الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة السياحية بتيميمون

عقيدي امحمد

2006 / 6 / 30
الادب والفن


عرف المركز الجامعي العربي بن مهيدي بأم البواقي في نهاية الاسبوع ، مناقشة رسالة مهندس دولة في تسير التقنبيات الحضرية ، تحت عنوان التسير السياحي لمدينة تميمون وإقليم قورارة ، ونظر للمكانة التي تعرفها السياحة الصحراوية ، وخاصة مدينة تيميممون والمعروفة بالواحة الحمراء ، هذه المدينة التي تشتهر بطابعها العمراني والمعماري السوداني والزخارف المنقوشة على الجدران ، وقصورها المتعددة ، والوحات الخضراء للقصور، لتبح محطة سياحية هامة أمتزجت فيها الطبعة الساحرة بالنمط المعماري الاصيل . نرى أن التسيير السياحي يقتضي منا معرفة واسعة بما تحتويه المدينة السياحية من مؤهلات سياحية (المقومات السياحية)؛ فهي إضافة إلى كونها العامل الأساسي في تواجد السياحة في أي منطقة ما، تعتبر من أهم العناصر في استقطاب اهتمام المسيرون و الفاعلون السياحيين مدينة تيميمون باعتبارها مدينة سياحية لا تخلو نطاقاتها بما حوت من مؤهلات سياحية خاصة بها تجعلها جديرة بقطع المسافات إليها للإطلاع على تراثها العتيق و الحضاري فمناظرها الطبيعة الصحراوية الخلابة، و بذلك فتنقسم المؤهلات السياحية بالمدينة إلى قسمين أساسين: طبيعية ناتجة عن العوامل البيئية المؤثرة عبر الزمن،و بشرية من صنع الإنسان أغلبها تعود إلى حقب زمنية قديمة. تقع السبخة في الجهة الغربية للمدينة أسفل بساتين النخيل بطول 80كم وهي قديمة النشأة، فتشكلت أثرى الامتداد الطبيعي لواد "يشيدون" الذي يصب مياهه بها، بالإضافة إلى تعاقب عدة سبخات صغيرة بالإقليم كسبخة "الدلدول" التي تمتد من ناحية الجنوب وسبخة "أولاد محمود" التي تمتد شرقا، وسبخة "شروين" غربا. ولكبر سبخة تيميمون فإنها تعرف بسبخة القورارة. ولغزارة المياه التي كانت تشهدها السبخة وأهميتها فقد تحدث عنها ابن خلدون قائلا: (في شمال شرق تسابيت قرى تيقورارين وهي أكثر من ثلاثمائة قصر على ضفتي نهر يسيل من الغرب إلى الشرق السبخة كمورد سياحي طبيعي عبارة عن منخفض أرضي تتجمع فيه المياه شتاءا وتجف صيفا، ولملوحة التربة فإنها تبدو للناظر من بعيد وكأنها بريق تلمع فيها ومضات الملح وتعلوها من الجانب أجراف محرزة. ويضفي منظرا جماليا في قمة البهاء للمتأمل إليه من خلال سطح فندق القورارة مع نسيم نخيل الواحة التي بجوار السبخة لكن لسوء التسيير لمثل هذا المورد السياحي الطبيعي الهام ولعدم حسن الاستغلال الأمثل له، فقد عرف تراجعا كبيرا في محيطه فيشهد تلوثا مائيا فادحا بالإضافة إلى الروائح التي تضيق بالإنسان من خلال قنوات صرف المياه التي تصب مياهها المستعملة به وهو إجراء مخل بالبيئة الطبيعية وبموقع سياحي هام كالسبخة ولطالما كانت تشع لمعانا في منظر طبيعي خلاب يدهش السياح الناظرين والمتأملين فيه وفي هذا المضمار عرف معهد التقنيات الحضرية بالمركز الجامعي العربي بن مهيدي أم البواقي ، مناقشة رسالة مهندس دولة في التقنيات الحضرية تحت عنوان ، التسير السياحي لمدينة تيميمون واقليم قورارة ، من تقديم الطالبين ، محمد تيوريرين ، واقيار عبد الباسط . وبعد كلمة لجنة المناقشة المكونة الاستاذ محمد الياس مشرف ، والاستاذ شواش عبد القادر ، والاستاذة حمود نعيمة مناقشة والذين بدورهم ثمنو هذا العمل الذي يزيل الغبار على العديد من الكنوز الاثرية بمدينة تيميمون ، ليحدد فيما بعد الطالبين ، موقعها الجغرافي فمدينة تيميمون تقع شمال ولاية ادرار على بعد 220 كلم لها حدود مع ولاية غرداية ، وبشار ، والبيض بارزين للجنة اهم شبكات الطرق المختلفة منها طرق وطنية وولائية ، وبلدية الى جانب مسالك سياحية هامة تربط مختلف القصور المتواجدة بها من الواجدة الى كالي ، وبدريان ، وسوطة وجويا فهي تملك مطار ذو رحالات وطنية ودولية في مواسم خاصة وهذا ماجعلها تكتسي ميزة خاصة في صناعتها التقليدية المتنوعة ، والمحركة لعجلة القطاع السياحي ، زيادة الى العادات والتقاليد الشعبية التي تعكس ببساطة الحياة بها منذ عصور قديمة.ليقولون في الأخير ان أفاق التسيير السياحي بالمدينة رهينة الفاعلين السياحيين والقائمون على عملية التسيير السياحي ومدى خدمتهم لتلك المواقع والاثار ، وتكيفيها للسياح فهل ستلقى هذه الدعوة مكانتها لدى المعنيين بها وصحوة العقول المسيرة في تحسين وضعية تسير القطاع السياحي بمديتة تيميمون القورارة ، ام ستظل هذه الدراسة حبر على ورق ، متأسفين على الحالات المزرية التي عرفتها جل القصور والمعالم الاثرية نتيجة الفيضانات والامطار التي عرفتها مدينة تيميمون لاسيما في السنوات الاخيرة كفيضان 2004 الذي خلف خسائر مادية والمتمثلة في سقوط العديد من القصور ، وهذا ماجعل المدينة تعرف تغيرات حديثة وهذا من خلال عمليات الترميم التي لم يسبق ان عرفها القصر في السابق . بان السياحة تلعب دورا هاما في تنمية وتطوير الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .و مما سبق دراسته و تحليله عن المؤهلات السياحية بمدينة تيميمون و كيفية تسيرها و استغلالها فإن المدينة تضم مكونات سياحية هائلة لا يستهان بها؛ قادرة على الأقل خلق فرص عمل جديدة للحد من البطالة المحلية على الأقل؛ خصوصا وأنها تمتلك مواد أولية خامة يمكن استغلالها في أنشطة الصناعة التقليدية و الحرف كعامل أساسي في تحريك عجلة القطاع، إضافة إلى تلك المؤهلات الطبيعية و البشرية، ناهيك عن مجالات الاستثمار السياحي المتعددة كإضافة مناطق استغلال أخرى كمناطق التوسع السياحي و التدخلات العمرانية المتمثلة في الترميم، إعادة الهيكلة،التجديد،...الخ، و التي لم نلمس منها سواء عملية الترميم لبعض القصور و غيابها للبعض الأخر رغم الحاجة الماسة لذلك. وعليه يمكن القول أن المؤهلات السياحية التي تمتلكها المدينة ليست أقل أهمية من تلك التي تمتلكها بقية المدن السياحية الصحراوية الجزائرية؛ أو تلك المتواجدة في بلدان الجوار كتونس و المغرب، لكن الاختلاف يتجلى في عملية تسيير تلك المؤهلات و طرق استغلالها بشكل جيد. ومن خلال تقيمنا لوضعية تسيير تلك الكمونات السياحية لمدينة تيميمون، وجدنا العديد من النقائص في التسيير والاستغلال؛ التي يجب مراعاتها و أخذها بعين الاعتبار من أجل ترقية القطاع السياحي و تنمية موارده بنوعيها، لأن المشكل يكمن في دور الفاعلين السياحيين في خدمتهم للقطاع وبذلك خلصنا إلى النقائص التالية:نقص تأطير اليد العاملة في قطاع السياحة بصفة عامة.غياب المرشدين السياحيين وتعويضهم بسائقي السيارات السياحية.نقص فعالية الوكالات السياحية في الإشهار و التعريف بالمنطقة.عدم كفاءة و كفاية الخدمات السياحية الخاصة بالإيواء و الإطعام و النقل.عدم تواجد ملصقات إشهارية إعلامية عن المنتوج السياحي في مواقف السيارات أو أماكن التجمعات أو حتي في المطار. إطار قانوني غير مجدي، و إجراءات استثمارية غير مشجعة.إضافة إلى ضعف المستوى الثقافي للسكان المحلين بالمنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه