الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملف السري والتنظيم الجنسي

خالد الصلعي

2020 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


----------------------------
ان أي اجراء اداري لا يدعمه قانون صريح وتفسره مقتضيات عقلانية واضحة هو سياسة عقابية مغلفة بشكلانية ادارية تطبقها أيادي خفية تعمل على توزيع الأدوار لتشتيت الانتباه وتعميم اللوم والاتهام . هذا ما صنعته انجلترا في مستعمراتها وطورته اسرائيل ضد الفلسطينيين ، وتستثمره دول الاستبداد مع ظاهرة كوفيد19 ، ومنها المغرب .
ولنأخذ مثالا من مدينة طنجة ، حيث فتحنا أعيننا على قرار اداري جديد بطرد الأطر الطبية من الفنادق التي كانوا لا يستغلونها الا للنوم بضع ساعات للاستراحة من عناء وتعب المهمات الجسام التي تكفلوا بها . وقبل يومين تم اغلاق منطقة صناعية في الصباح الباكر قبل فتحها بعد مرور ساعات فقط . هذا دون الحديث عن الارتباك والاضطراب الكبيرين اللذين يجد المواطن الطنجي غارقا فيهما دون أي توضيح أو تفسير أو تعليل ، كالأرقام المتصاعدة في حالات الاصابة والوفيات ، وقرارات الاغلاق العشوائية ، واستقدام الجيش الى مدينة لم تشهد ولو تظاهرة واحدة منذ انتشار مرض كورونا ، باستثناء تظاهرة واحدة كانت مبررة اثر قرار صبياني بغلق منطقة لا يفصلها الا شارع عرضه ثلاثة أمتار عن منطقة مفتوحة . كل هذا الاضطراب والعشوائية يتم في مدينة تعد متنفسا حيويا بالنسبة للمغرب كله ، وهي تعتبر حسب الأوراق القطب الاقتصادي الثاني ، وحسب بعض المعلومات السرية تعتبر الممول الأول لخزينة الدولة . وهي مستقبلا مؤهلة للعب دور كبير في مجموعة من القطاعات .
فمن يدير طنجة ومن يحكمها ؟ وهو سؤال أصبح مطروحا بشكل واسع بين نخبة طنجة . بل هناك من يوسع السؤال ، وقد طرحته منذ سنوات عديدة ، من يحكم المغرب حقا ؟ فتعدد القرارات وتعرضها مع بعضها لم يعد يهم الشأن المحلي ، بل أصبح شأنا مركزيا ، خاصة بعدما تخلت الحكومة عن صلاحياتها الدستورية طواعية للأجهزة الأمنية والاستخبارية والاستعلامية . بما يفيد أن المواطن المغربي يتم التعامل معه انطلاقا من ملفات سرية ، ولا يعامل كمواطن له كل حقوق المواطنة ، من عمل وصحة وأمن وكرامة وتلقي المعلومة الصحيحة من مصادرها أيا كانت .
أما عن التنظيم الجنسي ، فقد أصبح من المألوف أن يتم الزج بالصحفيين في السجون المغربية بتهمة الاغتصاب الجنسي ، حيث تم تسجيل أربع حالات متتالية بنفس التهمة تقريبا ، وكأن الصحفيين والصحفيات لا هم لهم الا اشباع غرائزهم سواء كانوا اناثا أو ذكورا ، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة وضخمة ، ويورطنا في سؤال الهوس الجنسي الصحفي . وكأن الصحفي المغربي لا هم له الا اشباع نهمه الجنسي واستعراض أعضائه التناسلية .
حتى ان الصحافة أصبحت اليوم في المغرب مقرونة بالجنس حسب صك الاتهامات المتناسلة من الأجهزة المعلومة . الى درجة أن الانتساب الى الجسد الصحفي وجب ان يضم في ملفه شهادة الاخصاء كي يتم قبوله في هذا الميدان الحساس .
أو ان كل من لم يتم اتهامه بهذه الشبهة فعلينا اعتباره مخصيا مقدما .
يبدو اذن أن ما يجري ويدور في المغرب لا يمت الى ثقافتنا كمغاربة بشيئ . كل القضايا مشوهة وغامضة ، رغم وضوحها الجلي . فلا الاجراءات المصاحبة للتصدي لفيروس كورونا المستجد كانت مناسبة ، اذ سادها تخبط وعشوائية فاضحتين ، ولا العقل الاستخباري ارتقى الى ذكاء المغاربة واشتغل بحرفية تحوز بعض المصداقية ، كما أن سياسات الحكومة بقيت بعيدة عن سياسة تدبير الشأن العام وغرقت في تدبير الشأن الخاص . ليبقى المغرب حبيس الملف السري والتنظيم الجنسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام