الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لرواية النوم في حقل الكرز للكاتب أزهر جرجيس

غادة عريم

2020 / 8 / 24
الادب والفن


النوم في حقل الكرز
أزهر جرجيس
إذا سقط الجندي سقطت الأوطان من بعده!! عبارة من الصفحة 160 من الرواية, وهي ليست العبارة الوحيدة التي استوقفتني من الرواية. كثير من العبارات تحمل المعاني التي تعايشنا معها طوال عمرنا لكننا فشلنا بالتعبير عنها فأجاد الكاتب أزهر بذلك.
تبدأ الرواية بعبارة للكاتب( جاك بريفر ) الحياة حبة كرز نواتها الموت!!
الحياة تبهرنا بلونها البراق ولكن بعد وقت قصير تنتهي حبة الكرز ذات النكهة الحلوة و تبقى نواتها الميتة, حتى لو غرسناها لا نعلم هل ستحيى أم تموت وتبقى بتلك الأرض التي نقلناها لها.
الرواية عبارة عن قصة مهاجر تصله رسالة من الوطن بها طلب للحضور لاستلام جثة والده الذي لا يتذكر حتى شكله. وتبقى صورة الأب مبهمة تمثل الوطن الضائع مجرد إطار يخلو من التفاصيل وحتى صورة ركام العظام الذي يجده يفقده, الأب هو الوطن المفقود.
لماذا هاجر الشاب (سعيد) ؟ السؤال الذي نعرف إجابته كلنا و لا يهم إذا اختلفت بعض التفاصيل يبقى السبب واحد وهو الخوف من الظلم. يجسد الكاتب انتقال الشاب في البلدان. في كل بلد معاناة مميزة. فالرواية توثيق لتلك المراحل, فلو أردت عزيزي أن تعرف تفاصيل الهجرة فعليك بقراءتها.
ويبقى صوت الاحداث يدوي في عقل و فكر الشاب سعيد حتى وهو في وطن يحتضنه و يقدم له كل أنواع الرفاهية . فكل صوت و كل صورة تحمله الى ما مر به من أحداث لا يمكنه الانفصال عنها. ولكنه وكما يقول في الرواية ان الاوهام تجعل الحياة قابلة للعيش. والعراقي بالذات يصفه مثل السمك الذي ان خرج من النهر شعر بالاختناق لكنه يصنع لنفسه الاوهام فيتقبل الحياة ويدمن على ركلات الحياة حتى لا يكترث.
المهاجر يحمل أسماً نرويجياً نسبة الى حبيبته التي فضلت البقاء وحيدة تصارع الموت. تحليل الشخصيات و أعماق النفس التي أستخدمها الكاتب أعتبره سجلا يُستعان به لتعريف الشخصيات الغربية والعربية من حيث التفكير والتصرف , الحقيقة رواية عميقة تحتاج لقراءات عديدة وقد عمدت خلال قراءتي أن أضع بعض القصاصات الورقية للرجوع الى النص ثانية.
القفز عبر الأزمان أو خداع الأزمان, تقنية جديدة أقرأها إنها ليست الرجوع بالزمن الى الوراء فقط بل هي التواجد بمكانين بنفس الوقت . في حين يجد المترجم الرواية يستمر الراوي الثاني بالسرد فنتعرف على سعيد ينسن لندخل السخرية السوداء و كسر قيود الزمن و تلك النمطية الجديدة في الكتابة التي تنقلنا عبر المحيطات والاحداث شكلت ملحمة حين تبدأ بقراءتها لا يمكن أن تضع الكتاب جانباً إلا وانت تحاول الوصول الى النهاية وتقنط لأنه أنتهى فتمسك الكتاب لتقرأه ثانيةً لتتأكد إنك فهمت صح. أو لعلي أصف انطباعي حين قرأتها.
كما يصف نفسه الكاتب إنه ابن دار السلام ,حفيد كالكامش و ابن خال حمورابي و لكنه نشأ في مدن لا تعرف متى تنتهي حرب لتبدأ أخرى وبالنهاية لا يكون سوى رقما من ارقام اللاجئين فيكون طريق الراحة النوم في حقل الكرز, إنها سريالية عجيبة.
(حين يختلط البكاء بالضحك, يدل على أن منسوب التفاهة في الحياة قد أرتفع , ولا حلّ لديك سوى المضي معها ) جملة من الرواية ولكنني أقول أن هذا يعني نسبة الوجع أصبحت عالية فأنتجت هذا الإبداع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا