الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (4-7)

سلام ابراهيم عطوف كبة

2020 / 8 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المعرفة والحقيقة

يقول جون ديوي في الفصل الاول من كتابه(البحث عن اليقين)بأنه كان من الاخطاء الاساسية لنظريات المعرفة،فصل المعرفة البشرية عن التطبيق(العمل)البشري.ثم يواصل القول بأن العمل محفوف دائما بالخطر وعدم اليقين،ولكن البشر حاولوا البحث في المعرفة عن شئ يتعين بصورة مطلقة،غير محفوف بأي مجازفة من مجازفات الحياة العملية،ولهذا السبب فهم حاولوا ان يجدوا كموضوع للمعرفة بعض الاشياء الخالدة الثابتة.الا ان هذا بحث مبني على الوهم.ان الواجب هو بالاحرى قبول مخاطر الحياة العملية،والتقليل منها عن طريق المعرفة التي من شأنها ان تمنحنا سيطرة اكبر عليها بشكل فعال.(ان البحث عن اليقين يصبح بحثا عن اساليب السيطرة)(39).ان اليقين الذي تملكه المعرفة ليس يقينا(مطلقا)يتوهمه المثاليون،بل هو(يقين عملي)يجب اكتسابه بالاساليب التجريبية(بالبحث).
ان ديوي يدخل بحق في النظريات التي تفترض المعرفة(المطلقة)،ليس فقط النظريات العلوية(تراتسندنتالية)التي ترى اننا نملك اساليب غير تجريبية للمعرفة،بل ايضا نظريات اولئك الوضعيين(كبرتراند رسل)التي تفترض بأننا نملك معرفة تجريبية يقينية بصورة مطلقة،اي معرفة(مباشرة)للمعطيات الحسية(ما يسميه رسل: المعرفة بالتماس)(40).ويكتب ديوي معارضا هذه الآراء ما يلي: (ان كل قضية خاصة من قضايا المعرفة تتكون بنتيجة بعض الابحاث الخاصة.ان المعرفة هي اسم لنتائج البحوث الكفوءة.ان دخول الشئ في نطاق المعرفة يعني انه تقرر اعتباره تحت التصرف كمصدر لبحوث جديدة،ولا يعني انه منزه عن اخضاعه لاعادة النظر في البحوث الجديدة)(41).

المعرفة كقدرة مضمونة على التأكيد

يرى ديوي بأن اساليب البحث(الكفؤ)التي تنتج ما يمكن ان نضمه الى المعرفة،قد امكن اكتشافها ولا تزال تكتشف في مجرى التطور الاجتماعي.(نحن نعلم بأن بعض اساليب البحث هي خير من الاساليب الاخرى،بنفس الطريقة التي نعلم بها ان بعض اساليب الجراحة والفلاحة وفتح الطرق والملاحة..الخ هي خير من الاساليب الاخرى.انها الاساليب التي اثبتت التجربة حتى اليوم انها خيرة الاساليب المتوفرة لتحقيق بعض النتائج المطلوبة)(42).ان امكانية الثقة بمثل هذه الاساليب قد جربت على احسن ما يكون،وانها تنتج نتائج تعطي ضمانة عملية نعبر عنها باطلاق كلمة(المعرفة).ان هذا يعني حسب ديوي بأن اساليب(البحث الكفوء)قد نشأت على مجرد اساس(للتجربة والخطأ).فبتجربتنا لجميع الاساليب،نعثر على بعض الاساليب المفيدة لاغراضنا اكثر من الاخرى – اي التي تؤدي الى النتائج المرجوة – ولذلك فنحن نتخذها مؤقتا.انها مجرد تجارب ناجحة،وليست اساليب اتبعت لانها تستند الى اساس عقلي.وهكذا فان ديوي ينكر منذ البداية ان اساليب اكتساب المعرفة لها اي اساس عقلي،كأساليب تعكس الحقيقة الموضوعية في افكار الناس بصورة صحيحة.
ويقارن ديوي رأيه الخاص بالمعرفة(بالمذهب القائل بأن المعرفة هي تناول مشاهدة الحقيقة من دون عمل اي شئ لتغيير حالتها السابقة.ان المعرفة هي ليست عمل متفرج خارجي،بل عمل مشترك في داخل المسرح الطبيعي والاجتماعي)(43).اننا نملك المعرفة بقدر ما نملك الافكار – نتاج البحث – التي تعلمنا التجربة ان نثق بها بمعنى عملي.ان الخصيصة الاساسية للمعرفة حسب ديوي،هي ان تملك المعرفة يؤدي الى العمل الناجح.ان التفكير يمهد لنماذج من السلوك.انه ينتج المعرفة عندما يتبع بعض الاساليب المجربة جيدا،فيكتسب بذلك اقصى حد من امكانية الثقة العملية.ان هذه الامكانية للثقة العملية هي التي تكون في نظر ديوي الطابع الاساسي للمعرفة،وليس اي انطباق للافكار على الاشياء المنعكسة في الفكر.
وربما افترض المرء بأن امكانية الثقة العملية قد تكون نفسها نتيجة لانطباق الفكر على الحقيقة،تماما كما ان انطباق الفكر على الحقيقة يمكن ان يختبر في امكانية الثقة به في العمل.ان ديوي يعارض رأيه في امكانية الثقة العملية باعتبارها خصيصة المعرفة،بأي رأي آخر يذهب الى ان المعرفة هي انطباق لفكرنا على الحقيقة الموضوعية.انه يلح كل الالحاح على انه،كما ان المعرفة هي ليست (مشاهدة الحقيقة)من قبل (المتفرج)،فهي كذلك ليس لها اي موضوع يتمتع بحقيقة مستقلة عن فعل المعرفة نفسه.(ان الافتراض بأن موضوع المعرفة الحقيقي والصحيح يتمتع بكيان سابق على عمليات المعرفة ومستقل عنها)هو حسب رأي ديوي خطأ اساسي.(ان موضوع المعرفة الحقيقي يكمن في نتائج الفعل المباشر.ان الحقيقة السابقة النموذجية لا يمكن ان تكون نموذجا يجب ان تنطبق عليه نتائج البحث.ان مواد المعرفة توجد كنتائج للافعال المباشرة،وليس بسبب انطباق الفكر او الملاحظات على شئ ما،سابق الوجود)(44).
ان ديوي يلخص ما يعتبره الطابع الاساسي للمعرفة،في عبارة ان المعرفة انما هي(قابلية التأكيد المضمونة)(45).اي اننا انما نعرف الشئ عندما تكون لدينا ضمانة على تأكيده،اي على العمل عليه.وهذه الضمانة لا تتضمن كون الشئ موضوع المعرفة منطبقا على المواد التي نعالجها والتي يسميها ديوي(الحقيقة النموذجية)،بل تتضمن فقط انها نتاج لبحث يستخدم الاساليب الكفوءة،ولذلك فيمكن الثقة به للاغراض العملية.اما(موضوع المعرفة)او(ما نعرفه)فهو ليس الحقيقة المادية،بل بالاحرى(نتائج العمل المباشر).
وهكذا فأن معرفتنا حسب ديوي لا تكشف عن صورة تقترب اكثر فاكثر من الكمال والصحة للعالم المادي ومكاننا فيه،وللقوانين الموضوعية لحركة الطبيعة والمجتمع،بل هي بالاحرى تقدم جهازا يزداد كفاءة وتعقيدا،لقياس نتائج العمل.وبهذه الطريقة يتبع ديوي بيرس وجيمس في تعديل الوضعية التقليدية التي كانت تقول بأن النظريات والمعتقدات والمعرفة هي قواعد للتنبؤ بالاحساسات،بالقول بأنها بالاحرى(قواعد للعمل).
ان هذه النظرية للمعرفة(كقدرة مضمونة على التأكيد)،قد كلفت تلامذة ديوي جهدا كبيرا للعمل،في محاولاتهم تفسير المعنى المقصود من ذلك.الا ان الاسلوب المكشوف للطلب الى ديوي لتفسير نفسه بوضوح،لم يثبت جدواه في العمل،فليس هناك اي بحث من بحوثه واضحا وخاليا من الغموض،بل قد يبدو ان الغموض والابهام هو جزء من جوهر نظرية المعرفة لديوي بالذات.

الحقيقة كأتفاق بين "الخطة وتنفيذها"

وخلال ذلك،يمكن ان يلاحظ بأن تقدير ديوي للمعرفة مرتبط تمام الارتباط بآرائه عن الحقيقة- ذلك لأن من البداهة ان ما هو موضوع للمعرفة لابد ان يكون حقيقيا.وسأنتقل الآن الى ما يقوله ديوي حول هذا الموضوع المشترك.يقول ديوي في(المقالات في المنطق التجريبي)بأن الشخص العلمي يعتبر الحقيقة هي(ما يمكن قبوله بالدليل المناسب)(46).ويظهر انه يعتقد بأن هذا القول يجب ان يكون مقبولا لدى جميع رجال العلم،حتى من دون دليل اطلاقا.الا ان هذا الرأي قابل للمناقشة وان المسائل التي يطرحها من شأنها ان تساعد على الوصول لتثمين سليم لنظرة ديوي للمعرفة والحقيقة.
من الصحيح دون شك،ان الرجل العلمي سوف يقبل كشئ حقيقي(ما هو مقبول بالدليل المناسب).اما ما يفتقر الى البرهان،فانه سوف يكف عن اعطاء حكمه عليه.الا ان هذا يختلف عن القول بأن ما هو حقيقي،بأن الحقيقة بالنسبة للعلم لا تختلف عما هو مقبول بالبرهان المناسب.لاحظ مثلا جملة كالآتية: (هناك حياة على كوكب المريخ)،فبالنظر لعدم وجود دليل يؤيد او يفند هذه الجملة،سوف يكف الرجل العلمي بالتأكيد عن توريط نفسه بالقول ايجابا او سلبا بأن هذه الجملة صحيحة او خاطئة.ولكنه سوف يسمح لنفسه بالتأكيد على القول باحتمال صحة الجملة،باحتمال صحتها الآن،بالرغم من عدم وجود الدليل عليها.فاذا اوجد احد الفلكيين الدليل على صحة ذلك فسوف تدخل الجملة عندئذ في قائمة الآراء التي يعتبرها العلم حقيقية.الا ان قليلا من رجال العلم سوف يقولون بأن الآراء لم تكن حقيقية الا بعد دخولها القائمة المذكورة.
وهكذا يمكن ان يكون حقيقيا(ان هناك حياة في المريخ)،حتى ولو كنا لا نملك حتى الآن الدليل الكافي على هذه الحقيقة.ان العبارة تكون حقيقية اذا كان هناك فعلا حياة على المريخ،اي اذا كانت هذه(الحقيقة النموذجية)المريخ – حسب تعبير ديوي – قد ادت الى تكون عضويات حية فعلا،(قبل)اي بحث من قبلنا.ان الحقيقة شئ والدليل شئ آخر تماما.الا ان ديوي يرفض بثبات،ويمكن القول بالحاح،هذا التمييز.
ويضع ديوي المسألة بالشكل التالي عند الكلام على(الانطباق او الاتفاق)بين الجملة والواقعة،وهو الامر الذي يفترض ان يكون جوهر الحقيقة: (ان الانطباق او الاتفاق المذكور يشبه الانطباق او الاتفاق بين اختراع ما والشروط التي قصد الاختراع تلبيتها)(47).ان العلم هو كاشف وحسب.مثال ذلك ان الراديو اختراع يقصد به تيسير الاتصالات وهو يساعد فعلا على ذلك،اي يتفق مع الضرورة التي قصد ان يلبيها،وبنفس الطريقة يفترض ان تكون الآراء حول امواج الراديو مقصود منها مساعدتنا على انشاء اجهزة الراديو،ولهذا فيقول ديوي بأن حقيقة تلك الامواج تكمن في حقيقة كونها تساعدنا على القيام بذلك.يجب عدم القول انها تصف لنا عمليات فيزيائية موضوعية،يمكن ان نتعلم استعمالها لاغراض الاتصال.ان الآراء الصحيحة،ولو انها تقبل(بالدليل المناسب)،فهي مع ذلك(اختراعات)،اي انها اختراعات لفظية تكيف لتوجيه سلوكنا نحو اهداف معينة،وتكمن حقيقتها في حقيقة كونها تساعد على بلوغ الاهداف المذكورة.
ولأجل ان لا يحصل اي خطأ حول ذلك،يكرس ديوي فصلا كاملا لموضوع(ضبط الافكار بالحقيقة)(48).ان هذا الفصل يشير الى الحادثة التي سبق ان اشرت اليها سابقا حول ضياع شخص ما في الغابة.ومن حسن الحظ ان لهذا الشخص(فكرة ما عن طريقه الى الدار)،وبالعمل على هذه الفكرة ينجح فعلا الى الوصول الى الدار في آخر الفصل.ان فكرته عن الطريق الى الدار عبر الغابة،كما يقول ديوي،قد ضبطها الرجل بالحقائق.فهل يجب هنا القول،بأن الفكرة التي وضع الرجل بناء عليها خطته في الرجوع الى الدار كانت تتفق مع المحيط الحقيقي الموضوعي للغابة؟
يجيب ديوي بالسلب اطلاقا:لأن هذا معناه افتراض الغابة (كحقيقة نموذجية سابقة الوجود)،و(النموذج الذي يجب ان تتفق معه نتائج البحث).ان الاتفاق بين فكرة الرجل والواقع،لم تكن الا(الاتفاق بين خطة ما وتنفيذها).وبنفس الطريقة،يجب ان لا يعتبر المسافر في لندن او نيويورك او موسكو الذي يدرس خارطة نظام(المترو)للوصول الى وجهة معينة،يجب ان لا يعتبر الخارطة المذكورة متفقة مع اي انفاق(نموذجية)وموجودة(بصورة مسبقة)تحت اقدامه.انه يجب اعتبارها فقط كخطة للعمل،وجدها كثير من المواطنين نافعة،وسوف يجدها هو الآخر جديرة بالثقة والاطمئنان.
ومن الطبيعي ان الخارطة تخدم فعلا،ومقصود منها ان تخدم كخطة للعمل.الا ان النجاحات المستمرة في السفرات المصممة بصورة صحيحة على اساس مثل هذه الخارطة،مرجعها من دون شك طبيعة كونها تتفق – وكان مقصودا من رسمها ان تتفق – مع (حقيقة نموذجية سابقة الوجود)اعني المترو.وبملاحظة مثل هذه الامثلة،يبدو ان الرجال العلميين والعمليين الذين يتحدث عنهم جون ديوي،يتجولون في غابات،ويسافرون في قطارات ارضية تفتقر الى اي(حقيقة سابقة الوجود).انهم يختلفون عن الكائنات التي تحفل بها كتابات المثاليين الذاتيين الآخرين،فقط لأنهم يتجاوزون نطاق(الملاحظة)،ويستجيبون للدوافع،ويرسمون الخطط وينفذونها.انهم ينصرفون الى اعمالهم الدنيوية،الا ان العالم الذي يسكنونه،لا يقل مطاطية ووهما،عن عالم(المعطيات الحسية)او(التجربة الخالصة).فليس من الغريب اذن ان يكون تقدير ديوي لكلا المعرفة والحقيقة،قد جاء بالضرورة في غاية الاضطراب.
ان ديوي في كتابه(المنطق)يخطو بآرائه عن الحقيقة مرحلة اخرى،بانكاره صراحة ان (الآراء)يمكن ان يقال عنها انها صحيحة او خاطئة.ان الآراء كما يقول يجب اعتبارها مجرد(وسائل)،و(قد كانت الوسائل بذاتها ليست صحيحة او خاطئة،لا يكون الصواب او الخطأ صفة من صفات الآراء.ان الوسائل اما ان تكون فعالة او غير فعالة،ذات اهمية في الموضوع او عديمة الاهمية،تؤدي الى التوفير او التبذير..)(49).ويمكن الاستنتاج من ذلك،بانه ليس الرأي،بل تأكيده هو الذي يمكن وصفه بالحقيقة او الخطأ.انه حقيقة عندما يكون نتاجا لبحث كفوء،ويؤدي الى انجاز الاهداف التي وجه البحث اليها.
ان المغزى الحقيقي لهذا الرأي في الحقيقة،يمكن ادراكه بملاحظة مثل بسيط.خذ مثلا هذه الجملة: (ان المصير الظاهر للولايات المتحدة هو السيطرة على العالم).ومنذ ان اقترح هذا الرأي من قبل المؤرخ البراغماتي جون فيسك،فقد اكد الرأي المذكور في كثير من الاحيان.ان(المنطق)البراغماتي يعلن بأنه لا يمكن ان تثار هنا مسألة(حقيقة)هذا الرأي،بمعنى استناده او عدم استناده الى اي اساس في الحقيقة الموضوعية،اذ انه مجرد وسيلة فعالة او غير فعالة،ذات اهمية او عديمة الاهمية،للحصول على هدف مرغوب فيه – هو السيادة العالمية في هذا الافتراض.فهل ان(البحث الكفوء)- اي عملية تجربة الرأي في العمل – يدل على انه وسيلة فعالة للهدف المذكور؟نعم انه يدل على ذلك،لأن التأكيد المكرر للرأي المذكور،مصحوبا باجراءات اخرى(فعالة)و(ذات اهمية)،قد احدث بعض النتائج الايجابية في اماكن كثيرة.وعليه فان تأكيد هذا الرأي هو تأكيد حقيقي(صحيح).ان المنطق البراغماتي ونظرية الحقيقة البراغماتية يبرران مثل هذه التأكيدات،وهذا بالطبع هو الاساس الحقيقي للتأكيد،وللتأكيد المستمر،للمنطق ونظرية الحقيقة البراغماتيتين.

الهوامش

(39) ديوي: (البحث عن اليقين)،ص 124.
(40) ديوي: (المنطق)،الفصل الثامن.
(41) نفس المرجع،ص 8 - 9.
(42) نفس المرجع،ص 104.
(43) ديوي: (البحث عن اليقين)،ص 188.
(44) نفس المرجع،ص 188.
(45) (المنطق) – ص 9 .
(46) ديوي: (مقالات في المنطق التجريبي)،ص 63.
(47) نفس المرجع،ص 24.
(48) نفس المرجع،الفصل الثامن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا