الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان... لبنان بانتظار ليلة القدر...

غسان صابور

2020 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لـــبـــنـــان... لبنان بانتظار ليلة القدر...
نـعـم... نعم لبنان ينتظر ليلة القدر.. لحل مشاكله وكركباته المتعددة المختلفة.. منذ أكثر من قرن كامل... وحتى هذه اللحظة... لبنان.. وكل مفكريه وأحراره.. يقولون أنه بلد علماني... وكلما فقعت "فتاشة".. تمزق طوائفه بعضها البعض.. وتتمزق وتتفجر مئات ومئات الضحايا.. ثم يلتقي رؤساء طوائفها.. وتبويس شوارب.. ويعاد تقسيم المرابح.. ونتائج وتعويض الخسائر... وتتم هدنة ظاهرية... وترجع الحياة أو معيشة الإنسان العادي وتحت العادي : "تيتي.. تيتي.. متل ما رحتي.. متل ما جيتي"... بـؤس.. تـعـاسـة.. عائلية.. محسوبيات.. تقاسم تجارات شرعية.. وغير شرعية... وانتخابات وتوزيعات طائفية... من بواب مدرسة.. وحاجب إدارة.. حتى رئيس الجمهورية.. حسب موازين وقياسات وتعداد مؤتمر الطائف القبلي العشائري السعودي... وتصنف الإضبارة بإحدى مخازن الإضبارات المنسية... مثل آلاف أطنان نيترات الأمونيوم المتفجرة.. والتي تخزنت بمستودعات داخل منطقة مرفأ بيروت.. مدروسة.. منظمة.. منذ سبعة سنوات... وكل مسؤول سياسي أو حكومي.. أو مسؤول حزباللهي... أو مخابراتي لبناني... يــدري... ولا يدري... دون أن ننسى عناصر جميع مخابرات العالم... وخاصة المخابرات الإسرائيلية... الذين يتمخترون بكل المدن اللبنانية... كأنهم بعقر ديارهم!!!...
لبنان كان دوما بيتا أو "مــضــافــة مــفــتــوحة" لكل أحرار العالم العربي.. والكتاب الممنوعين.. والسياسيين اللاجئين... كما كان مزرعة مفتوحة... للجواسيس والمتآمرين والتجار الفريسيين.. والفاسدين المحليين والعالميين... حتى جميع حكوماته الطائفية المكركبة... كانوا دوما "مــدعــومــيــن" من سفارة عربية للتمويل.. ومن سفارة أجنبية للدعم المحلي والخارجي... بالإضاقة إلى دعم من رئيس ديني.. للاختيارات الطائفية... وكانت هذه الاختيارات مرتبة مضمونة ـ زمنيا ـ ولفترات محدودة... حسب توزيع أدوار المناصب والمكاسب.. ونتائج التحصيلات المحلية لهذه المناصب والمكاسب... حتى انفجار نتائج مواسم التحصيلات... أو انفجار رهيب.. يقع بعد أزمة البنوك.. وفراغ وجفاف صناديقها.. وهروب أصحابها للخارج.. وانهيار القصور والحكومات من ورق الشدة... واندلاع البطالة الرهيبة.. وغلاء المعيشة القاتلة... زائد اندلاع وباء الكورونافيروس... والموات.. والاعتراضات والصرخات والمظاهرات... والتي حركت الإعلام المحلي والعالمي ثلاثة أو أربعة أيام منذ الرابع من آب 2020.. حتى زيارة الرئيس الفرنسي مــاكــرون لبيروت.. مع كثير من الوصايا والكلام والوعود... كعادته.. مرفقا بالصحفيين والمصورين المطبلين المزمرين.. كأنه نــجــم هوليودي... وبعدها.. بالونات فارغة.. فراغ إعلامي.. فراغ واقعي.. وجمود كامل بالنتيجة... وما من اح يقدم أية بادرة تحقيق بدائي.. مفهوم... ضــبــاب لبناني كالعادة... الافتراضات تضيع مع التحليلات.. والتحليلات تضيع مع محللين اختصاصيين... ومذيعات مرتبات.. ومذيعون.. بأفضل الماركات.. يتكلمون ويتكلمون... هــواء.. هــراء.. فــراغ.. كلام يخدر.. ما من أحد يسمعه.. بشوارع بيروت المهدمة.. ولا بأي مكان من المدن اللبنانية... وشــعــب لبنان.. شعب لبنان المنكوب... ينتظر لعائلاته.. لأولاده الجياع... لــيــلــة الــقــدر... ولا أي شــيء آخر... لأنه اعتاد على استماع الوعود.. واعتاد على استماع وعود حكامه الذين يصوت لهم.. كلما طلبوا منه العودة لصناديق الاقتراع.. والتصويت لهم نفسهم.. لأنهم نفسهم.. نفس الحكام والسياسيين الذين يوزعون له خبزه اليومي... أو يحرمونه منه.. كلما يشاؤون...
المواطن اللبناني.. اعتاد على هذه الروبوتية الميكانيكية المزورة... والتي لم تتغير.. منذ أولى أيام استقلال لبنان... حتى هذه الساعة الحزينة الأليمة الفقيرة التعيسة البائسة...
لهؤلاء.. لهؤلاء الذين ينتظرون ليلة القدر... ولا يعرفون معاني ثورة.. أو كــارشــر... وغسيل كامل لهذه المافيات التي تمتص دماءهم.. بلا حياء ولا إنسانية... أتوجه بكلماتي هذه... طالما لا تتخلصون من هؤلاء الذين يستغلونكم من سنة 1946 حتى هذه الساعة.. وتغيرون حياتكم بأيديكم... لا الآلهة.. ولا ليلة القدر.. لن تغيرا مصيركم اليائس البائس...
استيقظوا... استيقظوا... أستيقظوا...وتكاتفوا مع بعضكم البعض.. للخلاص منهم... واستلام مصيركم الحقيقي... بأيديكم مع بعضكم البعض...متجنبين كل من امتصوا دماءكم وتعبكم ومصيركم.. وتــعــاســتــكم!!!...
***************
عـلـى الــهــامــش :
ــ كــلــنــا روبويات Robots مبرمجة.
نعم كلنا روبويات مبرمجة.. منذ ولادتنا.. حتى وفاتنا... نحن لسنا بشرا... نحن مستهلكون مبرمجون... لخدمة العولمة العالمية.. والمافيات التي تديرها بالعالم.. نستهلك الإعلام.. نستهلك الغذاء.. نستهلك الدواء.. نستهلك السياسة المبرمجة.. ونستهلك.. ونستهلك ونستهلك... إرادتنا موجهة.. مبرمجة.. نمشي.. بالطريق المرسومة.. ولا نعرف الطرقات الأخرى...
ما الفرق اليوم بين الإنسان.. والخروف الذي يساق للمسلخ...
يأسي وأسفي.. من الحكومات التي تدير العالم.. كل العالم..
هل هم خــراف.. مبرمجة مثلنا... لروبويات أكبر تدير لروبويات أكبر وأكبر.. تدير العولمة العالمية... وتدير مصير تغيير العالم... كمصير الخراف.. لمسالخ روبوتية...
ــ مؤسسة سياسية للدفاع عن الحيوانات...
بعد كلماتي الحزينة الواقعية المتشائمة عن لبنان وغير لبنان... سمعت البارحة مساء على إحدى محطات الراديو الفرنسية أن الذين لا يأكلون لحوما على الإطلاق بفرنسا Végétariens و Végans وعددهم حوالي سبعة ملايين مواطنة ومواطن.. رفعوا عريضة للحكومة الفرنسية... للدفاع سياسيا عن حقوق جميع الحيوانات.. وحمايتهم.. جميع الحيوانات دون استثناء.. وإغلاق عديدا من المسالخ.. وحدائق الحيوانات.. وخاصة السيرك الذي يعتبرونه إخراج الحيوانات من مناطقهم الطلقة الحقيقية.. وإدخال قوانين من الآن لغاية سنة 2040 تؤمن فيها ضمانات كاملة للحيوانات بحريات طبيعية.. تعادل الحريات الإنسانية... ووزن هؤلاء.. وعديد من شخصياتهم من كتاب وفنانين وسياسيين مرموقين ومعروفين... لهم وزن ثقيل بجميع الانتخابات الفرنسية...
عندما سمعت هذه الدعوة وهذا النقاش لمدة نصف ساعة... جمدت صائغا.. مفكرا بمواطنينا بسوريا أو في لبنان.. متسائلا عن معيشتهم وحرياتهم... ومن يدافع عنهم... لا أحد.. لا أحد...
نقطة على السطر... انــتــهــى.
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء