الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الثاني من رسالة إلى الملك ..الحقيقة بين ايدى شرفاء البلاد تصرخ من أجل أمل

صافيناز مصطفى

2020 / 8 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


سيدي المللك
احتاج لسعة صدركم لتتفهوا اسباب القضية التى بسببها اعتقلت وعذبت على ذنب لم أقترفه ويشهد الله عز وجل على أن من اتهمني به هم الذين اقترفوه
ولا ادري لماذ فعلوا بي كل ذلك ولديهم من العزة والجاه والسلطان ما يكفيهم غير أنه
يا سيدى مطامع الدنيا قد تحول بين المرء وعقله واحيانا قلبه وضميره ويتغلب الوحش الذى بداخل المرء على انسانيته0وادميته
فيتحول لوحش كاسر لا يعرف الإنسانية ولا الرحمة ولا الحق ويتعالي على ضميره ويتجاهل قدره الله التى تكشف الحقائق كاملة وتبريء المظلوم وتنصفه مهما طال الزمن ولكن وسط ظلمة هذا البئر الذى قذفني فيه الجميع
انتظرت قافلة العزيز و حتى اكون منصفه فإني وجد وسط ظلمة البئر ضوء خافت من ضمير حراس اخريين يعملون لديكم سيدى فانا لا اقصد كل حراسكم فعلوا بي هذا ولكن بعضا منهم هم الذين تعاونوا مع النبيل لإيذائي ولكنهم هم الأقوى ولذا كان إيذائهم هو الغالب
فيا سيدى تبدا القضية عندما كنت اتوقع ان بلادنا أو منطفتنا العربية جميهما كتلة واحدة حتى وان حدث خلاف ظاهر بين الولايات ولذا كنت اعبر عن رأى هذا فى الصالون الثقافي الذى كنت اقيمه كل خميس فى دار الثقافة وفى ذات مرة القيت قصدة شعر توحى بهذا المعنى ولا ادرى لحسن حظي ام لسوء حظي كان النبيل خالد موجود هناك وسمع القصيدة وواضح إنها اعجبته فحياني بإماءة من رأسه وبدلته التحية بذات الطريقه وكنت لا اعرف من هذا الشخص
حتى انتهى الصالون وسئلت أحد الموجودين فأوضح لي انه النبيل خالد ابن أخى الملك
ولا أخفي عليك سيدى فأنا تعهدت أن أبوح لكم بكل شيء بصدق مهما كان
ففرحت وقتها واسعدني جدا وجود هذا النبيل وارتحت له فى البداية وشعرت وقتها بأن طيف من نسيم الهواء مرعلي وسط يوم حار فكان طويل القامة يميل قليلا إلى السمنة ولكنه فى النهاية ذات جسم ممشوق عيونة سوداء بلون الليل وشعره أسود يميل إلى النعومة ووجه ضاحك مبتسم وعندما نظر لى شعرت لأول مرة بأن نظرته تخترق قلبي وشعرت بميل فى مشاعرى تجاهه رغم عن إرادتى وتأكد من إحساسي عندما طالت نظراته لى وحددنى من بين كل النساء اللاتى كن موجدات فى القاعة والمرأة تحس وتلتقط المشاعر الموجه لها كالإشعاع الذى يبث فجأة ويخترق ما حوله وكنت دائما اسمع عن النبلاء وكنت اعتقد انهم بالفعل
اسما على مسمى ولكن ما فعله بي النبيل خالد كان شيئا أخر وما كان يخطر على بالي ولا
_6_
أصدقه فأنا نفسي لم أصدق فعله بينى وبين نفسي لمدة طويلة وكنت دائما اقول أن كل ما
يحدث لي ليس من فعله بل من ورائه وهو لا يعلم ماذا يفعل بي الحراس فهو النبيل لا يمكن ان ينزلق إلي مستوى أن يتكسب من وراء امرأة ابدا
ولكن سيدى الأيام اكدت لي كل ظنوني الذى وقتها عقلي ومشاعرى كانت رافضة ان تصدقها وانكرتها حتى عن نفسي وعندما اكد لى حتى الجماد عن غدره بي وكأنه يصرخ فى وجهى ويتحرر من جموديته ويقول لي اسيقظي كفا كل ما يحدث لك هو من فعل النبيل
الذى توقعتي ان يكون بالفعل نبيل ويتعامل
معك كإنسان بعيدا عن أى استغلال أو تحقيق مصالح شخصية هو الذى يستغلك دون علمك هنا فقد بدأت اكفف دموعي التى كانت لا تتوقف
إثر صراع بين عقلي الذى يؤكد ما يفعله وبين مشاعري التى تحاول أن تكذب عقلي وعيني وبدأت اتحرر من أى مشاعر تحول بين عقلي والحقيقة لأن الأمر لم يعد يخصني وحدي بل اصبح يخص بلادي معى وتوسط ضميري ليفصل بين الأثنين عقلي ومشاعري وجنب الثانية وطردها نهائيا واطلق العنان للأول فأتضحت الحقيقة جاليه
سيدى إن النبيل خالد ادعى بعدما سمع قصيتتي اثناء خلاف الأمارات والمدن القريبة الذى كنت اللوم فيها على كل من يفصل إمارة عن الأخرى واحمله المسئولية فى إنهزام البلاد ولم ادر انه كان احد المسئوليين عن استلام الأخبار السرية التى تخص البلاد فإنه رجل الخفاء فعمله سري وليس معلن فإدعى أنني القى القصائد من اجل إنى أعمل لحساب مدنه وولاياته ضد بقية الولايات التى من ضمنها مدينتى التى اقيم يها لكن أنت سيدى ملك على كل الولايات واقسم لك سيدى إننى كنت لا أعرفه ولازلت لا أعرفه ولم يحدث بيني وبينه أى لقاء شخصى أو اتفاق وقد تتساءل سيدى من أعلمني أن النبيل خالد فعل بي هذا
اقول لك سيدى ما وجده منذ ذالك اليوم من انتقام جنوني فاق العقل والحق والمنطق من حراس مدينتى معتقدين إنى أعمل لحساب مدينة النبيل خالد فرعم انها كلها مدن عربية الا إن كل مدينة لها حكام مختلفين احيانا يتضامنون وكثيرا ما يتنافرون وبسبب تلك القصيدة اشعرونى إن الامر ليس مجرد هواية اقوم بها والقيها خلال صالون ثقافي بل تعامل معى الحراس من محاولات لإيذائي بشكل مخالف لكل قواعد الأدمية واتفاقهم عليا مع كل من اعرفه حتى بعض أقاربي وهنا فهمت ان الأمر اخطر بكثير مما كنت اتوقع
وقد تتساءل سيدى لماذا فهمت واتهمت النبيل خالد وما دخله هو بما فعله حراس مدينتى بأوامر مباشرة من بعض رجال حاشيتكم لأن كل ماحدث لى كان بعد لقائه مباشرة ولم يحدث لى من قبل أى اساءة مهما كنت أقرأ من قصائد فربط الامريين ببعض وكنت دائما احلم
_7_
ان رجل مهيب يضع قلم فى ظهرى لدرجة اصبح القلم يؤلمنى ثم تحول إلى خنجر كاد يقتلنى وبدأت اصرخ حتى ينزع القلم من ظهرى
سيدى الملك كل الذى ارجوه منكم هو التحقيق فى الأمر
ولم تستطيع أمل أن تكتب أكثر من هذا وشعرت بحالة من الأختناق ثم القت القلم من يدها وجرت على النافذة تستنشق قدرا اخر من الهواء وكأن ما كتبته استنفذ كل ما لديها من طاقة وسرحت أمل فى ذكرياتها الأليمة داخل المعتقل ولم تدر إلا بدموعها التى إنسابت فماذا
ستكتب وتقول للملك وتحكى عما حدث لها داخل المعتقل وكيف فقد يفهم الملك إنها تسيء للبلاد فهزت أمل رأسها من الحيرة
لكن عليها ان تحكى له الأمر بالتفصيل إنها ظلمت ويجب ان يأخذ لها حقها فهى تحتاج ليد قوية تنشلها مما وقعت فيه وتأحذ لها ثأرها إن الأمر لا يمكن الصمت عليه لأنه يخص الحق والكرامة وان صمتت ستكون مجرمة فى حق نفسها وفى حق الإنسانية لأن الأمر سيتكرر لغيرها فلابد وإن واحدة تتكلم وتضحى بنفسها من جراء ما ستلقيه من مقاومة أعداءها
فبدأت أمل تستجمع قوتها مرة اخرى وقررت أن تبوح بكل ما حدث لها وأسباب أعتتقلها فكتبت سيدى
أننى كنت إنسانة بسيطة غير مشهورة إلا من خلال الوسط الصحفى والأدبي الذى كنت أعمل فيه ولكن فجأة سيدى وجد نفسي فى دائرة من الأضواء مزيفة تحيط بي رغم أنفي فعندما أنزل من بيتى أجد العشرات أمام البيت يراقبون خطواتى وعندما اجلس فى مقهى أجد من يجلس أمامي ويصورني طول وقت جلوسي لم أصدق أن هذا من أجلى رغم تكراره الملحوظ أكثر أعوام إلى أن بدأت معاملة الناس تتغير من حولى من يرفض بيع الطعام لي ومن يتشاجر معى دون أى ذنب منى ومن يتهجم على حتى وان صمت فأصبحت الحياة صعبة ولكن تحملتها لكن سيدى الذى لم اقدر على تحمله هو فتح منزلى فى غيابي واتلاف يوميا شيء من مقتناياتى كأنه عقاب يومى وأحيانا سرقة بعض المقتنيات ومع استمرار الأمر اكتشفت أن الحراس تاركين مفتاح بيتى لأحد جيراني يدخل فى غيابي لأتلاف المقتنايات وسرقة بعضها أحيانا وهنا بدأت اصرخ من وجعتى فى جه الجميع وبدأت أعصابي تنهار
فلمن أشكوا وما يحدث بي من إجرام بأوامر من حشاية الملك دون علمكم بالطبع سيدى
ومن يستطيع التصدى لهم وشعرت بعدم الأمن والأمان حتى داخل منزلى و عندما كنت اخرج إلى النافذة أجد الرجال من النوافذ الأخرى يصورونى فشعرت أن


_8_
شرفى مهان بتصورى رغم عنى بأوامر من الحاشية لكل الرجال فحبست نفسي داخل حجرتى
بالمنزل الى أن اصبت بالاكتئاب الشديد ومرض ولكن رحمة الله بي ان شقيقتى الكبرى لم تتركنى وبدأت رحلة العلاج وبعد شهرين بدأت حالتى تتحسن تدرجيا فحاولت اللجوء لكافة المسؤليين
فى مدنتى أطالبم بالتحقيق فى أمرى واستمر هذا الأمر ثلاثة أعوام بلاجدوى ولكن من يستطيع وأمر الحاشية التستر على الأمر وهنا أيقنت أن الأمر له علاقة مباشرة بنقود وأموال وعلمت ان هذا النبيل مسؤل عن اعطاء او
تمويل عملاء من خارج مدنته للمدن الأخرى خاصة اصحاب الفكر لإستغلال والأستفادة من
قلمهم وله نسبه من تجنيد كل عميل أما فى حالتى اخذ كل النسبه لنفسه لأن الأمر كان سطوا على افكاري وقلمى دون علمى وفهمت لماذا تستر عليه رجال مدينتي اولا للانتقام منى لأني خلفتهم فى الرأى ثانيا لأن النبيل خالد تقاسم معهم نسبه مما اخذه على اسمى
دون علمى لتستر عليه وهنا ايقنت انه لا أمل فى نجاتى من ايدهم الا بتوصيل صوتى لك سيدى الملك فقررت وأن أقترب من إحدى استراحاتك الملكية وانا اعلم انك بالطبع لست فيها ولكنها محاطة بحرس يوصلون لك كل شيء عن أى شخص ممكن وأن يقترب منك
ووقفت وهتفت صارخه أريد اقابل الملك أنا لا أعرف النبيل خالد أنه يستغلنى أريد أن أتحدث إلى الملك ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فتم القبض عليا من الحراس وتم أعتقالي شهرا كاملا
وهنا أحست أمل بأختناق شديد ولم تحتمل أن تكمل ما تكتبه وفرت بنفسها إلى النافذة ووجدت نفسها تأخذ نفسا متقطعا ما أصعب ما مرت به واستعاده ذكرياته قد يحطم ما بقي لها مما تستعين به من مقاومة
للإستمرارها على قيد الحياه ولكنها لابد وأن تخرج كل ما فى جعبتها لتستريح جلست مرة أخرى لتستكمل ما بدأته وعادت بذكرياتها لمشهد الحجز وتذكرت كيف القى الحرس بها بعد يوما كاملا من استجوابات وقعت على إثرها مغشي عليها من هول ما وجدته من عنف على ايدهم لتجد نفسها وسط حجرة صغيره مغلقة يستقبلها فيها عشرات الفتيات والنساء المتهمين فى تهم جنائية إنها كانت وجوه غريبه أعمار مختلفه ووجوه مختلفه منها الجميلة والصغيره ومنها الشرشة التى تغطي ملامحها ووجهها خطوش ظاهرة إثر معارك حامية لتجدهن يأحذون بأيدها لرجها وهى لا تزال لم تفق من حالة الدوار التى كانت بها لتصرخ بين أيدهم ليدخل أحد الحراس لينهرهم بصوت خشن كفا هذا عليها لا احد يقترب منها لإيذاها

_9_
نظرت أمل للحارس بإمتنان ولكن الدموع التى انسابت من عينيها وقفت حائل بين تميز ملامحه وجلست
فى زوايه تميل برأسها على الحائط فكانت الحجرة لا تتعدى شبرين فى ثلاثة اشبار وبداحلها حجرة متسعه قليلا مستولى عليها بلطجيات الحجز وكان الحرس احيانا يسلطن هؤلاء البلطجيات على المحجوزات كعقاب
وشعرت أمل فى تلك الأثناء أن الموت هو السبيل الوحيد لنجدتها
ولكن كيف السبيل له إنها لا تمتلك أى من أدواته غير أن تمتنع عن الطعام وكانت شقيقتها ترسل لها طعاما يوميا ولكن أمل كانت لا تتذوقه وتفرقه على من معها فى الحجز فكانت
تشعر أذا تناولت الطعام فإنها ترتكب جريمة فى حق نفسها بإستمرارها على قيد الحياه وسط هذا العذاب وتذكرت ماذا حدث لها أول يوم دخولها الحجز (((((((((((((

مر شهرا كاملا وأمل تتناول الماء فقط داخل المعتقل وترفض تناول أى طعام حتى جاء هذا اليوم الذى فتح عليها باب الزنزانه ونادى الحارس على أسمها أمل إبراهيم إفراج
لم تصدق أمل كما كل اللى فى الحجز معها لم يصدقوا فالكل كان يعلم أن من يدخل الحجز بقضايا سياسية لا يخرج أبدا

مر شهر رمضان سريعا وجاء أول أيام العيد واحتفلت به مع شقيقتها الكبرى واولادها وبعض قليل من أقاربها وكان يوما سعيدا على أمل تناست فيه بعض من أحزانها
وقررت أن تذهب بالرسالة إلى الأستاذ عبد العال مدير النادى الثقافي التى كانت أمل تلقى فيه قصايدها وبالفعل ذهبت له بعد انقضاء اجازة العيد مباشرة
وكانت أمل معروف عنها إنها فتاة رقيقة وكثير ما يوصفها الجميع بإنها جميلة فكانت ذات بشرة فاتحه اللون تميل للبياض ولكن يقال عليها خمرية اللون وذات شعر أسود طويل وناعم وعيون سوداء برموش طويلة وشفاه متوسطة لا غليظة ولا رفيعة وجسمها متوسط القوام ولكن اختلفت بعد خروجها من الحجز فوجهها الذى كان مليء بالنضارة أصبح زابل وجسمها الجميل اصبح نحيف وعيونها الامعه اصبحت دامعه ودخلت على الأستاذ عبد العال نظر الرجل إليها لمدة ثوان ليحقق فى وجهها وكأنه يحدد من هذة الفتاة
فهمت أمل أنه يريد أن يتأكد إنها هى
فقالت بصوتها الهاديء العذب الم تعرفنى أستاذ عبد العال تدارك الرجل الأمر سريعا وقال أمل ومد يده مصافحا تفضلى كيفك وكيف أحوالك طمننى عليك
فكان عبد العال يعلم كل ما حدث لها ولكنه تجاهل الأمر حتى لا يشعرها بالخجل ويذكرها بمعاناتها ولكن أمل كانت تريد المواجهة فقالت له بصوت جاهدت أن تظهره قوى ومتماسك اريد أن اعود لندواتى الإسبوعية بالدار نظر اليها عبد العال وهو لا يكاد يصدق ما تقول كيف تعود ومن سيسمح لها وله حتى وان وافق هو
وقبل أن يجيب أسكتته أمل وهى تمد يدها إليه بورقة مختومة أسمكها الرجل منها ليهز رأسه بتعجب وهو يتفحصها قائلا أنا عن نفسي لن أمانع أبدا ولكنك تعلمين الإجراءات ولكن بهذة الورقة ستخرس الجميع إنها موافقة رسمية لإعادة نشاطك الأدبي بالدار وقبل عن يسألها كيف حصلت عليها
بادرت هى قائله بحيرة وتنهيده حاره إنه الرجل الخفى أنه اليد النظيفة التى تحارب الأوبئة أنه السيف الذى يقطع الباطل أنه الثوب الأبيض وسط غيوم الليل
سرح عبد العال فى حديث أمل فهو يعلم من هذا الرجل الكل يعرفه إلا أمل وعادت به ذكرياته عندما استدعته الشرطة الأميرية ودخل ليجد عدد من الضباط ليسألوه بشكل دورى عن نشاط من فى دار الثقافة كإجراء إعديادى ولكنها كانت مرة مختلفة من تعدد الوجوه من ضباط مختلفين فى الرتب وتذكر عندما وقف ضابط برتبة قائم مقام أسمر طويل شعره مجعد يهتف ضد أمل ويطلب من مسؤل كبير أمامه بعزلها عن دار الثقافه متهمها بالخيانه وإنها تعمل لحساب ولايات أخرى غير هذة الولايه ويسبها بأبشع الألفاظ والجميع يسبها معه وكان
عبد العال يعلم أن أمل مظلومة ولكن كيف يدافع عنها وسط هذا السباب والهجوم فخشى أن يتهموه
مثلها أنتقاما منه على الدفاع عنها ففضل الصمت وفجأة دخل القائم مقام مجدى المنياوى وهو رجل طويل القامة ممتليء قليلا سعره اسود عيونة عسلية ملامحه هادئة وصوته هاديء ولكن حازم وكان يمسك بلفافة من الورق وقال للرجل المهيب الذى يجلس على مكتب فاخر وهو يمد له بده بالأوراق
يا فندم أمل مظلومة وهذة كل التحريات والبيانات عنها إنها لا يوجد لها إى أتصال بأى من ولايات أخرى لقد قمنا بتتبع كل إتصالتها وان هذة القصائد كانت كتابتها وجمعتها فى كتيب من عدة سنوات فهو موقفها تجاه تتضامن الولايات منذ بداية عهدها بالكتابة ولم يدخل فى حساباتها أى مبلغ إضافى منذ وفاة والدها وهذة بيانات رسمية أمسك الرجل المهيب الأوراق وبدأ يتصفح فيهم سريعا وبدا على وجهه الأقتناع بحديث مجدى المنياوى الأ ان الأخر تتدخل صارخا موجه حديثه للرجل المهيب يا فندم أنا عندى معلومات مؤكدة من النبيل خالد فهل تريد نكذب قريب الملك ولى الأمر ونصدق الاعيب هذة المجرمة كاد وقتها عبد العال يصرخ فى وجهه دفاعا عن أمل ولكنه تمالك
نظر له مجدى نظرة صارمة وهو يضع الأوراق بالقرب من عينه ليخرسه بأدله قائلا ان الإتهامات لا توجه بالقيل والقال حتى وإن كان جاءت من الملك نفسه إنها توجه بأدلة ومستندات كاد الرجل المهيب يطلق طلقته وهو ينظر إلى مجدى بقناعه ويهز رأسه بالموافقة على تبرئة أمل ووقف إيذائها وملاحقاتها أمنيا انه كان رجل وطنيا لا يريد غي الحقيقية ولا يسمح بتضيع وقت البلاد من اجل مصالح شخصية للنبلاء و افراد الحاشية انه رمز اخر للرجولة والاخلاص للوطن انه يستحق ان يكون هو الملك فإن كان هو الملك كان لم يتجرأ النبيل خالد على فعل فعلته ولا احد من الحراس على استغلال البلاد لمصالحهم الشخصية
وتناسي الجميع وجود عبد العال وأخذ أقواله تجاه أمل وكأن الموضوع أكبر من مجرد استشهاد بأحد وفى تلك الاثناء داخل رجل طويل القامة ذات جسم ضخم وقف الجميع تحية له وأشار إلى عبد العال و هو ينظر إلي الرجل الجالس على المكتب فوضح له أنه للأستشهاد عن أمل فظفر ظفره حارة فى الهواء وصرخ فى الجميع هذة اللعينه التى انتقدت موقفنا فى الولايه لا نريد استشهاد من أحد إن أمرها محسوم خائنه ويجب تعذيبها على موقفها ولن أسمح بمناقشة فى هذا الأمر مرة أخرى
بهت عبد العال زعرا ونظر مجدى لهذا الرجل المخيف نظرة يأس وإحباط ثم قال بصوت هاديء يا فندم أخر تحريات عنها تؤكد إنها مظلومة
وقبل ما يمد يده بالأوراق إليه صرخ فيه ليخرسه قائلا هل تحبها ايها القائم مقام
_12_
بهت مجدى وكأن جبل سقط على رأسه فجأة من شدة الصدمة وبهت الجميع معه
فمجدى كان لا يعرف أمل غير مجرد مواطنة وهو زوج لأمرأة يحبها وله من الأولاد اثنين ولم ينظر ابدا لأمل كأمراة بل مواطن مظلوم بصرف النظر عن أن هذا المواطن رجل أم أمرأة أنه يدافع عن الحقيقة والحق والعدالة وكان هذا الرجل المخيف يعلم هذا ولكنه أراد إثناء مجدى عن موقفه بجرح لأنه يعلم أن مجدى كان على حق هو و الضابط الأسود الأخر يردون تلفيق التهمة لأمل ارضاءا للنبيل خالد ومصالح شخصية ومالية بينهما ولم ينسي عبد العال وجه مجدى المنياوى الذى تحول إلى شاره حمراء من إحساس الظلم بالتجريح فى كرامته المهنية
نظرت أمل لعبد العال نظرة استفسارعن طول صمته وهو سابح فى ذكرياته
قائلة فى ماذا كل هذا السرحان أستاذ عبد العال
انتبه عبد العال لحديث أمل
قائلا ابدا ابدا أمل لا شي أهلا بك مرة أخرى فى دار الثقافة العربي
قالت أمل متى استطيع أستلام جدول النشاط
عبد العال اعطينا أسبوع وسيكون الجدول بدأ يحدد او اسبوعين على الأكثر
هتفت أمل بحماس لالا لم استطيع انتظر اضعنى فى يوم الخميس فانا علمت ان زميلنا محمود متوقفه ندواته فضعنى بدلا منه والمدعوين له هم نفس المدعوين لى لأن نفس النشاط لم يكن من عبد العال غير الإستسلام بالموافقة وهو يهز رأسه فى استسلام
وكانت أمل تضع خطتها الانتقامية ولا تفكر أن تعود لمجرد إلقاء الشعر فقط وعادت إلى البيت تشعر بأن ليهيب نيران الغضب بدأ يهدأ لأنها كانت تعد لمعركة حاسمة ولم تستريح إلا قليلا وأخذت لفافة من الورق وذهبت الى مكتب قاضى القضاه لتترك الأوراق عند الحارس إنها كانت تريد إعلام اكبر قدرا من الناس والمسؤلين بما حدث
إلى اللقاء فى الجزء الثالث والاخيرمع المفاجئة بعنوان الخديعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل