الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نتخطى فشلنا ؟

رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر

(Rabah Fatimi)

2020 / 8 / 26
الصحافة والاعلام


كثير من المبادرات أخذت جهدا كبيرا إلاّ أنه لم يُكتب لها النجاح ، ،ومبادرات أخرى أثمرت بجهد أقل .لا يخلوا الزمن من تلك التجارب والدروس ا لتي يجب تمعنها ودراستها. اختصار للوقت وتوفير للجهد وبلوغ الغاية ، لم ندرك بعد لماذا تفشل محاولتنا من حيث نعمل من أجلها كما يعمل لها الآخرين إلاّ أنّ محاولتنا تأبى بالفشل والخيبة ومحاولة أخرى يكتب لها النجاح .وعبثا نحاول وحين اليأس والفشل نرمي فشلنا على الآخر ونستمر في الدوران والفشل إلى ان تبتذل قضيانا بدل أن تنتعش وتزدهر وتزين بنضال تعود بأثر رجعي تموت بنضالنا الأعمى ربما تذهب السذاجة بالبعض ليتهم الحظ والبخت وهنا ندخل في مرحلة لا فكر ولا تاريخ ونجهل في أي مرحلة نحن وهل يجب الصمت أو الكلام وهل نحن في مرحلة الحضارة وأوجها أم في مرحلة أفولها وإدبارها ونجهل تماما السنن التي تنطبق على الدول وانها مثل البشر تشيخ وتهرم ،ولذلك لا يجب أن نتعامل مع الدولة في مرحلة زهوها وأوجها كما نتعامل مع أخرى في أفولها وهرمها ،مهم جدا أ ن نعلم هذا ونتعامل معه فلمرحلة التي نمر بها مهمة بنسبة لكل عمل فكري وسياسي واجتماعي وإلاّ كانت ارتداداتها عكسية قوية تضربنا بحافرها كما تضرب الدابة صاحبها وهو يضن أنه يقوم بواجبه نحوها ويسوسها ويغديها . التخبط الذي نعيشه على جميع المستويات يدلل أنناّ نعمل بسذاجة كون عملنا كثيرا ومحصولنا لا يذكر كل الدول تتجه مثل الغزالة في سرعتها نحو غايتها ونحن مثل البطة نتخبط في النهر .لا شك حين نضع العمل في إطاره الزماني والمكاني تتضح لنا الرؤية ،ونرى الأشياء أوضح ،وتكون نتيجتها أضمن وأسرع ببساطة جدا كالفلاح يعلم كيف يرمي بذرته ومتى. كي يجنيها مضاعفة حين يقترب القطف . والفلاحة صنعة ،والفكر صنعة ،والسياسة صنعة .والمفكر الماهر ،والسياسي الماهر صاحب الرؤية البعيدة كذلك يقطف مقابل مجهوده النضالي ويحقق عدالة وزدهار ونموا لأبناء وطنه بشرط أن يقدًر نضاله ويتحين الوقت المناسب كي يطرح أفكاره ويستميت في الدفاع عنها لأنه استطاع أن يرسم لها الإطار ووضعها في سياقها التاريخي ،إذا قربنا الفكرة أكثر كما فعلت الثورة في الجزائر -1954-1962- إستطاع النضال المستميت أن يسحب مفتاح اللعبة السياسية من الفرنسي ويضعها في إطار بعيد عنه وأشعل جذوة النضال ليصبح بذلك خطان مستقيمان لا يلتقيان وبذلك علت جذوة النضال الجزائري على الجذوة والمحرقة الحديد والنار الفرنسية .فحين كانت الخسائر البشرية تلحق بالجزائري كان متأكد من شيئ واحد هو النصر .وكما قال أحد المفكرين "سياستنا علم لأنها لا تخطئ "وحينما نقرأ التاريخ ومقاله المؤرخين عبر الأزمان نفهم أنّ لتاريخ سنن من أخطئها يصاب بالخيبة ،فكذلك سقوط الدول لها وقت معلوم فحين يصلها الهرم لا تستطع أن تدور بها دورة ثانية كي تخلق فيها روح جديدة ونستميت من أجل ذلك .في هذه الحالة تكون كنافخ الكير ، فصحيح في هذه الحالة أن تخلق دولة أخرى لتواصل بناية العمران وخدمة الناس .وهذا ينطبق على الأفكار وينطبق على السياسات وينطبق على البشر .لذلك اليوم تجد الكثير من الجهود تذهب هباء. لا تلمس فيها إلاّ العنتريات وكثرت الضجيج، غافلين ومسقطين الهدف الأسمى لنضال وهو الاجتهاد لخلق إطار تاريخي لأفكارنا كي تنمو وتزدهر في ضل مرحلة تاريخية تذهب بها إلى النضوج كي نهيئها لمرحلة النضال ولقطف،أما الفوضى في العمل والاتكاء على الآخر لنٌصرى وشد الظهر فهذا خبال آخر يدخل صاحبه في نفق لا يخرج منه إلاّ منهوكدابة صاحبها القوة .شعوبنا ودولنا تعيش مرحلة التخبط تنظر للأخر وهو يسير نحو المستقبل بزاد هائل من التطور وقطع أشواط في استغلال إمكانياته وثرواته وافكاره في الذهاب بعيد ا بلحاق بحركة التاريخ لأنها لا ترحم ونحن لازلنا بعقلية الطفل الساذج مرة يعجب بتركيا وتارة بمليزيا وتارة أخرى بأمريكا وتارة أخر باليابان .وهذه الدول والشعوب سبقناها في التفكير لتحسين وضعنا وبناء نهضتنا . لنعود هذه المرة لكن بطريقة صحيحة مستفدين من تجاربنا الفاشلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة