الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخلّف المرأة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 8 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في هجاء النساء والرجال
أحبك رجلاً يحصنني عندما يدير العالم ظهره لي. . .
أحبّك امرأة لا تتسلطين عليّ. مللت تسلط النساء . . .
عندما أكرّر كلاماً يصبح الكلام لغواً فأصمت ، أصفعني ، أختفي، أعود، أختفي، ثم أعود، ثم أعود، أعود، أعود . فقط أنا من يقرّر متى يكون العود..
جميع الرجال الذين مرّوا في حياتي كانوا أرحم من النساء ، فعداء المرأة للمرأة حتى لو كان نتيجة تخلف استمرّ لقرون ،حيث لم تتعوّد على ممارسة السلطة، فانتقلت من وضع الحريم إلى وضع الاستبداد. هذا لا يشفع لها تخلّفها .
المرأة تغار من المرأة لأسباب كثيرة، أهمها زوجها، هي تخشى أن تخطفه امرأة أخرى، وكأنّه قطّ مسالم ليس لديه عذر، لذا تكره المرأة كلّ النساء، حتى أختها لا تسلم منها ، ولا أمها، أو أم زوجها. هي تعلن الحرب على النساء نهاراً جهاراً.
بينما تنجح حملة مي تو وما شابهها في الغرب حيث تتبنى النساء قضايا النساء ، ومتى لجأت لمرأة إلى الحركة تأخذ زمام المبادرة ، تقيم الدعاوى القضائية من أجل النساء و بالمجان. فإن حركة كتابة الحجاب من أجل الحبّ، وتقديس الرجل تنجح في سورية.
بالنسبة لي أخاف النساء . أخاف من تلفيق التّهم، من التعامل المتنمّر، ومن ضيق أفقهن حتى مع أنفسهن. المرأة متخلفة، لكن ماذا عن النساء الثوريات؟
قد تحمل بعضهن ثقافة عالية، ولكن بشكل عام هن أشبه ببرنامج ما يطلبه الجمهور ، يظهرن هنا وهناك وهن يلبسن قميص رجل خلف الكواليس. يلزم النساء السوريات ثورة نسوية ضد عقلية المرأة المتخلفة.
أما الرّجل ، فلا أعرف كيف أتحدث عنه. الرجل السوري اليوم إله. مفوّض من الرب بحماية الشريعة ، يقرّر قواعد الشّرف ، و تتبعه ألف عذراء ترغب أن تكون جاريته، فقد آمنت تلك العذراء بالشّرع تمماً حتى أن هناك حملة اسمها زوجي زوجك. يا لها من نذالة!
إذا كانت الأرملة، أو المطلّقة تختبئ خوفاً من المرأة فإن الأمر جلل. لا تختفي المرأة عن الحياة الاجتماعية خوفاً من الرجل. بل خوفاً من المرأة، لأنها تعرف أن من يحاربها امرأة ، و الرجل ضميره مرتاح مادامت الحرب مستعرة، يضع جلابيته في فمه استعداداً للهرب و الارتماء في حضن امرأة تسمى خاطفته ، بينما هو انتهز الفرصة.
أزمة الرجل السوري هي أزمة تتعلق به ، وتمر النساء جميعاً من خلال أعضائه التناسلية، و أزمة المرأة تتعلق بحبها أن تكون جارية، حتى اللواتي طلّقن أزواجهن في الغرب ، فإن أغلبهنّ أصبحن جوار بإرادتهن. انتقلت من رجل متخلف إلى آخر أكثر تخلفاً.
في سورية الأسد في الداخل والخارج لا يوجد بيئة متحرّرة أو محافظة. كل البيئات مغلقة ، بعضها يعتبر المرأة عورة، و البعض يعتبر المرأة حماراً يحمل عبء الحياة. ما دور المرأة هنا؟ دورها هو الكذب. أن تسمي زوجها حبيبي على الفيس بوك إلى درجة أن امرأة جزائرية قبّلت حذاء زوجها على البث المباشر، ربما أكون مخطئة لو قلت أن أغلب النساء قد يفعلن ذلك . هذا هو الوضع الطبيعي للمرأة في سورية، والتشويش على الفيس ، وإدانة الاغتصاب، وغيره موضة ليس إلا. أغلب النساء مغتَصبات ، يتمتّعن بالاغتصاب، مغتصبات على النطاق الذهني ، و السياسي، الجنسي، المهني .
لن يكون هناك سورية جديدة إلا إذا تم القضاء على عهر الرجال ، وبخاصة المعارضة التي اعتمدت الكلام البلاغي ، كما لا يمكن أن تكون سورية جديدة إلا إذا أصبحت النساء ليست معاديات للنساء، وخلعن ثوب التخلف ، والإيمان بالدجل، والسّحر، وكتابة الحجابات. نعم هؤلاء ليسوا قلّة . بعضهن أديبات، وعالمات كما يصفهم المجتمع، وشكراً للتخلّف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل