الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى شهداء آب العظيم

وديع السرغيني

2020 / 8 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


وهم الشهداء الثلاثة الذين ارتبطت تجربتهم بحركة الطلبة القاعديين وبخطه الديمقراطي المناضل، وحين يقع التركيز منا على هؤلاء الأشاوس فلسبب بسيط لا يتغيّى تمييزهم عن باقي الشهداء الذين سقطوا في مختلف الساحات وفي مختلف الظروف، أوفياء مخلصين لجماهير الشعب المغربي ولقضاياه المصيرية، بل لأسباب ذاتية وخاصة جدا.
فمصطفى بلهواري وبوبكر الدريدي وعبد الحق شباضة، مثلهم مثل جميع شهداء الحركة الديمقراطية والتقدمية المغربية الذين لا يعدون ولا يحصون، بدءا بشهداء النضال التحرري من المستعمر، ومرورا ببن بركة وشيخ العرب وعمر دهكون والملياني وعبد اللطيف زروال وسعيدة المنبهي ولحسن التامك ومحمد كرينة والمعطي بوملي وبن عيسى آيت الجيد ومصطفى الحمزاوي ونجية أدايا.. واللائحة طويلة وطويلة جدا، لن تتوقف موضوعيا إلا إذا نجح الشعب المغربي الكادح والمقهور، في اقتلاع نظام الاستغلال والاستبداد من على أرضنا ووطننا الحبيب.
فما يدفعني أنا بالذات لإبراز هذه الأسماء وتمييزها على غيرها سبب بسيط، ألا وهو معايشتي ومعرفتي الشخصية لهذه الثلة من الرفاق بما أكن لهم من الاحترام والتقدير، نظرا لعطاءاتهم السخية التي وصلت لحد استرخاص حياتهم، حفظا لكرامتهم ودفاعا عن حقوقهم ومطالبهم التي لا تتميز في شيء عن مطالب الشعب المغربي المقهور والمحروم، التواق للحرية والديمقراطية، والمطالب بتحسين أوضاعه المعيشية والصحية والتعليمية...الخ.
ومع قدوم شهر آب من كل سنة أتقدم بهذه المساهمة المتواضعة تذكيرا بهؤلاء الشهداء العظام، بغية التعريف بتجربتهم النضالية، وفي الوسط الطلابي بشكل خاص، لعلها تفيد الأجيال الحالية من الرفاق الطلبة الأوطميين، فالرفاق انتموا جميعهم "للطلبة القاعديين" أي للائحة طلابية مثلت الجماهير الطلابية في انتخابات الأجهزة التحتية للمنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب خلال الفترة الممتدة من أواخر سنة 79 إلى حدود سنة 84/85 تقريبا، في العديد من الكليات والمعاهد والمدارس والأحياء السكنية الجامعية، بناءا على تصور تنظيمي متميز، وعلى برنامج نضالي مكافح لم يقبل قط بالمهادنة أو الانتظار أو التنازل عن شعاره الاستراتيجي الملخص في النضال من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علماني وموحد.
حينها ومع بروز هذا الخط النضالي المكافح احتد النقاش والصراع في صفوف الحركة الطلابية حول الاختيارات المزمع اتخاذها من طرف القيادات الطلابية، بناءا على التراكمات النوعية المهمة التي خلفتها محطات المؤتمر 12 و13 وبشكل خاص المؤتمر الوطني الخامس عشر الذي كان له وقعه الخاص على توجهات الطلبة القاعديين واختياراتهم.
خلال هذا الصراع الديمقراطي عرفت الحركة الطلابية المغربية بروز اتجاهين أساسيين، اتجاه ديمقراطي تبنى بطريقة نقدية جريئة الموروث الطلابي التقدمي والديمقراطي المغربي والعربي والعالمي، معلنا عن استعداده التام لخوض المعارك اللازمة والحازمة لكي تستعيد الحركة الطلابية المغربية موقعها النضالي الطبيعي جنبا إلى جنب كافة القوى الديمقراطية والتقدمية، بناءا على برنامج نضالي وضع في أولوياته جميع المطالب المادية والمعنوية الخاصة بالطلاب المغاربة، إلى جانب المطالبة بالحريات الديمقراطية، والدفاع عن حرمة الجامعة، والمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، بمن فيهم مناضلي ومسؤولي إوطم، دون أن يغفل الرفاق واجبهم النضالي لنصرة جميع النضالات داخل الوسط الشعبي والعمالي، مؤكدين وعازمين على رفع الظلم والدونية عن المرأة المغربية نصرة لتحررها، وعلى احتضان القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية لا حل لها إلا عبر القضاء على الصهيونية وحلفائها الرجعيين والإمبرياليين، وعبر بناء الدولة الديمقراطية العربية العلمانية فوق كامل التراب الفلسطيني.
كان يلزم الرفاق القاعديين من أجل تنفيذ هذا البرنامج على الأرض، خطة تنظيمية محكمة تراعي حجم الهجمات القمعية المتكررة التي كانت تستهدف بين الفينة والأخرى الأنشطة النضالية للطلاب بالكليات والأحياء الجامعية، بحيث كان لا بد من شكل تنظيمي قوي ومتين قادر على إشراك عموم القواعد الطلابية المناضلة في تسيير وتأطير وحماية الاتحاد والجامعة، وإلا سيبقى الاتحاد مرهونا في يد أجهزة فوقية وبيروقراطية عاجزة عن الفعل والمقاومة، وعلى هذا الأساس وهذا الانحياز للقواعد سمي الرفاق "بالطلبة القاعديين" أو "الطلبة اللجانيين" أو "الطلبة أنصار المجالس القاعدية"، وفي الطرف الآخر وعلى النقيض من هذا التصور الديمقراطي انتصب توجه آخر، بيروقراطي تحكمي لا يعطي الاعتبار سوى للأجهزة الفوقية التنفيذية، يحتقر القواعد الطلابية ويهمشها ولا يأخذ برأيها، ويضع الأجهزة الوسطية في موقع سلبي متفرج لا يتعدى دور الاستشارة الشكلية وفقط، بحيث التفت حول هذا الخط اللوائح التي مثلت الأحزاب السياسية حينها، الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية ومنطمة "23 مارس" أو لائحة "الطلبة الديمقراطيون" وهو التحالف الثلاثي الذي هيمن ووجه قرارات ومواقف المؤتمر السادس عشر، من صيف سنة 80 إلى حدود المؤتمر السابع عشر الذي فشل في الخروج بقيادة وبقرارات في مستوى اللحظة التاريخية.
وبالإختصار الشديد كانت ولادة "النهج الديمقراطي القاعدي" في قلب من الجامعة ومن الحركة الطلابية المغربية ولادة عسيرة، ولا نقول بأنها عفوية مائة بالمائة، أو على العكس من هذا تمت بقرار وسابق الإصرار من جهة ما.. ما يهمنا في هذه المقالة المتواضعة هو التعريف والإشادة بتجربة هؤلاء المناضلين القاعديين قيد حياتهم، بغية الالتفاف لعطاءاتهم القيمة في مجال النضال الطلابي والديمقراطي، دون أن ندقق في اختياراتهم الفكرية والسياسية.
لقد عايشت هؤلاء الرفاق جميعهم وإن بدرجات متفاوتة تختلف ظروفها من رفيق لآخر، إذ من الصعب أن أحيط في هذه المقالة بتجربة كل رفيق على حدة، وبكل التفاصيل اللازمة، فالرفيق بلهواري مثلا كان زميلا لي في الثانوية درسنا معا مادة الفلسفة وباقتراح منه، لأنني صراحة لم أكن أتقاسمه نفس القسم ونفس الأستاذ.. كان الشهيد يفتخر حينها بأستاذته الماركسية "نجية ملاك" والتي كانت متميزة ومتمكنة من الشرح والتبسيط للفلسفة ناجحة في تحبيبها بالتالي لعموم التلاميذ، نلنا بعدها شهادة البكالوريا لنتابع دراستنا بكلة العلوم بالرباط سنة 77/78.
لم تدم الدراسة بالرباط سوى سنة واحدة، إذ بعد افتتاح كلية العلوم بمراكش سنة 78/79، انتقل الرفيق مجبرا إلى مراكش، وكانت هي السنة التي تم فيها رفع الحظر القانوني على اتحاد الطلبة إوطم، لعب إبّانها الرفيق الدور البارز في هيكلة الاتحاد هيكلة مجالسية قاعدية وهي الملاحظة الأولى والمهمة التي يجب أن تثير انتباه الرفاق من الجيل الحالي ممن يناضلون في صفوف مختلف فصائل الحركة القاعدية، ك"الطلبة القاعديين" و"طلبة البرنامج المرحلي" و"القاعديون التقدميون" و"التوجه القاعدي" وهي فصائل تقدمية تنتمي كلها وبلا استثناء للحركة القاعدية في الجامعة، بالرغم من أن هذه الفصائل وغيرها من التيارات والمجموعات المناضلة الأخرى مازالت تنادي "برفع الحظر العملي عن اتحاد الطلبة أوطم"، فالحال أن أغلبها لا ينبس ببنت شفة عن مهمة هيكلته هيكلة قاعدية أو يشير لخارطة طريق في الموضوع.
وهو عكس ما قام به الشهيد مصطفى بالهواري قيد حياته الذي بادر بمعية رفاقه المؤسسين، لبناء اتحاد صلب وقوي يستجيب لشروط المرحلة عوض التباكي والاختباء وراء قدر "الحظر العملي للمنظمة أوطم"، فعلى سبيل المثال والتدليل لم تساهم جل الفصائل الطلابية في معركة الدفاع عن مقر المنظمة أوطم، وما يشكله من تراث ورمزية نضالية هادفة، المقر الذي احتضن المئات من المعارك والاعتصامات الطلابية المغربية والعربية والعالمية.. مقر تجهله تماما الآلاف المؤلفة من جماهير الطلاب الآن ولا تعلم بوجوده، المقر الذي احتضن هذه المنظمة العتيدة التي كان يقام لها ويقعد في الساحة الوطنية والديمقراطية والتقدمية وفي وسط الاتحاد العربي والعالمي للطلاب سواء بسواء.
فالبعض من هذه الفصائل الطلابية تجاهل المعركة واعتبرها غير ذات موضوع، والبعض الآخر هاجمها في نوع من المزايدة الصبيانية معتبرا إياها أي المعركة مجرد مؤامرة ضد "الاتحاد"، وما تبقى شارك عموم الحركة الديمقراطية والتقدمية مختلف المحطات المسطرة لهذا الهدف النبيل والمبدئي.
على هذا المبدأ كان الشهيد مصطفى ممثلا دائما ومنتخبا للطلبة بكلية العلوم بمراكش، ولم يتخلى أبدا عن هذه المهمة النضالية بالنظر للثقة التي كان يحظى بها داخل الوسط الطلابي، ودليلنا على هذا هو إشرافه على تجمعين انتخابيين أواخر سنة 83، يعني عشية الانتفاضة الشعبية بمراكش، كان الغرض من هذين التجمعين هو تجديد مكتب التعاضدية في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
لم ينجح التجمع العام الطلابي لمرتين، ولم يتشرف لحد الساعة أي من الطلاب بهذه الكلية لنيل هذا المنصب النضالي الرفيع خلفا للشهيد مصطفى.
وبهذه الاشارة نكون سلطنا الضوء على هذا الجانب النضالي من تجربة الشهيد ارتباطا بالتصور التنظيمي للطلبة القاعديين وبكيفية تجسيده على الأرض.
فكما الشهيد وكافة الرفاق القاعديين في الساحة الطلابية، لم يسبق أن منع أي من الطلبة من إبداء آرائهم حول تدبير المعارك الطلابية أو حول تسيير أمور الاتحاد، كانت النقاشات والصراعات على اختلاف موضوعاتها تدار وتدبر بشكل ديمقراطي داخل التجمعات العامة وداخل حلقات النقاش الجماهيرية دون الحاجة للعنف والتعنيف والاستبداد بالرأي..الخ ودون الحاجة كذلك للوازم العنف "الثوري" من سلاسل وخناجر وسواطير وزبارات..الخ، التي أصبحت الآن من العتاد الضروري "لمواصلة النضال والكفاح ومقاومة الاصلاحية والتحريفية داخل الساحة الطلابية".
بالنسبة للشهيد شباضة والذي لا يقل مبدئية وكفاحية عن مجموع الرفاق القاعديين، شارك الرفاق مهام الهيكلة القاعدية وتوسيع اللجن التمثيلية منخرطا في مجلس الطلبة وممثلا لقسمه طيلة السنوات التي درس بها في كلية الآداب بالرباط، دون أن يعتبر مهمة هيكلة الاتحاد انحرافا عن المبادئ والأفكار والتصورات القاعدية.
كان الرفيق ذو طبيعة صعبة المراس، دائم التمرد على مجموع القرارات القاعدية المرنة.. لم يرفض قط النضال الوحدوي والعمل داخل إوطم التعددية، حينها لم يخطر على بال الرفيق وعلى بال أي من الرفاق القاعديين أن يصبح "الاتحاد" ملكا خاصا للقاعديين، ويصبح برنامج فصيل من الفصائل هو برنامج "الاتحاد" والحركة الطلابية تحت هكذا استهتارات لا تراعي طبيعة الاتحاد ومبادئ الاتحاد والقانون الأساسي للاتحاد.
كان الاتحاد حينها بمثابة مدرسة نضالية ربّت الأجيال تلوى الأجيال على الديمقراطية والصراع، وفق المنظومة وحدة_نقد_وحدة التي لا ترمي بأي طالب خارج الاتحاد، كانت مؤسسة نجحت في تدريب الطلبة وتمريسهم على النضال الوحدوي الذي يقبل بالتعددية التقدمية، وبالخلاف والصراع الديمقراطي بين الأفكار والخطط والتصورات، دون أن يهدد وحدة الإطار المحمي بمبادئه الواضحة وبقانونه الأساسي البيّن.
كان لفشل المؤتمر الوطني السابع عشر أثره الكبير على معطيات الساحة الطلابية وعلى أدوار الحركة الطلابية في الصراع بما فيها رأس رمحها الضارب فصيل الطلبة القاعديين، تفجرت حينها الصراعات والنقاشات الداخلية التي هددت بشكل ملموس وحدة الفصيل، بالنظر لحجم الخلاف بين وجهات النظر المتصارعة والتقديرات المتباينة لضمان سير الاتحاد وهزم الحظر العملي لهياكله، الذي دشنه قرار 12 نونبر 80 والقاضي بتدنيس حرمة الجامعة، عبر استنبات أجهزة قمعية استخباراتية في القلب من الجامعة، كان الغرض منها هو إحصاء أنفاس الطلبة، وتتبع خطواتهم لمنعهم وردعهم عن أي تحركات نضالية محتملة، يقاومون بها الحظر ويدافعون بها عن حقوقهم وعن وجودهم.
خلال هذه الفترة بالذات برز الرفيق عبد الحق وسطع نجمه كمناضل شرس من أجل إجلاء واقتلاع هذه العناصر من الساحة الجامعية، التي لقبتها الجماهير الطلابية لحظتذاك بالأواكس تشبيها بالطائرات الاستخباراتية الأمريكية التي باعتها للسعودية في ذلك الحين، خلال هذه المرحلة التي سادها التردد والارتباك بعد حملة الاعتقال الواسعة التي استهدفت العديد من مناضلي ومسؤولي الاتحاد، لم يهدئ له بال وهو يتربص بهذه المخلوقات الغريبة عن الجسم الجامعي، كان الواجب النضالي يقتضي العمل على استئصالها دون إبطاء، وكان الرفيق يعمل جاهدا على مراقبة عناصر الجهاز كلما تطاول أحدهم على فضاءات الجامعة وكلية الآداب بالضبط، حيث كان الرفيق يتابع دراسته بشعبة الآداب العربية.
فباستثناء هذا العنف المشروع والموجّه لهذا الجسم الغريب عن الجامعة والذي قدم بشأنه الاتحاد ضريبة ثقيلة، عبارة عن عشرات المناضلين ومسؤولي المنظمة بكل من مراكش والبيضاء والرباط ومكناس وفاس ووجدة، تم اعتقالهم وزج بهم في السجون تحت أحكام جائرة وصلت لحد الأربع سنوات في بعض المواقع.. لم يتجرء الرفيق ولم يسبق له أن مسّ أحدا من الطلبة المخالفين في حقه بالإدلاء برأيه كما هو الحال الآن بمختلف المواقع الطلابية النشطة.
ثالث الفرسان لن يكون سوى الشهيد الشاب بوبكر، والذي التحق بالجامعة وبكلية العلوم بمراكش سنة 83، ولم يتأخر حينها عن المشاركة في هيكلة الاتحاد هيكلة قاعدية، سمحت له بالانخراط في اللجن التمثيلية وفي مجلس الطلبة دفاعا عن تصور وبرنامج الطلبة القاعديين.
لم يتخلف كذلك عن الدعوة التي تقدمت بها التعاضدية لإعادة هيكلة الاتحاد بالكلية وتجديد أجهزته المنتخبة.
كان الرفيق متشبعا بأفكار وتصورات الطلبة القاعديين، مدافعا مبدئيا عن برنامجه دون أدنى تحفظ، إلى أن طالته أيادي القمع والاعتقال مثله مثل رفيقه مصطفى والعديد من المناضلين القاعديين وغير القاعديين بالمغرب قاطبة، غداة الانتفاضة الشعبية المجيدة، انتفاضة مراكش وأحياؤها الشعبية المهمشة والمقهورة.
إذ وبالرغم من قصر مدة النضال الطلابي التي خاضها الرفيق في الجامعة، كان الشهيد مناضلا تقدميا صنديدا بالوسط التلاميذي وداخل حيّه الشعبي الداوديات...
وقد يلاحظ البعض ويتسائل لماذا هذا التركيز المثير على أدوار الرفاق الشهداء في عملية البناء والهيكلة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتحمل المسؤولية في أجهزة الاتحاد، وهو سلوك نضالي مبدئي لا غبار عليه، في الوقت الذي لم يعد يقبل به الغالبية من مناضلي المرحلة الحالية.. فلتصحيح المعطيات التاريخية كان لابد منا بهذه الإشارة والتذكير.
الملاحظة الثانية وهي التي دفعتني بعدم الغوص في معتقدات الرفاق الفكرية والسياسية وعلاقتهم بالفكر الماركسي وبتأثيرات المنظمات الثورية على اختياراتهم وتعاطفهم مع هذا الاتجاه أو ذاك.. حاولت قدر المستطاع ألا أكرر الشهادات السابقة، وألا أتعسف في تقديراتي، التي تبقى نسبية جدا لهؤلاء الشهداء، عسى ألا تكون قد أهملت شيئا من بصمات الرفاق في التجربة النضالية القاعدية، فشهداء الحركة الطلابية المغربية كثر، والتذكير بهؤلاء الفرسان الثلاثة ليس من باب التمييز، بل لدواعي خاصة ذكرت بها بداية، مع متمنياتي ألا يكون لها أي من التأثيرات السلبية المفترضة على المقال.
ملاحظة أخيرة في السياق، تتعلق بتواريخ الاستشهاد وهي كالتالي، بوبكر الدريدي 27 غشت 84، ومصطفى بالهواري 28 غشت 84 جراء نفس المعركة التي خاضها معتقلو انتفاضة مراكش حوالي ثلاثون من المعتقلين السياسيين أضربوا عن الطعام، ثم عبد الحق شباضة الذي سقط شهيدا كذلك إثر خوضه لإضراب لامحدود عن الطعام بمعية مجموعة من المعتقلين السياسيين بسجن لعلو سنة 89 في 19 غشت.

شهر غشت 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا