الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي

صالح لفتة
كاتب

(Saleh Lafta)

2020 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في أربعينيات القرن الماضي وضع وزير خارجية بريطانيا في ذلك الحين أنتوني ايدن الأسس الاولية للجامعة العربية وأعلن تأييد بريطانيا للعرب لتأسيس كيان جامع لهم من اجل ان تكون هناك وحدة في المستقبل وبعد فترة تم اجتماع بقيادة النحاس مع ممثلين عن سوريا ولبنان للتباحث حول الوحدة العربية .
وفي عام 1945 تم الاتفاق على تأسيس الجامعة العربية بعد أن اجتمع ممثلين عن مجموعة من الدول العربية وهي مصر وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن وتم إعلان الجامعة العربية رسميا.
من أهم المبادئ التي يرتكز عليها ميثاق الجامعة العربية هو احترام حدود كل دولة في الجامعة واحترام قرارها السياسي ونظام الحكم فيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ويحق لجميع الدول العربية الانضمام للجامعة العربية وقرارات الجامعة العربية تتخذ بالإجماع.
كان هذا البند من أهم البنود التي ذهبت ب احلام العرب بتحقيق الوحدة والتكامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي أدراج الرياح وجعلت العرب مجرد دول متناحرة لا قرار جامع لها حتى في قضاياها المصيرية.
معنى هذا البند أن الدول التي ليس فيها ديمقراطية ولا تجري فيها انتخابات والحكم يورث جيل بعد جيل تفرض رأيها على دولة أخرى وتتدخل فيها علانيةً وسراً.
وأنه لا يمكن تحقيق أحلام الجماهير العربية في أن يكون هناك نظام ديمقراطي يحق للشعوب اختيار حكامها خصوصاً بعد الوفرة في اموال البترو دولار وصارت دول عدة تبيع قرارها لمن يدفع اكثر فاصبحت الجامعة العربية رهينة لدول معينة ومجرد عامل تضعيف واهانة وتمرير للقرارات التي تريد أمريكا تمريرها لذر الرماد في العيون وتخدير الشارع العربي عكس الاتحاد الأوروبي .
مر الاتحاد الأوروبي بمراحل عديدة حتى وصل لما نراه اليوم من تكامل اقتصادي واستقرار سياسي وازالة الفوارق بين مواطني دوله المختلفة ، وتم إيجاد هوية جامعة بين دول الاتحاد رغم الاختلافات الكبيرة في اللغة والتاريخ والجغرافية.
السبب يعود بهذا التطور لان دول الاتحاد الاوربي ادركت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حاجتها لمزيد من التسهيلات والقوانين التي تحفظ تفوقها وحماية أسواقها وزيادة تأثيرها في العالم وكذلك منع الأسباب التي أدت للحروب بين دول الاتحاد في السابق والتي كانت اغلبها اقتصادية .
لكن المسؤولين في دول الاتحاد بما ان قرارهم سيادي وليس هناك من يفرض عليهم قرارات ومصالح تخالف مصالح شعوبهم وأن القرار الأول والأخير بيد الشعب لذلك كان نظامهم المبني يلبي طموحات الشعوب .
فلا يمكن لدولة من أوروبا تريد الانضمام للاتحاد إلا وكان عليها أن تنفذ مجموعة من الشروط والتعهدات التي تسمح لها بالانضمام وأهم تلك الشروط هي الديمقراطية وردم الفوارق الاقتصادية بين الشعوب وسد العجز في الموازنات واتخاذ قرارات مهمة لتلبية مطالب المواطنين لكي يحق لتلك الدولة الانضمام للاتحاد الأوروبي كذلك تتخذ اغلب القرارات من قبل الشعوب بعد تأسيس برلمان ومنظمات لها قرارات ملزمة على القيادات السياسية في الدول وبذلك يكون المواطن هو صاحب القرار .
إن من يتابع الفرق بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي يدرك أن الوحدة والاستقرار والازدهار يمكن أن تتحقق حتى مع الاختلافات في الدين واللغة والقومية إذا كان هناك هدف يوحد الشعوب وقيادة حكيمة تسعى لتحقيقة عكس العرب الذين توحدهم اللغة والقومية وهم متفرقين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص