الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية النهاية - نهر التشيع متى يجف

بهاء الدين محمد الصالحى

2020 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


جاء انفجار بيروت 4/8/2020 ليمثل بداية النهاية للنفوذ الايرانى فى العالم العربى وذلك من خلال عدة محاور :
1- مساحة رد الفعل الشعبي المتناسب مع جسامة فعل التدمير الناتج عن الدمار الحادث والذى أجتاح نصف بيروت علاوة على صعوبة عودة المرفأ لاعتبارات متعلقة بغياب الدولة اللبنانية المتلقية لذلك الدعم ، والدليل على ذلك مادار فى مؤتمر المانحين الذى عقد بعد الانفجار بثلاثة أيام .
2- الخديعة الكبرى التى أكتشفها الرأي العام العربى مع تراجع الغطاء الامريكى وفق حركة الشعوبية الأمريكية حيث سيطر على صناعة السياسة الأمريكية إرضاء الداخل وكذلك صيغة تاجر الجملة الامريكى بعيدا عن تاجر السلاح الكبير المدافع عن الشركات عابرة القوميات كما كان فيما قبل ، وبالتالى قلت الحاجة للعالم العربى لأن أمريكا قد وصلت لحالة التشبع من البترول والغاز ، وبالتالى كلن لابد لدول الخليج من مزيد من التنازلات لحيازة نفس الدرجة التفضيلية عند أمريكا .
3- فشل المشاريع العربية فى مرحلة مابعد كامب ديفيد لأن قلب الأمة العربية قد انسحب لصالح الدور اليهودي تحت مسمى جذاب للعامة وهو السلام ، وبالتالى توزعت فكرة الشرعية الناجمة عن مقاومة العدو الاسرائيلى وهى ذريعة تذرع بها ميلشيا حزب الله لترسيخ قواعدها داخل لبنان وبالتالى المساهمة فى تأكل نفوذ الدولة اللبنانية الهشة فى تركيبها .
4- عبثية التناول العربى الاسلامى لمفهوم الصراع العربى الاسرائيلى من خلال السلام مع إسرائيل دون وجود دول قوية على التفاوض ، تلك العبثية قد ساهمت فى ترسيخ إيران فى المنطقة من خلال أجهزتها المسلحة والمنضمة صوريا للدول العربية تحديدا نموذج حزب الله الذى أستغل مواجهة مع إسرائيل كرافد رئيسى للشعبية ، ولكن تعود الطرفين ( حزب الله / إسرائيل ) على بعضهما البعض أدى لمزيد من العمليات التكتيكية مابين الطرفين مع الاستغلال السياسى السريع لمناوشات أخيرة ماقبل الانفجار فى 4/8/2020 ، ولعل وظيفة تلك المناوشات التغطية على محاكمة نتنياهو وقرب إعلان المحكمة الدولية إعلان المسئول عن مقتل رفيق الحريري ، إذن صار ذلك التعود نوع من توازن القوى القائم على المصلحة المشتركة .
5- تعرض فكرة التشيع للتعريب وذلك على عدة محاور : أولها بداية نقض الولاء التام لنظرية ولاية الفقيه ، ثانيها تراجع صورة إيران لدى قطاع عريض من الشيعة العرب وذلك مع عمق الممارسات وتبعية مؤسسات وطنية فى العراق وسوريا ولبنان ، ضد مصلحة الشعوب العربية ، وهو أمر مرتبط بجاذبية حركة الاسلام السياسى خاصة نهوض إيران فى وقت سقطت فاعلية العرب فى المواجهة مع معاهدة مارس 1979 بين السادات وإسرائيل
6-وصول الصراعات فى المنطقة لحالة اللاعودة خاصة مع تدخل الدول الكبرى مما يشكل توازن قوى قد لاتسمح الظروف الحالية تجاوزه وبالتالى فإن حالة الثبات لأن كل طرف دولى قد وصل لحالة من القناعة على المستوى الجيو سياسي ، وتكرار ذلك الوضع كمشابهة للوضع ماقبل الحرب العالمية الأولى والذى تمخض عنه اتفاق سايكس / بيكو / سازاروف .
ولكن مع المراهنة على حالة التآكل الذاتي وفق الانقسام المذهبي فى حظيرة الدين الواحد .
7- بروز المواجهة الشعبية كطرف فاعل فى الحياة السياسية مع أدوات التواصل الاجتماعى فى المجتمعات الشبكية الحديثة ومن هنا تحدث المواجهة مابين مصادر القوة القديمة القائمة على أدوات العنف أمام مفردات الدولة الشبكية القائمة على الثورة الرقمية بأبعادها الثلاثة .
7- تحول العالم العربى لحالة صراع دينى يذكرك بالحروب الدينية فى أوربا والتى أدت لاتفاقية وستفليا التى خلقت روح أوربا الحديثة ، ولكن الصراع السني الشيعي كمقدمة لتأكل العالم الاسلامى ، خاصة مع وقوف دول ذات قوة عسكرية إسلامية ( تركيا وإيران ) وكلاهما ينظر للعالم العربى نظرة دونية .
8- كون المنطقة مرشحة لبداية حرب عالمية ثالثة ولكن بعيدا عن أوربا ولكن داخل العالم الاسلامى وتلك الحرب ستحقق عدة أهداف من أهمها التخلص من الفائض المالي الناتج عن البترول ، وكذلك وصول المجتمع الغربي لحالة الوعي الكامل بخسائر الحروب وعجز المجتمعات الغربية عن استيعابها .
يبقى انفجار بيروت مؤشر على غياب الدول سواء على مستوى الحد الأدنى من طرح الأسئلة الكاشفة التى ستشكل إجاباتها صورة المستقبل والفكر السياسى لمستقبل المنطقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال