الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة نمط و ضعف البديل

محمد هالي

2020 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المقال من حيث بدايته يبدو منطقيا و جميلا، باعتبار الانسان هو الكائن العاقل المتميز عن باقي الكائنات الحيوانية الأخرى، و هذا ما جعله يستخدم قدراته البيولوجية (دماغه و يديه)من أجل تحويل الطبيعة لصالحه و التحكم فيها عن طريق انتاج العلم و التقنية، كما أن العلم هو الآخر يختلف فهناك العلوم الطبيعية التطبيقية، و العلوم الانسانية، فالأولى استطاعت أن تتطور بفعل الانسان بأساليب واضحة و مميزة في حين أن العلوم الانسانية ظلت تحمل متناقضات نتيجة تعقيدات الانسان نفسه لأنه بقدر ما هو طبيعي فهو كائن ثقافي رغم محاولة البعض تنميطيها على شاكلة العلوم الانسانية، لكن لم يفلحوا في ذلك، و ظلت هذه العلوم خاضعة للمنحى الايديولوجي، و تحمل تناقضاتها المعتادة، يبقى علم الاقتصاد يحمل هذا المنحى فهناك من اعتبره علما يشبه العلوم الحقة التطبيقية، و هناك من اعتبره ليس كذلك! فهو يخضع لمنطق التحول و التغير التي تعرفها المجتمعات أي أنه مرتبط بشكل خاص بالعلوم الانسانية أكثر من ارتباطه بالعلوم التطبيقية، هذا جانب لا ادخل في تحديد و خصائص هذا العلم بل سأحاول أن أفسر طريقة تطبيق هذا العلم على نمط انتاج معين و هنا الباحثة حاولت تطبيقه على نمط الانتاج الرأسمالي الحالي المعولم و الذي اصبح مكوفد (كوفيد) و مازوم، و من طبيعة هذا النظام لا يعرف الرحمة و لا الشفقة، فهو يخضع لمنطق الربح و الخسارة، و المنافسة ، و السيطرة على الاسواق و المواد الاولية و الموارد الاقتصادية المختلفة، مما يجعله نظاما طبقيا جشعا، يريد كل شيء، و لا يعطي اي يسعى الى كل ما يجلب له منافع، و من طبيعة هذا النظام فهو يتعرض لأزمات دورية كما حددت ذلك الماركسية، و بالتالي غالبا ما يتم حلها عن طريق صعود خطها المتطرف، الذي يشرعن الحروب، والبطش الطبقي و الاجهاز على كل المكتسبات، ان اليمين المتطرف من شيمه هو انقاد النظام الطبقي الرأسمالي من الانهيار، و في غياب بديل نقيض له يظل سيد الموقف في مزيد من التقشف و التفقير و الاجهاز على حقوق الطبقة النقيض(البروليتاريا) مادامت لم تنظم نفسها في أحزاب ثورية تعبر عن مصالحها الأساسية ضد جشع الرأسمالين(1 في المائة) كما جاء في المقال، أن هذه الاحزاب هي البديل الحقيقي لنمط انتاج آخر يختلف عن هذا النمط الانتاجي الرأسمالي القاتل، أما المجتمعات المدنية فهي مجرد آليات قد تستخدمها الطبقات السائدة من اجل الحفاظ على سيطرتها كما تستعملها الاحزاب الاشتراكية من أجل تسهيل الاطاحة بهذا النمط الراسمالي القاتل. و لا يمكن أن تقدم حلا سحريا من داخل النظام السائد، إن الوهم كل الوهم أن نسعى الى تحقيق عدالة اجتماعية من داخل نظام طبقي قاهر ، لأن طبيعته لا تسمح بذلك ، فهو لا تؤثر فيه آليات جمعيات و احزاب تحاول ترميم اللامساواة من اجل الوصول الى المساواة او ترميم اللاعدالة من اجل الوصول الى عدالة داخل هذا النمط الطبقي، كما فعلت كل احزاب الاشتراكية الاوروشيوعية في الاممية الثانية و التي حاولت المهادنة مع طبيعة النظام الرأسمالي في الحرب العالمية الثانية و الذي قدم فيها الحزب الشيوعي خيرة مناضليه مع صعود النازية الهتلرية، ان التاريخ يعيد نفسه، و هو ما تحاول جل الاحزاب حاليا في الدعوة الى المهادنة و السلم مع النظام الرأسمالي و محاولة الوصول الى مكتسبات من داخل هذا النظام، أن ما يعرفه العالم الآن من هزات عنيفة تصب في زعزعة كيان هذا النظام، لكن الخلل يكمن في غياب أحزاب بديلة توجه الطبقة النقيض من اجل الوصول الى نظام يختلف عن نمط رأسمالين جشع كهذا، و في غياب ذلك ستبقى اللاعدالة واللامساواة هما السائدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة