الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلاصة مكثفة للنظرية الجديدة للزمن ، الرابعة

حسين عجيب

2020 / 8 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


1
الزمن وتقسيماته بدلالة الحضور والغياب
الغائب أو الغياب بدلالة الزمن ، أحد نوعين فقط ، في الماضي أو في المستقبل .
الغائب ( أو الغياب ) في الماضي يبتعد ، عن الحاضر ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
الغائب ( الغياب ) في المستقبل يقترب ، من الحاضر ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
....
يوجد خلط ، وتداخل ، بين الغياب والغائب .
لكنه معروف وظاهر للحواس .
الخلط المشبوه والغامض ، والذي يتداخل مع الخداع كثيرا ، بين الغياب ( والغائب ) وبين المجهول ، أيضا الوهم ، والخيال ....وهي موضوعات فلسفية كلاسيكية .
....
الغياب في الماضي ، نوع من الزوال والفناء وهو نقيض الحضور .
بينما الغياب في المستقبل ، نوع مختلف وهو أقرب إلى الحضور منه إلى الغياب ، لكن على شكل إمكانية فقط ( وجود بالقوة ) .
تميل النظرية الجديدة للزمن إلى الفلسفة ، وبشكل واضح ، أكثر من إضافتها للعلم .
كمثال ، يمكن تفسير الصدفة بشكل منطقي ، وتجريبي ، بدلالة النظرية الجديدة للزمن ... حيث المستقبل احتمال والماضي تكرار بينما الحاضر يتضمن السبب والصدفة بالتزامن .
2
صعوبة فهم الزمن ، هل هي مشكلة عقلية أم موضوعية ؟!
صغار الأطفال بعد سن معينة ، يفهمون موضوعية الزمن ، ويعتبرون الساعة تمثل المعيار النموذجي في الألعاب والمواعيد وغيرها . وهم بالطبع ، لا يفهمون معنى الزمن وماهيته .
بينما الأكبر سنا ، ومع التقدم في العمر أكثر ، يفقدون تلك الملكة ( التعامل الموضوعي مع الزمن على المستوى الفكري بشكل خاص ) .
ومع ذلك يفشل كثير من الفيزيائيين والفلاسفة ، بفهم الصفة الموضوعية للزمن .
مثال تطبيقي ومباشر :
هذه الساعة المحددة موضوعيا ( 60 دقيقة ) التي تحتاجها قراءة كافية لنص فكري ، كتقدير متوسط ، تجسدها عملية قراءتك الآن ، لهذه الكلمات والنص مع تكملته ... من لحظة اللقاء مع هذا النص ، وحتى مرور 60 دقيقة .
يوجد اجماع على الموضوعية الشاملة للمعيار الزمني ، وهذا يسهل فهمه ، فهي تجربة يومية وبديهية وتتقبل الملاحظة والتكرار والاختبار والتعميم بلا استثناء .
ولكن المشكلة في إنكار هذا الموقف الشخصي عقليا !
حركة مرور الزمن ( الوقت ) موضوعية ، وهي منفصلة عن رغبات الانسان ومشاعره وإرادته ، وهي منفصلة عن وجوده أيضا .
( لا تتغير الساعة الموضوعية ، بسبب موت أحد أحبتنا ، تتغير مشاعرنا فقط ) .
كل فترة محددة من الزمن ( الوقت ) ، نصف ساعة مثلا ، التي يحددها الطبيب _ ة أو المحامي _ ة أو المدرس _ ة وغيرهم ، لا يوجد خلاف حول موضوعيتها ودقتها .
بالتزامن ، وبنفس الوقت ، توجد حالة فصامية ( موروثة ومشتركة ) ، أو تناقض مزمن عقلي وفكري خاصة . يتكشف ذلك في الاعتقاد الشائع بأن الزمن ( الوقت أيضا ) نسبي أو غير موجود ( غير موضوعي ) .
المثال المبتذل على ذلك فرويد وأينشتاين ، كلاهما كان يعتبر أن الزمن نسبي ، يتعلق بالشعور الفردي بالنسبة لفرويد ، ويرتبط بسرعة الحركة بالنسبة لأينشتاين .
والمثال المشترك بينهما ، ومع كثيرين قبلهما وبعدهما أيضا ، أن العاشق _ ة لا يدرك مرور الوقت ويظنه سريعا جدا ، على عكس المريض _ة أو السجين _ ة مثلا .
هل يمكن فهم هذا التناقض المستمر إلى اليوم ، وتفسيره أيضا ؟!
أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن ، تمثل خطوة حقيقية في طريق المعرفة الموضوعية للواقع ، والزمن ، والوقت الذي تقيسه الساعة خاصة .
....
....
الجدلية العكسية بين الزمن والحياة
1
طبيعة الواقع ، وأبعاده ، بدلالة الزمن والحياة
يوجد الفرد الإنساني في ثلاث حالات مختلفة ، يمكن التمييز بينها بسهولة ، مع أنها ما تزال غير معروفة بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) .
المرحلة الأولى : قبل الولادة ، وهي تشمل جميع من سيولدون في المستقبل ، وحتى نهاية الوجود ( الزمن والحياة ) .
لو تخيلنا الآن ، في حالة أحد المواليد الجدد من سنة 2022 مثلا ، ...
أين هو _ ، أو ، هي ( قبل التشكل ) اليوم 20 / 8 / 2020 ؟
الجواب المنطقي والبديهي ثنائي ، أو مزدوج :
في الزمن ، من جانب العمر ، هو ( أو هي ) في المستقبل .
بالطبع لا يمكن أن يكونا حاليا في الماضي ولا الحاضر ، حيث ما تزال سنة 2022 كلها في المستقبل فقط كاحتمال ( في مستوى الوجود بالقوة ) .
لكن في الحياة ، وهنا المفارقة ، أنهما الآن _ في الماضي _ عبر جسدي كلا الأبوين ، خلال سلالات الأسلاف المستمرة .
( أعتقد أن الحالة ، والمثال ، تستحق الاهتمام والتفكير بعمق )
المرحلة الثانية : من الولادة إلى الموت .
يعيش الانسان ، مع بقية الأحياء ، في الحاضر فقط .
لكن المفارقة ، والتي تحتاج إلى حل منطقي وعلمي ، تتمثل بالوجود الفعلي لكل من الماضي والمستقبل كيف يتشكلان ؟ والمصدر ؟! وغيرها من الأسئلة الجديدة .
المرحلة الثالثة : بعد الموت .
لحظة الموت يصير الانسان في الماضي .
2
ما هو الواقع ؟
هذا السؤال ما يزال بدون جواب علمي ( منطقي وتجريبي ) ، منذ عشرات القرون .
أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن ، تقدم الجواب المنطقي ( الفلسفي ) على الأقل ، وربما تفتح الطريق بالفعل أمام الجواب العلمي ( التجريبي ) .
....
الواقع ثلاثي البعد :
1 _ مكان 2 _ زمن 3 _ حياة ( وعي ) .
الحل المنطقي لهذه المشكلة مزدوج :
الحل الثنائي ، الوجود يتشكل من المكان بالإضافة إلى جدلية الحياة والزمن ( العكسية بطبيعتها ) .
الحل الرباعي ، الوجود يتمثل عبر تحول الاحداثية إلى حدث .
....
الحل الثنائي ، المكان ثابت بينما الحياة والزمن جدلية عكسية .
الوجود بدلالة الحياة ، يتسلسل بشكل ظاهر ومعطى مباشرة للحواس :
1 _ الماضي ، وهو البداية ومصدر الحياة . ومن قبله وأقدم منه الأزل ، حيث لا يمكن الابتعاد أكثر من ( اللانهاية ) منطقيا ، حتى في الخيال .
2 _ الحاضر ، حيث نوجد الآن ( أنت ، وأنا وجميع الأحياء ) ، وهو مجال التقاء الحياة والزمن ، لا يوجد الزمن بشكل منفصل عن الحياة ، ولا العكس أيضا .
3 _ المستقبل أو الوجود بالقوة ، ويتحدد بالنسبة للفرد بين الحاضر ، ...وحتى لحظة الموت .
وأما الوجود بدلالة الزمن فهو على العكس تماما ، حيث البداية من المستقبل ، ثم الحاضر ، والماضي أخيرا والمرحلة الثالثة .
المستقبل يمثل البداية ومصدر الزمن ، وقبله الأبد ، حيث لا يمكن الابتعاد أكثر من ( اللانهاية ) .
تبقى مشكلة المنتصف أو الصفر ، وهي يمكن أن تتحدد بشكل افتراضي بين إحدى اللانهايتين الموجبة والسالبة .
وأما الحل الرباعي ،
فيكون عبر تحول الاحداثيات إلى أحداث ...
وهو تضمن الحل الأول كما أعتقد ، وربما يكون العكس صحيحا .
الاحداثية نقطة معرفة بثلاثة أبعاد ( أرقام ) : طول وعرض وارتفاع ( أو عمق ) .
أنت وأنا والعالم ( وأي نقطة في الكون ) إحداثية .
تتحول الاحداثية إلى حدث ، بعد إضافة الزمن ( البعد الرابع ) .
....
بعد لحظة تحول الاحداثية إلى حدث ، تنشأ ظاهرة مدهشة ( ومفارقة ) ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون استثناء :
1 _ الحدث ( الفعل أو السلوك أو صورة الظاهرة الطبيعية ) يبتعد عن الحاضر إلى الماضي الأبعد ، ثم الأبعد ( في اتجاه الأزل ) ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
2 _ الكائن ( الانسان أو الحيوان أو النبات ) يبقى في الحاضر ، حتى لحظة الموت ، حيث ينتقل إلى الماضي ( وليس إلى المستقبل ) .
يمكن الاستنتاج ، وهذه قفزة جريئة ، أن الكائن يوجد أولا في المستقبل ( قبل الولادة ) ، وفي المرحلة الثانية يكون في الحاضر ( طوال العمر ) ، وينتقل إلى الماضي مع الموت .
....
ليس الحاضر بداية ، بل مرحلة ثانية بالنسبة لكل من الزمن والحياة .
الحاضر نتيجة = سبب + صدفة .
3
الزمن ( طبيعته ، وحركته ، وسرعته ، واتجاهه )
1 _ طبيعة الزمن :
بالإضافة إلى التصور الميتافيزيقي للزمن ، يوجد موقفين من الزمن :
1 _ اعتبار الزمن مجرد تركيب عقلي ، أو نظام رمزي يشبه الرياضيات وغيرها ، ولا يوجد مقابل موضوعي له في الواقع والكون .
2 _ اعتبار الزمن حركة ، ونوع أولي من الطاقة ، ويمكن تشبيهه بالماء بالنسبة للسمك .
لكن ، وبصرف النظر عن أي من الموقفين يمثل الطبيعة الحقيقية للزمن أو الوهمية ، لا يغير من الأمر شيئا بالنسبة للوقت .
الوقت هو الجزء المحدد من الزمن ، بشكل موضوعي ودقيق ، وهو ما تقيسه الساعة .
بينما الزمن يتضمن ، بالإضافة إلى الوقت ، الجانب المطلق والمجهول بطبيعته .
2 _ حركة مرور الزمن :
لا أحد يجهلها ، ولا يمكن أن ينكرها عاقل_ ة .
3 _ اتجاه حركة الزمن :
يمثل اتجاه حركة الزمن ، بؤرة الاختلاف بين النظريات الأربعة للزمن
_ النظرية الكلاسيكية ، تعتبر أن التسلسل الزمني ( سهم الزمن ) :
1 _ الماضي 2 _ الحاضر 3 _ المستقبل .
_ النظرية النقدية ، ترفض فكرة الحركة للزمن ، ومعها موقف التنوير الروحي ، يعتبر الزمن هو الحاضر فقط .
_ النظرية الحديثة ، تعتبر أن حركة مرور الزمن غير محددة في اتجاه ، أو سرعة .
_ النظرية الجديدة للزمن ، تعتبر أن حركة الزمن عكس حركة الحياة :
1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي .
4 _ سرعة حركة الزمن :
للزمن نوعين من الحركة ونوعين من السرعة أيضا :
1 _ الحركة التعاقبية ( من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر ) ، وهي التي تقيسها الساعة .
2 _ الحركة التزامنية ( وتتمثل بالتوقيت المختلف بين بلدان العالم والمدن الكبرى ) .
وهذه السرعة ، التزامنية ، تتحد بدلالة سعرة الضوء ، وتتجاوزها على الأرجح .
....
ملحق

الحاجة إلى تنظيم الوقت _ تحديده وقياسه _ قديمة وهي تشمل الأسباب العديدة والمتنوعة التي تفسر تطور الساعة الحديثة ، بالمقارنة مع استمرار الفهم الخاطئ للزمن ( طبيعته ، وحركته ، وسرعته ، واتجاهه ) . والأهم من ذلك كما أعتقد ، المقاومة الكبيرة للأفكار الجديدة ، كما يحدث مع النظرية الجديدة للزمن حيث يتكرر رفضها قبل قراءتها وفهمها .
1
نسبية الزمن ، أو رفض الحقائق الثابتة ، حلم طفولي ، وأعتقد أنه رغبة نرجسية أولية .
الساعة الحديثة تجسد معيار الزمن ، ومقياسه الصحيح والدقيق ، الموضوعي والحقيقي .
الساعة البيولوجية تعبير مجازي ، ورمزي ، يضلل أكثر مما يوضح بحسب تجربتي .
....
نسبة من لا يتعاملون مع حركة الزمن ( أو سرعة الوقت ) على انها ثابتة وحقيقية ، ومحددة بدقة وموضوعية ، نسبتهم أقل من واحد بالمئة .
بعارة أوضح ، يتعامل غالبية البشر ، في مختلف الثقافات والمجتمعات ، مع الساعة كمعيار مثالي ، بالتزامن مع ذلك ينكرون الجانب الموضوعي في الزمن والوقت ؟!
كيف يمكن تفسير ذلك الرفض العقلي والعاطفي ، الشامل !؟
....
من في زمننا لا يستخدم الساعة كمعيار موضوعي ، مشترك وتبادلي ، مع النفس والآخر !
....
السؤال الأهم عن المكان ، مكان الحياة ومكان الزمن .
مكان الماضي ومكان الحاضر ومكان المستقبل ، هي واحد أم ثلاثة ؟!
وربما تكون غير ذلك ، اكثر أو أقل .
أليس للزمن مكانه ( موقعه ) الخاص ؟!
2
من منا لا يغضب عندما يتخلف الشريك_ ة في موعد عاطفي أو غيره !؟
أليس في الغضب من التأخر ، دليل عملي وتجريبي على موضوعية الوقت ؟
....
صعوبة فهم الزمن مشكلة موضوعية أم عقلية ؟!
موضوع ما يزال خارج مجال الاهتمام العلمي ، وخارج الاهتمام الثقافي بالعموم .
....
الحاضر مشكلة الزمن ، والزمن مشكلة المعرفة الحديثة ، والعلم بصورة خاصة .
الحاضر نسبي ، ودينامي بطبيعته . بالتزامن ، الحاضر يتوسط الماضي والمستقبل ، حقيقة يصعب تقبلها ! ماذا عن فهمها ودراستها بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) ؟
الحاضر بالنسبة للإنسان يشبه الماء بالنسبة للسمك ، إلى درجة تقارب المطابقة .
بينما يمكن تشبيه المستقبل والماضي بما فوق سطح الماء وما تحته ، لكنه تشبيه بعيد .
3
الماضي والمستقبل اتجاهان ، بدلالة الحاضر ، حيث الماضي خلف الحاضر ويبتعد بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة ، بينما المستقبل بالعكس ، يوجد أمام الحاضر ويقترب بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ( التي يبتعد فيها الماضي ) . هذه ظاهرة مباشرة وعامة .
الماضي والمستقبل اتجاهان يتعاكسان بدلالة الحاضر ، لكنهما يتوافقان تماما في السرعة .
وحتى في الاتجاه ، يتوافق الماضي والمستقبل بدلالة الزمن لوحده ( أو الحياة ) .
وهذا ما يوضح أن مشكلة الزمن ، بتقسيماته الأساسية ( الثلاثة ) ، لغوية بالدرجة الأولى ، وفكرية بالدرجة الثانية ، وعلمية وثقافية في المجمل .
....
كيف يمكن حل هذه المشكلة ؟!
هذا النص محاولة ، جادة ، للحل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقدمات و خلاصات كثيرة
ايدن حسين ( 2020 / 8 / 23 - 10:32 )
مقدمات عادية و مقدمات مكثفة و خلاصات عادية و خلاصات مكثفة
و تكرار نفس العبارة اليتيمة
لا ادري ما الفائدة من هذه المقالات
الحياة اصلها من الماضي .. حيث لولا الجد لما كان هناك حفيد
و ماذا بعد
و احترامي
..

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي