الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن البدايه هو عصرنا هذا

عدلي عبد القوي العبسي

2020 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الثوره البلشفيه كانت اعلان عن نهايه عصر الطفوله البشريه وبدايه مرحله جديده من عصر حضاري جديد وبدايه لعنفوان الشباب والمغامره والابداع وارتياد الافاق
بدايه لتشكل ملامح الوعي الانساني العلمي وتبلور الاراده الثوريه الواعيه للتغيير

ان عصر صعود البروليتاريا بمفهومها العام (الشعب الكادح المنتج ) وصعود الثورات الشعبيه الجماهيريه وصعود الشعب القائد ومفاهيم العمل الجماعي والقياده الجماعيه والطليعه الشعبيه والعقل الجماعي الثوري (الحزب الثوري )
بالتزامن مع بزوغ فجر الثورات العلميه والتقدم التكنولوجي هو ما يجعل الكثيرين يعتبرون هذا العصر حقا هو عصر البدايه وهو التدشين لمسيره التاريخ الحقيقي
(فالتاريخ الحقيقي بالكاد بدأ ) كما يقول العالم والمفكر والفيلسوف العبقري والمناضل الثوري كارل ماركس

وهو ما يعني بحسب منظور العلم ان ليس ثمه مجال لاسطوره (نهايه التاريخ ) السياسية كما يزعم مفكرو البورجوازيه الرجعيون ولا مجال أيضا لاسطوره ( نهايه الايام ) التوراتيه والتي يروج لها الجهله ممن يزعمون ان هذا الزمن الذي نعيش فيه هو زمن النهايه وان العلامات المذكوره في الاديان السماويه تتحقق الان
وهو نوع من التفكير الانهزامي السيكوباتي و منظور تشاؤمي رجعي ظلامي لا يتوافق مع طموحات الشعوب الكادحه للتغيير وتحقيق تطلعات الانسان في مستقبل مشرق من التنميه الحقيقيه والرفاه الاجتماعي والسيطره على الطبيعه والاستغلال الامثل لمواردها وارتياد الافاق
ان هذا الضرب من التشاؤم الفكري والهلع الثقافي مرده الى نهايه الراسماليه وازمه الرأسمالية النهائية الجذرية وهذا هو زمن النهايه زمن بدء انسحابها التدريجي الطويل وانحسارها التاريخي

زمن نهايه النظام الراسمالي الامبريالي وزمن ( نهايه ايام نظام البورجوازيه ) كطبقه اجتماعيه تتهيأ الان لمغادره التاريخ واخلاء المجال لطبقه اجتماعيه جديده ذات طابع ثوري سوف ترث افضل ما انتجته البورجوازيه وترمي الى المزبلة كل نتاجها الثقافي والفكري الغث والركيك وكل موروثها الرجعي الذي لا مجال له في المستقبل

وان كان الفكر الاشتراكي العلمي يحمل منظورا إنسانيا علميا ثوريا ومتفائلا متطورا تجاه الحضاره الانسانيه فهناك ممهدات تاريخيه سابقه أسهمت وعبر مسار تراكمي طويل في الوصول الى هذا المنظور
ومن بين هذه هذه الممهدات التاريخيه كان الإسلام
فالاسلام الحضاري الحقيقي ايضا اعطى اشارات للإنسان اللبيب بضرورة العمل على تعمير الارض وارتياد الافاق واستكشاف الكون والانسان وفهم المجتمع
وتحقيق العداله الاجتماعيه ودحر الطغيان والاستكبار ونصره المستضعفين والجهاد بانواعه والمقصود به هنا الجهاد ضد الظلم والعدوان والاستكبار والفساد وتحقيق المساواه بين البشر ومكافحه الظلم والفساد واستغلال الانسان لأخيه الانسان ومكافحه الهدر والتبذير
و حمايه البيئه وتحسين ظروف المعيشه والحياه و نبذ التواكل والرهبنه والهلع ونبذ الانسحابيه حيث هاجم العازفين عن الحياه ودعا الى الاتقان في العمل ودعا الى المدنية وتشييد الحضارة والتنافس الحضاري المبدع والخلاق بين الشعوب والتكامل والتضامن والاستفاده من علوم ونتاج الشعوب المتطورة وهناك الكثير من الادله والشواهد التي تعزز وتؤكد وجود هذا المنظور الإنساني المتفائل المتقدم للإنسان والحضاره وان كان مشروطا ومحدودا بحدود وظروف درجه التطور االاجتماعي آنذاك الا انه وفي سياقه وزمنه كان مفهوما متقدما

لكن في ازمنه الانحطاط والارتداد الحضاري ونكسه الحضاره الاسلاميه لاحقا سادت تلك المنظورات المثاليه المتشائمه
والسيكوباتيه الانسحابيه والمحتقره للإنسان والحضاره والمجتمع والتطوروالتاريخ كتعبير عن دخول تلك المجتمعات آنذاك ازمه انحطاط شامل تماما مثلما هو الحال في عصرنا أيضا
حيث تتكرر مثل هذه الظاهره الثقافيه وتجد مثل هذه المفاهيم والتصورات رواجا لدى أبناء هذا الجيل كتعبير أيضا عن حاله الازمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج