الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكتة الإعلان عن التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي

ميار أبودقة

2020 / 8 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


أصبح الحديث مؤخراً عن التطبيع أمراً مستهجناً للبعض ومستحباً للأخر ، وذلك على غرار التقارب بين دولة الامارات وإسرائيل في الآونة الأخيرة والذي جاء بدعمٍ أمريكي ، ليشكلَ هذا الثالوث علاقاتِ منفعة متبادلة في اصعدةٍ عدة وتغييبٍ كاملاٍ للمشهد الفلسطيني ، الأمر الذي جعل العديد من الدول تسعى الى توطيد علاقتها مع اسرائيل بشكلٍ علني، بعدما كانت سرية لا يعلم بها سوى اصحابها ومن له باعً طويل في مجال تفنيد الحقائق ومتابعةِ الواقع السياسي والدبلوماسي عن قرب ، ولا يقتصر هذا الزخم للتطبيع على العلاقات بين الدول العربية مع اسرائيل سياسياً فقط بل تصعر كما النار في الهشيم لتتطرق له الأعمال الفنية والثقافية والرياضية وغيرها من المجالات التي تمس حياتنا اليومية حتى تجذرت في كل شخص فينا لتدبدب قناعات ومبادئ الكثير منا كأفراد..


في البداية دعونا نعرج إلى تعريفنا لمصطلح التطبيع في اللغة فقد جاء من كلمة "طبّع" أي جعل الأمور طبيعية وفي علم السياسة يشير المصطلح إلى" «جعل العلاقات طبيعية» بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، حيث تعود العلاقة طبيعية وكأن لم يكن هناك أي خلاف أو قطيعة سابقة".


وقبل الحديث عن التطييع العلني التي ابرمته دولة الامارات مع إسرائيل في الآونة الأخيرة إليكم بعض الأتفاقيات التطبيعية بين إسرائيل والدول العربية

في ٢٦ مارس ١٩٧٩
معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية
أول اتفاقية سلام بين إسرائيل والدول العربية
وقعت بوساطة أمريكية على غرار اتفاقيات كامب ديفيد عام ١٩٧٨
استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء..

في ٢٦ أكتوبر ١٩٩٤
اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل
طبعت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين
أعطت الأردن حق الإشراف على المقدسات الإسلامية في القدس..
جاء ترامب ملوحاً بكليشيهاته الشعبوية المعروفة معتقداً ان الفلسطينين سيسعون للسلام مع إسرائيل عندما يرون المزيد من الدول العربية تعقد صفقات مع إسرائيل

لم تأتي اتفاقية "ابراهام" بين الامارات وإسرائيل برعاية امريكية من العدم وليس قراراً لتطبيع العلاقات إنما الأعلان عن علاقات موجودة بالفعل
نصت هذه الاتفاقية على تطبيع العلاقات الثنائية الكاملة بين البلدان
علقت اسرائيل بناءاً عليها مخططها لضم أراضٍ بالضفة الغربية
يمنح المسلمين بموجبها إمكانيةً أكبرَ للوصول إلى المسجد الأقصى..
لكن يبدو ان الخديعة دائماً ما يقع فيها المستضعف الذي يدور في فلك لا متناهي من الوعود لإسترجاع حقه وأحلام عودته الباهتة مع تزويده بجرعات هائلة من المصطلحات الفضفاضة خاصةً في ظل وجود واقع منقسم، لكن عند اصطدامه بالحقيقة تجده يلاحق لقمة عيشه التي اشغلوه بها على الدوام متناسياً جميع ما سبق ولاعناً وطنه ومن عليه..

وفي سياق ذلك، ترفض الامارات الإمتثالَ للعواطفِ المأججةِ بالدفاع عن فلسطين ومقدساتها جاعلةً العلاقات الدبلوماسية والسياسية سيدة الموقف.. مستغفلةً انها مجرد ورقة ضغط وبروباغندا انتخابية تسعف بها ترامب ونتنياهو وتنقذ بها نفسها، ولكن في حدودٍ قد وضعوها لها. فهي ترى قوتها منبعثة من خلال الأموال والتسلح والنفوذ وتعتقد انها متساوية مع اسرائيل في ذلك..
"متوسط ال "GDP" للامارات ٤١٢ مليار دولار بينما اسرائيل تشكل متوسط ٣٧٠ مليار دولار وفق احصائيات ٢٠١٨
ويشكل نصيب دخل الفرد الاماراتي والاسرائيلي حوالي ٤٠ الف دولار في السنة"

من المهم في مكان ما التذكير في بعض ملامح العلاقات التطبيعية للإمارات مع اسرائيل حيث عقدت لقاءات دورية بين الوفود لكلا البلدين.
وهناك ممثلية إسرائيلية في أبوظبي تمثل إسرائيل في وكالة الطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة منذ نوفمبر ٢٠١٥
واستقبلت العديد من الوفود الرياضية ،واستغلت الإمارات التسريع من عجلة التطبيع في أكثرِ من مناسبةٍ ومنها مرافقة وزيرة الثقافة الإسرائيلية في جولة في مسجد الشيخ زايد في أكتوبر ٢٠١٨.


ويبقى السؤال المطروح بشدة: ما الذي استفادته الإمارات من هذا التطبيع الذي كان خلف الكواليس وأصبح الآن علناً؟

للإجابة على هذا السؤال دعونا نعودُ إلى الوراء قليلاً.
عندما تأسست دولة الأمارات في عام ١٩٧١ م فوجدت نفسها مجابهةً للخطرِ الإيراني بسبب النزاع على الجزر الثلاث (أبو موسى ، طنب الصغرى وطنب الكبرى)
حينها تشكل وعي وقناعات عدد من السياسين في الامارات ان الاخطار التي واجهتهم لم تأتي من إسرائيل، أنما جاءت من إيران ولاحقا،ً جماعات الإسلام السياسي بالاخص بعد تبلور ثورة الربيع العربي و تَوجه ادارة اوباما لعقد الاتفاق النووي الايراني عام ٢٠١٥ والذي سيطلق يد ايران في المنطقة على حساب الدول العربية.. الامر الذي جعل اسرائيل تسعى الى بناء حلفاء من العرب لمواجهة خطر جماعات الأخوان المسلمين ومن ضمنهم حركة حماس..

فضلاً عن التوقيت الذي اُعلِنَ فيه التطبيع انقاد ترامب في الانتخابات ولفت انتباه اللوبي له من جديد، لتعزز فرصة نجاحه في نوفمبر القادم..
بعد فشله في صفقة القرن
وفشله مفاوضاته في ازمة شبه الجزيرة الكورية، وتعثره في اقناع الايرانيين في الحضور إلى طاولة المفاوضات..


وعلى الصعيد الاسرائيلي يأتي دور نتنياهو المهدد بالانهيار بعد قضايا الفساد المتلاحقةِ عليه
وبعد ثلاثة انتخابات خلال عاملين.
والذي سيلقى حصانةً قضائية من خلال فوزه في الانتخابات،
و دعمه للتطبيع وبسط سيطرته على اراضي الضفة وغور الاردن لضمها.
واكتشف ان القرار سيثير الكثير من النزاعات وسيكون كفيلاً ليفجر المنطقة بحثاً عن حلول بديلة..

أما على الصعيد الاماراتي تسعى الامارات لتعزيز فوز ترامب في الانتخابات لقطع الطريق امام منافِسه جون بايدن الدايمقراطي لانه امتداد لسياسة اوباما التي تشكل خطراً عليها، لعدم اعادة سيناريو الربيع العربي لدعم الزحف الايراني والاخوان المسلمين..

ولا ننسى الموقف العربي والإسلامي المنافق تجاه قرار التطبيع الذين يستهجنون هذا الإتفاق، ومع ذلك تربطهم علاقة طيبة بإسرائيل فعلى سبيل المثال: قطر..وتركيا التي تقيم علاقات مع اسرائيل منذ ١٩٤٩ ومصر والاردن وغيرها من الدول العربية هذه الدول التي تتلاعب بمشاعر الناس من اجل مصالحها الخاصة..
ولا ننسى من كان لهم السبب الرئيسى في ضياع القضية بسبب تناحرهم وانقسامهم المقيت وهم السلطة الفلسطينية وحماس، فمنذ عام ٢٠٠٧ إلى هذه اللحظة الامر الذي استنفذ مجهود الدول العربية من اجل التقريب بينهم وليس من اجل ارجاع حقوق الشعب الفلسطيني وجعل القضية تذهب أدراج الرياح..

فيا ترى من سيدخل السباق من الدول العريبة الأخرى ليستثمر في تهويد ما تبقى من فلسطين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة