الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيالات باسم الإسلام 3– محاولة (الصحابة ) اغتيال الرسول في العقبة

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2020 / 8 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قد يبدو هذا العنوان صادما بعض الشيء خصوصا (للمتأسلمين ) الذي اعتادوا على سماع شيوخهم وهم يملئون اسماعهم بحب (الصحابة) ، وكيف كانوا يفدونه بأنفسهم واهليهم ، ولكن مما تعمد أولئك (الشيوخ) اخفائه من تاريخ ( الصحابة ) قصة محاولة أولئك الصحابة قتل الرسول عند عودته من تبوك رغم ان تلك القصة مذكورة في معظم كتب التراث والاحاديث التي يقدسها (المتأسلمين ) ويعتبرونها المصدر الأساسي للتشريعات . حتى من اعترف بالقصة من الشيوخ حاول دفعها باتجاه اتهام (المنافقين ) بتدبير تلك المحاولة واخفاء أسماء الأشخاص الذين اشتركوا فيها . لذلك سنقوم اليوم بالبحث في هذا القصة وادلة وقوعها وهل كانت من تدبير المنافقين ام (الصحابة) وهل أسماء المنفذين معروفة ام مجهولة . وكل المصادر التي سنستخدمها ستكون من المصادر المعتمدة لدى جماعة اهل السنة والجماعة.
اول سؤال يجب الإجابة عنه هو هل وقعت بالفعل هذه الحادثة ؟ أي حادثة محاولة قتل الرسول ، وهل ذكرت في القران ؟ قال الله تعالى في "سورة التوبة" آية رقم (73) في شأن حادث تبوك"يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله "... وفي تفسير هذه السورة يقول الفخر الرازي؛ محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري، أبو عبد الله، فخر الدين الرازي ، في كتابه " مفاتيح الغيب=التفسير الكبير=تفسير الرازي " ، منشورات دار الفكر، 1401 – 1981 ، الجزء 16 ص 139/140 فيما يخص تلك الآية "الأولى أن تحمل هذه الآية على ما روي: أن المنافقين هموا بقتله عند رجوعه من تبوك, وهم خمسة عشر , تعاهدوا أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنم العقبة بالليل, وكان عمار بن ياسر آخذا بالخطام على راحلته, وحذيفة خلفها يسوقها, فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح, فالتفت فإذا قوم متلثمون, فقال: إليكم إليكم يا أعداء الله, فهربوا .. والظاهر أنهم لما اجتمعوا لذلك الغرض, فقد طعنوا في نبوته ونسبوه إلى الكذب والتصنع في إدعاء الرسالة, وذلك هو قول كلمة الكفر, وهذا القول اختيار الزجاج .. فأما قوله: وكفروا بعد إسلامهم, فلقائل أن يقول: إنهم أسلموا, فكيف يليق بهم هذا الكلام ؟! والجواب من وجهين:الأول: المراد من الإسلام: الذي هو نقيض الحرب, لأنهم لما نافقوا, فقد أظهروا الإسلام, وجنحوا إليه, فإذا جاهروا بالحرب, وجب حربهم .. .. والثاني: أنهم أظهروا الكفر بعد أن أظهروا الإسلام, وأما قوله: وهموا بما لم ينالوا, المراد: إطباقهم على الفتك بالرسول, والله تعالى أخبر الرسول عليه السلام بذلك حتى احترز عنهم, ولم يصلوا إلى مقصودهم".
واذا نظرنا في كتب اهل السنة والجماعة نجد ان الحادثة قد ذكرت في اكثر من مصدر منها ما رواه أبو بكر احمد بن الحسين بن علي البيهقي في كتابه " دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة" تحقيق عبد المعطي قلعجي، منشورات دار الكتب العلمية - دار الريان للتراث ، 1408 – 1988 ، الجزء 5 باب رجوع النبي من تبوك الصفحة 256 . وكذلك رواها البيهقي في السنن الكبرى ، الجزء ( 8 ) - رقم الصفحة 198 ورواها الهيثمي – في مجمع الزوائد - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة ( ( 110 وهي كما يرويها احمد بن حنبل في مسنده المسمى " مسند الإمام أحمد بن حنبل " تحقيق شعيب الارناؤوط وعادل مرشد ، طبعة مؤسسة الرسالة ،الجزء 39 ، حديث ابي الطفيل عامر ابن واثلة ، الصفحة 210 ، الحديث رقم 23792 حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة ر باقي مسند الأنصار مسند أحمد ‏حدثنا ‏يزيد ‏أنبأنا ‏الوليد يعني إبن عبد الله بن جميع ‏عن ‏أبي الطفيل ‏قال ‏:لما أقبل رسول الله ‏من غزوة ‏تبوك ‏أمر مناديا فنادى إن رسول الله ‏أخذ ‏العقبة ‏فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله ‏يقوده ‏حذيفة ‏ويسوق به ‏عمار ‏إذ أقبل ‏رهط ‏متلثمون ‏على الرواحل ‏غشوا ‏عمارا ‏وهو يسوق برسول الله ‏وأقبل ‏عمار ‏يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله ‏لحذيفة ‏قد قد حتى هبط رسول الله ‏فلما هبط رسول الله ‏نزل ورجع ‏عمار ‏فقال يا ‏عمار ‏هل عرفت القوم فقال قد عرفت عامة الرواحل والقوم ‏متلثمون ‏قال هل تدري ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم قال أرادوا أن ينفروا برسول الله ‏فيطرحوه قال فسأل ‏عمار ‏رجلا من ‏أصحاب رسول الله ‏فقال نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب ‏العقبة ‏فقال أربعة عشر فقال إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعدد رسول الله ‏منهم ثلاثة قالوا والله ما سمعنا منادي رسول الله ‏وما علمنا ما أراد القوم ‏فقال ‏عمار ‏أشهد أن ‏الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد قال ‏الوليد ‏وذكر ‏أبو الطفيل ‏في تلك الغزوة أن رسول الله ‏قال للناس وذكر له أن في الماء ‏قلة ‏فأمر رسول الله ‏مناديا فنادى ‏أن لا ‏يرد ‏الماء أحد قبل رسول الله ‏فورده رسول الله ‏فوجد ‏رهطا ‏قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله ‏يومئذ. وكذلك روى الحديث الطبراني في الكبير . ومن خلال الرواية يثبت وقوع الحدث وهو تعرض الرسول لمحاولة اغتيال . وقد عرفهم الرسول وعرفهم عمار الذي عرف حتى رواحلهم وان عددهم خمسة عشر رجلا ثلاثة منهم لم يشتركوا في التخطيط ولم يعلموا بالهدف لذلك عفا عنهم الرسول.
نأتي الان الى السؤال الثاني ، هل كان المهاجمين من الجيش الذي كان مع الرسول في مؤتة ؟ اذا بحثنا في كتاب السنن الكبرى للبيهقي ، تحقيق محمد عبد القادر عطا ، منشورات دار الكتب العلمية، 1424 – 2003 ، الجزء الثامن ، كتاب المرتد - باب ما يحرم به الدم من الإسلام زنديقا كان أو غيره ، رقم الصفحة 345 ، الحديث رقم 16839 " أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : أحمد بن عبد الجبار ، ثنا : يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق في قصة تبوك ، وما كان على الثنية من هم المنافقين أن يرجموا فيها رسول الله (ص) ، وما كان من أقوالهم واطلاع الله سبحانه نبيه (ص) على أسرارهم ، قال : فانحدر رسول الله (ص) من الثنية ، وقال لصاحبيه يعني حذيفة وعمار : هل تدرون ما أراد القوم ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله (ص) : أرادوا أن يرجمونى في الثنية فيطرحوني منها ، فقالا : أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا اجتمع اليك الناس ، فقال : أكره أن يتحدث الناس أن محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم ، ثم ذكر الحديث في دعائه اياهم وأخباره اياهم بسرائرهم واعتراف بعضهم وتوبتهم وقبوله منهم ما دل على هذا ، قال ابن اسحاق : وأمره أن يدعو حصين بن نمير ، فقال له : ويحك ما حملك على هذا ، قال : حملني عليه إني ظننت إن الله لم يطلعك عليه فأما إذا أطلعك الله عليه وعلمته ، فإني اشهد اليوم إنك رسول الله ، وإني لم أؤمن بك قط قبل الساعة يقينا ، فأقاله رسول الله (ص) عثرته وعفا عنه بقوله الذى قال. من هذا الحديث يتاكد لنا ان المهاجمين كانوا من (الصحابه ) بدليل قول الرسول "اكره ان يتحدث الناس ان محمد وضع يده في أصحابه يقتلهم " . اذن هم من (الصحابة ) المعروفين عند الناس .
نأتي الى السؤال الثالث ، وهو كم عددهم ؟ بالرجوع الى كتاب صحيح مسلم ، تأليف مسلم بن الحجاج النيسابوري ، تحقيق نظر بن محمد الفاريابي أبو قتيبة ، منشورات دار طيبة ، 1427 هجرية – 2006 ميلادي ، كتاب صفات المنافقين واحكامهم ، الصفحة 1828 ، الحديث رقم 2779 " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أسود بن عامر حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس قال: قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال النبي صلى الله عليه و سلم في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيه ." . اذن عدد الذين اشتركو فعليا في التخطيط والتنفيذ لعملية الاغتيال هو (12) من (الصحابة) وعلامتهم ان ثمانية منهم تصيبهم (الدبيلة ) .
بعد ذلك نجيب على السوال هل هم من المهاجرين ام من الأنصار ؟ وهل هم من كبار الصحابة ام من الصحابة غير المعروفين ؟ اذا رجعنا الى الرواية التي ذكرها احمد ابن حنبل في مسنده نقراء هذا المقطع المهم الدال على هوية المتامرين " ‏فقال يا ‏عمار ‏هل عرفت القوم فقال قد عرفت عامة الرواحل والقوم ‏متلثمون" اذن فعمار الذي هو من المهاجرين عرف "رواحل " المهاجمين مما يدل على انهم من المهاجرين ومن الأشخاص المعروفين والا فكيف يمكن لعمار ان يعرف رواحلهم من بين جيش فيه الالاف من الرواحل.
الان نأتي الى السؤال الأهم ، هل ذكر حذيفة أسماء بعض المشاركين بالمؤامرة لاغتيال الرسول ؟ لقد عاش حذيفة بن اليمان بعد الرسول وهو يدرك ثقل السر الذي يحمله فكان يقول كما يروي يروي علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر في كتابه تاريخ مدينة دمشق - حماها الله - وذكر فضلها، وتسمية من حلٌها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها " ، تحقيق "محب الدين ابي سعيد عمر بن غرامة العمروي ، منشورات دار الفكر ، بيروت -لبنان ، 1996 في الصفحة 289 من الجزء 12 من كتابه " قال قتادة: قال حذيفة: لو كنت على شاطئ نهر، وقد مددت يدي لأغرف، فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل". اذن فالرجل كان يخشى القتل ويتوقعه وهو نفس الحديث الذي يرويه المتقي الهندي في كتابه " كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال " ، تحقيق صفوت السقا - بكري الحياني ، منشورات دار الرسالة ، الحديث رقم 36969، الجزء 13 الصفحة 345 . ولكن مع ذلك فالحقيقة تظهر من حين لاخر فنرى عمار ابن ياسر ، الذي كان يسوق ناقة الرسول يوم العقبة فنراه كما يروي ابن عساكر في الجزء 32 الصفحة 93 قال : كنت جالسا مع عمار فجاءه أبو موسى فقال : ما لي ولك ألست أخاك ؟ قال : ما أدري ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يلعنك ليلة الجمل قاله : انه قد استغفر لي قال عمار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار" . كما يروي ابن عساكر في نفس الصفحة عن حذيفة " "كنا مع حذيفة جلوسا ، فدخل عبد الله وأبو موسى المسجد ، فقال: أحدهما منافق ، ثم قال : إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله" .وهو نفس الحديث الذي رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ الجزء الثاني ، الصفحة 771 " حدثني ابن نمير حدثني أبي عن الأعمش عن شقيق قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ جُلُوسًا، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو مُوسَى الْمَسْجِدَ فَقَالَ:
أَحَدُهُمَا مُنَافِقٌ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدِلًّا وَسَمْتًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّه"ِ. وبعض الروايات تعطي ضابطة في معرفة المنافقين الذين ارادوا قتل النبي (صلى الله عليه واله ) وهي اذا صلى حذيفة على جنازته فهو مؤمن ، وإن لم يصل على جنازته فهو منافق .مع أن حذيفة لم يصل على جنازة الخلفاء الثلاث الذين ماتوا في حياته . اما راي حذيفة في عثمان فيرويه كتاب " المعرفة والتاريخ" تأليف "أبو يُوسُف يعقوب بن سُفيان الفسوي" ، تحقيق خليل المنصور ، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ، الجزء الثاني ، الصفحة 763 "حَدَّثَنِي ابن نمير ، حَدَّثَنَا أبي ، حَدَّثَنَا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن الوليد بن صخر الفزاري عن جزى بن بكير العبسي قَال : لما قتل عثمان ، أتينا حذيفة فدخلنا صفة له. قَال : والله ما أدري ما بال عثمان ، والله ما أدري ما حال من قتل عثمان إن هو إلاَّ كافر قتل الآخر ، أو مؤمن خاض إليه الفتنة حتى قتله فهو أكمل الناس إيمانًا". وفي نفس الصفحة يروي يعقوب ابن سفيان "حدثني محفوظ بن أبي توبة حدثني أبو نُعَيم ، حَدَّثَنَا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن صخر بن الوليد عن جزي بن بكير قَال : لما قتل عثمان ، فزعنا إلى حذيفة في صفة له فقَال : والله ما أدري كافرًا أو مؤمنًا خاض الفتنة إلى كافر يقتله". وفي الصفحة 768 من نفس المصدر ذكر يعقوب ابن سفيان " حَدَّثَنَا ابن نمير ، حَدَّثَنَا مُحَمد بن الصلت ، حَدَّثَنَا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قَال : من كان يحب وخرج الدجال تبعه ، فأن مات قبل أن يخرج آمن به في قبره " . وقد حاول الفسوي تضعيف هذا الحديث بتضعيف روايات زيد ابن وهب ولكن رد عليه الذهبي في كتابه "ميزان الاعتدال فى نقد الرجال "، الذهبي؛ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد الله ، تحقيق علي محمد البجاوي ، الجزء الثاني ، ص107. واعتبر الذهبي ابن وهب من اجلة التابعين وثقاتهم . اما عمار ابن ياسرفقد أخرج الطبراني عن عبد الله عن أبيه قال:(كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن يمينه عمار بن ياسر وعن يساره محمد بن أبي بكر إذ جاء غراب بن فلان الصيدني فقال يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان ؟ فبدره الرجلان (عمار ومحمد) فقالا: عم تسأل عن رجل كفر بالله من بعد إيمانه ونافق .وقال الباقلاني: " وقد روي أنه (عمار) كان يقول : عثمان كافر وكان يقول بعد قتله قتلنا عثمان يوم قتلناه كافرا " .
هناك روايات تذكر أسماء المتأمرين ، مثل ما ذكر عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الإسفرائيني التميمي في كتابه " الفرق بين الفرق " الصفحة 147 " قد ذكر عن النظام ـ المتكلم المعتزلي ـ انه طعن في عمر وزعم... انه شك في يوم الحديبية في دينه، وشك في وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وانه كان في من نفر بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة العقبة" . وهذا ما نقله عنه الجاحظ في كتابه "المعارف " وكتابه "الفتيا " . ولكن حيث ان النظام معتزلي وليس من اهل "السنة والجماعة " فسنهمل روايته . ولكن بالرغم من كل محاولات التغطية نرى ان الحقيقة تظهر من الكتب التي يعتبرها من يسمون انفسهم اهل السنة والجماعة صحيحة ، حيث يروي ابن حزم الاندلسي في كتابه "المحلى " ان الوليد بن جميع يروي اخبار فيها ان أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد أرادوا قتل النبي والقاءه من العقبة في تبوك ومن اجل هذا اعتبر ان ابن جميع هالك وساقط الحديث . لخطورة هذا الكلام نقتبس ما قاله ابن حزم بالنص . "المحلى بالآثار" المؤلف: أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (المتوفى: 456هـ) الناشر: دار الفكر – بيروت الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ عدد الأجزاء: 12 الصفحة 162 (وأما حديث حذيفة فساقط لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك ولا نراه يعلم من وضع الحديث فإنه قد روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك وهذا هو الكذب الموضوع " .بسبب هذه الاخبار اعتبر ابن حزم ان الوليد ابن جميع هالك وحديثه ساقط رغم ان الوليد ابن جميع من التابعين روى له البخاري في الأدب المفرد و مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ) قال عنه يحيى بن معين ثقة قال العجلى عنه ثقة قال عنه أبو داود ليس به بأس و قال أبو زرعة لا بأس به و ذكره ابن حبان فى كتاب "الثقات" .
و قال عنه ابن سعد كان ثقة و قال أبو حاتم صالح الحديث ورتبته عند الذهبي :"وثقوه " ،و قال أبو حاتم "صالح الحديث " . قد يقول قائل ان طعن ابن حزم لم يكن في ابن جميع ولكن فيمن نقل عنه ، والرد على هذا بسيط وهو ارجعوا لكلام ابن حزم بالنص " حديث حذيفة فساقط لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك" .
مما تقدم نقول ، ان محاولة اغتيال الرسول ثابته بالكتاب والسنة ، وان من قاموا بها من افراد الجيش ومن أصحاب الرسول الذي قال بالنص " أكره أن يتحدث الناس أن محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم "، انهم من كبار الصحابة بدليل ان عمار قد عرف رواحلهم من بين الاف الرواحل في الجيش ، ان حذيفة وعمار قد ذكروا بعضهم ، ان هناك روايات من مصادر موثقة تحدد أسماءهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رجاءاً فكروا قليلاً
د. ليث نعمان ( 2020 / 8 / 11 - 18:57 )
في ما تكتبون:( أن المنافقين هموا بقتله عند رجوعه من تبوك, وهم خمسة عشر , تعاهدوا أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنم العقبة بالليل
انهم من كبار الصحابة بدليل ان عمار قد عرف رواحلهم من بين الاف الرواحل في الجيش )-انتهى. عمّار بن ياسر (ر) تعرّف على على الخيل او الابل في الليل؟ احترموا عقولنا رجاءاً





2 - رد على الدكتور ليث نعمان
زهير جمعة المالكي ( 2020 / 8 / 11 - 19:44 )
هذا الكلام من احمد ابن حنبل وليس مني ارجع الى روايته في بداية المقال التي فيها عمار يقول عرفت عامة رواحلهم


3 - لا يهم من قاله
د. ليث نعمان ( 2020 / 8 / 12 - 02:16 )
هذا الكلام غير معقول و عندما تردده معناه انك تصدقه

اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك