الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات حول الخوف والموت

عائشة التاج

2020 / 8 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تأملات :
نولد على الفطرة ، ونعيش الخمس سنوات الأولى مغمورين بالبراءة والفرح ، نضحك ونبتسم للكل ، لا نعرف الخطر ولا الكراهية ولا ....وبالتالي لا نخاف او لا نخاف الا قليلا .....

ونحن نكبر ، يشحنون وجداننا وادمغتنا بالخوف من اخطار محتملة ،بعضها حقيقي
وبعضها مفترض
وتستمر عملية الشحن. بموازاة التنشئة الاجتماعية
يشحنون أدمغتنا. بمفاهيم حول الهوية والوطن والدين ، حول الآخر. بمستوياته المتعددة. حسب طبقات الدائرة التي تلتف حولنا بتعدد السياجات. الجغرافية والطبقية والفئوية والثقافية والسياسية والعقدية
وتغدو المسألة اكثر قتامة كلما كانت الاختيارات العامة مغلقة،كئيبة. ومنتجة لركامات من التوترات
نمضي حياتنا كلها بحثا عن سعادة ، ندرس ونشتغل ونتزوج وننجب ونربي ونقوم بكل الأنشطة لنكون سعداء
رحلة شاقة. في البحث. عن وسائل السعادةمن العالم الخارجي
وخلال هذه الرحلة غالبا ما ننسى ذواتنا ،
ولربماكان أغلبنا. يهدر طاقاته بحثا عن شروط السعادة من بين معارك الحياة الحامية الوطيس كما برمجت في تنظيماتها ومساراتها العامة والخاصة
كورونا ،برغم كل مآسيها.اهدتنا فرصة العودة لذواتنا ، ليست هناك حياة اجتماعية او تقلصت إلى الحد الأدنى
ووجدنا أنفسنا مع وجوه مكررة تشعرنا بالضجر اذ لا جديد غير الروتين ، كما وجنا أنفسنا وجها لوجه. مع أنفسنا ،نحاورها ،ونسبر أغوارها الدفينة ،
نسائل اختياراتها ،توتراتها ، و نسعى أيضا لإرضائها بما هو متاح
مما لا شك فيه ان المناخ العام يلفه الخوف
الإعلام. ينتج الخوف بل يضخه ضخا. تهويل. من فيروس سمي بالقاتل والخطير
الخوف من العقوبات الزجرية. التي تم إنتاجها على وجه السرعة
الخوف من المجهول ، من البطالة ،من الكساد ، من الشيء واللاشيء
معركتنا. هنا والآ مع الخوف
وبالتالي بات من الضروري ترو يض. النفس. للتخلص من كل أسباب الخوف

ترى مم نخاف ء؟
لعل الجواب البديهي اننا نخاف الموت ،الموت أقصى ما يمكن ان يحل بنا
هل طرحنا على أنفسنا. السؤال الوجودي التالي :
هل جئنا للحياة كي نخلد فيها ؟
وماذا. نشكل نحن.كاشخاص فوق الأرض ؟
بل. ضمن هذا الكون ،
لا شك اننا نحب أنفسنا كثيرا ونعطيها أهمية اكثر مما هي عليه

هل ستتوقف الحياة اذا مات فلان او علان
هل ستتوقف الشمس عن الشروق و الأرض عن الدوران والكواكب عوالمجرات عن السباحة في تلك الفضاءات التي لا نعرف منها الا النزر الصغير
الم يمت ملايير البشر. قبلنا ؟
كانوا كلهم مهمين ويحبون انفسهم ويعتقدونها مركز الحياة
الانبياء والعظماء والعلماء ماتوا ولم يؤثر ذلك في حركة الكون
فلنتواضع فالأرض برمتها مجرد حبة رمل ضمن الكون
وحياة كل منا مجرد ومضة. داخل زمن ممتد
فلنغير نظرتنا للموت ، لنحرر هذا المفهوم من تلك الشحنة التي تلفها،
لا وجود للموت ، هذا الجسد الخارجي ،يعاد. تدويره ، يتفتت ويتحول لقوت تتغذى منه الحشرات والنباتات. ويمتزج مع التراب وتعيد الطبيعة تشكيله ضمن عناصر أخرى.
لنحرر أنفسنا من الخوف ،جئنا عراة ونذهب عراة. وما بين المجيء والرحيل هي رحلة عمر. قصير علينا عدم هدره في الخوف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام