الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الملك الجزء الثالث والأخير // الخديعه //

صافيناز مصطفى

2020 / 8 / 13
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


مر اليوم الثاني ولم يبقى على يوم الخميس موعد إلقاء قصيدتها الجديدة الإ يومين وأمل لا تهدأ إنها كانت تشعر بنيران من الغضب وتريد تثأر لشرفها فذهبت لمبنى الحراسة الكبرى وهى تعلم أنه لن يسمح بمقابلتها ولكنها ارادت أن تعلمهم أنها لن تصمت وبالفعل جاء الحارس لها وقبل ما تنطق اخرسها بكلمة واحدة لا أحد موجود هنا
فهتفت صارخة اذهب لمن فانا تعرض لإنتهاكات اريد أن أبلغ عنها وبدأ صوتها يعلوا من الغضب والحارس لم يكن منه غير أن قال لها بهدوء اذهبي لقاضى القضاة وتركها وذهب ولم تتسنى أمل ان تعود مرة أخرى لحارس القاضى وتصرخ فى وجهه اريد الدخول فانا ضحية واريد من يأخذ لى حقى ومعى اوراقى اريد التحقيق فيها نظر اليها هذا الحارس بقدر من التعاطف
قائلا انا لن استطيع ان ادخلك الا بموعد وليس بيدى غير ان ارشدك نظرت اليه أمل بامتنان وقالت متلهفه أذهب لمن
قال لها الحارس اذهبي إلى ارشيف العدل ستجدين هناك كل ما يخص ملفك
جرت أمل من أمامه متلهفه تسأل اين أرشيف مكتب حقيبة العدل دلها الاشخاص عن مكانه دخلت أمل المكتب لتجد اثنين من الموظفيت جلست أمام واحد منهما وقدمت له هويتها الشخصية قائلة اننى تعرض لظلم وإنتهاكات ولا أعرف كيف أخذ حقى وما سبب كل ما تعرض له ولا أحد يريد إعلامى بتهمتى الخفيه
نظر إليها الرجل نظرة لا مبالاة وقبل ما ينطق اسكتته أمل بورقة نقدية فمد يده واخذها وتبدلت نظرته لها قائلا ما اسمك وبدأ يتصفح فى مجلد ضخم ووضع صابعه على اسمها أمل إبرهيم وقبل ما يكمل بقية الأسم هتفت أمل تقول نعم
تغير وجه وملامح الرجل عندما بدأ يقرأ الصحيفة الخاصة بأمل وتنهد وهو يهز رأسه ناظرا لها بتعاطف وهو يقول ما كل هذا يا ابنتى الله يكون فى عونك ما اجده أمامى شيء صعب انت موجه لك تهم عدة لا يتم العقاب عليها بشكل معلن ولكن عقابها بيكون انتقاما خافيا والكل يا عزيزتى شهد ضدك وبدا يقرأ لها الأسماء وتوقف عند أسم واخذ يزفر فى الهواء نوال إبراهيم فهى أختك هتقت أمل غاضبة ماذا عنها هى الأخرى لوى الرجل شافتيه وهو يقرأ قائلا قالت عنك انك بالفعل تعملين لصالح ولاية أخرى صرخت أمل قائلة إنها هى وزوجها الذين يعملون منذ زمن طويل داخل هذة الولاية وليس أنا فأى عدل يقول أن يأخذ بكلامها وهى المستفادة من هذة الولاية
نظر اليها الرجل وهو يهز رأسه مستنكرا قائلا إنها مصالح يا أبنتى وبدأ الرجل يتصفح وهو يلوى شفاتيه مستنكرا ما يقرأه ثم توقف قليلا وعاد بنظرة الى السطور مرة أخرى وهتف لها قائلا لكن يوجد مسؤل ينصفك وقدم أوراق مهمة تثبت عكس كل ما قيل عنك ثم لوى
شفاتيه مرة اخرى ولكن مع الأسف تم نقله منذ اسبوعين إلى عمل إدارى ليس فيه أى سلطة أو نفوذ
شعرت أمل بسكين تذبحها ولكن بنقطة بلسم تتداوى عندما تأكد لها صدق احساسها بوجود شخص نظيف بينهم قالت فى تلهف ما أسمه قال الرجل فى تردد مجدى أنه القائم مقام مجدى المنياوى ثم صمت قليلا وكأنه يتذكر هذا الأسم فقال فى إعجاب انه مجدى المنياوى اكثر رجل أحترمته فى حياتى فيوما ما ذهبت إليه بعدما ضاقت بي السبل وتم وقفى عن العمل لمدة

شهر نتيجة تأخرى رغم عنى عن جلسة كنت المفروض أحضرها بأوراق من الأرشيف فكانت
حدثت لى حادثة يومها فى الطريق وغصب عنى لم أحضر الجلسة وصدر حكم بمعاقبتى شهر رغم انى حصلت على ما يثبت تعرضى للحادث وتطور الأمر لحكم بحبسي فذهبت اليه واطلعته على ما بيدى فختمه لى كمستند ليأخذ به القاضى وقتها ولم أنسي ابدا معروفه كادت أمل تصرخ من جنون الفرحة أنه موجود بالفعل وليس وهما فى خيالها انه هو الذى ساعدها على الخروج من المعتقل وعودتها لدار الثقافة انه لم يعد خفى بل حقيقة ولم تنظر للرجل وفرت من أمامه وكأنها أكتفت بما سمعته وطارت إلى منزلها وبدأت تشعر أن نيران ولهيب الغضب بدأ يهدأ فيكفى وجوده حتى وأن لم تره فيكفى أنه يوجد بطل يصلح ما يفسده الأخرين فيكفى وجود إنسان ذو ضمير من أصحاب النفوذ وذو قلب ورحمة وعادلة وحق أنه
ان حكم فسيكون خير حاكم تفوز به البلاد ولكن كيف وهو أصبح يواجه صراعا مثلها لتمسكه بالمباديء والعادلة أنه يدفع ثمن مثلها
مر اليوم الثاني وأمل تعد العدة فغدا الخميس وكانت تريد أن تطلق قذيفتها فى وجه الجميع فدعت أشخاص من كل الولايات وشباب من كل الأتجاهات أنها كانت تعلم أنها الندوة الأولى والأخيرة لها بعد عودتها ولم يهمها هذا الأمر كل ما كان فى خيالها هو الأنتقام لشرفها
وجاء يوم الخميس وذهبت أمل قبل موعد الندوة لتطمئن على عدد الحضور وأفرحها امتلاء القاعة بأعداد غفيرة من شتى الأتجاهات دخلت أمل وكأنها فارس يرفع سيفه للقتال وهو يعلم أنه مقتول مقتول
وبدأت تلقى نفس القصائد القديمة وتجد فى انتباه المدعوين ما يريحها ثم فجأ أوقفت القصائد قائلا والأن أريد أن القى حكاية شعرية وليس قصيدة أنها فتاة بسيطة عبرت يوما ما عن رأيها أمام نبيل من النبلاء ومن يومها عاشت الفتاة فى جحيم وعندما اعترضت اعتقلت وتم التلاعب بكراماتها وشرافها انها موجودة داخل مديناتنا وبدأ صوت أمل يعلو من يثأر لهذة الفتاة واخذ نبرة صراخ وهى تقول من يدافع عنها وعن كراماتها من يقول لا للظلم وبدأت حالة من الهرج والمرج داخل القاعة وبدأ اشخاص يحاولون الشوشرة على أمل لأسكاتها الذين كانوا من الحراس السريين ولكن وقف ثلاث من الشباب يدافعون عن أمل ويقولون أكميلى يا سيدتى نحن معك واخر تساءل من هذة الفتاة قائلا أنا متضامن معها وتعالى أصوات الجميع وكأنه اشتباك بين متضامنين مع أمل وأغلبية يهتفون ضدها ويهاجمونها

لم تستطيع أمل أن تستمر وشعرت بدوار فارادت أن تجرى بنفسها لأنقاذ نفسها قبل أن يغشى عليها ولاحقها الشاب من بينهما شاب اخذ يجرى ورأئها بتصميم الى أن وصل لها وأوقفها بقوة قائلا لا تنسحببين فأنت صاحبة قضية وموقفك
على حق نظرت إليه أمل فى دهشة وأستغراب أنه فتحى شاب أسمر طويل ملامحه حادة نحيف عرفها بنفسه أنه فى حزب النضال لم تهتم أمل بتعريفه كثيرا
وارادت أن تنسحب ولكنه استمر يلاحقها قائلا أنا معك ولن اتركك أبدا انتى بنت مدينتى يعنى شرفك شرفى وكرامتك كرامتى بدأت تنتبه له أمل وابطيئت الخطى فأجسلها على حافة السطور الذى خلف الدار وامد يده بمنديل لتمسح به دمعها الذى بدأ يندفع من مقليتيها رغم عنها فقال لها بهدوء
انتى هذة الفتاة التى كنتى تتحدثين عنها
هزت أمل رأسها بالإيجاب
فهى كانت عاجزة عن النطق وقتها من شدة المعانه فقال لها بدون تردد تقبلينى زوجا لك رفعت أمل رأسها له لتنظر له نظرة استغراب ودهشة كيف وهو يعرف مشكلتها مع الولاية وما فعلوه بها وانه بزواجه منها سيكون مراقب مثلها فكل من يقترب منها يراقب ويستدعى إتها تعامل فى ولاياتها كأنها مجرمة وليس مواطنه
هزت رأسها مستنكرة الأ انه اخذ يرفع رأسها لتنظر له قائلا فى حزم إعلمى إهلك انى سكون عندك غدا لطلب يدك
شعرت أمل وقتها انها فى دوامة والأرض تدار بها وقبل ما تنطق وضع يده على فمها قائلا والأن سأوصلك للبيت حتى اطمئن عليك انك وصلتى وأعرف مكانه
وشعرت أمل وقتها كأن يد القدر تكتفها وتصمتها ولم تجد ردا تقوله غير إنها هزت رأسها بالموافقة وعادت إلى البيت مرهقة لتعلم اهلها أنه يوجد شاب يريد الزواج منها وأنه قادم غدا كاد الجميع يصرخون فى وجهها من هذا الشاب وكيف يتم الزواج بهذة السرعة وتبادل الجميع الظنون فأمل فتاة ثرية ورثت عن والدها بيت عريق فخم بكل مقتنياته غير مجوهراتها التى تركتها لها والدتها واموال وعقارات فهى طول الوقت مطمع للجميع حتى للنبيل خالد
ولكن أمل وقفت متحديه الجميع وردت على صرختم بصرخه أعلى صادمه للجميع
أننى لست عذراء
هذا ما حدث لى داخل الحجز
بهت الجميع وكأنه تلال من الهموم سقطت فوق رأسهم مرة واحدة وأمام إصرار أمل لم يستطيعوا الإعتراض
وجاء اليوم التالى وحضر فتحى بمفرده أنه كان يرتدى قميص رخيص وبنطلون باهت مما دل على ردائة حاله أمام أسرة أمل الثرية وحدد يوم الدخلة ولم يحضر أحد غير المأذون والشهود وشقيقتها الكبرى فقد فلم تستطيع أن تتركها بمفردها رغم عدم موافاتها على الزوج
وخرج الجميع من بيت أمل بعد عقد القران إلا بالطبع فتحى وأغلق الباب
ونظر إلى أمل نظرة مختلفه كلها شهوة وأخذ يقترب منها وبجذبها بعنف وادخلها حجرة النوم وهو يحملها على ذراعيه وجاءت اللحظة الحاسمة
لتصرخ أمل بكل قواها وهى تشعر بتمزق جزء من جسدها إنها عذراء عذراء
وتتعالى صراختها ولكنه يستمر فى تحويلها لأمرأة بعنف دون رحمة أو هوادة ويقول لها كنت أعلم إنك عذراء من مدة طويلة اوهمك احد رجال الحاشية بتسليط المحبوسين انك اصبحتى غير عذراء
حتى تعلني هذا أمام الجميع
قالت بأنفاس لاهثة ولكننى وقتها وجد دماء
تعالت ضحكاته وكأنه شيطان
أنها حقنة يا سيدى حقنوك بها وانتى مغشى عليك هى التى سببت لك بعض النزيف والأن اثبت انك عذراء بهذة الكاميرا التى قمت بتصويرك بها
وابتعد عن أمل وهى تشعر كأنها ذبيحه تم ذبحها وسيل دمائها
وانفاسها بدأت تتقطع من هول ما شعرت به وعلمته وبدأت عينيها تزوغ وهى ترى فتحى يلملم مقتنايات المنزل الخفيفة الثمينه ويفتح دولابها وهو ينظر لها لن يحاسبنى أحد ما بين الازواج قانون أو حساب
ثم أقترب منها وبدأت انفاسه تلهبها وهو يحاول يقبلها بعنف قائلا نسيت ان أقول لك انى متزوج وعندى ثلاث أولاد وأن ما اخذته من ملابسك الفاخرة سيكون رائع على زوجتى انتى وقعتى فى الفخ يا أمل واى تعاقد حيكون معى بصفتى زوجك وأن رفضى
ما سجلته لك فى ليلة الدخلة سيعلن والكل يعرف انك اساءتى لسمعة المدينة بالكذب وأنك كنتى عذراء
ونسيت اقول لك اخر شيء انت طالق بالثلاثة وتعالت ضحكاته وهو يردد إثباتى هذا الطلاق يا شاطره لو قدرتى
صرخت أمل لالالااااااااااااااااااااااااااااااااااا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعاد مصطفى :-المرأة السودانية هي من تدفع ثمن الحرب-


.. لتقليل الخلافات.. تطبيق جديد يساعد الرجال على التعامل مع الن




.. حراك فكيك بطابع نسوي لاستعادة الحق في المياه


.. معوقات وصعوبات تواجه ذوات الإعاقة في الحياة السياسية




.. كتاب حكايتي شرح يطول