الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية (1)

عبدالله تركماني

2020 / 8 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


حق الشعوب في تقرير مصيرها والمسألة الكردية في سورية
تنطلق هذه الدراسة من أنّ المفاهيم هي نتاج الواقع، وأنه ليس من المفيد الاكتفاء بدراسة تجربة قومية واحدة فقط وتعميم نتائجها على مجمل قضايا المسائل القومية، فالتنوّع هو روح التاريخ الإنساني. والسؤال المطروح في الواقع السوري، حيث تتقاسم النفوذ عدة دول، هل يمكن الحديث عن حق تقرير المصير لمكوّنات الشعب السوري؟
إنّ ظهور الدولة السورية الحديثة كان نتيجة لمساومة تاريخية بين دول التحالف المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، واقتسامها الدولة العثمانية في المشرق العربي، باعتباره " عقدة تلاقي وتقاطع مجموع حضارات وثقافات محلية ومحيطية "، وهو " ساح تعاقب وتلاقي ديانات "، بكل ما تنطوي عليه من طوائف ومذاهب وشيع وفرق. وعلى المستوى الجيو- سياسي فإنّه عقدة العقد في العالم، القديم والوسيط والحديث والمعاصر، وقد غدا بذلك " بقعة صراع دائمة للمشاريع السياسية المتباينة والأحلاف المتعارضة والطموحات المتناقضة " .
وفي سورية، بعد ما يزيد عن تسع سنوات، يمكن القول: إنّ مفاعيل تعقيدات الثورة تنطوي على احتمالات عديدة، فقد يفضي الحراك الدولي والإقليمي إلى حل سياسي ما، لكنه سيرفع الستار حينئذ عن سورية مختلفة، تتنازعها الخلافات المتنوعة بين مكوّناتها. فقد كان التشكيل التاريخي للدولة السورية عند بدايات القرن العشرين مهلهلًا وضعيفًا إثر تفكك الإمبراطورية العثمانية، وبقيت منذ سنة 1946 تحمل مجموعة من التناقضات الاجتماعية والسياسية والثقافية من دون أن تلتفت إليها نخبها السياسية والفكرية لتعترف بحجم معضلاتها، فضيّعت فرصًا ثمينة لإيجاد حلول عملية خلّاقة.
إنّ الحلم بإقامة دولة مستقلة راود الشعب الكردي منذ أوائل القرن العشرين، وهو حلم مشروع له مثل سائر الشعوب، حيث يبلغ تعداده بين 35-40 مليونًا يتوزعون على مساحة تزيد على 400 ألف كيلو متر مربع، لكنّ التطلّع إلى ذلك شيء والواقع المفروض شيء آخر، خاصة حكم الجغرافيا. إذ إنّ حق الشعوب في تقرير مصيرها شيء، وقدرتها على تحقيق ذلك شيء آخر تمامًا.
إن ما جرى في كردستان العراق وكتالونيا الإسبانية، في خريف عام 2017، يتعلق بتصادم مبدأين مرجعيين أساسيين في العقل السياسي الحديث: حق تقرير المصير، ومبدأ سيادة الدولة الذي يضمن وحدتها الإقليمية ضمن حدودها المعترف بها دوليًا.
ليس مجديًا إنكار وجود مسألة كردية في سورية، تضاف إلى جملة المسائل أو التحديات، التي تواجه السوريين وتفرض عليهم إعادة تعريفهم لذاتهم، في ظل الوطنية السورية الجامعة. علمًا أنّ الأكراد هم جزء من النسيج الاجتماعي لسورية، إضافة إلى أنهم جزء من شعب حُرم من حقه في إقامة دولته القومية، نتيجة اتفاقات ما بعد الحرب العالمية الأولى.
وهكذا، تبدو سورية اليوم ملغّمة بكل عوامل الانفجار الداخلي وعصية على التوحّد الوطني ضمن دولة مركزية، مما يتطلب البحث عن صيغ أكثر جدوى لإعادة بناء الدولة السورية الحديثة في ظل الجمهورية الثالثة القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت