الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لإسقاط النظام القاتل ومنظومته السياسية المدعومة من الخارج

الحزب الشيوعي اللبناني

2020 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



يرى الحزب الشيوعي اللبناني أن الكارثة الوطنية الكبرى التي نتجت عن تدمير مرفأ بيروت وأحياء عديدة من العاصمة والتي أودت بحياة اكثر من مئة من المواطنين اللبنانيين والأجانب بالاضافة الى آلاف الجرحى، لا يمكن اعتبارها الا جريمة كبرى بحق الوطن وبحق الشعب اللبناني من قبل سلطة أمعنت في الإهمال وإنعدام الكفاءة وفي تقويض مقومات الدولة ومؤسساتها التنفيذية. في هذا الاطار، يتقدّم الحزب الشيوعي بأحرّ تعازيه الى اللبنانيين والمقيمين الذي فقدوا أحباءهم وأقاربهم وأصدقاءهم ويتضامن مع عشرات الالاف الذين اليوم يتحملون التبعات والتكلفة الاقتصادية والحياتية لهذه الكارثة الوطنية، مؤكدّا على الأمور التالية:
1. إن هذه الكارثة-الجريمة مهما كانت أسبابها المباشرة والتقنية تتحمل مسؤوليتها السياسية والادارية الحكومة الحالية والحكومات المتعاقبة ومجالسها النيابية ليس فقط منذ 2014 بل منذ عام 1992. انها المنظومة السلطوية المتمسكة بنظامها القاتل من يتحمل المسؤولية فهي التي جعلت الدولة مساحة للمحاصصة المذهبية والحزبية، وبتبعيتها لأوصيائها كشفت البلاد امام المزيد من التدخلات الخارجية والضغوط الأميركية مما أضعف القدرة على مقاومتها وأفقدها كل امكانيات بناء المرتكزات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية التي تلبّي احتياجات المواطنين، بما فيها القدرة على مواجهة الكوارث. وفي هذا السياق، تندرج حلقات الانهيار الاقتصادي والمالي الراهن والعجز الفاضح عن تأمين أبسط الخدمات العامة لمواجهة وباء الكورونا واستفحال ازمة الكهرباء والمحروقات، وهذه كلّها مقدمّات للكارثة الكبرى التي توّجها زلزال مرفأ بيروت بالأمس الذي من تداعياته المزيد من الانهيار الاقتصادي والمالي. من هنا يجدد الحزب الشيوعي اللبناني موقفه بأن ليس بمثل هكذا نظام سياسي طائفي ومنظومة سلطوية تابعة نقاوم المشروع الأميركي – الصهيوني ونبني وطنا يليق بتضحيات شعبنا ودماء الشهداء؟ أن المهمة الأساسية اليوم أمام قوى التغيير الديمقراطي هو العمل على إسقاط هذه الحكومة وقيام حكومة مستقلة انتقالية من خارج المنظومة الحاكمة يكون في طليعة أولوياتها تصفية النظام السياسي الحالي وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة القادرة على مواجهة أزمة البلاد الثلاثية الأبعاد، والمتمثّلة في الانهيار الاقتصادي ووباء الكورونا والآثار الاقتصادية والاعمارية والاجتماعية لانفجار المرفأ المدمّر. وفي هذا الاطار يؤكد الحزب أن اللبنانيين اليوم أصبحوا أمام مفترق طرق تاريخي لا يمكن العودة من بعده إلى الوراء، وأن انفجار المرفأ قد فتح مرحلة نوعية جديدة وسرّع الخيار الوحيد أمامهم الآن هو التقدم الى الأمام لبناء هذه الدولة والعقد الاجتماعي الجديد.

2. أن الحزب الشيوعي اللبناني يرفض ويدعو اللبنانيين إلى رفض أي محاولة لاستغلال الكارثة التي حلّت بهم جميعا وبدون تمييز، بغية تحويل حوافز توحدّهم وتضافر جهودهم وقواهم من اجل بناء مستقبل أفضل، إلى مناسبة للتشظي الطائفي والمذهبي والمناطقي والذي تحاول بعض القوى أن تحققه عبر إثارة النعرات الطائفية والمناطقية وإعادة الانقسام المرفوض بين اللبنانيين. أن الحزب يؤكد ان الوقت الآن هو للوحدة وللتضامن الوطني وليس لأي خطاب تقسيمي أو عنصري أو إقصائي. ويرفض الحزب بالتحديد كل محاولات الاستغلال السياسي أو الطائفي لهذه الجريمة لأغراض تتصل بتعديل موازين القوى بين أطراف السلطة الداخلية خدمة لمشاريع سلطوية أو مشاريع خارجية مشبوهة، من خلال تسعير حملات التحريض والعمل على استدراج قوى الخارج.

3. يدعو الحزب الشيوعي اللبناني - في ظل عدم وجود ثقة في المنظومة الحاكمة - إلى قيام لجنة تحقيق مدنية مستقلة عن السلطة السياسية من اجل جلاء الحقيقة من موقع المسؤولية الوطنية تجاه أسر الضحايا والحق العام، وصولا الى كشف كلّ من اهمل أوتغاضى أو أسهم في حصول الكارثة، على أن يتمّ فعلا سوق هؤلاء إلى العدالة وإنزال العقاب الرادع فيهم. ان هذه اللجنة المدنية المستقلة هي بمثابة الضمانة للبنانيين للوصول إلى الحقيقة والمحاسبة، ويجب أن تضم شخصيات وطنية وقانونية ومؤسسات مشهود لها بمهنيتها واستقلالها وما أكثرهم وهم موجودون في قلب الانتفاضة. ويرى الحزب أن هذه اللجنة تضمن إحاطة وامتلاك اللبنانيين مجتمعين لمسار التحقيق والعدالة بعيدا عن الانحياز والتعتيم والتدويل. وهو يرى في زيارة الرئيس الفرنسي للبنان دعم سياسي لهذه المنظومة الفاسدة وتعويم لها كما فعلت القوى الخارجية عموماً ومنها السلطات الفرنسية المتعاقبة طوال 30 عاما حيث أشرفت على تمويل فساد هذه المنظومة ودعمها بالمال في مؤتمرات باريس 1 و2و3 ، بدون ان ننسى ايضاً الموقف الفرنسي المستمر باحتجاز جورج ابراهيم عبدالله ظلماً بمخالفة واضحة للقرارات القضائية الفرنسية، تحت الضغط الأميركي والصهيوني.

4. إن الحزب الشيوعي اللبناني يدعو اللبنانيين إلى التمسّك بوطنيتهم التي برهنت أنها صمام الأمان في الظروف الصعبة التي مرّ ويمر بها لبنان. وهو يرى ان مشروع بناء دولة المواطنة الحديثة يجب أن يكون فوق كل محاولة ترمي الى استغلال الأزمة لتصعيد الدعوات إلى التدويل الذي لن تكون نتائجه الا وخيمة على لبنان لجهة امعانها في إضعاف الدولة ومرتكزات السيادة الوطنية والوحدة. ويرى الحزب ان كل مشاريع التدويل ليست الا مشاريع تقسيمية وجزء لا يتجزأ من الموبقات المعلنة والمضمرة للنظام الطائفي الذي يستمدّ قوّته من الخارج. وفي الوقت نفسه يثمّن الحزب المساعدات المالية والعينية والطبية والأغاثية للدول الصديقة والمؤسسات الأهلية العالمية وأفراد الجالية اللبنانية في الخارج، والتي تشكل جزءا من التضامن الأممي مع لبنان، الذي يسعى الحزب إلى تعزيزه عبر علاقاته مع الأحزاب الشيوعية واليسارية والصديقة حول العالم.

5. يدعو الحزب إلى التعويض المادي السريع على كافة المتضررين، وفتح الفنادق والشقق الفارغة امام المواطنين الذين خسروا منازلهم على نفقة الدولة، وتأمين دعم مادي وصحي واجتماعي في الأحياء المنكوبة، وإعفاء كل السكان في نطاق بلدية بيروت والبلديات القريبة المتضررة من كافة الضرائب والرسوم البلدية والكهرباء والماء خلال الأشهر المقبلة.

6. إن الحزب الشيوعي الذي يعتبر ان المرحلة الحالية هي مرحلة التغيير الديمقراطي بامتياز يرفض رفضا قاطعا استغلال الكارثة لتبرير التوجه الرسمي نحو التضييق على الحريات العامة والإعلامية وعلى حقّ التظاهر والتجمع والعمل السياسي والنقابي والمدني. وفي هذا الاطار، يرى الحزب أهمية أن تكون حالة الطوارىء مؤقتة ومحدودة الصلاحيات والا تتعارض في شكل من الاشكال مع الحريات العامة والسياسية .
يعتبر الحزب الشيوعي اللبناني أن قوى الانتفاضة الوطنية مدعوة اليوم إلى إعادة النبض إلى الشارع وتصعيد المواجهة في وجه المنظومة السلطوية الحاكمة من خلال طرح برنامجها البديل الرامي الى تكوين سلطة بديلة تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق الشعب اللبناني عبر بناء الدولة الوطنية القادرة والعادلة على انقاض نظام المحاصصة والتبعية والارتهان الفاشل والقاتل. فالمرحلة القادمة هي مرحلة التغيير الديمقراطي وبالتالي على قوى انتفاضة 17 أكتوبر أن تجمع طاقاتها وجهودها وتعمل على قيام أطر سياسية موحدة لقيادة الانتفاضة في هذه المرحلة الدقيقة. وفي هذا الاطار، يدعو الحزب إلى التجمع والتظاهر في ساحة الشهداء يوم السبت في 8 آب في الساعة الرابعة بعد الظهر تحت هذه الشعارات، وهو يحثّ الشيوعيين واصدقاءهم على الانخراط اليوم بكل طاقاتهم في فعاليات الاغاثة ورفع الأنقاض ومساعدة الجرحى والأهالي المنكوبين والمشردين من منازلهم، كما يدعوهم إلى أعلى درجات التأهب السياسي والتنظيمي في المرحلة الدقيقة المقبلة من اجل العمل على تحقيق الأهداف السياسية للانتفاضة، أي من أجل التغيير الذي ينقل لبنان إلى مرحلة التقدم والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النازلة في بيروت
فؤاد النمر ي ( 2020 / 8 / 10 - 05:48 )
إنفجار ما بقي من نترات الأمونيا في المستودع رقم 12 كان خسارة كبرى لحقت بمقاومة المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة
لذلك يوصي الحزب الشيوعي اللبناني بالعمل على استجلاب كميات أكبر من نترات الأمونيا وتخزينها في المستودع رقم 13 من أجل تعميق مقاومة المشروع الأميركي الصهيوني


2 - ما يخجل عن قوله حزب الله
منير كريم ( 2020 / 8 / 10 - 08:46 )
تحية
ما يخجل عن قوله حزب الله يقوله الحزب الشيوعي اللبناني نيابة عنه
تبا وتعسا


3 - هجوم اميركي اسرائيلي
جورج حداد ( 2020 / 8 / 10 - 14:34 )
من الضروري تماما فضح النظام اللبناني الطائفي والفاسد والتابع للغرب الامبريالي
ولكن من الضروري ايضا النظر الى موقع لبنان في الصراع الاساسي في المنطقة وهو الصراع مع الامبريالية والصهيونية
من هذا المنطلق نجد ان لبنان استطاع في الخمسين سنة الماضية ان يتحول الى قاعدة للمقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية التقدمية والاسلامية في الصراع ضد وجود اسرائيل والاحتلال اليهودي لفلسطين
ولهذا حركت الامبريالية العالمية الطابور الخامس في لبنان لتفجير لبنان من الداخل بواسطة الحرب الاهلية ومحاولة تدويل لبنان ووضعه تحت الوصاية والاحتلال المتمثل بالقوات متعددة الجنسية ثم الاجتياح الاسرائيلي للبنان في 1982
وحينما نجحت المقاومة الوطنية والاسلامية في طرد الاحتلال الاسرائيلي عادت اسرائيل فشنت حرب تموز 2006 لتصفية المقاومة في لبنان
ولكن عدوان تموز2006 فشل فشلا ذريعا وخرجت المقاومة من الحرب اشد قوة واصلب عودا واصبحت تشكل خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني وللتخلص من هذا الخطر تم زرع قنبلة الامونيا في قلب بيروت وذلك بمؤامرة دولية شاركت فيها اسرائيل واميركا وحلف الناتو
والطابور الخامس اللبناني يشلرك تماما في المؤامر


4 - الانفجار في بيروت
سلطان العاقوري ( 2020 / 8 / 12 - 04:32 )
الوقائع تقول أن سلطات الميناء والحكومة اللبنانية شريكان في الجرية
فإما أن يكونا مرتبطين بالموساد الإسرائيلي وإما بحزب الله

يا حزرتك يا فزرتك مين !!!!؟؟؟


5 - عيب
جورج حداد ( 2020 / 8 / 12 - 07:57 )
يا سيد فؤاد النمري ومنير كريم وسلطان العاقوري
اذا كنتم تكرهون المقاومة االوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله التي هزمت اسرائيل في ايار 2000 وتموز 2006 فتلك مصيبتكم وهذا شأنكم
ولكنه سقط في الهجوم الاميركي الاسرائيلي الاخير على لبنان اكثر من 150 شهيدا واكثر من ستة الاف جريح وسالت الدماء في كل بيروت عروسة المدائن العربية ونشرد مئات الالاف من بيوتهم بينهم اكثر من 100 الف طفل
فعيب عليكم ان تسخروا من دماء جماهير شعبنا العظيم الذي علم العالم قديما ابجدية الكتابة وهو اليوم يعطي العالم دروسا في البطولة والعزة الوطنية والكرامة الانسانية وهو سيكون في طليعة حركة تحرير فلسطين من حبيبتكم وسيدتكم الصهيونية


6 - اتعلم من دمر لبنان ؟
منير كريم ( 2020 / 8 / 12 - 08:39 )
تحية
منظمة التحرير الفلسطينية واليسار اللبناني والنظام السوري هؤلاء من دمر لبنان ثم اوكلت مهمة التدمير لحزب الله وطبعا كل شيء تم تحت شعارات كاذبة
امريكا واسرائيل هما من نما المعسكر الايراني ومنه حزب الله وارادا ان يعم الاسلام السياسي في المنطقة لتخريبها وهذا ما حصل فيما سمي بالربيع العربي
الاسلام السياسي السني والشيعي اداة بيد امريكا واسرائيل وكل ماترى بينهم هو كما نقول عرك حبايب
اسرائيل وامريكا تتضرران اذا ما سادت المنطقة الحرية والديمقراطية والتنمية
تم لماذا تدافع عن حزب ارهابي قتل من اللبنانيين ماقتل حتى انه قتل قادة وكوادر شيوعية
شكرا

اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس