الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المذهب الاسلامي أم اسرائيل !

نيسان سمو الهوزي

2020 / 8 / 21
كتابات ساخرة


منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت الشعارات التي كانت تُرفع للقضية الفلسطينية في الاضمحلال . فشِعار دعم القضية والمقاومة والوقوف بوجه الاطماع الإسرائيلية ولا تراجع او تنازل عن حق العودة ( لا هذا صار في إعداد الشهداء ) والقدس عاصمة فلسطين ( بشطريها بعد ذلك صارت بنصف شطرة ) وفلسطين هي قضية العرب الاولى والاخيرة ولا أمة عربية بدون فلسطين ولا للتطبيع مهما حصل ( ليش هسة شنو اللِصار ) وووو الخ من هذه الشعارات الرنانة التي تم استغلال الشعوب فيها اروع استغلال قد انخفض منسوبها المائي والحماسي الى درجات سفلى .
فالقضية الفلسطينية ليست مرتبطة ومنذ اكثر من ثلاثة عقود بالأرض العربية المقدسة وحق الشعب الفلسطيني بل هي تدحرجت وارتبطت بالمذهب الاسلامي .
لا احد في هذا العالم لا يعي ذلك ( إلا الشعوب النائمة بعسل الوراثة التخلفي ) . الكل يعي ذلك بإستثناء الشعوب المضحوك عليها من قبل قياداتها وخاصة الدينية .
قلتها سابقاً وأكررها اليوم وقد كتبت ذلك قبل التطبيع الإماراتي بأسابيع بكلمة كانت تحت عنوان : الخط الحريري المقدس الإيراني لتحرير القدس ! وسهبتُ ذلك وبطريقة سخرية كيف ومن اين بدأ ذلك الخط وكيف يمر بكل العواصم العربية بأستثناء الاراضي الفلسطينية ( لا هاي حرام لا يجب المساس بها ) .
أكررها اليوم القضية الفلسطينية ليست مرتبطة بالامة العربية وحقوقها الدينية والإسلامية بل أضحت مرتبطة بالمذهب الاسلامي . ليست مرتبطة بالمصير العربي بل مرتبطة بين المذهب الاسلامي وإسرائيل . العالم العربي وما آلت إليه الظروف التي حدثت بعد الثورة الايرانية تنبه الى ذلك ، فلم يعد يربط القضية الفلسطينية بمصيره ومصير بقاءه بل ربطها بالمذهب الشيعي الإيراني ! اي ربط مصير بقاءه بخطورة المذهب الاسلامي القادم . تناسى اسرائيل وخطورتها واحتلالها وتوسعها واستبدلها بالخطر الجديد القادم من الشرق .
أيهما اخطر على مستقبلنا ومستقبل دولنا وشعوبنا وبقاءنا اسرائيل ام المذهب الاسلامي ! وكانت النتيجة وبنسبة عاليه جداً المذهب الاسلامي ! هذا هو كل الموضوع وكل السر وكل القضية . اما ما يتم تداوله في كل المحافل الإعلامية وبكل اختلافاتها فلا قيمة حقيقية له غير انه واجه للترويج والتعديل والتبليط والتبسيط والمراوغة والعبور وووووو الخ .

لا يوجد شيء آخر غير الذي ذكرناه ! فخسارة الف فلسطين وتطبيع مائة تطبيع ودخول اسرائيل الى مضاجعنا اهون بألف مرة من تهديد مذهبنا ومحاولة المساس به او تغيره شعار رفعه جميع العرب وإن لم يتعرى البعض الى الآن . مازاد الطين بله وتحرك العرب نحو تطبيق وتنفيذ ذلك الشعار هو الخط الحريري الذي اتخذه سير ذلك المذهب نحو القدس . فخط المذهب لم يتحرك نحو القدس بل بدأها بالعواصم العربية والذي اقترب من اغلب الدول المرتعبة من ذلك المذهب . انتشر او دخل المذهب الجديد الى عقر دار الكثير من العواصم العربية ( صنعاء، بغداد ، دمشق ، بيروت ، قطاع غزة )ويحاول جاهداً التحرك نحو العواصم الباقية فلحقت نفسها وارتمت علنناً في إحضان اسرائيل عسى ولعله بهذه الخطوة تتجنب الكارثة التي في طريقها نحوهم !
لقد حاول العرب وقدموا الكثير والكثير للقضية الفلسطينية وشعبها ولكن عندما وجدوا بأنها أضحت لعبة تهدد وجودهم وكيانهم ومستقبلهم أداروا البوصله نحو الجهة التي هي اقل خطورة عليهم ! فإسرائيل ومهما كانت دولة محتلة وغاصبة وناهبة ولكنها لا تشكل اي خطر على المذهب الاسلامي لتلك الدول . نقطة .
هذا هر السر والسحر في كل هذه القضية في الوقت الراهن . لا يوجد شيء اخر على الإطلاق . فكل ما تسمعونه غير هذا هو محاولة التغطية على فضح ذلك المذهب . اي محاولة التستر على فضح مذهبهم الذي هو السبب في هذا الانقسام . لا هذا الطرف يستطيع ان يكشف نوايا مذهبه ولا الطرف الاخر يستطيع ان يقترب من الفضح العلني للمذهب الخطر عليه بإعتبار المذهبين اسلاميين ! ونتيجة ذلك الرعب من الفضح والكشف سيتولد احداث قد يراها البعض غريبة لا بل عجيبة . ولكن في الحقيقة هي ليست كذلك .
سترتفع بيارق اسرائيل على ابراج الدول العربية وسيحل اليهودي ضيفاً عزيزاً مكرماً على الشيوخ والامراء العرب جميعاً بدلاً من المذهب المعادي ! فإسرائيل لا تعادي المذاهب وهذا هو الاهم في كل المعمعه التي تمر وستمر على المنطقة .
ليس بعيداً ان يتم تشكيل تكتلات إسرائيلية عربية إسلامية لمحاربه الاخوة الاسلام من الطرف الاخر ( شوفوا المفارقة ) لا تنسوا هذا الكلام . بدلاً من أن كان العرب يدفع لدحر العدو الصهيوني الان سيدفعون لنفس العدو كي يدحر المذهب الاسلامي .
قبل سنوات طالبتُ السعودية وإيران في ترك خلافاتهم المذهبية جانباً ( حتى ولو وقتياً ) والتعاضد من اجل إنقاذ أنفسهم من أنفسهم والحفاظ على ثرواتهم وكياناتهم وشعوبهم ولكن عبثاً ، فالمذهب لا يتزحزح والنتيجة !!! لا ، راح يتزحزح .
إنني ارى صورة قاتمة للقادم في المنطقة ! ارى تكتلات عالمية واسرائيلية وعربية إسلامية لمحاربه تكتلات وتجمعات إسلامية مختلفة المذهب .
شخصياً لا اتمنى ذلك مطلقاً ، فجميع شعوب تلك المذاهب عانت اكثر مما تستحق . ولها الحق بالعيش الكريم وإن اختلفت المذاهب ، وعلى حكامها وقادتها ورجال دينها ومذاهبها تجنب تلك الكارثة والتي بالتالي سوف لا تضرب غيرهم ولا تقتل غير من اسلامهم .
خلاصة الكلام : اما ان تعقلوا وتتجنبوا كل تلك الكوارث على بلدانكم وشعوبكم وإسلامكم او إنكم ستقضون على انفسكم وتخسرون كل شيء ! ستخسرون فلسطين والى الأبد ، وسترحل القدس عنكم ويحج الأجانب في مكة والمدينة و ................. لا كافِ . وما على الرسول إلا البلاغ .
والآن جاوبوا على سؤال حلقة اليوم : إسرائيل أم المذهب الإسلامي !!!
لا يمكن للشعوب المتخلفة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو 21/08/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو


.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا




.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية