الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري 1984-1991

حسن أحراث

2020 / 8 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ما من معركة داخل السجون المغربية خلفت شهيدين..
ليس افتخارا ولا مزايدة. لا أريد أن أكرر نفسي، أي ترديد نفس الكلام. لدي بوح مشروع لا داعي لإخفائه. كفانا مجاملات وقول نصف الحقيقة.
إنها معركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري. وليس ذلك فقط، لقد استمرت معركة الوفاء للشهيدين لما يزيد عن ست سنوات، دون احتساب المعارك الإنذارية والمحدودة. وحبنا للحياة وعشقنا لها، كما نردد دائما، يفند المزاعم الحاقدة التي تلصق بنا تهمة "الدعوة الى المزيد من الشهداء".
انطلقت المعركة في 04 يوليوز 1984، وانتصرت يوم 16 غشت 1991.
للتاريخ والحقيقة، أذكر أسماء المناضلين الذين خاضوا شوط المعركة الأول (حسب مدة الاعتقال):
- الشهيد مصطفى بلهواي (مراكش، 10 سنوات)؛
- الشهيد بوبكر الدريدي (مراكش، 05 سنوات)؛
- أحمد البوزياني (مراكش، 04 سنوات)؛
- كمال سقيتي (مراكش، 05 سنوات)؛
- الحسين باري (أيت سحاق –خنيفرة-، 05 سنوات)؛
- نورالدين جوهاري (وادي زم، 08 سنوات)؛
- الطاهر الدريدي (مراكش، 10 سنوات)؛
- عبد الرحيم سايف (وادي زم، 10 سنوات)؛
- لحبيب لقدور (ولاد دحو –أيت ملول/اكادير-، 12 سنة)؛
- الحسن أحراث (مراكش، 15 سنة).
وللتاريخ والحقيقة، أذكر أسماء من استمر في المعركة حتى نهايتها (16 غشت 1991):
- نورالدين جوهاري؛
- الحسن أحراث.
علما أن الرفاق البوزياني والسقيتي وباري قد غادروا السجن/المستشفى (موريزكو/ابن رشد بالدار البيضاء) وهم مضربون عن الطعام، أي بعد إتمام مدة السجن التي كانوا محكومين بها.
من لا يعترف بالحقيقة جبان. والخوف من الحقيقة ضعف وجبن..
لا يكفي ترديد الجمل الجاهزة (التضامن، الدعم، الفضح...)، أو الشعارات المألوفة (من يتبنى الشهيد يتبع خطاه، الاعتقال السياسي قضية طبقية، إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين...)، إن المطلوب هو ممارستها وتوفير شروط تطوير الأداء النضالي الجماعي والمنظم. والمطلوب أكثر، أي ما يعطي البعد الكفاحي لشعاراتنا هو ربطها بمعارك أوسع الجماهير الشعبية، وفي مقدمتها الطبقة العاملة.
كيف لمن يخدم قضية الشعب المغربي حقا ويتبنى الجمل والشعارات المذكورة حقا أن يتجاهل معارك أبناء الشعب المغربي؟!! فكل المعارك النضالية معارك للشهداء، ولا يكتمل تبني معارك الشهداء دون تبني مختلف المعارك النضالية، وبالخصوص معارك العمال والفلاحين الفقراء والمعطلين والطلبة و...؛ وبكل ما يعنيه ذلك من انخراط مبدئي ومسؤول في الصراع الطبقي من مواقع وجبهات مختلفة.
إن من يتنكر لتضحيات أبناء الشعب المغربي داخل السجون أو خارجها ليس مناضلا، ولو ادعى ذلك. قد نختلف في تقديراتنا، وقد تتمايز تحليلاتنا أو مرجعياتنا، لكن لا معنى لنفي الحقيقة، فقط لأنها لا تساير أهواءنا أو لسنا طرفا فيها أو لا تنسجم ومزاعمنا أو لأنها "تخدم" مصالح خصومنا/أعداءنا.
لا أتحدث من فراغ. إن معركة الشهيدين، وليس أي معركة، عانت وتعاني الطمس، فقط لأن بعض المناضلين الذين انخرطوا فيها من البداية حتى النهاية (1984/1991) رفضوا/يرفضون الركوع والرضوخ. وهو ما لا يروق للبعض رغم أثرها النضالي الذي غذى معارك المعتقلين السياسيين والعائلات وقضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية والفعل النضالي عموما.
ونلاحظ أن جل المعارك تُغيّب، ويتم فقط الحديث عن الشهيد. والحديث عن الشهيد، أي شهيد، دون معركته ينم في كثير من الأحيان عن التنكر لمعركته وتوظيف اسمه في حروب تافهة وهامشية لا تمت بصلة لقضية الشهيد ومساره النضالي. وهو ما يحصل بالنسبة للعديد من معارك الشهداء، ومن بينهم شهداء شهر غشت، خلادة الغازي ومصطفى مزياني وعبد الحق شباضة والشهيدين الدريدي وبلهواري، دون أن ننسى الشهيدة سعيدة المنبهي. لقد صاروا بالنسبة للبعض، وخاصة دعاة النضال من بورجوازيين صغار انتهازيين، علامات تجارية من أجل الكسب والمزايدة السياسية، تماما كما حصل ويحصل بالنسبة للشهيد البطل غيفارا ورموز مناضلة مثل ماركس وانجلز ولينين...
وأعتذر من أب الشهيد مزياني (با محمد، رمز الأب المناضل) لأعلن عن رغبته الكبيرة، بل إلحاحه الشديد على تخليد ذكرى واحدة وجامعة للشهداء الستة الذين استشهدوا في معارك الإضراب عن الطعام (سعيدة المنبهي وبوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري وعبد الحق شباضة ومصطفى مزياني وخلادة الغازي). وقد أكد ذلك يوم الذكرى السادسة لاستشهاد ابنه مصطفى (13 غشت 2020) وبحضور مجموعة من المناضلين. علما أنه يتعذر لأسباب سياسية معروفة تخليد يوم واحد لكافة شهداء شعبنا. ولن يقوم بذلك غير الحزب الثوري، حزب الطبقة العاملة الذي يطمح ويعمل كل مناضل/ة ثوري/ة على بنائه. والعبرة بيوم المعتقل (24 يناير)، يوم حظر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب سنة 1973، فمن يخلد هذه المناسبة/الذكرى بما يليق بها نضاليا، وفي علاقة تاريخية بالحركة الماركسية اللينينية المغربية؟!!
والخلاصة المؤلمة، فمن يمارس الطمس على معركة شهيدين اثنين، وعن وعي وبإصرار، كيف له أن يشيد بمعركة شهيد واحد أو بغيرها (إلا تباهيا أو تشفيا)؟!! إنه يلتقي موضوعيا مع أعداء الشهيدين في نفس المهمة القذرة.
نفهم طمس الحقيقة من طرف النظام وحواريه وكذلك حملات التشويه والتضليل، من قوى سياسية رجعية وإعلاميين مملوكين و"مؤرخين" مزورين للتاريخ والحقيقة و"مثقفين" بورجوازيين...؛ لكن المفارقة الغريبة، بل الفاضحة والمفضوحة، أن تتبنى الشهيدين وتتنكر لمعركتهما...
كل التحية للرفيقين الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري ولعائلتيهما؛
كل التحية لشهداء شعبنا داخل السجون وخارجها؛
الحرية الفورية لكافة المعتقلين السياسيين؛
الخزي والعار للنظام وعملائه...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟