الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق السلام .. رؤية ثورية(8)

محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)

2020 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أوراق السلام.. رؤية ثورية (8)


الترتيبات الأمنية..هي الصخرة التي تتحطم عليها أحلام السلام

قد يتهمني كل من يقرأ هذا المقال بالتشاؤم وانني مصدر نحس لكل أبناء شعبنا لكني أقول أنا لست متشائما وانما أنقل الحقيقة كما هي من غير تجميل أو تجمل لأن نتيجة ملف السلام بعد كل جولات التفاوض ستكون (صفر) ولن يتحقق سلام كامل في السودان وإن تحقق فإن مصيره الانهيار لأن طاولات التفاوض ضيقة لا تسع كل أطراف النزاع لأن المفاوضات في نسختها الحالية ترفضها بعض حركات النضال المسلح مثل حركة عبد الواحد نور وغيرها.
لم يعد سرا أن ملف الترتيبات الأمنية سيكون الصخرة التي تتحطم عليها كل أحلام الشعب السوداني في سلام مستدام لأن هذا الملف شائك وحذر وكل من يقترب منه سوف يحترق بناره ولن تستطيع الحكومة مهما فعلت؛ والحركات المسلحة مهما عملت أن تصل إلى نتيجة تدفع عملية السلام إلى الأمام بخصوص هذا الملف.
فقد رأينا كيف تم استثناء ملف الترتيبات الأمنية عند التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بين حكومة الخرطوم والجبهة الثورية والسبب كما أسلفنا سابقا أن هذا الملف يحتاج إلى اشراك كافة الأطراف التي تحمل السلاح لأنه ببساطة لا يمكننا تصور سلام بدون جميع حملة السلاح كبيرهم وصغيرهم.
لذلك لا حاجة إلى المضي قدما في عملية السلام إذا لم يتم حسم ملف الترتيبات الأمنية واشراك جميع القوى المقاطعة لمفاوضات جوبا وتهيئة الموقف التفاوضي الذي يحتاج إلى مزيد من التفاهمات والتنسيق والثقة المتبادلة بين جميع الأطراف قبل أن يجلسوا ليتفاوضوا.
والغريب في الأمر أن أطراف التفاوض وخاصة الحركات المسلحة قد اتفقوا بشكل غير مباشر وبطريقة مستعجلة على تذويب وإبعاد القضايا الموضوعية كالترتيبات الأمنية وغيرها من القضايا التي تؤسس لسلام مستدام واستبدلوها بقضايا (الكعكة) التي ستحدد حصصهم في المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي والولايات وكم نسبة مشاركتهم في ادارات العاصمة القومية.
وكل هذا يؤكد حقيقة واحدة فقط هي ألا أحد يريد السلام وإنما اتفق الجميع على اقتسام الثروة والموارد والسلطة وعلى الشعب السوداني أن ينصاع ويمنحهم شرعية (أنانيتهم) وجشعهم السياسي المصلحي الضيق.
الحقيقة أن ملف الترتيبات الأمنية يحتاج إلى مزيد من الوقت والواقع يقول بعدم حسمه وذلك لصعوبة تعقيداته خاصة فيما يتصل بعمليات التسريح والدمج ونزع وجمع السلاح.
جميعكم قد أدرك الآن أن ملف السلام وجميع قضاياه الإنسانية والسياسية والاجتماعية والأمنية ما هو إلا بابا قد نفذ عبره انتهازيو ثورة ديسمبر المجيدة التي صنعها شعبنا وقطفوا هم ثمرتها وتركوا للثورة كل ما زاد عن حاجتهم من الأمور التي لا قيمة لها.
لأن من أراد السلام يدخل التفاوض بلا شروط أو قيود لأن السلام مسألة جوهرية واستراتيجية لا تقبل المساومات والنوايا السياسية. ولا يمكن أن يكون هنالك سلام حقيقي وواقعي ما لم نصنع جيشا وطنيا واحدا موحدا ذو عقيدة عسكرية صارمة تذوب بداخله كل الفصائل المسلحة بلا استثناء حتى لا نعود لمربع الحرب الأول إن احتفظ كل فصيل مسلح بسلاحه وأفراده؛ وحتى لا يكون ملف الترتيبات الأمنية الصخرة التي تتكسر عليها أحلامنا في السلام والأمن والتنمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي