الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرعات من أبجدية الأوهام

روني علي

2020 / 8 / 26
الادب والفن


١
أنا ..
ذاك الجنين الذي اختنق في رحم أمه
قبل أن يصرخ

٢
أنا ..
ذاك الحبل المجدل حول عنق الأيام
وحين يشتد ..
تنتابني نوبات الاختناق

٣
أنا ..
طائرة ورقية تجوب المدارات
وحين السقوط ..
تتلاشى

٤
أنا ..
كنيسة تقرع أجراس الرحيل
حين يلهو الأطفال فوق صدري
ولم أرحل

٥
أنا ...
لوثة مضاجعة الأيام
في وضح الحرب
تكتبني قصيدة عصماء .. يتيما
فأكتب من اليتم تاريخا
يمشي ويركلني

٦
أنا ...
متسول يمشي في جنازة الشارع
يتلقفه الصبية على إشارات المرور
فيهرب بالأضواء إلى بكارة الليل

٧
أنا ..
لسان مقطوع في سبطانة بندقية
تسافر بي أرملة إلى قبر شهيدها
تصرخ بين كفي
فألتهم شاهدة قبر .. باسمي

٨
أنا ..
حلم تحت وسادة امرأة
تزوجت من أحلامها
فأنجبتني طفلا
يعبث بخريطة العالم
ويلقي حتفه بطلقة طائشة

٩
أنا ..
رقم في سفر الأنفال
لم تحمل أمي مني سوى
فردة حذاء
لم تسمع حبيبتي عني سوى رائحة تفسخت بين جثث ..
عبرت الوطن إلى شواء الأحلام

١٠
أنا ..
كأس ماء من نبع عينين
أقامتا صلاة استخارة
بين أنياب الغول
فكانت رعشة الولادة
وكنتُ .. طريدة نصل الأنبياء

١١
أنا ..
آخر جرعة من أكسير الوهم
تغتالني أبجدية اللطم .. كورديا
تنتشلني موجات الحداد .. كورديا
ترقص حبيبتي على جرحي المفتوح
بكعب التاريخ
وأقفل بمزلاج الخيبات باباً ..
كان سجني
حين كتبتُ على جدار مدرستنا ..
الحب وطن ولا سواه

٢١/٨/٢٠٢٠








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا