الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية و المقدس

عامر الأمير

2006 / 7 / 2
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


ولن يرضى عنك العلمانيون حتى تهاجِم الدعوة إلى الله باستمرار وتحاول أن توهم الناس أن "الدين هو سبب تخلفهم وانحطاطهم "، ولا بد من نبذه ظهرياً للسير في ركب الحضارة والتقدم . د.سعد بن عبدالله البريك
يقول د.حمود بن أحمد الرحيلي :"..فإنه لما كان المسلمون يجمعهم كتاب ربهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتجمعهم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كانوا أمة واحدة قوية وعزيزة ورائدة.ولكن لما اتصلت هذه الأمة بالأمم الأخرى ذات الأنماط الحضارية المختلفة، فإن هذه الأمة قد تأثرت بكيد أعدائها من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان والملاحدة حتى أصبح المتأثرون بفكر أولئك الأعداء أمة داخل الأمة الإسلامية.وما لذلك من سبب سوى البعد عن منهج الله الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هداية ونوراً وإخراجاً للناس من الظلمات إلى النور.
تيار "العلمانية" ذلك المصطلح الغربي الذي يوحي ظاهره أن طريقة الحياة التي يدعو إليها تعتمد على العلم وتتخذه سنداً لها ليخدع الناس بصواب الفكرة واستقامتها. حتى انطلى الأمر على بعض السذج وأدعياء العلم فقبلوا المذهب منبهرين بشعاره، وقد أوصلهم ذلك إلى البعد عن الدين بعداً واضحاً.
وإن من أقوى الأدلة المشاهدة في الرد على العلمانيين هو ما تحقق من تطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة العربية السعودية في العصر الحديث من نجاح عظيم في شتى المجالات. د.حمود بن أحمد الرحيلي
هكذا اذن ينظر الأسلاميون الى العلمانية .. انها الفكرة الشيطانية النصرانية اليهودية الألحادية التي تريد من العباد المسلمين أن يتركوا ديانتهم و عدم الرضوخ الى تعاليم الشريعة الأسلامية المباركة .. التي نجد لها المثال التطبيقي الحي في المملكة السعودية التي حققت نجاحات ساحقة في شتى المجالات !! و لعل من أهمها : ممارسة الديموقراطية و حرية الأنتخاب .. و تحرير المرأة و خروجها الى الحياة العامة لمشاركة أخيها الرجل في العمل و الأنتاج و تبؤها مناصب في الحكومة المنتخبة ..و عدم فرض الحجاب أو النقاب عليها و سجنها بين أربعة جدران تطالع التلفزيون بلا كلل أو ملل و ما يعرضه من برامج راقية كالمسلسلات المصرية و البرامج الدينية .. و التسامح الأجتماعي في بلاد الحرمين حيث يحق للناس ممارسة عقائدهم بحرية خاصة من غير المسلمين " الوهابيين " !! .. و حرية الرأي و الرأي الآخر و حرية الاعتقاد الديني و الفلسفي .. و حقوق الأنسان المطبقة بشكل عملي و فعلي في كل ارجاء المملكة لافرق بين رجل او أمرأة أو بين وهابي و سني و شيعي و مسيحي و هندوسي ( من العمالة الوافدة ) .. و عدم التكفير و التسامح الديني في فتاوى مشايخ الوهابية المهيمنة على الحياة العامة السعودية .. حيث نجد في تلك التعاليم الراقية فكرة التسامح في الأسلام و تقبل الآخر و عدم الدعوة الى قتل أو أرهاب ممن لايعتقد بالسلفية الوهابية المسالمة ..لأن الأنسان قيمة عليا و الله قد حرم قتل النفس البشرية الا بالحق " أي الجهاد في بلاد الأفغان و الشيشان و العراق و البوسنة " و عدم الدعوة الى قتل الروافض الكفار الذين هم أشد خطرا من اليهود و النصارى !!! نعم انجازات رائعة ..بل هنالك ماهو أعظم ألا و هو عدم الدعاء بعد صلاة الجمعة بهلاك الكفار خاصة بعد الأمر الذي صدر من البيت الأبيض أو "الأسود "و تم تبليغه الى الحكومات خاصة العربية منها التي قامت بدورها بتعميمه الى كافة خطباء صلاة الجمعة !! ما أعظم هذا التسامح ..
اضافة الى حرية الصحافة و حرية التعبير و التعددية الحزبية و العقائدية و الفلسفية و مناهج التعليم التي تدعو الى " الحب في الله " بدلا من " الكره في الله " !!.. و عدم أنتشار ظاهرة المخدرات التي لايتعاطاها الشباب السعودي .. و عدم أنتشار الشذوذ الجنسي بين الرجال و النساء بسبب زواج المسيار أو زواج البوي فريند الذي أخترعه العالم الجليل و المفكر الكبير مكتشف علاجات الأيدز و السكري و ارتفاع ضغط الدم بضربة واحدة !! رئيس جامعة الأيمان الشيخ الزنداني ( حفظه الله و أطال من عمر ) !!
أرض المملكة الصحراوية بفضل تطبيق الشريعة أصبحت الجنة التي تحلم بالعيش فيها شعوب الأرض ..
هكذا يغالطنا الأسلاميون متناسين أنه البترول ذلك الساحر الذي أكتشفه و حفر عنه و أستخرجه و صنعه و صدره و أستهلكه الغرب الصليبي الكافر .. ذلك الساحر هو من حول صحراء نجد و الحجاز الى عمران فيها الماء و الكهرباء و الأتصالات و السيارات الحديثة التي انتجها الغرب الصليبي الكافر ايضا !!
و لا أدري لماذا لاينظر الأسلاميون الى تجربتهم المخزية المضحكة المبكية في دولة طالبان العظيمة التي فضحت الأسلام أمام الدنيا بشرعها الغرائبي الشاذ و ضربها النساء بالسياط في الشوارع !!
كما لا أدري لم لا ينظر الأسلاميون الى الشيطان الارهابي الذي خرج من قمقم تعاليم ابن تيمية و بن عبدالوهاب و بتنظير أخواني و مال بترولي و مباركة أميركية .. بعد أن ترعرع ذلك الشيطان في ارض الأفغان بمراهقي الجهاد و فتاوى مشايخ الأسلام و أموال العرب و السلاح الأمريكي حتى تحول الى شياطينا و خلاياسرطانية أنتشرت على طول و عرض جسد البشرية ..
يحاول الأسلأميون أن يلعبوا بمصطلح ( العلمانية ) فيهرجون أنه لايعني " العلم "!! و أنه نتاج الغرب الصليبي اليهودي و أنه جاء مع الثورة الفرنسية التي نزعت القدسية و التسلط من الكنيسة و أعادت الحكم للشعب و أنتجت أول دين بشري عظيم : لائحة حقوق الأنسان !! التي تحظى بأحترام المجتمع الدولي و يغار من عظمتها تعاليم الديانات السماوية فيوهمون الناس بأن تلك الحقوق قد سبق أن نصت عليها المقدسات قبل قرون عديدة !!!
العلمانية لاتعني العلم لكنها تنتج العقل العلمي .. نعم هي تعني " الدنيوية " أي أن يكون محور أهتمام الدولة " حقوق الأنسان " و ليس " حقوق الله " التي تضعها العلمانية و تحصرها في مكانها الخاص أو بكونها حرية أو حق شخصي لايحق لأتباعه أن يفرضوه أو يدعوا اليه بالقوة و أختراق الفضاء الأجتماعي العام الذي يتسيده قانون الدولة فقط !!
العلمانية و ان كانت في بدأها " فصل الدولة عن الكنيسة " الا أنها تعني أيضا " فصل الدين ( أي دين )عن الدولة " وهذا ماتسير عليه شعوب العالم المتحضر و منها الذي تعلمن دون أن يدري كاليابان و كوريا و ماليزيا !!
هناك نمطان من العلمانية : أولها العلمانوية النضالية التي نشأت في فرنسا و لازالت تطبق فيها بقوة لأنها الأمة التي عانت من أضطهاد الكنيسة و انبثقت على ارضها الثورة الفرنسية الكبرى التي أحدثت انقلابا كبيرا في المعاني و احدثت القطيعة التأريخية مع دكتاتورية المقدس الكنسي الذي تسلط على رقاب الناس و شن حروبا دموية أزهقت فيها أرواح الملايين من البشر ..
و ثانيها : العلمانية المنفتحة التي تسير على نهجها كل دول العالم المتحضر .. فهي وأن رفعت شعار " الأنسان أولا " لكنها لاتمانع أن تدرس في جامعاتها تعاليم اللاهوت بكل أماطه و تجلياته .. ولكن ليس على طريقة الجامعات الأسلامية التي تخرج أرهابيين أو منظرين للأرهاب أو دعاة له أو في اضعف الأيمان تاييده !!
يدعي الأسلاميون أن " لاكهنوت في الأسلام " و بالتالي فلانحتاج الى العلمانية لأنها كانت ثورة ضد الكهنوت المسيحي .. و هم هنا يدافعون بطريقة تبجيلية عن حقيقة نراها في الواقع " هناك كهنوت جبار في الأسلام " يتلاعب بعقول الناس و يقودهم كالبهائم الى حياة وسواسية مرضيه همها تطبيق الشرع في كل صغيرة و كبيرة ابتداءا من التعوذ بالله من الشيطان عند الدخول الى الحمام .. مرورا بالدعوة الى الجهاد و ختاما بالأنتحار و النحر و القتل و الأنتقال الى فردوس اللذات اللامتناهية ..
ايها الناس اسمعوا و عوا و اذا سمعتم شيئا فانتفعوا :الدين مكانه الجامع او الكنيسة أو المعبد فأذا تعداهما تحول الى مشكلة كبرى تخربط على الناس عقولهم و حياتهم و تجعلهم في حيص بيص كما هو حال كافة الشعوب العربية و الاسلامية !!!
هناك من يعتقد أن الليبرالية هي النهج الذي يمكننا أن نسير عليه بدلا من " العلمانية " المرعبة !!
الجق لو تعلمون أنه لاتوجد ليبرالية بدون علمانية ... فالليبرالية فكر سياسي اقتصادي بالدرجة الأولى .. ومن الممكن ان تكون ليبراليا و تبقى منغلقا ضمن سياجك الدوغمائي ...
و هناك من يلبس الليبرالية لباسا و يتقنع بها قناعا و هم أسلامويون حتى النخاع لكنهم يتلبسونها لكي يظهروا للعالم أن تعاليم الأسلام تتماشى مع متطلبات العصر و هي تصلح لكل زمان و مكان ..أو أنهم يعملون كمخابرات أسلامية -ان صح التعبير- للتغلغل بين خلايا الفكر الليبرالي فيأسلموا الليبرالية رغم أنفها ويفسدوها!!!
و هناك من يتخذ الليبرالية ( تقية ) فهو في قرارة نفسه ( متعلمن ) لكنه يخشى أن يصرح بعلمانيته اتقاء غضب مشايخ الأسلام الذين دأبوا الى أقران العلمانية بالكفر !!و تلك مغالطة كبرى لم و لن يفهمها العقل الديني و خاصة الأسلامي ...
العلمانية فكر شامل و حر يحترم و يكفل حقوق الأنسان بما فيها حرية الأعتقاد الديني او الفلسفي أو عدم الأعتقاد : أي ان العلمانية لا تكفر مسلما او نصرانيا او يهوديا أو بوذيا أو هندوسيا أو لادينيا أو ملحدا ... هي ببساطة تحترم كل ذلك ضمن حدود القانون ... بينما نجد المؤمنين خاصة الأسلاميين منهم يكفر بعضهم بعضا و يستحل بعضهم دم البعض و يفرض عليه بالقوة أعتقاده ..و ربمابأستثناء البوذيين و بعض الديانات التسامحية و اللادينيين .. فهم لا يكفرون و لا يقتلون النفس التي حرم الله و الأنسان قتلها !!! الا بقوانين و محاكم و قضاة يقررون أعدام شخص مثلا اذا كانت فقرات القانون في اي بلد تنص على ذلك ...
فلننظر كيف ينفذ المسلمون حكم الله بحق من يقع بأيديهم من الأبرياء : يخطفون عمالا من روسيا مثلا و يمنحون الدولة الروسية ان تنسحب من أراضي الشيشان الروسية خلال 48 ساعة و الا فأن حكم الله سينفذ بحق هؤلاء .. هذا هو حكم الشريعة الأسلامية الرحيمة !!! بل أنهم أحيانا ينفذون حكم الله خلال دقائق معدودة بقطع الرقبة بسيف أو سكين و بهتافات الله أكبر و تهليل وتكبير ملايين الساديين العرب المسلمين بعد أن يستمتعوا بتلك الرحمة الأسلامية العظيمة و منظر الدماء الذي تشتاق اليه قلوبهم و تذكرهم بأمجادهم الغابرة حيث القتل و النحر هو الشرع الذي نفخر به على العالمين ...
العلمانية تحترم الأساطير أو الطقوس التي تؤمن بها مجموعة ما من البشر و تعتبرها تراثا شعبيا و فلكلورا يجب أحترامه ... لكن العلمانية لاتحول الناس الى متأسطرين فهي تنور المجتمع الى الدرجة التي لا يتخذ من الأسطورة وسيلته المفضلة في اتخاذ قرارات مصيرية في حياته كما نفعل نحن في الاستخارة مثلا !!!
ليس بالليبرالية وحدها تتنور العقول ... بل الحق أن العلمانية هي الأجدر و الأقوى و الأكثر صراحة و وضوحا ...
و ربما لأسباب خاصة يتخندق العلمانيون ( تقية ) خلف مصطلح ( الليبرالية ) المقبول من مشايخ الأسلام الى حد ما ... أما كلمة ( العلمانية ) فالعياذ بالله !!! تثير الرعب و ترتجف من سماعها جنبات مشايخ الأسلام خوفا و هلعا ... أليست هي الكفر بعينه !!!
العلمانية هي التي جعلت المسلمين و منهم متطرفين و أرهابيين يحصلون على كامل حقوقهم في بلاد الغرب المسيحي ... و منها و أهمها التجنس !!!
ابو حمزة المصري ( القرصان الأرهابي ) بريطاني الجنسية يلعلع صوته عاليا في لندن !!!
الخلايا الأرهابية النائمة لها كامل حقوق المواطنين الغربيين !!!
اللاجئون و الشحاذون العرب و المسلمون أصبحوا مواطنين غربيين يتمتعون بكامل حقوق أهل البلد المسيحيين !!!
المهرج عمرو خالد يذهب الى الدانمارك كداعية يروج لمقدسه في بلاد مسيحية !!!
في روما معقل المسيحية يشخص واحدا من أجمل الجوامع الأسلامية بتصميم معماري طلياني كاثوليكي قرب الفاتيكان ( مكة المسيحيين ) !!!
كل ذلك بفضل ( العلمانية ) ... وحدها !!!
ثم يلعنوننها و يكفرونها ....
أنهم يشبهون ذلك الذي يتقزز من رائحة الزفر بعد أن لحس و التهم سمكة مشوية .. فقالوا عن السمك : مأكول مذموم !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة