الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون ..

عصام محمد جميل مروة

2020 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الحديث عن اخر جراح الأوجاع الناتجة عن نتوءات الألام والأهات والنداءات التي تستجدي الإستغاثة من شدة وهول الإنفجار الذي يُدونُ ليس لأخر مرة انه الاخطر او الأكثر غلاظة في التوصيف المقيت وطبيعياً سوف يخلفهُ إرتدادات كما انني لا اتمناها ان تكون اكثر دموية إنطلاقاً من ميناء بيروت.
تقول التقارير الواردة على السُنّ الذين يتابعون اخر ترتيب وتنسيق للأفساد والتعامل مع الاهوال بطريقة لا تمت الى الأنسانية في اي علاقة لكنها تُسوِقُ الى وضع علامات على الدول الفاسدة ! وإن كانت ولا اريد ان اعرف ما هي اسماء المنظمات التي تستطيع ان تمنح العلامات . لكننا ما نتأكد جميعاً بإن المفارقات تتعدى المراقبة من الخارج ؟ اجل من على اطلال الدول المتحاربة المتنازعة في كل شيئ خاصة الدول" الثالثعالمية "المتناحرة . في الترتيب يقع كل من العراق ،والصومال ،وبورما ، من اوائل الدول التي تسحق الأنسانية بكل معنى الكلمة والابحاث ادرى مننا جميعاً وليس حباً بالمزايدة .
النترات الأمونيومية هي المكونة والقابلة الى الإحتراق وتشكيل انفجاراً يسهلُ عملية التدمير الكامل في المساحات التي تستخدمها الدول المعنية عندما ولدى الخبراء تسلمهم مهام استخدام تلك المواد الأكثر خطراً على الانسان والبيئة وكل من يدِبُ ويتنفس على البسيطة في اليابسة وعلى المياه وقرب الموانئ البحرية .
اما ما وقع من اهوال للعمل التفجيري المروع الذي طال كل من ينبض بالحياة بعد عصر يوم الثلاثاء الماضي في "الرابع -من شهر- اب -2020 " في مرفأ مدينة بيروت كان بمثابة حدث متوقع او غير متوقع لم يعد هناك اهمية لكن الذي ساد هو تسرع التكهنات من هنا وهناك على تحديد التحقيقات الاولية للأسباب المسببة لتلك التحولات المتسارعة للتفجيرات المتتالية في عصر ذلك اليوم المشئوم الذي سوف يُدونُ في تاريخ لبنان مهما طال الزمان .
2750 طنناً من تلك المادة القابلة للإشتعال كانت مركونة في عنابر مرفأ بيروت التي يتم التخزين لكل الإستيرادات والصادرات وهناك من يُراقب ويدقق بكل خطوةً وملاحظة فوق ارض تلك المؤسسة النابضة بكامل الحياة والنشاط والمراقبة الى درجة عالية خوفا ً من إختراق بوابات المرفأ التي يحرسها قوات الامن اللبناني المدنية والعسكرية التي تتخذ نقاط التفتيش هنا وهناك قبل عبور بوابات الأمن !؟.
في صيغة قصيرة للوصف المعلن عن تلك السفينة التي كانت تُبحرُ من مرافئ اوروبية وعلى الارجح من دول الإتحاد السوفييتي المفكك ، كانت هناك اعلام مرفوعة على الباخرة لملكية البلد " المولديف " وكانت اولى ابحارها عبر جورجيا ثم اليونان وقبرص اعتقاداً انها كانت وجهتها القارة الافريقية وخصوصا دولة "الموزمبيق " . حيث كانت الحمولة المتواجدة على متنها معدة. وجاهزة لبيعها وتسليمها للسلطات في موزمبيق لإستخدامها في عمليات حفر الطرقات والخنادق والترتيبات الادارية لتعبيد الأنفاق بعد تسهيل عمليات التفجيرات الناتجة عن مزيج النيترات الأومونية تلك . لكن الافلاس لشركات التأمينات على السفن هو الذي دفع اصحاب السفينة تلك ان تتخلى عن " الجمل بما حمل " في مرفأ بيروت الدولى حسب اخر المستجدات التي سمعناها بعد الإنفجار القاتل .
العبارة الصخمة" روسوس " او التابوت للأموات اللاحق الى اكثر من "154- ضحية واكثر من 5380 جريح " الى الان لم يكن متوقعا منذ الاعوام التي تتالت بعد "2014 - 2020" كانت جميع الادارات تعلم جيداً عن عمليات التخزين والتستر عليه لأسباب في فساد ومحاصرة ومحاصصة وتعاون كل تلك الاجهزة في صمتها وتسترها على تلك الأخطار وانتظار ما قد يحدث وفعلاً وقع اكبر كارثة على ارض المرفأ في قلب بيروت "المنكوبة " اذا جاز لنا تسمية الحادثة او الواقعة الحزينة .
لكننا هنا يجب ان نكتب ونقرأ قليلاً عن احداث ما قبل وقوع الانفجار بساعات قليلة بعد ارتفاع حدة التصريحات المتضاربة بين حزب الله اللبناني والقيادة السياسية في بيروت وتلقيها التهديدات المباشرة من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو عن تدمير البنية التحتية لكل مؤسسات لبنان اذا ما فكر حزب المقاومة فتح جبهة الجنوب وإفلات بعض صواريخهِ ضد العدو .
لكن المفارقات هي اذا ما لاحقنها فسوف نستنتج بعضاً من الاسرار المعلنة والمخفية في تضارب الأراء وإختلاطها مع اولى دقائق وحدوث الانفجار المميت لكن تلك العلامات والاشتباهات في غموضها واستبعاد نظرية نسف العدو الصهيوني مرفأ بيروت وإشاعة شيئ من البلبلة ان مخازن اسلحة كانت ايران قد وردتها الى حزب الله وتم تخزينها هناك في عنابر وحاويات ومستوعبات قريبة جداً من تلك المواد النيتراتية الأمونيومية التي فاق انفجارها هولًا اكثر من كل الامكنة والازمنة عندما تعرضت بيروت الى حالات متتالية للتدمير ؟!.
مع كل تلك التحليلات والتوقعات هنا نحن نسأل ونتسائل عن هل فعلاً كانت الدولة اللبنانية لا تعلم بوجود تلك الكميات الضخمة من "المواد السامة والقاتلة تلك والمركونة" منذ اكثر من سبعة اعوام والسؤال كذلك ؟ مطروح ومفتوح على مصراعيه ويتحمل المسئولية كاملة "اجهزة السفارات الغربية الامريكية والفرنسية والألمانية " بعد حدوث انفجارات على اراضيها نتيجة اخطاء تخزين النيترات الأمونيومية في مدن غربية وذهب ضحايا كثر من الناس . اذا هنا " يعني كلن يعني كلن " مشاركون في المجزرة الجماعية سواء كان الإتهام في مكانه ام هناك من يتجنى على جهة وظلم جهة اخرى !؟.
ماذا واين هي اجهزة امن السفارات ومن يُديرها ومن يحدد البعثات العسكرية لتلك الدول الصديقة للبنان ولها توابع ومعارضين ؟.
من هو "نيرون بيروت " يقف على اعلى قمة يُشاهد اعمدة التصاعد للدخان الذي يحمل سموماً قبل الانفجار والحريق وبعد جرعات التريث في إخماد حرائق مما لا شك بها انها مفتعلة ؟ كم نيرون يجب محاكمته بعد إلتهاب الاحياء من الناس وصهرهم وكيهم قبل موتهم جياعاً ومرضاً وفقراً ؟
لا نريد لك ان تمتحن نفسك في حُب الخطابة والإطلالة عبر شرفات قصرك العالى وتتخذ مواقفاً تدين وتنتقد الافعال والبكاء على الارواح المُزهقة وانت تدرى وتعلم جيدا وفريقك المشارك في إغتصاب السلطة تحبباً وربما يروق لك اعجابك في التشبه الى صورة الحريق لبيروت وروما "نيرون "
ما زال حياً فاعلاً يتمتع بتعذيب العامة من الناس .
بعدما نتطرق في الكلام عن بيروت المدينة " الكوزموبوليتية " الرائعة التي صارت مزاراً منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي واعتبارها مدينة لها رونق خاص ومميز ومزاج لا نجده على ارض اية عاصمة اخرى عربية او معاصرة . لأسباب عديدة اولها التنوع الثقافي الناتج عن تعدد الحضارات التي تركت مسحات مدنية للإختلاط الفكري وحرية الرأي والتنور ، مما جعل من المدينة الجميلة تستقبل على مساحاتها الواسعة والمحدودة وتكون بوابة الاتصالات على شواطئ البحر الابيض المتوسط ، وكان مرفأ بيروت من اهم الموانئ المنتشرة والموزعة في حوض المتوسط وذلك له دلالات تعدد وتحديد بيروت كملتقى دولى وضامن للتجارة والاقتصاد العربي والدولى حيث انطلقت من هنا من بيروت المراكب والبواخر والسفن مبحرةً لكى تكتشف الكوزموبوليتية.
الاثارات العنيفة التي مرت على لبنان تدميراً نتيجة الألة الضخمة الصهيونية عندما كانت تنتقم من لبنان بداية تدمير مطار وطائرات لبنانية مدنية في سنوات ما بعد الإزدهار "1968- وصعوداً لغاية 1982- وصولاً الى عدوان وحرب تموز الشريرة في تدميرها 2006-" .
كذلك تدمير المنشآت الكافة في المدينة الرياضية وسحق الابنية العالية والشاهقة في شوارع اطراف العاصمة الصابرة والصامدة والعاتية والأبية . مع كل ذلك تركت اثاراً لدى الجميع في الداخل وفي الخارج .
لكن التوسع في وصف انفجار المرفأ البيروتي يوم الثلاثاء كان بمثابة تشبيه وتوصيف لتدمير المدن على غِرار " ناكازاكي - وهيروشيما- " ونابالم العدوان والحريق الهائل على ارض فيتنام وحربها القذرة المنظمة ، وبقايا اعاصير تسونامي وغيرها من الكوارث المفتعلة فى مدار العالم وجهاته المختلفة.
لكن هروب عربات الاطفال وتلويث فساتين العرائس اثناء الاستعداد للأفراح والسعادة والإقبال على الحياة لم تكن موجودة كسابقاتها ،؟!. إلا في بيروت بعد الإختناق المعمد والمدبر لمزج وتوسيخ البيئة والهواء ناتجاً من دخان المتصاعد من جهة البحر الذي قضى على الأمال والحب والوصل والتواصل في بلاد مدنية
" كلن يعنى كلن " من اصابهم مقتل وحرق الاسمال الثقيلة من افعال اكثر من " نيرون " .
ان إعتماد وإعتناق مبادئ وأنتشار وإثبات الهروب من المحاسبة اصبحت ثقافة الإفراج عن العقوبة ودفنها بعيداً وتبقى تِهم مخزنة في عقول الناس والضحايا .

عصام محمد جميل مروة. ..
اوسلو في /9/ آب / 2020/. ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية