الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبكات التضامن الاجتماعي والقضاء على الميليشيات

عادل احمد

2020 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان احدى اهم المطالب الجماهيرية الرئيسية في العراق هي القضاء على الميليشيات والأحزاب والتنظيمات السياسية والدينية والطائفية. الميليشيات تعتبر عقبة امام أي تغير سياسي واجتماعي في العراق ويجب إزاحتها ويجب تجفيف مصادر تمويلها ودعمها. الميليشيات هي مصدر نشر الخوف والإرهاب منهاجها القتل والأغتيالات وخطف الناشطيين وتغييبهم في المعتقلات السرية.. هذه المليشيات سلاح الفساد وجنوده للقضاء على التظاهرات والأحتجاجات الجماهيرية. وتنفذ سياسات وأجندات رؤسائها من دول الجوار كأيران والسعودية بشكل مباشر وتركيا وقطر والكويت والأمارات بشكل غير مباشر وبأشراف من القوى العظمى كأمريكا. تلك الميليشيات تمثل اليوم القانون والقضاء في العراق ولها اليد الطولى في كل شيء سواء في السياسة أو الأقتصاد. لا شيء يمر بدون موافقتها وضمان حصتها بدأ من تشكيل الحكومة وأختيار كابينتها مرور بالقرارات السياسية والأقتصادية وأحيانا حتى في التفاصيل الصغيرة..
ان لا أمريكا ولا الغرب ولا دول المنطقة لها مصلحة في القضاء على هذه الميليشيات وانما تجري مصالحهم تحت عباءة هذه المليشيات. كما وأن المؤسسات الدينية من مرجعيات وغيرها مستفيدة من هذه الميليشيات حيث تستخدمها لأغراضها ومصالحها مقابل تقديم الدعم الديني لها.. ولهذا تختلف مصالح الجماهير المحرومة من الطبقات العمالية والكادحة والمعدومين عن مصالح السياسيين والطائفيين ويرون في القضاء على هذه المليشيات مصلحة كبيرة في تقدمهم نحو القضاء على الفقر والبطالة. وتحقيق الأستفرار السياسي وتحقيق الأمان الأجتماعي والأقتصادي والسياسي.. وان مطلب القضاء على الميليشيات هو مطلب الجماهير الرئيسي.. ولهذا القضاء عليها لا يتم من طريق التشكيلات الحكومية أمثال حكومة العبادي وعبد المهدي والكاظمي كون هذه الميليشيات مساهم رئيسي في تشكيل هذه الحكومات، وانما القضاء عليها يتم فقط عن طريق الجماهير المحرومة نفسها وفي أماكن معيشتها أي محلات السكن والمناطق الشعبية والفقيرة والتي هي الأرضية الخصبة لنمو الميليشيات وتكاثرها.. وهذا لا يتم من تلقاء نفسه وانما يأتي عن طريق درجة من التضامن الجماهيري حول هذا المطلب ودرجة من الوعي بين الناس لمواجهتها وان يكون مطلبا جماهيريا وشعبيا ومواجهتها بشكل منتظم وبقوة جماهيرية.
ان احد اهم الطرق الفعالة في مواجهة هذه المليشيات هي وجود التضامن الاجتماعي بين الناس والاعتماد على قوتهم ووحدتهم جميعا. في شبكات التضامن الاجتماعي او الشبكات الاجتماعية المناهضة لوجود المليشيات في كل الأحياء والمناطق السكنية وخاصة في مناطق نفوذ هذه المليشيات، مثل ما يتم في المجال الطبي تلقيح المضاد لأي فايروس خطير باللقاح المقاوم والمواجه بنفس السلاح، يتم مواجهة هذه المليشيات بالمواجهة المعاكسة شعبيا وفضح كل تطاولاتها وأعمالها الإجرامية بحق المواطنين. ان وجود شبكات التضامن الاجتماعي القوية ووجود رد اجتماعي قوي في مواجهة المليشيات بإمكانها ان تقوم بتقليم الأظافر هذه المليشيات وكذلك تجفيف مصادرها المالية عن طريق إزاحتها في أماكن تمويلها أي السيطرات والكمارك الحدودية ومشاريعها الاقتصادية وإقصاء قادتها ورؤسائها من المناصب العليا وفضح جرائمها والمطالب بمحاكمتهم شعبيا وجماهيريا بواسطة شبكات التضامن الاجتماعي..
ان مطلب القضاء على الميليشيات يجب ان يأتي بالتزامن مع الوجود الاجتماعي في التضامن الاجتماعي وشبكاته المتنوعة والواسعة في كل مكان. كل ما تكون هذه الشبكات قوية وواسعة واجتماعية، كلما كان بأمكانها وبسهولة تحقيق مطالبها ومنها القضاء على الميليشيات، لان بالتضامن الاجتماعي ووحدى القوة والأرادة سيكون الكلام والمطالب مسموعة ومؤثرة ليس على أوساط الطبقات الحاكمة فقط وانما داخل الجماهير المحرومة والكادحة أيضا. ان التغير لا يأتي عن طريق تبديل الرؤس او الوجوه، وانما عن طريق التغيير الجماهيري لكل أشكال ومكونات ما يسمى بالعملية السياسية ورأينا أنواع الرؤس والوجوه ولم يخرج من عبائتهم غير الأزمات والأنحدار نحو الاسوا مع عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. ولهذا حان الوقت لتجربتنا المستقلة عن ما يسمى بالعملية السياسية ما بعد الاحتلال، وعلينا ان نطبق قوتنا ومطلبنا في شبكات التضامن الاجتماعي في الأحياء السكنية ومناطق المعيشة والعمل.. ان هذا البرنامج سيكون مؤثرا ان تم القيام به بكل القوة وقد رأينا قوة التظاهرات في ساحات وميادين المدن من تشرين الأول من العام الماضي وحتى يومنا هذا. وقدم مئات التضحيات وآلاف الجرحى ولكنها لاتزال تراوح في مكانها كونها غير مسلحة اجتماعيا كما يجب. كما لم يكم هناك دعم قوي من العوائل ومن مناطق السكن والعمل.. ولم يكن هناك أتحاد حول مطلب معين في أماكن المعيشة وأماكن العمل وكان التشتت بين مجاميع مختلفة هو الصفة الغالبة ولم يكن هناك مطلبا جماهيريا موحدا وشاملا متفق عليه أجتماعيا..
ولهذا وجود شبكات التضامن الاجتماعي توفر الفرصة من أجل توحيد الكلمة والمطلب وتمنح القوة لأنجاز ما يراد تحقيقه وهو القضاء على الميليشيات والفساد والنهب والسرقة والبطالة والفقر وأعادة الأمان.. ان تشكيل هذه الشبكات ليس عملا خارقا وصعبا فهي موجودة أصلا في المناطق والأحياء السكنية من خلال العلاقات الأجتماعية والتكاتف الأجتماعي والذي هو اللبنة الأساسية لتشكيل بأخذ الطابع الرسمي بأسم التضامن الأجتماعي.. أن شبكات التضامن الأجتماعي القوية والمنظمة قادرة على أحداث تغيير جذري في المجتمع ومن جميع النواحي سواء السياسية أو الأقتصادية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على