الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول مفهوم الوطن

سليم نزال

2020 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


سليم نزال

نعرف ان اللغة هي خزان حضاري حامل لكل المفاهيم و الصور الذهنية . ونحن اذ نسعى لتفكيك المصطلحات فان الهدف منه هو فهم كيفية تشكلها. حالنا حال الاريكيولوجي (عالم الآثار) الذي يظل يحفر حتى الوصول الى الطبقات الاولى من الحضارات السابقة.

عرب الجزيرة لم يرتبطوا بمكان ثابت ليكونوا مفهوم الوطن المحدد. كما في حالة بلاد الشام و العراق و مصر و المغرب حيث ارتباط الفلاح بالأرض. وحيث يولد الإرتباط الزمني والروحي بالمكان و كل الانتاج الثقافى الناتج عن هذا الارتباط
في ثقافة الجزيرة العربية لا نعثر على كلمة بمعنى وطن؟ وهو تعبير حديث صكه اليازجى في القرن التاسع عشر مع حركة النهضة العربية. عرب الجزيرة عرفوا مصطلح الحمى، والحمى هو مكان فيه عشب وماء. وتعبير الحمى يفترض من القبيلة ان تقوم بحمايته، ولما ينضب تذهب الى أماكن أُخرى. على هذا النحو رأينا الصراعات القبلية التي دارت بغالبيتها حول الحمى. ومن اهم خصائص هذه الصراعات في نظري انها كانت ذات طابع صفري، أي انها كانت تملك طبيعة (قاتل او مقتول) لا مكان فيها للحلول الوسط. و لعل ذلك ما يفسر خلو اللغة العربية من هذا التعبير.
compromise

و لذا فنا اعتقد عدم قدرة العرب على حل مشاكلهم الداخلية يعود غالبا الى غياب العقلانية و فكرة الحل الوسط.و انا اسعى هنا للبحث فى جذور الثقافة بدون استبعاد العوامل السياسية و السياسى يتبع الثقافى فى العادة ..
ولما ولد الاسلام في هذه المناخ كان لا بد ان يتأثر به. لقد ساهم هذا في ايجاد تعبير ملتبس هو تعبير الأمة الاسلامية وهو تعبير لا نجده الا في الحالة الاسلامية. فالأمة حسب مواصفات العصر الحديث هي مجموعة من البشر تعيش على رقعة محددة وتملك مشتركات أهمها اللغة والرغبة في العيش المشترك، وسلطة سياسية. الحقيقة ان الدولة التي بناها الإسلام كانت دولة ذات طبيعة امبراطورية أي انها دمجت شعوبا وأعراقا عدة في دولة واحدة، وهو أمر قام به الرومان واليونان من قبل وحتى الامبراطوريات الحديثة مثل الامبراطورية الانكليزية والفرنسية والنمساوية الهنجارية والعثمانية.

في ظل هذا الالتباس في المفاهيم غاب مفهوم الوطن والانتماء الوطني وساد مفهوم غامض الا وهو الأمة المتخيلة التي لا وجود واقعي لها. لذا ليس من المستغرب مثلا ان الاسلاميين لا يتحدثون عن فلسطين بوصفها وطنا بل عن تحرير المسجد الاقصى وكأنه كل فلسطين..!
ماذا لو لم يكن في فلسطين مسجد أقصى و اماكن مقدسة ؟ الانسان ينتمي ويدافع عن الوطن ليس لأنه جميلا او فيه أماكن مقدسة او مناظر خلابة او كذا او كذا فقط، بل يكفي انه وطن يستحق الدفاع عنه. والدفاع عن الوطن لا يحتاج الى فتوى جهاد من أحد. كل شعوب الارض تدافع عن أوطانها دون حاجة لفتوى من أحد. وتدافع عن أوطانها ليس لأن فيها أماكن مقدسة ومناظر ساحرة بل لأنها وطن وهذا بحد ذاته أمر مقدس يستحق الدفاع عنه إن اعتدي عليه.. وللحديث بقية..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة