الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد المنهجي و- ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي النزال - الحلقة التاسعة من – لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا- في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2020 / 8 / 26
مقابلات و حوارات


"النقد هو فن دراسة النصوص الأدبية، والتمييز بين الأساليب المختلفة، وهو لايمكن أن يكون إلا موضعيًا. فهو إزاء كل لفظة يضع الأشكال ويحله. النقد وضع مستمر للمشاكل. والصعوبة هي في رؤية هذه المشاكل... والذي يضع المشاكل الأدبية ليس علم الجمال ولا علم النفس ولا أي علم في الوجود، وإنما هو الذوق الأدبي... إن الذوق ملكة... مردها... إلى أصالة الطبع: إلا أنها تنمو وتصقل بالمران".
فالمران المستمر هو الذي يصقل رواسب العقل الخفي... الناقد محـمد مندور

16.إذا اجتمع القارئ والناقد والزمن بين ثنايا الورق والحبر مَن منهم له كلمة الفصل فيما تكتب؟

يجيبنا النزال، قائلًا:

إنما نكتب لنُقرَأ ونبلغ رسالتنا، بل أقول رسالاتنا، فالشاعر والمؤلف والكاتب عالم حافل بالدهشة والتَّدوين والتحليل والتحليق الحرّ في آفاق الحياة الرَّحبة والابتعاد إلى حيث اللاوعي واللامعقول، والغوص في بحار الحقيقة لاقتناص لآلئ الأخيلة الكامنة تحت سطح المنظور.
وهو أيضًا صوت الوعي الجماهيري وقائده للحكمة التي قد تكون جنونًا؛ أليست الشجاعة ضربًا من الجنون؟

لا قيمة لمبدع لا يتفاعل مع قضايا ناسه وبلده وأمته وفي ذلك قلت:

قصيدة "قوافي العِزّ"

سُحقًا لقافيةٍ لم تنتفض ألما = ولم تفض في نزول العاديات دما
ولم تكُن حين يهوي الموتُ في وطنٍ = لكلّ من صمتوا قهرًا يدًا وفما
لا خيرَ فيها إذا ما رُوّعَتْ أُممٌ = إن لم تكن - وحدها - في صدعها أُمما
من استطاب حياة الذلّ ليس له = في الشعر من أملٍ أن يحفظ الذمما
ومن تعاطى خمور اللهو في طربٍ = فليس غير صغيرٍ بعدُ ما فُطِما
كُن ما تشاءُ وعش كالخلق في حُلُمٍ = لكن إذا جدّ جِدٌّ فارفع العلما
أسمِعْ نجوم الليالي صوتَ من سهِروا = وفي أضالعهم لم يفقدوا الحُلُما
وكُن سفيرَ الذين اشتدّ في دمهم = طعنُ النصالِ وموتٌ فيهم احتدما
أرعِدْ بما حملوا من همّ غُربتهم = وإن مَطَرتَ على الباغي ففض حمما
يا ابن الذين بنوا أبياتَهم غُرَفًا = لا تركنَنّ لبيت الوهن مبتسما
هذي البلادُ عتا فيها أخسّتُها = ومجَّد الواهمون العبدَ والقزَما
ورُكّعَت في زواياها مآذنُها = وعادَ في مرجها من يعبدُ الصنما
بلادُ عِزٍّ غزاها الدّودُ منتشرًا = وعاث فيها الردى كالموج ملتطِما
مهدُ السَّراة ومن كانت مواكبهم = تسيرُ بالحقّ بحرًا دافقًا نعَما
من رام خيرًا أوى في ظل خيمتهم = موادعًا خائضًا في خير ما غنما
ومن أراد بهم شرًّا هوى صعِقًا = ولم ينل غير خُسرانٍ، وما ظُلِما
أبوك حسّان فانهل من مناهله = واطعَم ثمار جنانٍ مثلما طَعِما
دع السفوحَ لمن هانوا ومن خُذِلوا = وإن تنادى الغيارى فارتقِ القمما
للشعرِ عند حماة الضاد منزلةٌ = من رامها لم يُضِع في قوله الشمما
أقبِل على ما حباك الله موهبةً = واملأ بدمعٍ جرى من قلبكَ الرّقُما
إن انتصرتَ لمَظلومٍ وكنتَ له = في حُلكة الظُّلْمِ شمسًا تقهر الظُّلَما
لأنت سيفٌ بحرب الحق ممتشَقٌ = منافحٌ يفتدي الإيمان والقيَما
وأنت مُنصِفُ تاريخٍ تدوّنُهُ = وأنت ساقي زمانٍ دبّ فيه ظما
دع عنك نومًا وقُمْ كالنخل منتصبًا = وفي معارك عِزٍّ أشهر القلما*
_
*نُشرت هذه القصيدة في كتاب الشعراء الألف للناشر الشاعر براء الشامي


إن المبدع مزمار جراح النّاس الَّذي يهدهدها ويعزف نزيفها الحان خلود.
وإنه نسّاج سجّاد أحلامهم ومطرِّز رتابة أوقاتهم بخيوط سحره التي يصنع منها زهورًا وطيورًا، ويخطُّ لهم دروبًا تأخذهم حيث يشاء ويشاؤون جمعًا مغرِّدًا موسيقاهم نبض قلوبهم الَّتي شحنها بطاقة إبداعه.

أنا شاعر
أنا شاعر
وقبل الشعر إنسانٌ
أحب الخير والنعمة
أحب الورد
والريحان
أحب شقائق النعمان
أحب اللوز والسكّر
أحب الفستق الحلبي
وتمر مدينتي الأشقر
ولي في غربتي عنوان
ولي في وحدتي ندمان
صديقي الليل
يمنحني الذي أرجو
وحولي نجمه يسمر
فلا أشقى
ولست بحاجة للخمر كي أسكر
جناح الحلم يحملني على الآفاق
كأني القائد المنصور محمولاً على الأعناق
وهل أشتاق؟
بلى يا سائلي
أشتاق
لنهرٍ دفقه كوثر
وأرضٍ ريحها عنبر
وأهلٍ هم خيار الخلق
فيهم طيّب الأخلاق
أنا إنسان


.
للناقد علينا حق كما لنا عليه حقّ، فهو يرتكز على أعمدة إبداعنا ليرقى بعلمه وإحساسه إلى نجوميَّةٍ لن يحظى بها دون الاتِّكاء على ما نبدع، ونحن نتطلَّع لما يقول فينا بعد بحثٍ وتحرٍّ وتمحيص وكأنه صائغ الذهب وصاقل الألماس ومكتشف الأحجار الكريمة.
وأمّا الزمن فليفعل ما يشاء ولن ندَّخر وسعًا في التَّحايل عليه بحنكة دواخلنا المشرقة ومكر طفولتنا الَّتي تبقى في داخلنا حتى الرَّمق الأخير.
سنكتب بالأخضر ليائس أصاب أملَه الجفاف وبالأحمر لناقم يجور على حقولنا بنار حقده وحسده؛ وبالأبيض لكلِّ قلبٍ بريء في صدر طفل ينظر للسماء في انتظار طائرٍ ملوَّن يغنِّي له، أو في أضلاع فتاة تنتظر أن تدخل مدرسة الحياة بشغف. سننهل من غيمة ما نعبِّئُ بها محابرنا لنغازل عُشبًا وزيتونًا ونخيلًا لفتحه ريحُ السَّموم.

انتظروا قادمنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة