الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانت نهاية قيادة العالم بقطب واحد

ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)

2020 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم من دور الولايات المتحدة المؤثر والحاسم في الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، إلا أن دورها في مجلس الأمن أصبح يواجه عقبات مستمرة، خصوصا من جانب كل من الصين وروسيا. ومع تركيز واشنطن على السياسات التي تحقق مصالحها أولا، حتى لو كانت على حساب حلفائها، فإن عددا من الحلفاء راح يبحث عن سبل تحقيق مصالحه الخاصة، بعيدا عن الولايات المتحدة. وبرزت السياسة الخارجية والدفاعية الأوروبية، كما برز اهتمام اليابان بالتقارب مع الصين على أساس معادلة جديدة توفر لطوكيو قدرا من المرونة المطلوبة في إدارة علاقاتها مع كل من واشنطن وبكين. ويلعب هؤلاء المنافسون الجدد للولايات المتحدة في آسيا وأوروبا، دورا متزايدا في الاستحواذ على نفوذها، خصوصا في المناطق التي انسحبت منها، وبناء مناطق نفوذ جديدة حول العالم خارج سيطرتها من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي والبحر المتوسط. كما نمت حول العالم مراكز للتجديد التكنولوجي في بلدان مثل، فنلندا وكوريا وإسرائيل واليابان، قادرة على منافسة مثيلاتها في الولايات المتحدة. هذا التراجع في مقومات القوة الأمريكية، يستلزم إعادة تعريف دور الولايات المتحدة في العالم. وفي الوقت نفسه فإن انسحابها التدريجي من الشرق يخلف وراءها فراغا استراتيجيا، تسعى قوي إقليمية ودولية ان تتدخل لملئه، او الاستحواذ على نصيب منه، لذلك فإن التنافس على النفوذ في المنطقة سيستمر في السنوات المقبلة، حتى يتم رسم حدود القوة للأطراف المختلفة اللاعبة في الشرق الاوسط، سواء من داخل الإقليم أو من خارجه، علما بأن الرهان على الدور الأمريكي سيواصل التراجع لصالح أدوار إضافية لقوى إقليمية ودولية منها تركيا وإيران وإسرائيل وروسيا والاتحاد الأوروبي.
يولّد تزايد قوة الصين العسكرية تهديدات خطيرة لناحية استمرار دور الولايات المتحدة كشريك أمني مفضّل لليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والفيليبين وتايوان ودول أخرى في المنطقة. تحفل الكتابات العسكرية الصينية بمناقشات حول كيفية خوض ”حرب محلية وفق شروط عالية التقنية“ ضد خصم متفوق ً تقنيا، على غرار الولايات المتحدة. لقد درس المحللون الاستراتيجيون الصينيون ٍّ بتأن العمليات العسكرية الأمريكية منذ عملية عاصفة الصحراء لتحديد نقاط الضعف الأمريكية وأعدوا استراتيجيات لاستغلالها. تتضمن هذه الإستراتيجيات مهاجمة القواعد الجوية والمرافئ وحاملات الطائرات؛ وأنظمة المعلومات، على غرار أجهزة الإستشعار وشبكات التواصل الشعرية، بما فيها الأقمار الصناعية؛ والأصول اللوجستية، بما فيها مستودعات التموين وسفن إعادة التعبئة البحرية. وتكتسب القوات المسلحة الصينية بسرعة الوسائل والموارد الضرورية لتنفيذ هذه الهجمات. المشكلة الأساسية في الوضعية الدفاعية الأمريكية ليست الأعداد غير الملائمة للقوات ً الأمريكية المنتشرة. اليوم، لدى الولايات المتحدة حوالي 325 ألف جندي المنتشرين في القيادة الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع ً قوات منتشرة أماميا تتضمن مجموعة حاملة من اليابان؛ وثمانية أسراب الطائرات الضاربة التابعة للبحرية والتي تعمل انطلاق مقاتلة تابعة لسلاح الجو وقوات مشاة البحرية الأمريكية؛ واثني عشرة غواصة هجومية وغواصة أو غواصتين مزودتين بصواريخ كروز؛ ومجموعة جهوزية برمائية تابعة لمشاة البحرية الأمريكية؛ وعمليات مناوبة دورية للطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل وطائرات تموين الوقود القواعد الإقليمية في غوام )Guam )وغيرها ,في أزمة معينة، يمكن تعزيز هذه القوات من خلال نشر القوات الجوية والبحرية بسرعة. غير أن المشكلة هي أن القوات الأمريكية في ً المنطقة، خصوصا قوات سلاح الجو البرية والبنى التحتية الثابتة على الشاطئ وسفن السطح التابعة للبحرية، تصبح عرضة أكثر فأكثر لهجمات من قبل أسلحة صينية دقيقة ً بعيدة المدى، خصوصا صواريخ كروز وصواريخ بالستية في أزمة معينة، قد ً يخلق ذلك وضعا يكون فيه للجهود الأمريكية الرامية إلى تعزيز الردع والاستقرار من خلال إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة مفعول معاكس، ما قد يدفع قادة الصين إلى مهاجمة الأهداف المربحة بشكل استباقي من أجل تولي زمام المبادرة في النزاع. دعو استراتيجية الدفاع القوات الأمريكية خلال أوقات سابقة
القوات الأمريكية، من ضمن مسؤوليات أخرى، أن تؤمن ً وجودا موثوقا لصد العدوان وطمأنة حلفائها وشركائها في شبه الجزيرة الكورية وفي الخليج العربي مستمرة على تنظيم وأوروبا وغرب المحيط الهادئ. كما عليها أن تمارس ضغوط الدولة الإسلامية وشبكة القاعدة والتنظيمات الجهادية السلفية الأخرى من خلال ً العمليات المباشرة وغير المباشرة وأن تكون مستعدة للانتشار بسرعة ردا على التحديات إذا فشل الردع. لتلبية هذه المتطلبات، لا بد من تدريب جزء كبير من قوة العناصر الناشطة )80 ٪بالنسبة إلى أساطيل المقاتلات والقاذفات التابعة لسلاح الجو وثلثي التشكيلات القتالية التابعة للجيش( وتجهيزه بحيث يكون مستعدا للانتشار في غضون أيام في كانون الثاني/يناير 2012 ،أعدت إدارة أوباما استراتيجية جديدة وصفتها بـ (إعادة التوازن إلى منطقة المحيط الهاديء). ارتكزت هذه الاستراتيجية على الافتراض القائل بأن أوروبا ستنعم بالإستقرار والسلام وأنه يمكن للولايات المتحدة الحد بشكل ملحوظ من العمليات الواسعة النطاق في الشرق الأوسط والتركيز أكثر على شرق آسيا. بالنسبة إلى دولة منهكة من الحروب، شكلت الاستراتيجية ً الجديدة تغييرا ً مرحبا به وتم النظر آنذاك بتفاؤل حذر إلى إعادة التوازن. ما لم يكن متوقعا آنذاك ً ولكنه بات واضحا الآن هو أن أوروبا لا تنعم بالاستقرار ولا بالسلام؛ والعراق وسوريا غير قادرتين على التصدي للتهديدات المتأتية من تنظيم داعش, وتجنيد العناصر الإرهابية آخذا في التزايد بوتيرة مثيرة للجزع.
اليوم وبعد مئة عام واكثر من معاهدة سايكس بيكو 1917، عندما أمريكا سيطرت، بعد الإستعمار الأوروبي، وبعد فترة من الإنعزالية بعد عهد الرئيس ويلسون، بعد الحرب العالمية الأولى، عادوا وبدأوا يتمددون وأضعفوا الباقين. وحتى نعرف إن أرادت الإنسحاب من الشرق أو لا، يجب أن نعرف ما هي أهدافها في المنطقة. من أهم أهدافها، الحفاظ على خط الإمداد النفطي إلى أوروبا، وخط الإمداد التجاري، بالإضافة إلى تأمين وسهولة المواصلات أمام أسطولها التجاري والعسكري، فهي لا تستطيع أن تقطع بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى إعادة بناء المنطقة ودول ذات التوجه الغربي والمحافظة على حلفائها، مثل إسرائيل والخليج. بالنسبة للأمريكيين، يكمن الخطر الأهم بتهديد الصين، التي تقوم بما يسمى “الغزو الناعم” مع كل العرب عبر مبادرة “الحزام والطريق” من خلال إبرام معاهدات مع كل الدول لربط هذا الطريق من الصين إلى لندن عبر طريق الحرير القديمة وعبر الطريق البحرية. في باكستان، أقامت الصين قاعدة عسكرية، واقامة إتفاقيات مع إيران من أجل إبقاء السيطرة على الساحل الشرقي للخليج ليبقى “مضيق هرمز” مفتوحاً حتى تبقي على عملية تدفق البترول إليها حيث إستحصلت على استثمارات في قطاع النفط وبدأت تعمل على تطوير آبار البترول، مثل حلبايا وغيرها؛ فالصين غير مستعدة للتخلي عنه حتى أنه من الممكن، أنها قد تنشئ قاعدة عسكرية بأحد الجزر الإيرانية قرب مضيق هرمز. لكن مع السعودية نفسها وعندما طرحت أسهم شركة “أرامكو” النفطية بقيمة 25 مليار دولار، إشترت بكين بما قيمته عشرة مليارات منها، ناهيك عن صفقة الصواريخ الإستراتيجية للسعودية، في الثمانينيات، كذلك لها مع الإمارات أكثر من 22 عقد وضمن “رؤية 2021” وعقود على كافة المستويات، إضافة إلى العراق أيضاً. في لبنان، إستحصلت على عقد تطوير ميناء طرابلس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في