الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111297 أيّ وطن بقي ليكفر به الجندي السوري والمواطن السوري ؟!!

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2020 / 8 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الشرق الأوسط لم يعد يحتمل أحلاماً لم تتحقق ولن تتحقق . إنسان الشرق الأوسط لم يعد يؤمن بكلّ طروحات الوطنية التي هي للحلم وحسب والتي لم تعد إلا في عقول أبطال الخُرافات الذين طالما اشبعونا بشعاراتهم وأقوالهم تلك التي يكتبها لهم أولئك الحالمون كما أسيادهم .
الإنسان المشرقي ياسادتي لم يعد يريد غير الآمان وأن يأكل الخبز والزعتر والبصل ويتنفس الهواء غير الملوث بغبار الأسلحة التي انفجرت والمخزنة .الإنسان المشرقي لم يعد يتمنى غير دواء لمرضه والشفاء بلا سماسرة .
الإنسان السليم عقلياً لم يعد يريد تحرير شبر ٍ مغتصب من أرض الوطن لأنه يؤمن بأن تحرير الأرض خرافة وكذبة رعناء منذ أكثر من سبعين عاماً ونحن ننادي بتحرير فلسطين ثم الجولان ومن يدري غداً .منذ سبعين سنة ونحن نُصارع الحيتان وننشد أناشيد التحرر للأراضي المغتصبة ..فهل نحن قادرون على تحرير الجزيرة وشمال شرقي الفرات اليوم ؟!!.
التحرير أسطورة كتبها الواهمون واعتنقتها قوافل المساكين الرجال الذين ما عليهم سوى قول نعم ، الذين اغتصبت إرادتهم عنوة .وأجبروا على أن تكون آرائهم وحريتهم محاطة بسجون الوطنية .أما تحرير الأرض الوطنية وفلسطين لايُنادي بها غير الذي تعبأ عقله وقلبه بالتعصب والشوفينية لأنه يكره شعباً يُغايره في الدين ويتمنى أن يصير العالم كله من لونه وثوبه ومعتقده ذاك ما يريده المتعصب الديني.
أما السياسي الذي يغار على وطنه وأهله فعليه أن يقرأ المتغيرات العالمية والوطنية والمحيط وأن يبدأ بتحرير الإنسان من أمراض ٍ ترسخت في وجدانه . فوجدانه أصبح صحراء، قفراء .من محبة الوطن لأنه لم يعد يرى في الوطن إلاّ أحد أكبر السجون قاطبة ًوسجّانه ظالم .
أنا مع قيادة أي بلد أن تعتز بوطنها ، وأن تحميه وأن تُدافع عنه وأن تُحافظ على حقوق رعاياها بدون النظر لأيّ اعتبار، أنا مع الحكومات التي تعمل بالقانون وترى نفسها ورئيسها تحت القانون وليس فوقه . أنا مع أمن الوطن ـ الأمن القومي للوطن ـ أنا لست مع الفوضى التي أسموها زورا وبهتانا ، ظلما وعدوانا بأنها ثورة فعن أيّ ثورة وثوّار تتحدثون وحساباتهم المصرفية بلغت المليارات في المصارف العالمية ـ ولكلّ قاعدة استثناء) ؟!! كل المنشقين ظهرت نتائج انشقاقاتهم وكم قبضوا ؟!!ولا زالت بقية باقية تظن أنها سليمة في تقديراتها وسلوكيتها وتُجبرنا على الخضوع لإرهابها الفكري نقولها لأولئك الذين يقودون مسيرة الحراك كما يدعون..والله لست ضد أحد لو كان فعلا يُثبت عدم تورطه بما جرى للإنسان السوري المظلوم.فهو لايقل عن من قتل من المسؤولين وأعطى الأوامر بقتل العزل .لست هنا بمحكمة العدل في لاهاي بل هي للإجابة عمن يقولون بأنهم من الثوار وأيّ دولة عُظمى لو تمرد فيها الشباب وشعبها في الشوارع وكسروا وحطموا ستسكت عن تصرفاتهم تلك الدولة؟!! والبارحة رأينا في أمريكا رغم أن الحراك في أمريكا من أجل الرجل الخارج عن القانون بالأصل الذي قُتل خنقا وأقصد ( جورج فلويد )إلا أنه بالحقيقة تم استغلال الحادثة من قبل المتطرفين من اليساريين والمتطرفيين الدواعش الذين صُبتْ عليهم ملايين الدولارات حتى ـ بحسب ظنهم وظن أسيادهم أن أمريكا ستتدمر من الداخل وهم ينقضون على مايريدون ـ لكن أمريكا ليست ألف واحد يُقتل ولا هي مليارات الدولارات تُنهب من البنوك . أمريكا قارة واسعة شاسعة وأمنها ليس كدولة صغيرة ـ وأولئك الرعاع الذين كانوا يصبون الزيت على النار في أمريكا كانوا يحملون فكراً داعشياً وتمت عملية حصرهم وتلقيهم حتى المكالمات التي دارت مع نخبهم والخارج. هؤلاء أنفسهم يتنعمون بالحرية والديمقراطية والمساعدات الاجتماعية الأمريكية .
ننتهي إلى أن لكلّ وطن أمن وطني. لكن السؤال موجه إلى القيادة السورية إلى متى تُصارعون طواحين الهواء يا إخوتي ، إلى متى ؟!!.
إلى متى والإنسان السوري المظلوم المزق والفقير والمعدوم يدفع فاتورة برامجكم التي لن تصل إلى نهاياتها كما تتوقعون.
ياسيدي والله كفى
، سارعوا إلى المصالحة مع شعبكم ووجدانكم قبل الوطنية التي ما أشبعتنا يوما بل من نكبة إلى نكبة .فأيّ وطن سيعتز به أولئك الذين ذُبحوا حتى آخر قطعة من كبدهم ووريدهم ؟!!
وأعتقد ليس بعيداً سيتبين لكم بأنّ من يساعدونكم لوجستياً وعسكريا .ليس لسواد عيونكم بل ليستحوذوا على وطن ٍ أنتم تخافون عليه . أقسم بالله ستندمون .والسؤال المليون إلى متى سيحتمل الناس في الوطن ما هم عليه ؟ إلى متى هذا الذي يجري منذ عشرة أعوام ؟!!...
هل حتى تنتهي الأجيال إلى الكفر بالوطن وبكم ؟!!
أقولها لكم بمحبة ٍ وتقدير وأنتم تعلمون بأننا لسنا من المعارضة إلا أننا لسنا مع الإصلاحات المستحيلة والانتظار لمئات من السنين .كما تعلمون لم يعد لأيّ دولة قدرة على السيطرة بشأن ماينوي على فعلته بعضا من المواطنين ضدكم . كفى فالرجال الشجعان ليسوا من اعتلوا المنابر بل من صنعوا مجداً لشعوبهم وطنهم ، من صنعوا السلام مع الأعداء ليتفرغوا للتنمية الاقتصادية والبشرية والتعليمية . ليتفرغوا لمرحلة السلام قبل أن تتقسم بلادهم إلى دويلات عندها لن يفيد الندم.
لانريد لسورية إلا المجد والعزة . ولمكوّناتها تحقيق الحقوق المشروعة ضمن وحدة الأرض السورية ومايتفقون عليه في إجماع وطني نرى أن يُنفذ كفانا فقد شبعنا من الخطابات غير الواقعية أليس الإنسان أقدس من الوطن؟!! وهل الوطن أرضا وكفى؟
في الختام سلاما للتراب السوري ذرة ذرة ولكلّ جندي وضابط وصف ضابط وعامل في مهمات للدفاع عن الوطن قبلاتنا .ولأرواح الشهداء الجنان والذكر المؤبد والمعطر ولزوجات الشهداء وأمهاتهم وأطفالهم دمي وخجلي وقصيدتي.
والله أقولها لكم كفى يا إخوتي.فكروا بالوطن المنهوب والمواطن المنكوب.
المواطن السوري اسحق قومي.
14/8/2020م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي