الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آمال الشعب العراقي في القمة الثلاثية بالاردن و مكاسب العراق من مشروع الشام الجديد

زهراء الياسري

2020 / 8 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


عقدت اول الأمس في العاصمة الأردنية عمان القمة الثلاثية بين العراق و مصر و الاردن حيث سافر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الأردن بعد رجوعه من زيارته الأخيرة إلى واشنطن و لقاءه مع دونالد ترامب.
و قد التقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع ملك الأردن عبدالله الثاني الذي استقبله في مطار الملكة علياء و كانوا في انتظار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصل ظهرا عقب وصول الكاظمي إلى عمان.
و قد ناقش الثلاثة مشروع ( الشام الجديدة) الذي كان قد طرح سابقاً و هو تجديد مشروع الهلال الخصيب القديم و الذي يضم العراق و بلاد الشام تحالفا مع مصر التي تشكل محور استراتيجي للعلاقات الدولية في الشرق الأوسط.
و قد بحث الكاظمي مع ملك الأردن و السيسي ضرورة تجديد العلاقات بين الدول الثلاثة اقتصاديا و عودة العراق إلى حاضنة الدول العربية المهمة بعد إبعاده إثر الغزو العراقي للكويت في عهد الرئيس صدام حسين و الويلات التي عاناها العراق من الحروب و الحصار الاقتصادي كذلك حرب العراق مع القاعدة و الارهاب و الطائفية لسنوات طويلة.
و قد أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رغبته في مد انبوب نفط عن طريق الأردن و البحر الأحمر إلى مصر التي تفتقر لوجود الذهب الأسود و مشتقاته و كانت تستورده من الجارة ليبيا و لكن بسبب الخلافات السياسية الحالية بين مصر و ليبيا ترغب مصر في كسب حليف قديم مجددا و هو العراق الذي يعد من المتصدرين في إنتاج و احتياطي النفط والغاز الطبيعي عربيا.
و أكد استعداد مصر التام بطرح صفقات استثمارية كبيرة مع العراق كذلك تسهيل حركة التجارة في المنطقة.
اما الأردن فقد أبدت رغبتها في الاشتراك بالحلف التجاري و السياسي الذي يعد مهما جدا و أكد الملك عبدالله الثاني على استعداد بلاده لتخفيض التعريفة الجمركية على البلدين الشقيقين.

في واقع الحال لا بأس في هكذا نوع من الاتفاقيات التي تنعش دماء الاقتصاد العراقي و تجعله أكثر نشاط من سابق عهده و هذا ما يتطلع إليه الشعب العراقي الذي ينظر متلهفاً لآمال باتت راكدة منذ أكثر من عقدين في تحسين أوضاع العراق خصوصا كل ما ذكرته آنفا قد ساهم في تحديد العراق اقتصاديا و عربيا.

‏عندما يعقد الكاظمي قمة ثلاثية مع الأردن ومصر إعلموا أنها قمة بين العراق والسعودية والكويت والإمارات وإسرائيل، أي إن كان جادًا فهو في الطريق الصحيح ولدغ إيران لدغة ثعبان قاتل لأنه بدأ يتحرك برعاية السعودية وأميركا، الملك سلمان ذكي بتحويل اللقاء إلى الأردن لإبعاد الأنظار عن السعودية عدو إيران الأزلي في المنطقة.

تعتبر السعودية و الكويت و الامارات و امريكا واسرائيل أن من مصلحتهم خلق تعاون شرق أوسطي مع العراق و جره إلى تحالفات سياسية و اقتصادية لإبعاد خطر إيران عنه لانها تشكل خطرا على مصالح كل الدول المذكورة سلفاً.
مشروع الشام الجديدة يهدف ظاهره إلى توثيق العلاقات الثلاثية بين العراق و الاردن و مصر و حزام الأمان الذي يحد من خطر التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في المنطقة و لكن باطنه يهدف إلى أبعاد العراق عن المصيدة الفارسية التي تخفف الضغط من عقوبات اقتصادية مفروضة عليها من الولايات المتحدة و هبوط حاد في سعر العملة و الذي تحصل عليه بكل سهولة من العراق و نحن نعلم أسباب ذلك دون عناء.

اخيرا و ليس آخرا الآمال العراقية بتشكيل معاهدات و استثمارات خارجية أصبحت كثيرة كذلك رغبة الشارع العراقي بتحسين الأوضاع الداخلية التي باتت مشكلة مستعصية منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ و تعاقب حكومات أقل ما يمكن وصفها انها حكومات متخاذلة و غاطسة في مستنقع الفساد المالي والإداري و لم تساهم سوى بنقل العراق إلى الحقبة الراكدة الدموية و لا نملك غير الأمل فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال