الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة عن القضية الفلسطينية

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2020 / 8 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


شكلت القضية الفلسطينية مرتكز اساسي للنضال العربي منذ اكثر من نصف قرن ورغم الازمات العربية وتصاعد الخلاف بين دولة واكثر الا انها ظلت واحدة من اهم قضايا يتم حولها اجماع حتى في قمة اللاآت الثلاث رغم الهزيمة (النكسة) ظل العرب متمسكين بالقضية انطلاق من اداراك للهوية العروبية الجامعة . ثم جات الاتفاقات السياسية مع الدولة العبرية (مصر ، الاردن ،) وما رافق ذلك من متغيرات في السياق السياسي الاقتصادي الثقافي في عموم المنطقة مرورا باتفاق اوسلو وحوارات مدريد واعلان المبادرة العربية في بيروت وصول الى الاتفاق الاخير مع الامارات ..في هذا المسار حدث تحول تدريجي في الالتزام الرسمي العربي وكثيرا ما اصبح شكليا دونما التزام حقيقي ومعه اهتزاز كبير في وعي الشارع العربي تحت تاثير اعلام يصورها كقضية خاصة بالفلسطينيين اولا واخيرا .
ومع تصاعد الخلافات الفلسطينية واستدامتها وانقسام الموقف السياسي وفق ارتباط الفصائل والحركات مع الخارج العربي والاقليمي .واحيانا نجد قطاع من الفلسطينين في الخارج لايظهرون اهتماما بقضيتهم كما يظهر قطاع من العرب نفس الامر ..هذا التحول في الوعي السياسي والثقافي اراد البعض منه خلق اولويات جديدة للمواطن العربي ليس من بينها النضال السياسي والقومي بل الانفتاح والاستهلاك والتمحور حول الداخل في كل مجتمع.. خلال هذا المسار يمكن القول انه تم استغلال القضية الفلسطينية من اطراف عدة عربية واسلامية وفلسطينية ايضا،، ولعل حوارات الفلسطينيين وتنازلاتهم المستمرة بل فشلهم في تلك الحوارات والتعلق بأمريكا والاقرار ان بيدها كل مفاتيح السياسة في الشرق الاوسط (اقرار عربي وفلسطيني) وتصاعد التفكير البراجماتي بصورته الانتهازية ترتب عليه تراجع كبير في وعي الخاصة والعامة تجاه القضية الفلسطينة لكنها لاتزال تحظي بالتزام لدى قطاع شعبي واسع غير انه التزام عاطفي واحيانا يظهر التعبير عنه موسميا دون فاعلية لهذا القطاع الشعبي في صناعة القرار السياسي الرسمي ..
والتحولات الرسمية العربية تم التعبير عنها في اطار خلق معادلة توازن بين الالتزام بالقضية الفلسطينية والانفتاح او التطبيع مع اسرائيل وهو امر لاتستقيم معه عدالة القضية بمنافع الانفتاح والتطبيع ، لكنه امر ساد في عموم المنطقة ولايزال . نجده لدى دول مغاربية ومشرقية وصولا الى الامارات وان كانت هذه الاخيرة اقل وزنا بالساحة العربية وغير ذات تاثير في الشارع العربي ولم يكن لها يوما دور رئيسي تجاه القضية الفلسطينية أوغيرها من قضايا العرب الكبرى .. الا ان تطبيعها يأتي في سياق مرحلة تستهدف امريكا فرض اجندتها لاحداث تغييرات جسوسياسية منها فكرة الحل النهائي ضمن صفقة لامجال معها لدولة فلسطينية وخروجها عن قرارات الشرعية الدولية التي اقرت بحق الدولتين والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ..
هنا تتحرك الامارات مجانا لدعم الاقتصاد الاسرائيلي ودعم ترامب في الانتخابات وتعميم فكرة التطبيع كمدخل لتحقيق السلام دونما الشروط المعلنة تاريخيا بجعل السلام نتاج عودة الحقوق التاريخية وحل قضية اللاجئيين وتاسيس الدولة الفلسطينية ..وللعلم هذا المنحى الاخير يقر به بعض او كثير من الفلسطينيين في الخارج الذين اصبحوا مندمجين في الحياة الجديدة التي حصلوا عليها .ولعل استمرار الانشقاق السياسي الفلسطيني ومعه الاستقطاب نحو الخارج مكن الاخرين من تخفيف حدة الالتزام بالقضية ومكن الدولة العبرية من التغلغل عبر البوابة الامريكية والاوربية لنشر نهجها باعتبار التطبيع مدخل اولي للسلام دونما ذكر لماهية السلام ودلالاته وارتباطاته بحقوق تاريخية مقرة دوليا .
.امريكا والكارتل الصناعي الراسمالي يريد تعويم المنطقة وفق مقولات الانفتاح العولمي وجعل الاقتصاد والربح كايقونات معها يتم تطبيع العلاقات بين كل الدول دونما ارتباط بالمرجعيات الثقافية والحضارية لكل بلد . ..... اخيرا اتساءل لماذا تغيب منهجية قياس الرأي العام العربي حول قضاياهم الاساسية ، وارى انه من الواجب على مراكز الابحاث ان تتجه الى هذا النهج كل عام لمعرفة متغيرات الوعي السياسي العربي تجاه هذه القضايا وترتيب اولياتها ومنها القضية الفلسطينية ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس