الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عضد الدولة العباسي يشد على يد الكاظمي

عبدالزهرة حسن حسب

2020 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يحكى أن رجلاً إأتمن خاتمه العقيق غالي الثمن عند عطار. العطار أنكر الخاتم عند المطالبة، فاشتكاه الرجل عند الخليفة العباسي عضد الدولة والخليفة يتميز بالحكمة ورجاحة العقل، قال لصاحب الخاتم اذهب واجلس أمام دكان العطار ولا تكلمه واستمر على هذا الحال الى أن آتي انا وموكبي وإذا اقتربت من العطار سأترجل من موكبي وأسلم عليك وانت رد علَيَّ وانت جالس في مكانك، واذا قلت لك لم أراك منذ مدة، متى ستزورنا، أجِبْ في الايام القادمة ولأرد على ذلك.
في اليوم الرابع جاء الخليفة بموكبه والناس من حوله كل منهم يطلب حاجته، وعندما وصل دكان العطار نفذ الخليفة ما اتفق عليه مع صاحب الخاتم وانصرف.
الموقف الذي شاهده العطار أرعبه وأثار في نفسه تساؤلات واحتمالات منها الإخبار عن إنكاره للخاتم عندما يزور الخليفة. اظلمت الدنيا في عينيه وارتجف شارباه ولم يعد قادر على نسيان ما قد يحصل، قال له صاحب الخاتم هل تعطيني خاتمي؟
صفه لي عَلّيْ أجده بين الأمانات. وصف صاحب الخاتم خاتمه ولم يمر إلاّ وقت قليل وعاد العطار بالخاتم.
تفضل خذه إن كان خاتمك، واعتذر اليه.
ذهب صاحب الخاتم الى الخليفة عضد الدولة واخبره باستلامه للخاتم. أرسل الخليفة على العطار وسجنه لخيانته الأمانة.
الحكاية بقيت متداولة لغاية هذا الوقت طويل، لا لأنها تشيد بذكاء الخليفة العباسي فحسب، بل فيها عبرة الى من أراد مكافحة الفساد ومنع الفاسدين من الاستمرار بفسادهم. اليوم تظهر الحكاية من جديد وأبطالها هذه المرة الشعب العراقي والسلطات الثلاث.
بعد التغيير إأتمن الشعب العراقي السلطات الثلاث ممثلة بأحزاب الاسلام السياسي التي حكمت البلاد منذ 2005 وحتى اليوم على ثروات البلاد وحماية حدود الوطن وتوفير الأمان للمواطنين. ماذا حصل بعد حكم دام خمسة عشر عاماً؟ فما حصل أن أحزاب الفساد سرقت ثروات الشعب وتمادت بسرقاتها الى حد كادت الدولة أن تعلن افلاسها وعجزها عن دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين. استبيحت الحدود من قبل احدى الجوار بعدما اعتبرت العراق ضاحية من ضواحيها، وأخذ المواطن يقرأ الشهادة عند مغادرة بيته لأنه غير متأكد من رجوعه حياً. وأحياناً تستقر في رأسه أو صدره رصاصة أو رصاصتين قبل ترديد الشهادة, مثلما حصل للمحلل السياسي هشام الهاشمي. إذن السلطات الثلاث ممثلة بأحزاب الفساد خانت الأمانة كما خانها العطار حين أنكر الخاتم على صاحبه.
الخليفة العباسي عضد الدولة استعان بالقوة في ارجاع الخاتم الى صاحبه. هل الكاظمي في نهاية المطاف يستعمل القوة كما يقول المثل (آخر العلاج الكيّْ)؟ لا يمكن الاجابة على هذا السؤال بنعم أو لا حتى الآن. ولكن المتابع الى انجازات حكومة الكاظمي والقرارات الصادرة عنها يتفاءل ويعيش في الأمل. الكاظمي سيحقق برنامجه الحكومي الذي وعد به الشعب، وهو عازم على استرجاع الثروات المسروقة وإعادتها الى خزينة الدولة ومحاسبة الفاسدين والقصاص من قتلة المتظاهرين. ولكن هذه المهام ليست غاية بحد ذاتها. إن أهميتها تعتمد على ما تأسسه للخلاص من نظام المحاصصة الطائفية والإثنية والخلاص من أحزاب الفساد وإبعادها عن المشهد السياسي, وهذا لن يحصل بانتخابات مبكرة أو مفوضية مستقلة وإشراف دولي، يحصل فقط بتشريع قانون اجتثاث احزاب الفساد ومنعها من العمل السياسي. وهذا الاجراء ليس بدعة. فقد سبق لأحزاب الاسلام السياسي تشريع قانون اجتثاث حزب البعث وبموجبه منع هذا الحزب من العمل السياسي.
ومن جانب آخر ان تشريع هكذا قانون يعتبر استجابة لطلبين من مطالب المتظاهرين في كل ساحات التظاهر من بغداد حتى البصرة. أولهما (كلا كلا لأحزاب الفساد)
والثاني إبعاد الدين عن الدولة، إسوة بالعالم المتحضر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في