الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نؤدي الأمانة قبل الرحيل

طلال بركات

2020 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم ليس في يد الشعوب العربية من حيلة سوى الهذيان والهدر في الكلام على الفضائيات او في وسائل التواصل الاجتماعي او في المقاهي او الغرف المغلقة حتى وان كانت أعدادهم بالملايين فتبقى اراء فردية لا تقدم ولا تؤخر لان لا قوة تجمعهم ولا مشروع سياسي يوحدهم سوى مشاعر وطنية يعبر عنها هذا وذلك لا تأثير لها حتى وان شكلت رأي عام فأن الرأي العام في بلادنا مجرد صرخة ألم لا تسقط حكومات ولا تقيل وزراء لان المتمسكين في السلطة بلا حياء لذلك مهما يفعل الحكام فان الشعوب مغيبة ومنقادة ولا حول لها ولا قوة بل غير قادرين على تجميع عدد من الأنفار للخروج في مظاهرة الا اللهم ان تكون مدفوعة الثمن لكي تمجد بصاحب العطاء وغير ذلك يضربون بالرصاص ويقيد الفاعل اما مجهول او طرف ثالث وبعدها يغلق الملف .. مما يعني نحن جيل تم ترويضه بدهاء ولا امل لنا الا ان نؤدي الأمانة للاجيال القادمة قبل الرحيل ليحملوا رسالة الوفاء للامة، الرسالة التي لم يستطيع جيلنا ان يحققها، عسى ولعل ان تحققها الأجيال القادمة هذا هو الواجب والمسؤولية التي يجب ان نؤديها بأمانة لا ان نندب حظنا بل نعلم ابناءنا ونذكر شبابنا ما هو الصح وكيف يجب ان يكون وماهي العوائق التي جعلتنا غير قادرين على احياء مجد الامة نعلمهم ان امتنا على حق وانها خير امة اخرجت للناس رغم انف الشعوبيين من اتباع كسرى الذين يحملون كل احقاد العصور ورغم انف الصهاينة وعملائهم المنبطحين والشعوب غير مسؤولة عن ما يفعل قادتهم العملاء .. نذكرهم لو امة تكالبت عليها الامم مثلما تكالبت على امتنا لاصبحت من الغابرين .. ونعلمهم نحن لسنا امة ضحكت من جهلها الامم بل امتنا علمت البشرية حروف الأبجدية وحملت النور للامم فلسنا في موضع جهل مهما حاول صناع الجهل تجهيل الامة .. نلقن الصغار والشباب ونكتب للأجيال ونقول لهم كيف نرد على من يصفنا بالعربان باننا امة القران ولسنا عربان ياسفلة ويكفي امتنا انجبت محمد سيد الكونين والثقلين وان النفر الضال ليسوا نبراس الامة ولا يصح ان تؤخذ الامة بجريرتهم .. ونقول لهم لم يدخل الرسول محمد الى مكة على أنغام الدفوف وانما قدم عمه الحمزة سيد الشهداء وقبله آل ياسر الذين تصدروا قوافل الشهداء من اجل اعلاء راية الاسلام .. نعلمهم ان لا نصّدق وعاظ السلاطين لان الدعاء من غير عمل صالح غير مستجاب وان طاعة ولي الامر لا وجوب لها عندما لا يقيم العدل وان نزيح الحاكم الذي يخون الأمانة .. نقول لهم لقد تفنن أعداء امتنا في اتباع مختلف الوسائل التدميرية لأجهاض نهوض الامة وافشال محاولات التخلص من التخلف، فتم انشاء مشروع الاسلام السياسي كأحد خيارات الماسونية العالمية لتثبيت قواعد التخلف بأطر دينية ومذهبية وهي التي فرقت هذة الامة وجعلتها طوائف وأحزاب لانهم يعتبرون اي نهوض للعرب هو انحسار للغرب .. نحذرهم من اليأس ونذكرهم بان خراب الاوطان في صراع الأيدولوجيات .. نروي لهم كيف استشهد طفل خرج يحارب الطغيان بجسده الغض وكيف تلقى صدرة العاري الرصاص من قاتل قالوا عنة طرف ثالث .. ونروي لهم كيف تنهمل الدموع من عيون الماجدة وهي تستعين على نوائب الدهر بصبر الأنبياء .. نعم للحرية ثمن طوبا للشهداء طوبا لضيوف الرحمن الذين تزفهم الملائكة الى جناة الخلد في عليين .. نعم نقول لهم امتنا تمرض ولا تموت .
هذة الأمانة التي يمكن ان يؤديها جيلنا العاجز الذي اصابه الوهن ليسلمها الى الأجيال القادمة لمواجهة كل من يحاول تكسير مجاذيف الامة ويريد ان يحطم معنويات شبابها ولا يعرف من المواجهة غير النقد والقدح والذم والتجريح وكأنه هو من صنع نهضة الاوطان وغيرة من أضاعها هكذا هم دائماً صناع الكلام لسانهم مع الامة وقلوبهم مع اعدائها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة