الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قالوا .. وقلت: حول اللقاح الروسي ضد الكورونا

عامر هشام الصفّار

2020 / 8 / 14
الطب , والعلوم


قالوا: لعلك سمعت بما تناولته وكالات الأنباء العالمية عن لقاح الروس ضد الكورونا.. فما رأيك بهذا اللقاح خاصة وأن الروس أصحاب خبرة طويلة في تحضير اللقاحات ومنذ زمن طويل، وأن الرئيس الروسي بوتين نفسه قد أمر بأعطاء أبنته جرعة من اللقاح الجديد دلالة الثقة بالأنتاج المحلي؟..
قلت: نعم.. سمعت بالمنتج الروسي (سبوتنيك في) وهو لقاح خاص ضد فايروس الكورونا قائم على مبدأ تحفيز النظام المناعي في جسم الأنسان..فأذا بزوبعة من الأجسام المضادة (مواد بروتينية) تثار في الدم.. كما سيثير اللقاح عددا من خلايا المناعة فيكتسب الأنسان مقاومة يقول الروس عنها أنها قد تمتد لسنتين بعد التلقيح. ثم أن اللقاح والذي يمكن أن يعطى على جرعتين بفارق 21 يوما بين الجرعة الأولى والثانية، قائم على تقنية أستخدام فايروس الأدينو (الغدي) حيث تستبدل شفرات الوراثة فيستغفل نظام المناعة فيظن أن القادم الغازي من مادة التلقيح هو فايروس الكورونا (الكوفيد19) فيبدأ بالفعل المقاوم.. وهو نفس المبدأ (استخدام النواقل الفايروسية من نوع الأدينو ) الذي تعمل عليه مختبرات جامعة أكسفورد العريقة في بريطانيا وصولا للقاح المأمول.
قالوا: أذن فلماذا يشكك البعض باللقاح الروسي هذا رغم أن هناك دولا قد تقدمت بطلبات لشرائه وأستعماله؟.
قلت: لابد من أن نقول أولا أن هناك ما يزيد على 120 مادة لقاح ضد الكورونا اليوم في العالم.. ولكن ستا منها فقط قد تم تسجيلها بطريقة شفافة وواضحة في السجل العالمي (منظمة الصحة العالمية) لأجراء التجارب التلقيحية ضد الكورونا.. وهذا اللقاح الروسي ليس من ضمن هذه التجارب الست. ثم أنه وبأعتراف الخبير الروسي نفسه لم تتم تجربة اللقاح في مرحلة ثالثة مطلوبة من أختبارات اللقاحات عشوائيا حيث يشمل الأمر أعطاء اللقاح لعدة آلاف من البشر للتأكد من فعاليته وسلامته.. وهي هذه السلامة التي نبحث عنها في اللقاحات ماضيا وحاضرا..
قالوا: ولكن الأعلان قد تم رسميا عن التوصل للقاح ناجع..فهل تنصح بأستعماله اليوم؟.
قلت: لابد من الأنتظار.. فمما لا شك فيه أن ما قام به المختبر الروسي يعتبر مهما جدا في مسيرة علم تحضير وتجربة وأنتاج اللقاحات..ولكنهم العلماء الروس أنفسهم كانوا قد أعلنوا أنهم بصدد البدء بالمرحلة الثالثة التجريبية للقاح، حيث بدأت هذه المرحلة يوم 12 آب 2020..ولعل النتائج ستعلن بعد عدة أشهر..وحينذاك سنسمع عن نتائج تجارب أخرى تتواصل في مراحلها الثالثة حاليا ومن دول ومراكز علم متعددة تستعمل تقنيات مختلفة لأنتاج لقاح مضاد لفايروس الكرونا..
ومن المفيد والمهم أن تتشارك مختبرات العلم بما تملك من معلومات عملية تخص اللقاح ضد الكورونا.. فهذا الفايروس عابر للقارات وللدول، ولا يمكن بالتالي التوصل الى ما يدفع غائلته دون أن تتفق مختبرات العالم على خطة واحدة لتصنيع اللقاح الفعال، والذي قد يعطي لأكثر من مرة في العام حسب ما تقوله بعض البحوث العلمية في هذا المجال والتي تنشر أسبوعيا في الصحافة الطبية العالمية.. ولا يخفى أيضا أهمية توفر المال اللازم لكل ذلك.. ولكن على البشر أن يتعلم الدرس فلا يبحث عن فائدة مادية ضيقة أمام الفائدة الأنسانية الأعمق والأشمل.. وللمنظمات الصحية الدولية والمراكز الأكاديمية دورها الفعال في ذلك.
قالوا: اذن ما أحرى بأن تبتعد السياسة عن الطب.. ويترك العلماء وشأنهم فقد يستدلوا على التعاون المثمر بينهم كفريق واحد..؟
قلت: نعم.. وهو الرأي الصائب بالتأكيد.. وهو ما يسعى أليه كل عالم جليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاق تشاوري حول المياه الجوفية بين الجزاي?ر وتونس وليبيا


.. غزة: انتشال 332 شهيدا من المقبرة الجماعية فى مجمع ناصر الطبى




.. ما الجديد الذي استحدثته مايكروسوفت في برنامج الذكاء المصغر؟


.. إطلاق مبادرة -تكافؤ- لدعم طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين




.. ما أبرز الادعاءات المتداولة على الإنترنت حول العملية العسكري