الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو ربح أوباما ولاية ثالثة

طارق الهوا

2020 / 8 / 15
كتابات ساخرة


هذه السطور ليست للتاريخ كما يُقال عادة. صحيح أن التاريخ والله من أقوى محركات الدول والناس، لكن المفارقة أنهما إما في الكتب أو المقابر، والمقال مجرد محاولة لقراءة مستقبل أميركا، على خلفية ما يحدث في أوروبا، في حال فوز باراك أوباما بولاية ثالثة لحكم الولايات المتحدة الاميركية في تشرين الثاني القادم، تحت إسم جو بايدن الشخصية المسرحية الهامشية التي أُريد لها لعب دور البطولة رغم يقين المؤلف بأن لا عمق سياسي أو فكري لها، ومن المرجّح عندي شخصياً لو فاز حسين/جو أن تكون خريطة الطريق للأمة الاميركية التي تضم ثقافات متنوعة هي:
- سترتفع أصوات بعض أعضاء الكونغرس أصحاب تعليق very interesting على ما يحدث من لامعقول في البلد، والسياسيين الذين يهمهم المنصب، بتغيير العقيدة الأميركية التي صاغها توماس جيفرسون والأباء المؤسسون، بحجة عدم مناسبتها لهذا العصر، وسيُحشر ضمن هذه التغيرات تطبيق الشريعة الإسلامية بجوار القانون المدني على المسلمين، كخطوة أولى لفتح جدل لانهائي عقيم سيشكل صدوعاً مُدمرة لهيكلية إمبراطورية علمانية.
- ستُستهدف الثقافة الاميركية التي ترتكز على الفردية والاسرة واحترام السلطة والتخطيط للمستقبل وحقوق الملكية والمنهج التجريبي في التفكير، لتحل محلها هلامية شعارات "الاطياف الثقافية" غير المجدية التي لا تقدم أي إضافة أو حل لمشاكل أمريكا وديونها، سوى المتاجرة بمظلوميتها التاريخية وعنصرية الرجل الأبيض، وكأن كنيسة السود العنصرية التي أصبحت لا تقبل بأي لون آخر حتى لون بشرة المسيح وأمه غير عنصرية.
- ستبدأ موجة أقوى من لوثة عقلية بين أهل ثقافة very interesting ستُترجم لإجراء قانوني أوسع تباركه الحكومات الاتحادية في المدن الاميركية، يستهدف التاريخ ويزيل معظم تماثيل رموز أميركا ويتهمهم بالعنصرية، وسيُزال بشكل قانوني أي تمثال (نانسي بيلوسي قالت للإعلام حرفياً وهي تقلب شفتيها اشمئزازاً: أنا لا يهمني أمر هذه التماثيل) أو مبنى أو مدرسة يمثلون هذا التاريخ، وسيُصرف أي مفكر أو مدرس أو مُحاضر أو مذيع من عمله تحت بند الترويج للعنصرية أو لثقافة الرجل الأبيض أو مرض الأسلامو فوبيا.
- سيبدأ تعليم الدين الاسلامي في المدارس الحكومية الاميركية ربما للمسيحيين لأن عدد التلامذة المسلمين يقل عن واحد في الألف (حسين بلسان جو وعد بذلك في حملته الانتخابية علانية ووجد أن الاسلام هو الحل لأمريكا باستشهاده لحديث لمحمد)
التعليم سيتم بواسطة متشددين، ينشرون التشكيك في الأديان الاخرى ويزرعون احتقارها أو التقليل من شأنها وتحريفها، في مدارس أرضعت التلامذة منذ ثلاثة عقود تقريباً فلسفة الاستهلاك والاستمتاعfun and consumption، فأصبحوا رجالا مفرغين من أي عقيدة أو مبدأ في الحياة.
- ستبدأ محاولة احكام السيطرة تماماً على البحوث التاريخية والاديان المقارنة وحتى العلمية في الجامعات المرموقة، لإضفاء الصبغة الاسلامية عليها، والأمر بدأ بالفعل على نطاق ضيّق. هناك، على سبيل المثال فقط، نظرية يروّج لها أستاذ رياضيات أميركي لا لكنة في لهجته على "يوتيوب" وفي المعاهد العلمية، مفادها تطابق أسطورة السموات السبع في الاسلام مع أحدث النظريات العلمية، وامكانية تحويل حروف القرآن غير المفهومة في بدايات بعض السور إلى معادلات رياضية لحل رموز في الكون، ومكانة الرقم 19 كقاسم مشترك في معادلات رياضية كثيرة، والرقم 19 وياللعجب هو نفس عدد حروف (بسم الله الرحمن الرحيم). تخاريف علمية كما هو واضح..
- سيبدأ إحكام السيطرة على تدريس اللغة العربية تماماً في الجامعات الاميركية، على يد مدرسين إسلامويين يربطون عادة بين أي فعل وشخصيات اسلامية، أو بعبارة وردت في القرآن أو الحديث. مثلا: تزوج محمد خديجة.. كان عمر بن الخطاب أحد أصدقاء الرسول.. بدأت الفتوحات الاسلامية في القرن الأول الهجري.. يتم الطلاق عند المأذون.. الزكاة لا تُعتبر ضريبة. وتبدأ أي ساعة تعليم عادة حتى على "يوتيوب" بعبارة السلام عليكم وليس صباح أو مساء الخير أو مرحباً. وفي هذا السياق ستُباع وستُروج للجامعات ومعاهد تعليم اللغة العربية في أميركا مواقع إسلامية على أنها مواقع لغوية. كما يحدث في بعض دول العالم.
- لن يتم فقط رفع الحظر على سفر مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة، بل برفع الحظر على شخصيات جهادية متشددة مطلوبة من العدالة، ولا مأوى لها في بلادها الأصلية لأنها شاركت في مجازر أو حروب ضد دول، وسيحتمي هؤلاء المجاهدون في المدن الاميركية التي تُعتبر ملاذات آمنة.
- سيتم زرع عناصر إخوانية في مؤسسات الجيش (بدأ أوباما ذلك فعلياً أثناء فترتي رئاسته) والبيت الأبيض والاستخبارات، ومعروف أن هذه العناصر لا تعترف حسب عقيدتها بوجود ما يُسمى وطن قومي، وسترسل ما تعرفه من معلومات لإخوان لهم في دول أخرى، وهذه المعلومات عن دولة بحجم أميركا ستتضمن معلومات عن أسلحتها الذرية ومواقعها وقواعدها العسكرية عبر البحار وأساطيلها ومطاراتها.
- تعميق فكرة "أرض المهاجرين" في عقول الناس أكثر في "الدولة الاميركية" التي تحوّل بشكل يقترب من 25% من نسبة سكانها إلى بشر يشعرون أنهم مهاجرون وليسوا مواطنين. أصبحت التعددية كابوساً على "المواطن والمواطنة الاميركية" وليس قوة كما كانوا يعتقدون.
- بالتمويل الحلال، ستصبح المرأة المحجبة والمنقبة شخصية دائمة بين شخصيات سيناريوهات الافلام والمسلسلات التلفزيونية الامريكية، تماما مثل شخصيات السحاقيات واللواطيين التي فرضها الاستهتار بالقيم وليس الحرية، وستنتشر هذه الأزياء بين نجمات المجتمعات وتلفزيون الواقع التافهات صاحبات مقولة very interesting على أنها موضة، لكن ما هو موضة عندهن سيُعتبر دخول الناس في دين الله أفواجاً للآخرين الذين يتأثرون بالصورة.
- ستُمول أفلام هوليوودية نظيفة بدون قبلات أو تنانير قصيرة أو قصص حب ونزوات خيانة، ستتهم ثقافة الرجل الأبيض بالإباحية، وستثمّن هذه الأفلام جمعيات حقوق الانسان التي تحارب فكرة تسليع المرأة والممثلات اللاتي يشغرن بالغبن من انخفاض أجورهن أو إهمالهن بسبب تقدمهن في العمر.
- ستشجع وستدعم الولايات المتحدة بقيادة حسين/جو تسونامي ثاني من "الخراب العربي" ربما يكون أول ضحاياه عبد الفتاح السيسي، عدو أوباما الأول، الذي أطاح بحكم محمد مرسي رغم دعم أوباما له بإرسال موفده الشخصي جيمي كارتر ليقابل علانية مرشد الاخوان محمد بديع في مقره، قبل الانتخابات المزورة بإعتراف مراقبها جيمي كارتر نفسه.
- ستُرفع قضايا إزدراء أديان على قنوات التنوريين العرب على كل وسيلة تواصل اجتماعي تتحكم فيها أميركا، وسيحكم قضاة very interesting أحكاما بغلقها أو مراقبة محتواها لحذف ما يُعتبر إزدراءً للأديان خصوصا الاسلام.
كل هذه التصورات قد تكون بسبب الاسلاموفوبيا عندي كما سيقول البعض، لكنها على أية حال لن تحدث في يوم وليلة، ومن ينظر إلى العالم خلال الأربعين سنة الماضية ثم ينظر إلى العالم اليوم، سيفهم الملامح التي أتحدث عنها وبدأت خطوة بخطوة بعد تمكين الخوميني من إيران ودول الجوار بواسطة أية الله العظمى جيمي كارتر، وتشجيع أميركا على مقاومة غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، والمّد الشيوعي في العالم بواسطة حكام مسلمين متشددين مثل أنور السادات وضياء الحق وغيرهم، وشارك رؤساء أميركيون في هذا التوجه أعمى البصيرة مثل رونالد ريغان، كما دعمه البابا القديس يوحنا بولس الثاني (عدو الشيوعية) الذي حاول تركي مسلم متشدد اغتياله، ومشى متغطرساً بين جموع المصلين في باحة الفاتيكان بعد القبض عليه وهو يقول حرفيا: قتلت البابا.. قتلت رجلكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و