الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعاطف سوري على مواقع التواصل مع - بيروت-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لطفاً أيها السوري. تواضع!
لو قلت : "سلامتك بيروت " أو وضعت أغنية فيروز فلن تمنح لقب شاعر.
كمن ينفخ في قربة مثقوبة ، لم يصدّق من يدعى " بالمثقفين السوريين " أن تم تفجير مرفأ بيروت حتى بروا أقلامهم، و أوسعونا شعراً ونثراً وتعاطفاً ، و البعض أوسعنا شماتة وكراهية ، ولا نعرف كيف نرضي هؤلاء، و أولئك. أسخف ما ينادي به البعض هو " الدعم السلمي " عن طريق توقيع عرائض ، ونحن نعرف أين يكون مصير العريضة. سوف يكون سلة القمامة.
هل نجحت الثورات خلال التاريخ ؟ لا شك أن الأمر تراكمي، قد تنجح بعد خمسين عاماً في تحقيق أهدافها، فالثورة الفرنسية استغرقت مئة عام حتى أصبحت باريس رمز الحرية. هذا كان سابقاً ، نحن اليوم نعيش في عالم رقمي تزول من خلاله الحدود ، يمكن لمافيا تبعد آلاف الكيلومتر أن تحرّك شارعاً ما معادياً لمشروع، أو رئيس، وماذا غير المافيا؟ أنه اللوبي.
اللوبي هو تجمّع يمكنه صنع القرار بسبب قوته الاقتصادية، لذا فإن اللوبي اليهودي مثلاً له سلطة على القرار الأمريكي، وحتى على القرار الإسرائيلي عن طريق الدعم المادي، أو الحجب.
لن تنجح أية ثورة عربية لسبب بسيط وهو أنها في أغلب الأحيان يكون سببها الفقر و الاستبداد، لكن ليس لها داعم في مركز القرار ، وبمعنى آخر لا يوجد لوبي عربي، بل يوجد ملياردير عربي يدفع للوبي في مركز القرار كي يستمرفي حكمه.
الشعب السوري شعب فقير مهمّش، أغلبه يؤمن بالغيبيات كنوع من الهروب من الواقع ، لكن يطفو على السطح بعض" المثقفين، و السياسيين، وقيادات المجموعات المعارضة" وهؤلاء لا زالوا يتحدثون بالإمبريالية ، و العروبة ، أو القومية التي ينتمون لها. هؤلاء يملؤون مواقع التواصل الاجتماعي حيث تنمو ثقافة الكراهية، ويدعون الناس إلى الموت كما يدعوهم بشار الأسد من أجل القضية التي لا نعرف ماهيز بينما يمارسون الثقافة الفيسبوكية، مع أنهم لا يدركون أن القرار يتم اتخاذه خلال ثوان ، وهو قرار متحرك دائماً يصدر من مكان ما بعيد عن مكان الثورة.
ما الحل ؟
أتحدث عن ظاهرة، و ليس عن الحل. من جهتي أعتقد أن الحل موجود في مكان بعيد عن سورية يستخدم السوريين كمادة فيصنع منهم داعش السنية وداعش العلوية ، أو كتائب مسلّحة، وجميعها تشبه المستبد في الشكل والمضمون.
عندما يشارك السوريون في وقفات احتجاجية يحرصون على السّرية كي لا يشاركهم الآخرون ، بالنسبة لي لم، ولن أشارك في أية وقفة احتجاجية. تصور أنك تحارب هتلر بشكل سلمي، وهذا حال الأسد وحزب الله، فهل تنفع السلمية في هذه الحالة؟ بالطبع لا، وحتى حمل السلاح لن يفيد سوى في مزيد من القتل، لكننا نحن مصرون على أننا متحضرون لذا نزايد على بعضنا البعض، ونعيش الرومانسية شعراً ، ونعظم بفيروز ونزار ، وماجدة الرومي مثلاً كي نثبت ثوريتنا. نحن نعيش الرومانسية بينما سورية تشبه المقبرة ،وقتلى المرفأ في لبنان بعضهم لا زال تحت الأنقاض ، ولن يهتموا لو كتبنا عريضة أم لم نكتب. أيها المثقف السلمي في بلد مستبد. أحرق أوراقك، فقد أصبحت خلف التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام