الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات فيروس كورونا على السياحة والاقتصاد اللبناني .

عادل عبد الزهرة شبيب

2020 / 8 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ادى تفشي فيروس كورونا الفتاك في الصين الى خسائر بشرية كبيرة في الصين وفي الدول المجاورة , اضافة الى الخسائر المادية الكبيرة التي تعرض لها الاقتصاد الصيني واقتصاديات الدول الاخرى وستزداد الخسائر في حالة عدم السيطرة على هذا المرض , وقد اعلنت منظمة الصحة العالمية ان المرض بات يشكل حالة طوارئ صحية دولية . وقد تزايد الهلع من انتشار فيروس كورونا في ارجاء العالم عقب اعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية .لقد ادى انتشار الوباء القاتل الى ايقاف العديد من الرحلات السياحية او بهدف العمل بين الصين وبين دول العالم الاخرى ,وقام البعض بإلغاء الاستيراد من الصين خوفا من انتقال الفيروس عبر البضائع المستوردة .
لقد كان لتفشي فيروس كورونا الصيني الفتاك العديد من التداعيات على الاقتصاد العالمي حيث هبوط اسعار النفط وتباطؤ النمو وانخفاض الايرادات المالية لدول آ سيا , اضافة الى انخفاض الناتج المحلي الاجمالي العالمي بنحو 0,1% الى 0,2% في عام 2020 , ومن تداعياته العالمية ايضا خسارة الاقتصاد العالمي حيث توقعت وكالة ( بلومبيرغ) ان يتكبد الاقتصاد العالمي خسائر بنحو ( 160) مليار دولار بسبب تداعيات الفيروس , وتعرض سوق العمل في الصين والأسواق المجاورة لنكسة حادة قد تعمق الخسائر يوما بعد يوم , الى جانب تقييد السفر من والى الصين وتقييد حركة التجارة بين البلدان والانفاق على العملية الاحترازية من قبل دول العالم اجمع في المطارات والمنافذ الاخرى لدخول المسافرين والحجر الصحي على المنافذ, وكل ذلك يكبد نفقات كبيرة .كما تعرضت اسواق الأسهم الى الخسارة بسبب فيروس كورونا , مع تراجع اسعار العملة وزيادة ارباح شركات الأدوية والمستلزمات الطبية والترويج لبيع الكمامات والقفازات وغيرها .
وبالنسبة الى لبنان فإن اقتصاده يتميز بكونه اقتصادا حرا يعتمد على المبادرة الفردية وانفتاح على العالم الخارجي مع تحرك مناسب للرساميل والعمالة ويستحوذ القطاع الخاص على اكثر من 75% من اجمالي الاقتصاد وقطاع مصرفي كبير. وتعد السياحة في لبنان احدى اهم مصادر الدخل في خزينة الدولة حيث كانت السياحة ولا تزال تشكل دعامة مهمة للاقتصاد الوطني اللبناني وتؤمن فرص عمل للعديد من الناس من اللبنانيين وغيرهم, وكان ينظر الى لبنان قبل الحرب الأهلية على انه ( سويسرا الشرق ) حيث يستقطب رؤوس الأموال والأعمال الأجنبية والعديد من السائحين الذين يرغبون بالتعرف على ثقافة وعادات شرق البحر المتوسط .
لقد ادى انتشار فيروس كورونا الفتاك ودخوله لبنان حيث ظهرت بعض الاصابات بهذا الوباء الى التأثير على قطاع السياحة والسفر وحركة الطيران وعلى الاقتصاد اللبناني عموما بالتزامن مع حركة الاحتجاجات التي تشهدها المدن اللبنانية . تشير التقارير الى ان عدد السواح الصينيين الذين زاروا لبنان في العام 2019 لا يزيد عن 12 ألف سائح بحسب وزير السياحة اللبناني السابق , كما ان التصدير الى الصين لا يتعدى الـ ( 150 ) مليون دولار امريكي مقارنة باستيراد بحجم ( 1,6) مليار دولار . وبسبب تفشي الفيروس من المتوقع منع السواح الصينيين من القدوم الى لبنان , وهذا يعني خسارة ( 12 ) ألف سائح صيني او اكثر, اضافة الى ذلك فقد يلجأ التجار المستوردين اللبنانيين الى استيراد بضاعتهم من دول اخرى بدلا من الصين خوفا من انتقال الفيروس القاتل عبر البضائع الصينية وقد تزيد كلفة الاستيراد مقارنة بالصين. كما قد يتعرض لبنان الى خسائر كبيرة نتيجة وقف عدد من الرحلات الجوية بين لبنان والصين اضافة الى الدول الاخرى التي ينتشر فيها المرض مثل كوريا الجنوبية وايران وايطاليا , وقد انتهى شهر شباط 2020 في لبنان دون ان تسجل مكاتب السياحة والسفر حجوزات للسياح قياسا بالأعوام السابقة التي سجلت ارقاما قياسية . كما سيحرم لبنان من استقبال المرضى من الدول العربية الذين يأتون للعلاج في مستشفياتها كمستشفى الجامعة الأمريكية وكليمنصو والمقاصد وغيرها .
لقد كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي ( إياتا ) عن نتائج تقييمه الاولى لتأثير تفشي كورونا على مستويات الطلب والايرادات لقطاع الطيران على مستوى العالم والتي تشير الى احتمال تسجيل تراجع في مستويات الطلب على الرحلات الجوية بنسبة 13% خلال العام الجاري 2020 في منطقة آسيا والمحيط الهادي , وسيشهد قطاع النقل الجوي انكماشا في الطلب بنسبة ( 8,2 % ) طوال العام مقارنة بعام 2019 , وبالتالي ستتكبد شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادي خسارة كبيرة في الايرادات بقيمة ( 27,8 %) مليار دولار خلال عام 2020 وسيكون لشركات الطيران المسجلة في الصين النصيب الأكبر من هذه الخسارة, ومن المتوقع ان تسجل شركات الطيران خارج منطقة أسيا والمحيط الهادي خسائر بقيمة ( 1,5 ) مليار دولار .لقد حذر مجلس السياحة والسفر العالمي من تداعيات انتشار فيروس كورونا على صناعة السياحة العالمية وتوقع ان تبلغ خسائر هذا القطاع بسبب الفيروس الفتاك قرابة ( 22 ) مليار دولار قابلة للزيادة في حالة عدم توقف انتشار الفيروس .
وبحسب اتحاد النقل الجوي الدولي ( إياتا ) فقد خسرت شركات الطيران في الشرق الأوسط نحو 100 مليون دولار حتى الآن بسبب كورونا , وقد تخسر ( 1,5 ) مليار دولار هذا العام بسبب كورونا وفقا للتقديرات .
وفي لبنان وبعد حدوث عدد من الاصابات فيها فقد قررت الحكومة اللبنانية وقف الرحلات من الدول التي تشهد تفشيا للفيروس الى لبنان وهي الصين وكوريا الجنوبية وايران وايطاليا وعند الاقتضاء دولا اخرى . كما اغلق لبنان المدارس ابتداء من تاريخ التاسع والعشرين من فبراير كإجراء احترازي بسبب تفشي الوباء الفتاك . كما اهابت السعودية مواطنيها بحسب بيان لسفارة المملكة في لبنان ضرورة تأجيل السفر الى لبنان للحفاظ على سلامة مواطنيها من انتقال عدوى فيروس كورونا المنتشر في دول عدة . وفي هذا خسارة للاقتصاد اللبناني .
لقد وصفت الصحف اللبنانية الاجراءات الوقائية من الفيروس في لبنان بأنها بدائية لا ترقى الى حجم هذ الخطر الذي يشتد ويتفاقم يوما بعد يوم فيما هو يتطلب اجراءات بالغة الشدة .
من المتوقع ان لا رحلات سياحية هذا الصيف في لبنان , فلبنان لن يكون بمعزل عن العالم سياحيا واقتصاديا نتيجة انتشار فيروس كورونا فهو يتأثر بما يجري في العالم حيث شهد لبنان عدة اصابات بهذا المرض والتي ستكون تداعياته على مجمل القطاعات الاقتصادية خاصة وان اوضاع لبنان السياسية والاقتصادية غير مستقرة قبل الكورونا وبعده.
لقد اعلن لبنان وقف حركة النقل الجوي والبري والبحري للوافدين من الدول الرئيسة التي تشهد انتشارا للفيروس باستثناء اللبنانيين الراغبين بالعودة الى بلدهم او الأجانب المقيمين في لبنان , وان ( 600 ) شركة للسياحة والسفر في لبنان ستتأثر بانتشار فيروس كورونا اضافة الى تأثر عملية الاستيراد والتصدير وهذا سيؤثر بدوره على الاقتصاد اللبناني عموما, اذ تصل قيمة الصادرات اللبنانية الى نحو ( 4 ) مليار دولار سنويا تشمل المنتجات الزراعية والصناعية الغذائية والصناعات الاخرى والتي يتم تصديرها في مجملها برا عبر سوريا باتجاه بلدان الخليج وبعض البلدان العربية . وان اغلاق المعابر البرية مع سوريا البالغة نحو خمسة معابر قانونية اضافة الى المعابر الاخرى غير القانونية الممتدة على طول الحدود اللبنانية – السورية سيؤثر كثيرا على الاقتصاد اللبناني .كما ستوقف لبنان تجارتها مع اليابان خاصة في موضوع اللحوم والثمار البحرية ومكونات السوشي ( SUCHI ) , اذ ان كورونا انطلق في سوق لبيع الثمار البحرية بالجملة في مدينة ( ووهان ) الصينية ثم وصل اليابان وهذا يطرح خطورة استقبال المنتجات من اليابان الى لبنان ,اذ تستورد لبنان من اليابان ما قيمته ( 435,011 ) مليون ليرة لبنانية بينها منتجات غذائية ( 76,749 ) طن , وتستورد لبنان من الصين بقيمة ( 2,452,772 ) مليون ليرة وبما يعادل ( 542,919 ) طن .
اضافة الى كورونا الفتاك وتأثيراته السلبية القاتلة فقد تكبد لبنان خسائر فادحة بانفجار ميناء بيروت حيث تقدر الخسائر بنحو 16 مليار دولار وتضرر كثير من الأبنية والمنازل الى جانب العديد من الشهداء والمصابين مما اثر على الاقتصاد اللبناني الضعيف اصلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس