الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين

ضيا اسكندر

2020 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أكثر ما لفت انتباهي بعد الإعلان عن الخطوة التطبيعية التي أقدمت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة مع "إسرائيل" هو ردّة الفعل الفاترة من قبل كثير من الدول العربية وشعوبها. واقتصرت الإدانات على بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية المستقلة.
بتقديري إن الأسباب التي أدّت إلى هذه النتيجة المؤسفة والمؤلمة يمكن تلخيصها على الوجه الآتي:
- خيبة أمل الشعوب العربية في صراعها مع "إسرائيل" طوال سبعين عاماً بسبب هيمنة أنظمة متواطئة بل عميلة لأسيادها، استخدمت القضية الفلسطينية كشمّاعة. ولا تعني لها فلسطين إلاّ في ديمومة بقائها في سدّة الحكم. ولم تكن جادة يوماً في تحريرها لفلسطين. فمن يسعى إلى تكبيل شعبه وقهره وإذلاله.. كيف له أن يكون صادقاً في هدف التحرير؟
- الانقسامات الفلسطينية وتشرذم فصائلها وقبول السلطة الفلسطينية بوجود "إسرائيل" واعترافها بها كدولة وإبرام اتفاقية "أوسلو" للسلام معها.
- الابتعاد عن النضال عبر حرب التحرير الشعبية. والرهان على أن المهادنة والصلح مع "إسرائيل" يمكن أن يؤدّي إلى إحلال السلام في المنطقة.
- انشغال الشعوب العربية في أوضاعها وأزماتها الداخلية فيما سُمّيَ بـ«الربيع العربي» ما أبعدها عن التفكير في قضية فلسطين.
- غياب الظهير والسند الإقليمي والدولي المناصر للقضية الفلسطينية. وعدم تبلور ميزان القوى الدولي الجديد حتى الآن لصالح الشعوب.
والسؤال، هل انتهت قضية فلسطين وأصبح الحديث عن تحريرها أقرب إلى الطوباوية والأمنيات غير القابلة للتحقيق؟
لا ريب في أن الحقوق الفردية والجمعية يمكن أن تتلاشى وتموت إذا ما تمّ الاستسلام والخنوع والرضوخ لقوى الظلم والاستغلال والاحتلال. والشعب الفلسطيني في غالبيته ما زال مؤمناً بحقوقه المشروعة، وتقف إلى جانبه الكثير من القوى السياسية في الدول العربية والصديقة. ومن المعروف سيكولوجياً أن مشاعر الجماهير تتبدّل سريعاً (سلباً وإيجاباً) تبعاً للمعطيات. فإذا كانت ردّات فعل الشعوب العربية باردة اليوم حيال التطبيع العلني المتدرّج، وربما المتسارع قريباً، ما بين "إسرائيل" والكثير من أنظمة الحكم العربية، بسبب سلسلة الإحباطات والإخفاقات التي نوّهنا عنها، فإن هذه اللا مبالاة ليست قدراً ثابتاً. وكلنا يذكر حرب تموز 2006 ما بين حزب الله و"إسرائيل" كيف أيقظت المشاعر النبيلة لدى شرائح واسعة من الشعوب العربية، وتظاهرت وتضامنت تعاطفاً مع الحزب، لأنه حقّق انتصاراً وشكّل من بعدها حالة الردع المعروفة.
لقد أثبتت الوقائع والأحداث أن الشعب الفلسطيني غير قادر بمفرده على تحرير أرضه، ما لم تقف إلى جانبه دول وشعوب مؤمنة بقضيته. وهذه الشعوب ما لم تتمتع بالحرية والكرامة الإنسانية لن تتمكن من المساندة. فالشعب غير الحرّ والمكبّل بترسانة من الأزمات المتراكمة، غير قادر على التفكير بقضايا غيره.
إن التغير في ميزان القوى الدولي وبدء أفول نظام القطب الواحد وإشراق نظام التعدّدية القطبية، سوف ينعكس خيراً وبركةً على الشعوب المظلومة. ووبالاً على أنظمة الاستبداد والقهر. وسوف يتم إحياء وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة التي صدرت وجُمِّدت تاريخياً لأنها ليست لصالح "إسرائيل". ولن تبقى قضية الجولان وفلسطين حبيسة الأدراج. فالقضايا العادلة ينبغي أن تنتصر.
فهل نشهد – نحن الكهلة – ثمار هذا التغيّر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إقعد أعوج و إحكي صح
ماجدة منصور ( 2020 / 8 / 16 - 03:57 )
عندما تتحرر سوريا من أسدها الجائع....يحق لنا بعدها أن نتكلم في ((تحرير فلس__طين))0
صدقني: لا يوجد إحتلال و خلافه إلا إذا كان هناك خونة ومتآمرون و نحن قد شهدنا بأم أعيننا تآمر الفلسطينيون و قياداتهم على بعضهم بعضا9
إن الخيانة قد أصبحت ((جين فلسطيني)) بإمتياز...فماذا تتوقع من شعب طبعه الخيانة و جيناته الغدر؟؟؟
و كم دفعنا نحن السوريون من قوت يومنا دعما للقضية الفلسطينية؟؟؟؟
كفانا وهما و كفانا كذبا فإن لنا عيون ترى و أذن تسمع....0
ما بين فلسطين و سوريا الأسد:: يا قلب لا تحزن0
دعنا نبكي على حالنا الذي يصعب على ((الكافر)) أولا0
إسرائيل.....كانت و ما زالت و ستبقى لحين زوال الدهر....ولن ننسى بأن القائد الخالد الى الأبد حافظ الأسد قد باع الجولان لإسرائيل مقابل إستمرار عائلته الأسدية في الحكم0
يقول أهل حلب: إقعد أعوج و إحكي دغري0
تحياتي أستاذ

اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا