الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلبي مع الموصل كما هو مع بيروت

جعفر المظفر

2020 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بعد التضامن الدولي الكبيرلإعمار بيروت : بعض الأخوة الموصليين كما البصريين يبحثون عن حل دولي أو إقليمي لهم بمعزل عن الحل العراقي.
المعاناة العراقية لم تتوقف في اي يوم. أنا من البصرة وأعرف معاناة أهلها طيلة سنوات الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت, فقد قتل الكثيرون من أهلها ورحل كثيرون عنها إلى بغداد أو غيرها من المدن العراقية يبحثون عن مأوى لهم بعيدا عن ويلات الحرب.
والمعروف أن للبصرة أيضا تاريخا مع المشاريع الدولية في المنطقة. وفي التاريخ القريب تم طرحها كمملكة مستقلة. وفي بداية تأسيس العراق الحديث تم طرح مشروع إلحاقها بالهند.
وبعد أن تفاقم الفساد فيها في هذه المرحلة وإزدادت جوعا وخرابا وصار الحكم فيها للفاشلين الفاسدين المشعوذين من الميليشيات الدينية ومن زعماء ورجال القبائل المتخلفين لم يعد فيها ماء صالح للشرب كما وجفت أنهارها وصارت مكبا للنفايات.
وبفعل معاناتها الطويلة تأسست مجاميع ومشاريع تدعو إلى إستقلال البصرة في دولة لوحدها, أو منحها حكما ذاتيا وذلك لغرض الإستفادة الذاتية من ثروتها النفطية الهائلة ومن موقعها الإستراتيجي الكبير الأهمية.
ولقد تم الإتصال بي من قبل بعض الأخوة لتبني المشروع والإنضمام إليه, لكن لي موقفي المعروف من وحدة الأراضي العراقية, وبضروة أن ينظم الجهد البصري مع الجهد الوطني العراقي العام للخروج من هذه المحنة التاريخية الحالية.
لست ضد أن تكون للموصل خططها الإعلامية والسياسية من أجل جذب الإهتمام الدولي, لكن علينا أن لا نخرج من مصيبة إلى مصيبة أخرى وربما أكثر.
إن التوجه نحو تركيا له مخاطره, وخاصة في هذا الزمن الذي يجري فيه بوضوح تنفيذ مخطط إعادة الروح للمشروع الإمبراطوري العثماني بثوبه الأردوغاني الذي بدأ يتسع. ورغم أن العمامة لا تغطي رأس الحاكم التركي كما هي مع الحاكم الإيراني فإنها لا شك جاهزة في زاوية من زوايا مكتبه الرئاسي, فلست أتمنى لموصلي الحبيبة سوى أن تكون مع البصرة وذي قار وأربيل وبغداد, العاصمة في القلب وعلى الأرض, محطات نضالية لتأسيس عراق جديد.
أن الإنضمام لأهل تشرين هو الطريق الأكثر والأقصر لوضع خارطة عراق جديد يحمل الخير لكل أبنائه, من أي دين أو قومية, أو من الذين هم بلا.
قلبي مع الموصل الحبيبة وكذلك مع كل العراقيين, وأقدر جيدا أن تتأسس خيبات الأمل الموصلية المرَّة من الحالة العراقية الكارثية.
لكن كان هذا هو شأن العراق على مر التاريخ, أما أن يكون أو لا يكون.
إن الجغرافيا تكتب أيضا التاريخ وتحدد شكل إتجاهاته ووجهاته.
فدعونا نعمل سوية من أجل أن يكون العراق, رائعا بأهله ولآهله, ومحبا لجيرانه وأفقه العربي والإقليمي.
دعونا نعمل من أجل أن يكون العراق
لا أن لا يكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي