوم يقف مارد جبار قبالة الولايات المتحدة الأمريكية ،ألا وهو دولة الصين والتي تمتلك اقتصاد عالمي متين ، وقدرة على ازاحة أمريكا من صدارة العالم ،كما انها طرحت وبشجاعة عملتها "اليوان "في التعاملات الدولية كمنافس للدولار ،وبدأت بالفعل تشتري النفط باليوان وليس بالدولار .
قد تكون الحرب العالمية قائمة وهي ما أطلق عليه بجائحة كورونا ،وقد تكون مقدمة لحرب طاحنة أخرى يهلك فيها الكثير من البشر ،مادام الأنسان لايتعظ من صفحات الماضي ،ولايهذبه الأدب والوعظ الديني والفلسفي ،ولايقوده العقل ،بل تقوده الأطماع والتيه والتكبر والغرور والطمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في