الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جو بايدن واستعادة المكانة الأمريكية المفقودة

محمد السعدنى

2020 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك عندى أن دونالد ترامب مثل بشخصه وسياساته أسوأ صورة للولايات المتحدة الأمريكية عبر تاريخها المعاصر، فقد نال بتهوره وعشوائيته وأفقه المحدود، من كل القيم التى حاولت الولايات المتحدة ترويجها باعتبارها إستثناء أمريكياً فى عالمنا الحديث، من قوة النموذج الديمقراطى، والحريات العامة وحقوق الإنسان، والتنوع العرقى والثقافى، والتقدم العلمى والإبداع التكنولوجى، والاقتصاد المبنى على المعرفة والأقوى عالمياً، والقدرات العسكرية الفذة. فجاءت ممارساته على مدى ثلاثة سنوات ونصف، نموذجاً لتحدى كل هذه القيم، ما أضر المكانة الأمريكية وشوه صورتها ونال من مصالح الأصدقاء والحلفاء قبل الأعداء، لكأن فترة رئاسته جاءت كفقرة استعراض ساخرة، تقدم على مسرح البيت الأبيض لحين اعتلاء سدته رئيس أمريكى يعرف قيمة البلاد والتزاماتها أمام العالم والدول والشعوب. ومع تدنى شعبيته يوماً بعد آخر، راح يلمح لاحتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية، ولما ووجه باستنكار شديدن بدأ ينخرط فى حملته الانتخابية بكثير من أكاذيبه وادعاءاته، وكثف كل جهده للنيل من المرشح الديمقراطى جون بايدن والسناتور "كمالا هاريس" التى اختارها نائبة له، ومن الديمقراطيين، الذين تعهدوه بحملة مضادى أكثر قوة وتأثيراً.
وأنقل لكم من مقال الواشنطون بوست بالأمس "الحرس القديم لواشنطن يجادل بأن جو بايدن سيعيد الاستثنائية الأمريكية" حيث استعرض كاتبيه "جيمس هوهمان وماريانا ألفارو" وقائع المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأربعاء فى ويلمنجتون ديلاور، وما لحقه اليوم التالى من لقاءات بتقنية "الفيديوكونفرانس" وبثه عبر شبكة الانترنت، حيث حشد الديمقراطيون رؤساء سابقون ومجموعة من قدامى المحاربين في مجال الأمن القومي وأعضاء آخرين من الحرس القديم للديمقراطيين لإثبات صحة ادعاء بايدن بأنه يستطيع إعادة بناء أمريكا واستعادة مكانتها. وأترجم لكم بعضاً من فقرات المقال، حيث قال بيل كلينتون "رغم أننا نكون 4 في المائة فقط من سكان العالم، فقد شهدت أمريكا 25 في المائة من حالات الإصابة بالفيروس في العالم. ليس هذا فقط فمعدل البطالة لدينا هو أكثر من ضعف ما هو عليه في كوريا الجنوبية ، ومرتين ونصف ضعف مثيله في بريطانيا، وأكثر من ثلاثة أضعاف مثيله في اليابان، ورغم ذلك يدعى دونالد ترامب إننا نقود العالم. بينما الحقيقة أننا الاقتصاد الصناعي الوحيد الذي تضاعفت فيه معدلات البطالة ثلاث مرات ".
وقال جون كيري ، مرشح الحزب الديمقراطى 2004 ووزير الخارجية خلال ولاية أوباما الثانية: "قبل دونالد ترامب ، كنا نتحدث عن الاستثنائية الأمريكية". الشيء الوحيد الاستثنائي بشأن سياسة ترامب الخارجية غير المتماسكة هو أنها جعلت أمتنا أكثر عزلة من أي وقت مضى". وقال وزير الخارجية السابق كولن باول، وهو جنرال متقاعد خدم في ظل ثلاثة رؤساء جمهوريين: "سيكون جو بايدن رئيسًا سنفتخر جميعًا بتقديم التحية له". وأضاف "أنا أدعم جو بايدن لأنه سيعيد قيادة أمريكا في العالم ويعيد التحالفات التي نحتاجها للتصدي للمخاطر التي تهدد أمتنا، من تغير المناخ إلى الانتشار النووي". وفى كلمته اتهم السناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل، الذي عمل كوزير دفاع لأوباما ترامب "بالإخفاق والتقصير في أداء الواجب" وأضاف: "ترامب حط من قدر الرئاسة وحط من قدر بلادنا في عيون العالم". وفى كلمته قال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية جاك واينستين" لم أعتقد أبدًا أنه سيكون لدينا رئيس يمثل خطرًا على الأمن القومي". وتحدثت المدعية العامة السابقة بالإنابة سالي ييتس، قائلة: "إنه يعامل بلدنا كما لو كانت شركة عائلته، لقد أفلس ترامب السلطة الأخلاقية لأمتنا في الداخل والخارج". وقالت كارولين ابنة جون كينيدي ، إنها معجبة ببايدن منذ أن تعرفت عليه كمتدربة في مجلس الشيوخ في السبعينيات هو رجل محترم وطيب"، وبعث جيمى كارتر برسالة لدعم بايدن، وتحدث عشرات آخرون، وبعضهم سفراء ودبلوماسيون وعدد من كوادر الديمقراطيين الشبان بشأن ضرورة بناء أنظمة للهجرة والسياسة الخارجية تبتعد عن العنف والعنصرية وكراهية الأجانب.
لقد كان مؤتمراً حاشداً قلب الطاولة على ترامب وعرى أكاذيبه وفشله وأعاد كتابة السيناريوهات المحتملة للانتخابات فى نوفمبر القادم.، فهل ينجح بايدن فى استعادة المكانة الأمريكية المفقودة؟ دعنا نأمل ونرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة