الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية العصر البرونزي في الشرق القديم (2)

محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)

2020 / 8 / 23
القضية الفلسطينية



الفصل الثاني: الكارثة, سبر جغرافي
سوريا
تشهد اللقى الآثارية ونقوش مدينة هابو (نظراً لأن مواقع المشرق كانت على اتصال وثيق نسياً مع مصر ) على مدى فظاعة الكارثة التي حلت في بلاد الشام في العصر البرونزي المتأخر. وتشير البيانات الأثرية على سويات التدمير المشابهة لمواقع بحر إيجة من حيث الكم لاسيما تلك التي تعود للعصر الهلادي المتأخر LH III B، مما يمكن من ربط كرونولوجيا زمنية للفخار الإيجي بكرونولوجيا الفخار المصري الذي يعود لعصر الأسرات.
مع نهاية العصر البرونزي المتأخر دمّرت النيران إلى الأبد مدينة أوغاريت، التي كانت, آنذاك, مركزاً هاماً في غرب سوريا منذ العصر البرونزي الأوسط(1). وقد اشتمل مستوى الدمار على سويات العصر الهلادي المتأخر LH III B ولكن لم يحتو على سويات تعود للطور الثالث منه IIIC ,كما عثر على سيف يحمل خرطوشة [ الملك المصري] مرنبتاح. ولأن السيف كان "في حالة جيدة"، فقد تم اعتباره لبعض الوقت دليلاً على تدمير أوغاريت في عهد مرنبتاح، ومن المحتمل أن تعود حالة اليف الجيدة تلك إلى كونه غير قابل للاستخدام في المقام الأول. وتم العثور على رقيم في العام 1986 يثبت أن حرق أوغاريت حدث بعد وفاة مرنبتاح وبعد أن أصبح "باي" مستشاراً كبيراً (الذي كان كذلك في حوالي 1196 ق.م , وفقاً للتحقيب المنخفض )(2).
كان حمورابي آخر ملوك أوغاريت، ولكن على الرغم من أن فترة حكم حمورابي تتداخل بالتأكيد مع فترة حكم [ الملك الحثّي] شوبيلوماش الثاني، فإن التزامن الحثي الأكثر دقة لا يجب أن يعطي مثل هذا التداخل. افترض H. Otten أن سقوط حاتوسا [ أو حاتوسيل , موقع بوغازي كوي Boğazköy في تركيا] فتح الطريق أمام الهجمات المدمرة على المدن القبرصية وعلى أوغاريت، بينما استنتج G. A. Lehmann أن أوغاريت تم تدميرها قبل حاتوسيل(3). ويفترض الجميع أن السنة الثامنة لرعمسيس الثالث هي نهاية الحسابات الممكنة terminus post quem non لسقوط أوغاريت. ووفقاً للتسلسل الزمني المتبع هنا فإن حريق أوغاريت لابد أنه وقع في وقت ما بعد 1196 ق.م ولكن قبل 1179 ق.م. وللمصادفة, فأثناء حريق ودمار أوغاريت كان ثمة مئات من الألواح الفخارية و الرقم الطينية تشوى في فرن المدينة, مما ترك لنا العديد من الوثائق المكتوبة عشية تدمير المدينة, وأحد أقراص " الفرن" كان رسالة من يدين Ydn موجهة إلى "الملك، سيده" تشير إلى برم prm " عابيرو"، ويطلب من الملك "تجهيز 150 سفينة" (4). ويشير قرص من أرشيف رابعانو Rap anu، وهو أقدم بكثير من أقراص الفرن، إلى نوع التهديد الذي واجهه ملوك أوغاريت وألاشيا[ قبرص] (والقرص عبارة عن رسالة من ملك أوغاريت إلى ملك ألاشيا (5)
" هكذا يتكلم ملك أوغاريت
ابنك:
أنهارُ عند أقدام أبي
السلام إلى أبي
كثير, كثير السلام
إلى منازلك, إلى زوجتك, إلى جنودك
وإلى كل ما يملكه ملك ألاشيا أبي
أبتاه
ها هي سفن العدو قد جاءت
فأحرقوا بالنار بعض مُدُني
ومارسوا أعمالاً غير مستحبة
في البلاد
أبي أنت لا تدري أن كل جنودي
متمركزة في بلاد الحيثيين
و إن كل سفني راسية في بلاد الليقيين
وحتى الآن لم ترجع إليّ
لذا فلا حامي للبلاد الآن
فليعلم أبي كل هذا
سبع من سفن العدة قد هاجمتني
و ألحقت بنا كثيرُ الضرر
و الآن, أعلمني بشكل من الأشكال
إن كان هناك ثمة سفنٌ أخرى للعدو
فليكن لدي علم"
ينهي ملك أوغاريت الرسالة بدعوة من ملك ألاشيا بإرسال تحذير، بأي وسيلة ممكنة، فيما لو كان هناك سفن معادية أخرى في الجوار.
هذه الرسالة هي واحدة من ثلاث رسائل من أرشيف رابعانو تم إرسالها ما بين ألاشيا وأوغاريت، وجميعها معنية بـ "العدو" الذي أبحر فجأة وألحق دماراً بالمدن ودمرها، ثم أبحر بعيداً (6).
لم يقتصر الدمار على مدينة أوغاريت فقد تم تدمير المستوطنة الساحلية القريبة منها و التي تقع في رأس ابن هاني في الوقت ذاته الذي تم تدمير الكابيتول. وثمة أدلة على أن الموقع أعيد السكن فيه بعد وقت قصير من الدمار(7), و ثمة موقع ساحلي آخر يدعى تل سوكاس [ 6 كم جنوب جبلة-المترجم]، يظهر أيضاً سويات دمار تعود لتلك الفترة (8). كما تم حرق المدن الداخلية الكبرى في غرب سوريا. وصعوداً مع مجرى العاصي وبحدود العام 1200 ق.م يمكن أن نمر على مواقع عديدة مثل: ألالاخ، حماة، قطنا، وأخيرًا قادش (تل النبي مند، في أعالي العاصي ): وتظهر الحفريات في تلك المواقع على مظاهر مهب و دمار تعود لتلك الفترة (9). واستطاع ليونارد وولي في حفرياته في تل عطشانة أن يصل إلى سوية الدمار الشامل الذي أنهى بشكل فعال حياة ألالاخ القديمة(10). وتظهر الأنقاض المحترقة لأعلى المنازل أن المدينة تشترك في مصير جاراتها الأكثر قوة "(11). قد تكون المدن في شرق سوريا أقل تأثراً بالكارثة. ويبدو أن حلب، الواقعة في منتصف الطريق بين العاصي والفرات، قد نهبت(12). لكن كركميش، على نهر الفرات، ربما تكون نجت. وعلى الرغم من تضمينها في قائمة رعمسيس الثالث للأماكن التي دمرها خصومه، وهناك سبب للاعتقاد بأن كركميش قد نجت بالفعل. إذ لم تحدد أعمال البحث الآثاري في الموقع [والتي أجريت في بدايات القرن الماضي] مستوى التدمير الذي يمكن تعيينه لهذه الفترة. وتظهر أقراص من أوغاريت أن تالمي تيشوب، ملك كركميش التابع لشوبيلوليماش الثاني ملك حاتي العظيم، كان معاصراً لحمورابي ملك أوغاريت. وتشير الأقراص المنشورة مؤخراً إلى أنه بعد تدمير حاتوسيل، بدأ ملوك كركميش في استخدام لقب "ملك حاتي العظيم" (13).
مهما كان حظ كركميش، فقد أظهرت الحفريات الأخيرة أن إيمار، التي تقع على مجرى الفرات بعد كركميش دمرتها النيران أثناء الكارثة (14). وتعد إيمار موقعاً نادراً يحفظ لنا " دليل على الدمار والتسلسل الزمني" (15)، كما لاحظت آني كوبيه. وتم العثور على لوحين يشيران إلى أن "جحافل من الأعداء" هاجمت المدينة، ومن الواضح أن الهجوم وقع في السنة الثانية من حكم ملي-شيباكMelik-shipak, ملك بابل(حوالي 1185 قبل الميلاد). وتظهر صيغة التواريخ المستخدمة بوصف العام الذي اختتم للتو على أنه " العام الذي اجتاحت فيه الجحافل المدينة l année où les tarvu ont affligé la ville "، وتُرجمت كلمة tarvu من قبل د. أرنود بمعنى " جحافل" أو الجموع التي لم يكن لدى إيمار اسماً حقيقياً مناسباً لها أو اسماً تقليداً.
جنوب بلاد الشام
كان للكارثة وقعاً ثقيلاً في فلسطين, وما يطلق عليه " إسرائيل" في العصر الحديدي, فقد دُمّر موقع ديرعلّا(يعرّف كتابياً باسم سكوت) بعد العام 1190 ق.م, حيث تظهر مستويات الدمار, إلى جانب الكثير من فخار الحقبةLH III B, وتم العثور على مزهرية تحمل خرطوشة الملكة Twosret (16). وربما تم تدمير لخيش في ذات الفترة أو بعد بضع سنين، كما تم العثور على فخار الحقبة LH III B في جميع سويات الطبقة VI في لخيش، والتي تحتوي على مستوى التدمير، ولكن هناك بعض الدلائل على أن السوية VI لم تنته حتى عهد رعمسيس الثالث. فإذا كان الأمر كذلك فإن المواد التي تعود للحقبة LH IIIB سوف تواصل ظهورها في أواخر ثمانينيات القرن الحادي عشر ق.م، أي بعد بضع سنوات من الزمن المفترض لأن تحل محلها مواد الحقبة LH IIIC بشكل عام. وقد اقترحت ترود دوثان إنشاء مستوطنة محدودة فوق الأنقاض بعد تدمير لخيش، "ربما حامية مصرية" (17). فإذا كان هذا الافتراض صحيحاً, فهذا يعني أن من بنى هذه المستوطنة لابد أن يكونوا جوداً أو موظفين يخدمون تحت رعاية رعمسيس الثالث، غير أن تدمير المدينة (وآخر استيراد لفخار الحقبة LH IIIB) حدث قبل توسع رعمسيس.
وكان الدمار هو مصير جميع المراكز الهامة على طول طريق البحر Via Maris في فلسطين، وهو الطريق القادم من مصر إلى سوريا (وبشكل خاص من غزة إلى يافا). ويبدو أن مجدو صمدت لفترة أطول بدليل استمرار السوية VI دون انقطاع من القرن الثالث عشر حتى حوالي 1150 ق.م (18). وكان من بين الضحايا الأوائل للكارثة مدن أشدود وعسقلان وعكا. و لا يتوفر, بالنسبة لأشدود، تزامن مصري للفخار يشير إلى تاريخ أبكر من القرن الثاني عشر: فالسوية XIV التي تعود لمرحلة ما قبل الدمار أنتجت فخار الحقبة LH IIIB، وفي مرحلة ما بعد التدمير تم العثور في السويةII على بعض فخار الحقبة LH IIIC:1b. قام موشيه دوثان بالتنقيب في أشدود " في الطبقة المدمرة" (حوالي 85 سم)، وكانت تحتوي على رماد، مما يشير إلى أن هذه الطبقة، في المنطقة A- B ، انتهت بحريق شديد (19). وفي عكا يمكن تحديد الدمار ببعض الدقة. ففي أدنى طبقة من الرماد "تم العثور على جعران يحمل اسم الملكة [ المصرية] توسرت، بما يدل على أن تدمير عكا لا يتجاوز العام1190 ق.م (20).
وتدل الحفريات على إعادة بناء المدينة من جديد , وتظهر اللقى أن السكان الجدد استخدموا فخاراً أحادي اللون ينتمي لمثيله من فخار الحقبة المسينية IIIC (21).
بالإضافة إلى المدن الرئيسية على طول طريق البحر، والتي كانت جميعها ستخضع للهيمنة المصرية مع بدايات القرن الثاني عشر ق.م، تم تدمير مستوطنات أصغر أيضاً في الكارثة. كان من المؤكد أن هذه البلدات الصغيرة كانت تابعة أو خاضعة للمدن الكبرى، وبالتالي يمكن أن تكون محمية بشكل غير مباشر من قبل أغلبية خاضعة للحكم في مصر. ومن بين المواقع الأصغر التي دمرت في الكارثة كانت مدن تل جمة وتل سيبور وتل جرش (22). أما في المواقع الداخلية, فقد ذكرت مواقع تعرضت للتدمير المبكر مثل لخيش و دير علّا في القرن الثاني عشر ق.م. ومن المواقع الأخرى التي دمرت في نفس الوقت، من الشمال إلى الجنوب، تل القدح (حاصور)، بيتين (بيت إيل)، بيت شيمش، تل الحسي (عجلون؟[ المذكورة في سفر يشوع 15: 39 ])، تل بيت ميرسم (دبير أو عجلون)، وخربة رابود (ربما دبير [ الواردة في سفر يشوع 15: 15]) (23). وكما هو الحال في كل مكان آخر، فقد تم حرق هذه المدن، وكان الدمار إما شاملًا أو واسع النطاق لدرجة أن عالم الآثار يفترض أنه تم تدمير المدينة بأكملها تقريباً.
وسرعن ما استولى البعض على معظم هذه المواقع الداخلية المدمرة مثل حاصور و سكوت و دبير حيث عثر على آثار أكواخ أو منازل صغيرة تعود لما بعد الكارثة, كما عثر على صوامع تخزين وأفران صهر المواد الخام (24). ومن ناحية أخرى، أعيد بناء بعض المدن القريبة جداً من الساحل حيث عثر على دلائل إعادة توطن كبير في تل أشدود وتل مور تعود لما بعد الكارثة (25).
أخيراً، هناك بعض المواضع نجت من الكارثة فثمة دلائل من القرن الثالث عشر ق.م وكل أو معظم القرن الثاني عشر ق.م تشير إلى استمرار التوطن في عدد من المواقع الرئيسية مثل بيت شان، تعنك، القدس، شكيم، جازر، وجبعون. فضلاً عن مواقع أخرى لا تظهر سويات دمار تعد لأواخر القرن الثالث عشر ق.م أو أوائل القرن الثاني عشر ق.م لأنها لم تكن مأهولة في ذلك الوقت: ومن المفارقات، أن أريحا وعاي، كانت مهجورتين في وقت الكارثة(26), وهما من المدن التي وصف لنا دمارهما بالتفصيل ( الأصحاحين السادس و الثامن في سفر يشوع و ما ذكر فيهما من حرق المدينتين و قتل جميع سكانهما).
ما بين النهرين
أقرب الكوارث لبلاد ما بين النهرين كانت تدمير نورسون تبه في شرق الأناضول والمدن السورية إيمار وربما كركميش.
تم تدمير إيمار من على يد "جحافل" مجهولة غير معروفة الاسم وربما يمكن افتراض نفس الشيء بالنسبة لنورسون تبه. ربما لعب نهر الفرات و منطقة الجزيرة الفراتية عائقاً نوعاً ما منع من وصول الارثة لما بين النهر و بالتالي شكل حماية لمدن تلك المنطقة من الكارثة القريبة و الدمار الذي شهدته بلاد الشام، ولكن من المرجح أيضاً أن مملكة آشور كانت بمثابة رادع. وبشكل عام، يتبع تاريخ بلاد ما بين النهرين في أواخر القرنين الثالث عشر والثاني عشر نمط الأزمنة السابقة (27), فقد كانت الحروب شائعة، لكنها كانت بين المتنافسين الأزليين[ أي بابل و آشور]. كانت القصور في بابل وآشور في المقام الأول تتنافس على الأسبقية، كما لعبت عيلام دوراً رئيسياً من وقت لآخر. ومن المفيد أن نرى ما كان ملوك آشور قادرين على تحقيقه قبل وأثناء وبعد الكارثة.
ربما كان توكولتي نينورتا الأول (1244 - 1208 ق.م) أعظم الملوك الأشوريين. فبعد إخضاعه للبرابرة الذين عاشوا في الشرق، في جبال زاغروس، سار عبر جبال كردستان ووصل إلى منطقة البحيرات وان وأورميا. وربما أنجز أعظم نصر له في العام 1235 ق.م ، عندما هزم ملك بابل الكاشي. ليستولي بعد فترة وجيزة على بابل نفسها، وحكمها وفقاً لحولياته لمدة سبع سنوات على الأقل. تمزقت القوة الآشورية بعد مقتل توكولتي نينورتا على يد ابنه، وسرعان ما انحصرت سيطرتها و فقدت ولاء توابعها، لكن العاصمة آشور والمدن الأخرى في قلب المملكة نجت من الكارثة. و استطاع الملك الآشوري آشور دان الأول أن يهزم بابل في العام 1160 ق.م ويستولي منها على عدة مدن حدودية. ويبدو أن خلفائه لم يجدوا صعوبة في الحفاظ على حكمهم في قلب آشور في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ق.م ، ولكن كان عليهم أن يخوضوا معركة ضد المحاربين الأخلامو Akhlamu و الآرامو Aramu (كلا الاسمين ربما يشيران إلى رجال القبائل الناطقة باللغة الآرامية) الذين باتوا يشكلون تهديداً لمناطق شمال وغرب سوريا. ولكن الخطر الأكبر يكمن في غزو عشرين ألف من المحاربين المشكيين المنضوين تحت لواء زعماء خمسة قبائل، الذين عبروا جبال طوروس وتابعوا زحفهم حتى أعالي دجلة. لكنهم انهزموا على يد تغلاتبلصر الأول (1115-1077) في معركة كبيرة في جبال كردستان.
أما في جنوب ما بين النهرين، أعادت السلالة الكاشية تأسيس نفسها من جديد في بابل بعد انقطاع على يد توكولتي نينورتا وتمتعت بأربعين عاماً آخر من التبعية، وعلى ما يبدو تم تدمير العديد من المدن في بلاد الشام في فترة حكم ملي شيباك Melik-shipak في بابل (1188-1174)، وقد عانى هذا الأخير, وكذلك ابنه من بعده, من مشاكل خطيرة. إلى أن أتت الاضطرابات في العام 1157 ق.م، عندما اقتحم العيلاميون مدينة بابل وأحرقوا أجزاء منها. وعلى الرغم من أن هذا الحادث قد يذكرنا بالكارثة، غير أن "نهب " بابل في العام 1157 ق.م يبدو محدوداً حقاً ويتناسب تماماَ مع التوقعات العادية لتاريخ بلاد ما بين النهرين: وبعد ثلاث سنوات من هزيمته و إذلاله على يد الملك الآشوري آشور- دان ,سوف يُهزم الملك الكيشي الضعيف[ زابابا- سوما- أدينا] هذه المرة على يد شتروك- ناخونته ملك عيلام و جيشه الكبير. وصوف يسمح الملك العيلامي لقواته بهدم أجزاء من المدينة، وإزالة بعض أحيائها لتلقين سكانها درساً، ثم سوف يقتلع تمثال [ الإله] مردوخ ويمضي به إلى عيلام.
وعلى الرغم من أن شتروك- ناخونته أنهى السلالة الكيشية، إلا أنه بذل جهوداً لإخضاع بابل بشكل دائم, وبالتأكيد لم يدمر المدينة بصورة تامة. وبعد فترة وجيزة من رحيله، سوف يتم إنشاء سلالة بابلية جديدة من قبل زعيم حرب من إيسين.
ولم تستعد بابل استقلالها فحسب، بل كرست بعض من سيطرتها على عدة مدن وبلدات وصولاً حتى شمال نهر ديالى.
مصر
نجت مصر, مثلها مثل بلاد ما بين النهرين، من تدمير مراكزها خلال الكارثة. و لكن هذا لم يبعد عنها الخوف من شبح الدمار, فقد كان على الفراعنة أن يقاتلوا بين الأعوام 1208 ق.م و 1176 ق بشكل متكرر ضد الغزاة الذين هددوا بفعل ما قامت به مصر في الأناضول والشام. ولأن المملكة المصرية نجت من الكارثة فقد توفر لدينا عدة نقوش مصرية تشير لما حدث هناك خلال السنوات التي فقدت فيها العديد من الأراضي الأخرى مدنها وقصورها الرئيسية.
و يمكن القول, في بعض النواحي, أن مصر لم تنج حقاً من الكارثة, غير أن هذا لم يمنعها من أن تعيش من فترة الازدهار و الأمان التي عاشتها أثناء الحكم الطويل رعمسيس الثاني العظيم, وبعد وصول مرنبتاح للحكم دخلت البلاد في حقبة من المشاكل التي أنهت فعلياُ تاريخها الطويل كقوة مهيمنة في الشرق الأدنى.
تمكن مرنبتاح ورعمسيس الثالث من صد الهجمات على مصر ومن ثم الاحتفال بإنجازاتهما بطريقة سخية، لكنهما كانا فعلياً آخر الفراعنة العظماء. وتعرض خلفاء رعمسيس الثالث لضغوط شديدة للحفاظ على أي وجود مصري في بلاد الشام. و يمكن ملاحظة بقاء بعض الحاميات المصرية في بيت شان وفي عدد قليل من المواقع الاستراتيجية الأخرى في جنوب كنعان أثناء حكم رعمسيس الرابع (1155-1149)، ولكن لا بد من اجتياحها أو الانسحاب منها قريباً (28). ويمكن القول أن آخر دليل على القوة المصرية حتى الآن شمالًا هو اسم رعمسيس السادس (1141-1133) المدرج على قاعدة تمثال برونزي في مجدو(29).أما في الوطن الأم, مصر, ترك آخر ملوك الأسرة العشرين بعض الآثار المعمارية أو النقشية، وما نكاد نصل إلى عهد الأسرة الحادية والعشرين، حتى تكون السلطة الملكية في مصر قد اقتربت من أدنى مراحل انحسارها.
وهكذا كانت انتصارات مرنبتاح ورعمسيس الثالث تمثّل النشاط الأخيرswan song للدولة المصرية الحديثة. احتفل مرنبتاح بانتصاراته في أماكن مختلفة، ولكن بشكل خاص في نقش الكرنك العظيم وعلى لوحة النصر (يشار إليها أحيانًا باسم " لوحة إسرائيل") [ اكتشفها فلندرز بتري سنة 1896 – المترجم]، في طيبة [ مدينة الأقصر الحالية] (30). ومع ذلك، من أجل أغراضنا، فإن نقوش مرنبتاح و رعمسيس الثالث مهمة ليس لأنها بمثابة الاحتفال النهائي بالقوة الفرعونية, بل لأنها تسلط الضوء على طبيعة الأخطار التي واجهتها مصر والعديد من الممالك الأخرى في الكارثة.
بدأت متاعب مرنبتاح خلال السنة الخامسة من حكمه1208 ق.م، عندما هاجم ملك ليبي يدعى ميري غرب الدلتا. أحضر ميري معه جيشاً هائلاً، معظم رجاله من ليبيا نفسها ولكن رافقه ايضاً عددٌ لا بأس به من الأعوان قدموا من "الأراضي الشمالية". وقد حددهم كاتب نقش مرنبتاح على أنهم ينتمون لقبائل الإكويش Ekwesh و اللوكّا Lukka و الشردان Shardana و الشكلش Shekelesh و التورشا Tursha (31). كما جلب أمير الحرب الليبي معه زوجته وأولاده وحتى عرشه، معرباً عن نيته تنصيب نفسه حاكماً لغرب الدلتا. حشد مرنبتاح كل قوته ضد الغزاة، وفي اليوم الثالث من الشهر الثالث من الصيف هزمهم في بيرير Periri،التي مازال تحديد مكانها موضع جدل. لقد كانت بلا شك معركة طويلة وصعبة. ووفقاً للنقش على لوحة أتريبيس Athribis ، قتل جيش مرنبتاح أكثر من 6000 ليبي، بالإضافة إلى 2201 من الإيكويش و 722 من التورشا و 200 من الشيكلش (لا يمكن تحديد عدد القتلى من اللوكّا والشردان) (32). فدبت الفوضى في صفوف الملك الليبي الذي هرب من المعركة يجلله عار الهزيمة. ويُظهر لوحة ترنيمة النصر، على الرغم من احتفالها في المقام الأول بالنصر على الليبيين وحلفائهم، أن مرنبتاح أجرى أيضاً حملة كبرى في كنعان (33). ويدعي هنا أنه "نهب" و "صالح" أماكن مختلفة، بما في ذلك العديد من المدن (عسقلان وجازر؛ ومن الواضح أن ينوعام كانت مدينة). وتم تأديب أرض كنعان وشعوب إسرائيل وحورو (34).
وحتى وقت قريب تم رفض مزاعم مرنبتاح بقيامه بحملة تأديبية في جنوب كنعان وتم النظر لها على أنها مجرد دعاية. لكن فرانك يوركو اكتشف أن النقوش الجدارية، التي نُسبت ذات مرة إلى رعمسيس الثاني والتي تصف السيطرة على عسقلان، تم تكليف نقشها بالفعل بأمر من مرنبتاح (35). ويبدو الآن أن عسقلان وجازر يجب أن يكونا قد أعلنا استقلالهما عن مصر في بداية عهد مرنبتاح، وقد أجبرت على تأدية فروض الطاعة من قبل هذا الفرعون المسن لكنه مليء بالحيوية (36). ولا بد أن المشكلة التي طرحها رجال إسرائيل كانت شيئاً جديداً. هنا لم يكن مرنبتاح يتعامل مع المدن التي كانت تقليدياً مصدر قلق لمصر ولكن مع رجال قبائل غير متحضرين.
من الواضح أن مرنبتاح حاربهم وأوقع بعض الضحايا: "بذرتهم انتهت"، على حد قوله. وبما أن جريمة رجال قبائل إسرائيل لم تكن التوقف عن دفع الجزية أو التخلي عن الولاء لمرنبتاح، فمن المحتمل أن يكون ثمة شيء غير مباشر، مثل الاعتداء على واحدة أو أكثر من مدن تابعة للفرعون في جنوب كنعان.
لا يتوفر لدينا سجلات عن الصراعات الخارجية تعود لخلفاء مرنبتاح المؤقتين. وهذا لا يعني بالتأكيد أن البرابرة على الحدود قد توقفوا عن التسبب في مشاكل أو تهديد المصالح المصرية.
بدأت الأمور الرهيبة تحدث في تسعينيات القرن الثاني عشر ق.م، وفي كنعان خاصةً كان تابعو مصر يصرخون طالبين المساعدة من الملك. لكن الممثلين الأخيرين للأسرة التاسعة عشرة - سيتي الثاني وسبتاح وتوسرت- كانوا منهمكين بأمور أخرى, فقد كان عليهم إحكام قبضتهم الضعيفة على العرش. ولكن مع تأسيس الأسرة العشرين، تعود تلك السجلات و الوثائق للهور من جديد (37). ومن الواضح أن الوضع أصبح أكثر خطورة مما كان عليه في عهد مرنبتاح. فقد واجه رعمسيس الثالث ثلاث هجمات على الدلتا على الأقل في سنواته حكمه الإحدى عشرة الأولى. وفي العام الخامس من حكمه (1182 ق.م) هاجمت قوة ليبية يمكن أن تعد بعشرات الآلاف (زعم رعمسيس أنه قتل 12535 من الغزاة) غرب الدلتا. وبعد ذلك بثلاث سنوات( 1179 ق.م) ،هاجمت مصر من جهة الشرق قوة تتكون في الغالب من الفلستيين و التجكر Tjekker، وبمساعدة الرجال الذين عرفهم كاتب النقش باسم الوشيش Weshesh و الشيكليش Shekelesh و الدونانDenyen ، وعلى ما يبدو التورشا Tursha،الأمر الذي دفع رعمسيس لمواجهتهم في معركة دجاهي البرية Djahi، في مكان ما في جنوب بلاد الشام، كما هزم فرقة مهاجمة أخرى من نفس التحالف في معركة بحرية. وأخيراً، في عامه الحادي عشر (1176 ق.م) كان عليه أن يواجه غزواً ليبياً آخر. وتشير النقوش إلى ذبح رعمسيس لحوالي 2175 من رجال المشواش Meshwesh (وأسر 1200 آخرين) (38).
إجمالاً، يبدو أن الهجمات على مصر في عهد رعمسيس الثالث شكلت أكبر تهديد خارجي واجهته مصر منذ غزو الهكسوس في القرن السابع عشر ق.م.
ملخص
كان الدمار بالنار مصير المدن والقصور في شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الكارثة. ففي جميع أنحاء بحر إيجه والأناضول وقبرص وبلاد الشام أحرقت عشرات هذه الأماكن. على الرغم من أن المجتمعات البشرية الصغيرة لم يتم تدميرها، حيث تم التخلي عنها ببساطة في أوائل القرن الثاني عشر ق.م، فقد اشتعلت النيران في المراكز الكبرى. في الواقع، في جميع الأراضي المذكورة، فقط في المناطق الداخلية لجنوب الشام، يمكن أن نعثر على الأقل على عدد محدود من المراكز المهمة التي نجت من التدمير بالنار مرة واحدة على الأقل في دوامة النكبة. وفي أعقاب الدمار، أعيد بناء العديد من المراكز، وكان عدد مدهش منها على ساحل البحر, وتعتبر ترينس وطروادة ولاليسوس وطرسوس وإنكورني وكيريون وأشدود وعسقلان أشهر هذه المستوطنات الساحلية في القرن الثاني عشر ق.م، غير أنه يمكن العثور على مستوطنات أخرى في أماك أخرى, إذ عمد الناجون من الكارثة إلى نقل أماكن توطنهم نحو أعالي الجبال كما هو الحال في شرق كريت كوسيلة ناجعة لحماية بلداتهم من أي دمار محتمل, وكانت المستوطنات الصغيرة غير المحصنة أقل شيوعاً بكثير في منتصف القرن الثاني عشر مما كانت عليه قبل قرن.
نجت مصر من الكارثة، حيث لم يتم تدمير أي من المدن أو القصور، على الرغم من أن السلطة والهيبة الفرعونية انحسرت بشدة بعد عصر رعمسيس الثالث. وفي بلاد ما بين النهرين، يبدو أن الكارثة قد ألحقت أضرارًا طفيفة حيث بقي ملوك آشور يتمتعون بالقوة حتى القرن الثاني عشر ق.م، وكانت مشاكل بابل من النوع التقليدي. ولكن في جميع المناطق الحضرية الأخرى كانت الكارثة مرادفة لحرق القصور الغنية والمدن الشهيرة.
...........
ملاحظات
العنوان الأصلي: THE END OF THE BRONZE AGE: CHNAGES IN WARFARE AND THE CATASTROPH C.A 1200 B.C
الناشر: PRINCETON UNVIRSETY PRESS. PRINCETON,NEW JERSEY,1993
المؤلف: Robert Drews
المترجم/ محمود الصباغ
.................
هوامش
1- انظر: Marguerite Yon, "The End of the Kingdom of Ugarit," in Ward and Joukowsky, The Crisis Years, 111-22.
2- وفقاً لـ Freu ،"Tablette," 398 ، ينبغي أن نخفف خفض زمن تدمير أوغاريت بعد العام 119 ق.م و ربما ليس قبل العام 1190. il faut donc abaisser la dare de la destruction d Ugarit apres 1195, sans doute pas avant 1190.
3- حول التسلسل النسبي بخصوص [ دمار أوغاريت وحاتوسا انظر H. Otten, "Die Ierne Phase desherhinschen Grossreiches nach denTexren," in Deger-jalkotzy, Griecbenland, 21 وملاحظات ليهمان في نقاشه بشأن بحث أورّين (Griecheniand, 2223).
4- انظر بهذا الشأن: RS 18.14& = no. 62 (pp. &8-89) In PRU, vol. S.
5-انظر: RS 20 .238, from {he Rap anu Archive . Translation from Michael Astour, " New Evidence on The Lat Days of Ugarit" A]A (1965), 255 .
6-الرسائل هي RS20.18,RS 5 L1 , و RS 20.238, وهؤلاء هم على التوالي 22, 23, and 24 in Ugaritica, vol. 5.
7- انظر الملخص الذي أعدته آني كوبيه... Reoccupation of the Syrian Coast after the Destruction of the ‘ Crisis Years’ " in Ward and Joukowsky, Crisis Years, 124-17.
8-انظر: R. D. Barnett, "The Sea Peoples. " CAH, vol. 2. part 2, p. 370 .
9-انظر: See G. A. Lehmann Die mykeniuh·frubigriechische Welt und der ostliche Mittelmeerraum in der Zeit der ” seevolker "·InvasionenI urn 1200 v. Chr. (Opladen. 1935), 14 , Astour, "New Evidence ," 254 Barnett , "The Sea Peoples." 370.
10-انظر: Woodley , A Forgotten Kingdom [Harmondsworth. 19.-3 ), 156-64.
11- المرجع السابق164
12-المرجع السابق
13-انظر: J. D. Hawkins, " Kuzi-Tesub and the “Great Kings" of Karkamis. " AS 38 (1988) 99-108.
14-انظر: Arnaud, "Les textes d E rnar, " 87- 92.
15-انظر: Caubet, .... Reoccupation , .. 129.
16-انظر: H. J. Franken , "The Excavations at Deir Alla, Jordan ," VT 11(1961):361-72 . Trude Dothan , "Some Aspects of the Appearance of the Sea Peoples and Philistines in Canaan, " in Deger-jalkotzy, (Griechenland 101, notes that the Twosret cartouche provides us, with " the terminus ad quem for Myc. IIIB pottery."
17-انظر: Dothan, " Sea People and Philistines, "101 cf. her review of Lachish, vol. 4, in IE] 10(1960): 58-63.
18-انظر: William Dever, "The Late Bronze-Early Iron I Horizon in Syria -Palestine : Egyptians, Canaanites , Sea Peoples: and Proro- Israelites," in Ward and Joukowsky, Crisis Years, 101.
19-انظر: M. Dothan, "Ashdod at the End of the Late Bronze Age and the Beginning of the Iron Age,” in Frank Cross, ed., Symposia Celebrating the Seventy-Fifth Anniversary of the Found of the American Schools of Oriental Research (1900-1975) (Cambridge, Mass., 1979),
20- انظر: Trude Dothan, "Sea Peoples and Philistines,~ 104. , و يتابع دوثان القول بأن الجعران "قد يوفر التاريخ الأخير terminus ante quem لتدمير مدينة العصر البرونزي المتأخر." لكنه التاريخ الأخير الذي يمكن للجعران أن يقدمه لنا فعلياً.
21-المصدر السابق: 103.
22-المصدر السابق108, و للحصول على عرض جدولي للمواقع الفلسطينية المدمرة, انظر: Dever, The Late Bronze, " 100.
23- Paul Lapp, "Th e Conquest of Palestine in the Light of Archaeology," Concordia Theological Monthly 38 (1967j : 283-300.
24- Norman Gottwald, The Tribes of Yahweh: A Sociology of the Religion of Liberated israel, 1250- 1050 B.C.E . (Maryknoll, N.Y., 1979), 195.
25- Moshe Dothan, "Ashdod,” 127-28.
26- William Stiebing. j r., Out of the Desert? Archaeology and the Exodus / Conquest Narratives (Buffalo, 1989), 80-86.
27-بخصوص تاريخ ما بين النهرين, انظر: M. Munn-Rankin, D.J. Wiseman, and Rene Labat in CAH, vol. 2, part 2 for a summary -dir-ectly pertinent to the present study see Richard L. Zettler, "Twelfth-Century B.C. Babylonia: Continuity and Change, " 174-81, in Ward and Joukowsky, Crisis Years.
28-انظر: James Weinstein, "The Collapse of the Egyptian Empire in the Southern Levant," in Ward and Joukowsky, Crisis Years, 142-50.
29-انظر: Weinstein, "Collapse, n 144 Itamar Singer, "Merneptah’s Campaign to Canaan and the Egyptian Occupation of the Southern Coastal Plain of Palestine in the Ramesside Period, “ BASOR 269 (1988): 6 .
30- بخصوص نقش الكرنك. انظر: Breasted, AR, vol. 3, nos. 572-92, و من أجل ترنيمة لوحة النصر انظر الملاحظات 602-17 و يقول ليسكو في مقالته Lesko, "Egypt," 153-55 بأن عبارة " السنة الخامسة" و "السنة الثامنة" المذكورة في نقوش رعمسيس الثالث في مدينة هابو تم قطعها بالأصل لمعبد مرنبتاح الجنائزي.
31- انظر: Breasted, AR 3, no. 574.
32- المصدر السابق no. 601( في نقش الكرنك تختلف الاشكال بصورة طفيفة)
33-نص هذه اللوحة ترجمت أيضاً من قبل ويلسون: Wilson, ANET , 376-78.
34-من أجل مناقشات حديثة لهذه النص الذي تم تداوله كثيراً, انظر: J.J. Bimson , "Merneptah’s Israel and Recent Theories of Israelite Origins," JSOT 49 (1991): 3-29.
35-في العام 1977، أثناء عمله على أطروحة الدكتوراه، قام يوركو Yurcoبفحص النقوش التي تحيط بـ "نص معاهدة السلام" واكتشف أن الخراطيش الأصلية (الموجودة تحت خراطيش سيتي الثاني) لا تخص رعمسيس الثاني، كما كان يُفترض، ولكنها تعود لمرنبتاح, انظر: , Yurco, " Merneptah’s Canaanite Campaign, " JARCE 23 (1986) : 189-2I5 and the same author s "3200 -Year-Old Picture of Israelites found in Egypt," Bib . Arch. Rev. 16 (1 990): 20 ff. و انظر أيضاً Lawrence Stager, "Merneptah, Israel and Sea Peoples: New Light on an Old Relief," Eretz -lsrael 18 (1985 ): 6 1-62. . ولتعرف على وجهات النظر العارضة لهذا التحديد, انظر: D. Redford, "The Ashkelon Relief at Karnak and the Israel Stele," IE] 36 (1986): 188- 200 for Yurco s reply see "Once Aga in, Merneptah’s Battle Reliefs at Karnak,"IEJ (forthcoming)
36-انظر: Singer, "Merneptah s Campaign," 3.
37-انظر: Breasted, AR, vol. 4, nos. 2 1-138.
38- انظر: Edgerton and Wilson, Historical Records of Ramses Ill: The Texts in "Medinet Habu " Volumes I and II , Translated with Explanatory Notes (Chicago : University of Chicago Press,1936), plate 75.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام